Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha
هيثم الجندى

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

من المتوقع ان يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قصيرة الآجل بربع نقطة مئوية إلى نطاق ما بين 1.75% و2% في ختام اجتماعه يوم الاربعاء. والسؤال الأهم هو ما نوع التلميحات التي سيقدمها البنك المركزي حول أي تخفيضات إضافية لأسعار الفائدة.

وقد تتوفر تلميحات في بيان السياسة النقدية الجديد للاحتياطي الفيدرالي، المقرر صدوره في الساعة 8:00 مساءا بتوقيت القاهرة، وفي مؤتمر صحفي لرئيس البنك جيروم باويل في الساعة 8:30 بتوقيت القاهرة. هنا ما تتابعه:

التوقعات

إستشهد المسؤولون بثلاثة أسباب—تباطؤ النمو العالمي وتزايد عدم اليقين المحيط بالسياسة التجارية وضعف التضخم—لتخفيض أسعار الفائدة في اجتماعهم يومي 30 و31 يوليو ومن المرجح ان يفعلوا نفس الأمر هذا الأسبوع. وقد تصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على الفور بعد اجتماع يوليو، ولا يظهر ركود النشاط الصناعي العالمي بادرة تذكر على إنه بلغ مداه. ويشير الأمران إلى تخفيض جديد هذا الأسبوع.

وتوقع المسؤولون ان يتباطأ الاقتصاد الأمريكي هذا العام، لكن تزايد الغموض يعني ان المسؤولين ليسوا متأكدين ما إذا كان الاقتصاد سيتباطأ قليلا أم كثيرا.

وترسم البيانات الاقتصادية صورة متباينة. فقد كان إنفاق المستهلك قويا، لكن تباطأ قطاع التصنيع. وتظهر تعديلات مؤخرا لنمو التوظيف والأرباح ان الاقتصاد على مدى الاثنى عشر شهرا الماضية لم يكن بالقوة المعتقدة في السابق.

خارطة النقاط

ولأن تخفيض سعر الفائدة متوقع، فإن الاهتمام سيتجه سريعا إلى توقعات أسعار الفائدة الفصلية، ما يعرف بخارطة النقاط dot plot، والمؤتمر الصحفي لباويل.

وكما كان في الماضي، تبقى خارطة النقاط مصدرا محتملا للإرتباك. ويحمل توقع تخفيضات أسعار الفائدة لعام 2019 أهمية أكبر لأنه لا يتبقى سوى اجتماعين هذا العام، مما يعني إنه يعطي إشارة قوية لمسار السياسة النقدية في المدى القريب الذي يتوقعه المسؤولون.

وفي يونيو، تنبأ سبعة من 17 مسؤولا بتخفيض الفائدة مرتين هذا العام. وبعد إجراء هاذين التخفيضين الأن، السؤال الكبير هو كم منهم سيتوقع تخفيضا إضافيا على الأقل هذا العام.  

ومن المحتمل ان يتوقع ثمانية مشاركين على الأقل تخفيضا ثالثا هذا العام، الذي سيمثل متوسط التوقعات. ويبدو من المحتمل بنفس القدر ان تتنبأ أقلية كبيرة بتخفيض جديد.

وحذر باويل مرارا هذا العام من التركيز الزائد على خارطة النقاط وقد يفعل ذلك مجددا إذا بدا ان متوسط التوقعات لا يتفق مع رسالته.

أسئلة وأجوبة

وأصاب باويل بعض المستثمرين بالحيرة في مؤتمره الصحفي في يوليو عندما وصف تخفيض سعر الفائدة "بتعديل في منتصف دورة" بدلا من بداية "دورة طويلة من تخفيضات الفائدة" التي يشرع فيها الفيدرالي أثناء ركود.

وكان الهدف من هذه العبارة ضرب مقارنات بحالتين منفصلتين في 1995 و1998 عندما خفض الفيدرالي أسعار الفائدة ثلاث مرات على مدى عدة أشهر وتفادى حدوث ركود. ولكن فسرها بعض المحللين انها تعني ان الفيدرالي ربما إنتهى من تخفيض الفائدة أو إنه يهون من حدة التباطؤ المحتمل.

ومنذ وقتها تجنب باويل تكرار هذه العبارة ويبدو من المستبعد ان يكررها مجددا يوم الاربعاء. ولكن وجهة نظره لم تتغير بأن المسؤولين لا يعتقدون انهم في موقف مكافحة ركود يتطلب سلسلة أطول من تخفيضات أسعار الفائدة.

وسيبحث المستثمرون عن تلميحات بشأن مدى استمرار تخفيضات الفائدة. ولأن المسؤولين ليس لديهم خبرة كافية في التعامل مع حرب تجارية، فإنهم قد لا يقدمون تفاصيل كثيرة.

توترات داخل اللجنة

ستساعد أيضا درجة التوافق أو الإنقسام داخل اللجنة في تشكيل التوقعات حول مسار أسعار الفائدة.

وواجه باويل معارضة لتخفيض الفائدة في يوليو من حوالي نصف الرؤساء ال12 للبنوك الفرعية للفيدرالي . وإنشق اثنان منهم لهما حق التصويت داخل لجنة السياسة النقدية—هما إيريك روزنغرين في بنك بوسطن وإيستر جورج في بنك كنساس سيتي—على القرار مؤيدين تثبيت أسعار الفائدة  لأنهما لا يعتقدان ان الاقتصاد الأمريكي يحتاج هذا الدعم الإضافي. ولأن الاقتصاد لم يتدهور منذ حينها، فربما يصوتان يوم الاربعاء ضد تخفيض جديد لأسعار الفائدة.

وفي نفس الأثناء، قال جيمز بولارد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سنت لويس قبل أسبوعين في مقابلة إنه سيؤيد تخفيض أسعار الفائدة بنصف بالمئة بسبب انخفاض حاد في أسعار الفائدة التي تحددها السوق منذ الاجتماع السابق. وهذا يشير إنه ربما يصوت يوم الاربعاء ضد تخفيض بمقدار ربع بالمئة.

ويقول مستثمرو السندات ان تخفيضا أكبر ، يضعف الدولار ويعزز توقعات التضخم في المستقبل، سيقدم دلائل مقنعة على ان الفيدرالي ملتزم برفع التضخم بوتيرة أسرع صوب مستوى 2% المستهدف.

ولم يتأثر أغلب مسؤولي الفيدرالي بهذه الحجج. ويشعر البعض بالقلق من ان هذا قد يبدو تحركا مذعورا ويشجع الاسواق على المطالبة أو توقع مزيد من التحفيز.

نقص السيولة

ضخ بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أموالا في أسواق النقد يوم الثلاثاء ويخطط لفعل ذلك مجددا يوم الاربعاء بعد ان قفزت أسعار الفائدة لآجل ليلة واحدة بسبب عوامل فنية، من بينها تراجعات في احتياطيات البنوك المودعة لدى الفيدرالي.

وتخلق هذه التقلبات في سوق الإقراض بين البنوك ضرورة ملحة لقيام الفيدرالي بالرد على تساؤلات قديمة حول مجموعة من القضايا المعقدة الخاصة بضبط السياسة النقدية.

وأنهى المسؤولون تقليص محفظتهم من الأصول الشهر الماضي، لكن لم يعلنوا متى سيسمحون بنمو حيازاتهم من الأصول. وحتى ذلك الحين، سيواصل حجم الأموال التي تودعها البنوك لدى الفيدرالي—المسماه الاحتياطيات—انخفاضها.

وقد يسمحون بنمو محفظتهم من الأصول مجددا بشراء كمية صغيرة من السندات كل شهر لإنهاء التراجع البطيء في الاحتياطيات.

وقد يخفضون أسعار الفائدة المدفوعة على الاحتياطي الزائد، وهو شيء فعلوه ثلاث مرات في الماضي لزيادة السيولة في أسواق إقراض أخرى.  

وقد يصبحون أكثر مشاركة في دعم أسواق النقد بخلق ألية إقراض جديدة تحد من التقلبات في طلب المشاركين على السيولة النقدية. وناقش المسؤولون خلق هذه الألية في يونيو لكن لم يتوصلوا إلى قرار نهائي.

قال أمين الناصر المدير التنفيذي لشركة أرامكو إن معمل بقيق في السعودية إستأنف عمله وينتج الأن حوالي مليوني برميل يوميا، مستعيدا بذلك نصف الإنتاج المفقود بعد ان تعرضت المنشآة لأضرار في هجوم.

وقال الناصر في إفادة صحفية في جدة إن المملكة تتوقع ان تعود المنشأة إلى مستوياتها قبل الهجوم عند حوالي 4.9 مليون برميل يوميا بحلول نهاية سبتمبر. ولكن ربما يستغرق الأمر حتى نوفمبر لإستعادة الطاقة الإنتاجية الكاملة للسعودية، بحسب ما قاله وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان.

ويعطي البيان المرتقب بشدة من المملكة—التي قبل الهجوم ضخت نحو 10% من معروض النفط العالمي—وضوحا تحتاج إليه السوق بشدة حول أسوأ تعطل مفاجيء للإمدادات في تاريخها. ولكن هذا التقدم أبطأ من المتوقع في السابق.

وبعد قليل من الهجوم مطلع الاسبوع، أشار مسؤولون ان غالبية الإنتاج سيتم إستعادته خلال أيام، وستتطلب عودة كامل الطاقة الإنتاجية أسابيع. وأصبحت هذه التوقعات أكثر تشاؤما في الأيام التالية مع نشر صور تظهر حجم الضرر الذي لحق بالمنشآة الحيوية.

وأشارت أرقام من وزير الطاقة ان المملكة ستستغرق أشهر كي تتعافى بالكامل من الحادث. وقال إن الطاقة الإنتاجية الكاملة البالغة 12 مليون برميل يوميا لن تكون متاحة قبل نهاية نوفمبر، مع استعادة 11 مليون بنهاية سبتمبر.

وتسيطر حالة من عدم اليقين على الأسواق منذ الهجوم—الذي أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن في البداية مسؤوليتهم عنه لكن بعدها إتهمت الولايات المتحدة إيران. وهبط خام برنت 5.7% إلى 59.31 دولار للبرميل في الساعة 7:24 بتوقيت لندن. وكان خام القياس الدولي حقق أكبر مكاسب على الإطلاق يوم الاثنين.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إن إدارته  قد تبرم إتفاقا مع الصين قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أو قد يتم التوصل إلى اتفاق بعد يوم من توجه الناخبين الأمريكيين إلى مراكز الإقتراع.

وفي حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أثناء سفره من نيو مكسيكو إلى كاليفورنيا، زعم ترامب ان بكين تعتقد انه سيفوز في الانتخابات، لكن يفضل المسؤولون الصينيون التعامل مع شخص أخر.

وقال إنه أبلغ الصين إنه إذا جاء الاتفاق بعد الانتخابات، فإنه سيكون "أسوأ بكثير" لبكين مما قد تحققه الأن.

بينما تعمل إدارة ترامب على وقف صادرات إيران من النفط وخنق اقتصادها، سعت طهران لزيادة تكاليف حملة "الضغط القصوى" التي تمارسها الولايات المتحدة.

وهذا ما فعله بالضبط الهجوم الكبير مطلع هذا الأسبوع على صناعة النفط السعودية مما قاد أسعار النفط للارتفاع بحدة وذكر الولايات المتحدة وحلفائها بالمخاطر على أسواق الطاقة العالمية من نشوب صراع في الخليج العربي.

وبعد الهجوم، ترك الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي يوم الثلاثاء الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية لكن فقط إذا تخلت إدارة ترامب عن العقوبات.

وقال في خطاب متلفز "إذا تراجعت الولايات المتحدة عن تصريحاتها وندمت، وعادت إلى الاتفاق النووي، عندئذ يمكنها ان تنضم إلى أطراف الاتفاق وتتفاوض مع إيران".

ويقول مسؤولون أمريكيون إن إيران نفذت الهجوم بصواريخ كروز أطلقت من أراضيها. وتنفي إيران ضلوعها في الهجوم.

وقالت إيران مرارا إنها ستتحرك لتعطيل تدفقات النفط إذا لم تتمكمن من بيع نفطها وحصلت على إعفاء من العقوبات التي فاقمت مشاكل اقتصادية تتنوع بين تضخم متسارع وبطالة مرتفعة وتراجعات في العملة.

وأواخر العام الماضي، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني قائلا "إذا أرادوا في يوم ما منع تصدير النفط الإيراني، عندئذ لن يتم تصدير أي قطرة نفط من الخليج العربي".

وفي الأشهر الأخيرة، إتهمت الولايات المتحدة إيران بتخريب ست ناقلات نفط قبالة سواحلها الجنوبية. وتقول طهران إنها لم تلعب أي دور في الإضرار بالسفن، الذي رفع على الفور علاوات التأمين وتكاليف الشحن.

وأسقطت طهران أيضا طائرة مراقبة مسيرة تابعة للبحرية الأمريكية في يونيو ولازالت تحتجز ناقلة تحمل العلم البريطاني منذ يوليو بعد ان صادرت السلطات البريطانية سفينة تحمل النفط الإيراني قبالة جبل طارق.

وكان هجوم يوم السبت على مركز النفط السعودي في محافظة بقيق العمل التخريبي الأكبر حتى الأن إذ قطع 50% من صادات النفط السعودية—أو حوالي 5% من المعروض اليومي العالمي. وقد يستغرق الأمر أشهر لإصلاح الضرر بالكامل.

وقالت أريان تاباتاباي، الباحثة في السؤون الإيرنية لدى مؤسسة البحوث راند كورب ايشن، "هذا لا يؤثر فقط على الولايات المتحدة بل أيضا شركاء وحلفاء الولايات المتحدة وقد يجعلهم يدفعون الولايات المتحدة نحو تخفيف الضغط".

وفي نفس الأثناء، حاولت إيران ان تبقي على العلاقات الدبلوماسية مع القوى الأوروبية، بينما تضغط عليهم أيضا لتقديم مساعدة أكبر من خلال التراجع تدريجيا عن إلتزاماتها بموجب الاتفاق النووي الدولي المبرم في 2015.

وتريد فرنسا وألمانيا وبريطانيا استمرار الاتفاق رغم إنسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق العام الماضي وتبحث هذه الدول عن سبل لتخفيف أثر العقوبات الأمريكية على إيران بدون الدخول في صدام مع واشنطن.

وكان أحدث تحرك في هذا الشأن هو مقترح فرنسي بخط ائتمان قيمته 15 مليار دولار لإيران من أجل استمرار إمتثالها للاتفاق النووي. ولم تقدم الولايات المتحدة، التي هددت بفرض عقوبات على أي أحد يشتري النفط الإيراني، موافقة حتى الأن على المقترح.  

وأدانت الدول الأوروبية هجوم يوم السبت بدون ان تتهم أي أحد، وقال الاتحاد الأوروبي إنه من الهام "الوقوف بشكل واضح على الحقائق" وتهدئة التوترات.

وقالت إيران إنها لا تريد حربا وقالت إنها مستعدة للجلوس مع مفاوضين أمريكيين إذا ألغت واشنطن العقوبات.

وقال هنري روم، المحلل المختص بالشأن الإيراني في شركة تحليل المخاطر السياسية أوراسيا جروب،  إن الهجمات على البنية التحتية النفطية للسعودية "الهدف منها على الأرجح إستكمال، وليس تقويض، الاستراتجية الدبلوماسية لإيران". "الأمر يتعلق بالإظهار لترامب تكاليف عدم التفاوض".

ودفعت بالفعل الهجمات على منشآت طاقة في المنطقة خصوم لإيران لتخفيف نبرة خطابهم المعادية عادة لإيرن. وأحجمت واحدة من الخصوم، وهي دولة الإمارات، عن إتهام إيران ، رغم ان الولايات المتحدة فعلت ذلك.

وأشارت كيلاني كونواي كبيرة المستشارين للبيت الأبيض يوم الأحد في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز ان ترامب لازال يدرس الاجتماع مع الرئيس الإيراني، رغم إلقاء الولايات المتحدة باللوم على طهران في هجوم السبت.

ارتفع الذهب يوم الثلاثاء بدعم من التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من بنك  الاحتياطي الفيدرالي، لكن تداول في نطاق ضيق نسبيا مع ترقب المستثمرين مزيد من الوضوح حول موقف البنك المركزي الأمريكي بشأن السياسة النقدية مستقبلا.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 1505.26 دولار للاوقية في الساعة 1510 بتوقيت جرينتش.

وزادت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.1% إلى 1513.20 دولار للاوقية.

ومن المتوقع على نطاق واسع ان يعلن الفيدرالي عن تخفيض أسعار الفائدة  عندما يختتم يوم الاربعاء اجتماعا على مدى يومين. وسيكون هذا ثاني تخفيض من البنك المركزي لأسعار الفائدة بعد تخفيض في يوليو لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

وقد يفرض تخفيض الفيدرالي لأسعار الفائدة ضغوطا على بنك اليابان لتيسير سياسته النقدية يوم الخميس.

ويوم الاثنين، ارتفع الذهب أكثر من 1% قبل ان يغلق على ارتفاع 0.6% خلال الجلسة بعد ان أثارت هجمات على منشآت نفطية في السعودية مطلع هذا الأسبوع المخاوف حول الاستقرار في الشرق الأوسط مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض مزيد من الضغط على الفيدرالي لتخفيض الفائدة.

وفي نفس الأثناء، تراجعت أسواق الأسهم مع إحجام لمستثمرين عن الإلتزام بمراكز كبيرة قبل قرار الفيدرالي والجولة القادمة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين يوم الخميس.

وصعدت أسعار الذهب نحو 19%، أو أكثر من 200 دولار، منذ ان لامست أدنى مستوياتها في 2019 عند 1265.85 دولار في أوائل مايو مدعومة بموقف أكثر تأييدا للتيسير النقدي من بنوك مركزية رئيسية وتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتوترات في الشرق الأوسط.

يقود رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باويل زملائه نحو تخفيض أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية في اجتماعهم هذا الأسبوع للمرة الثانية خلال شهرين من أجل تحصين الاقتصاد من تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وضعف النمو في الخارج.

ولكن من المستبعد ان يلمح مسؤولو الفيدرالي إلى خطط إجراء سلسلة من تخفيضات الفائدة حيث أن السياسة التجارية خارجة عن سيطرتهم ومن الصعب التنبؤ بها. وقد تقلبت السياسة التجارية من تصعيد إلى تهدئة في الأسابيع الأخيرة. وليست التجارة وحدها العامل الجيوسياسي غير المحسوم فهناك أيضا مخاطر من الخروج القادم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهجوم على مركز رئيسي لمعالجة النفط الخام في السعودية الذي أثار إضطرابات في الأسواق العالمية يوم الاثنين.

وفي نفس الأثناء، لم يفقد التوظيف أو الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة زخما كبيرا مما يعني ان النمو الداخلي يبقى قويا.

وبالتالي يتخذ مسؤولو الفيدرالي قرارات السياسة النقدية على أساس كل اجتماع على حده بحيث يحاولون تقديم تحفيز كاف لإستمرار نمو الاقتصاد دون ان يتعهدوا بالكثير. وستراقب الأسواق عن كثب كيف سيصيغ باويل التوقعات في مؤتمره الصحفي يوم الاربعاء.

ويرى المستثمرون إحتمالية بنحو 58% لتخفيض الفيدرالي أسعار الفائدة مرة واحدة إضافية على الأقل هذا العام بعد اجتماعهم، إنخفاضا من 93% يوم 20 أغسطس.

وصوت الفيدرالي لصالح تخفيض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية يوم 31 يوليو إلى نطاق ما بين 2% و2.25%. وفي اليوم التالي، صعد الرئيس ترامب الحرب التجارية مع الصين. وبعدها تراجعت بحدة عوائد السندات في أغسطس وأشار ضعف مستمر في قطاع التصنيع إلى توقعات أكثر تشاؤما للنمو.

وساعدت خطوات رمزية من واشنطن وبكين لتهدئة التوترات بينهما قبل إستئناف المحادثات التجارية الاسبوع القادم في إنهاء بعض التراجعات مؤخرا في عوائد السندات.

ومع ذلك، أشارت تقديرات لبحث جديد أعده خبراء الفيدرالي ان الغموض حول السياسة التجارية من المتوقع ان يخفض الناتج الاقتصادي الأمريكي بأكثر من 1% حتى أوائل 2020.

وإذا استمر الغموض التجاري، فقد يؤدي في النهاية ضعف استثمار الشركات إلى تراجع في نمو التوظيف الذي بدوره سيضر ثقة وإنفاق المستهلك. وهذا سيهدد الركيزة الرئيسية للاقتصاد الأمريكي.

وفي وقت سابق هذا الشهر، إستشهد باويل بسياسة الفيدرالي هذا العام كسبب رئيسي لصمود الاقتصاد الأمريكي رغم تأثيرات سلبية متزايدة. وتحول المسؤولون في البداية من رفع أسعار الفائدة إلى تثبيتها، ثم تخفيضها مع تغير الأوضاع. وأقر تعليقه ضمنيا بأن الفشل الأن في تلبية توقعات الأسواق بتخفيض جديد لأسعار الفائدة قد يضر توقعات الاقتصاد.

وفي نفس الأثناء، يتوخى مسؤولو الفيدرالي الحذر من التنبؤ بعدد مرات تخفيض الفائدة المطلوبة بينما تعتقد الغالبية ان مخاطر جيوسياسة، وليس بيانات اقتصادية، هي التي تقف وراء هزات السوق مؤخرا.

ولم تتغير كثيرا حجج تخفيض أسعار الفائدة منذ يوليو. فقد ظل قطاع التصنيع العالمي ضعيفا. وتصاعدت الحرب التجارية. وتشير تعديلات للبيانات الاقتصادية الأمريكية إن دورة النمو الاقتصادي تسير في مسار أبطأ من المعتقد في السابق.

وبالمثل، لم تتغير حجة لإعتراض على تخفيض الفائدة منذ الاجتماع الماضي. لا توجد علامات تذكر على ان تباطؤ قطاع التصنيع يثير تراجعا واسع النطاق في قطاع الخدمات الأكبر أو في إنفاق المستهلك. وقد تباطئت وتيرة نمو الوظائف الشهرية لكنها قوية بما يكفي لبقاء معدل البطالة منخفض، كما صمدت مؤشرات للأسعار والأجور.

وواجه باويل مقاومة لتخفيض الفائدة في يوليو من حوالي نصف عدد رؤساء البنوك الفرعية للاحتياطي الفيدرالي البالغ عددهم 12. وعارض اثنان منهم لهما حق التصويت داخل لجنة السياسة النقدية القرار ليؤيدا في المقابل تثبيت أسعار الفائدة وقد يكرران نفس الأمر هذا الاسبوع.

وتسلط تحركات أكبر في سوق السندات الضوء على الضبابية التي تحيط بالتوقعات. فإنخفض عائد السندات الأمريكية لآجل عشر سنوات، الذي بلغ 2.02% بعد ان أعلن الفيدرالي تخفيض الفائدة يوم 31 يوليو، إلى 1.74% منذ أسبوعين قبل ان يرتفع بحدة الاسبوع الماضي. وأنهى العائد تعاملات يوم الاثنين عند 1.85%.

وقد يضعف تعافي عوائد السندات دوافع إجراء تخفيض أكبر بنصف بالمئة من المسؤولين الذين كانوا قلقين من ان انخفاض عائد السندات يشير إلى تدهور في توقعات المستثمرين للنمو والتضخم.

وربما تشير تراجعات مستمرة في أسعار الفائدة التي تقررها السوق إن ما يعرف بسعر الفائدة المحايد الذي لا يحفز أو يبطيء النمو قد تراجع.

وفي يوليو، وصف باويل  عودة الفيدرالي إلى تخفيضات أسعار الفائدة "كتعديل في متتصف دورة"، وهي عبارة تضرب مقارنة بحالتين منفصلتين في 1995 و1998 فيهما خفض الفيدرالي أسعار الفائدة ثلاث مرات على مدى بضعة أشهر. وفي الحالتين، إستمرت دورة النمو الاقتصادي.

وقال باويل إن المسؤولين لا يعتقدون إنهم يبدأون سلسلة أطول من تخفيضات أسعار الفائدة، وكرر القول قبل أسبوعين ان البنك المركزي لا يتوقع ركودا.

ارتفع إنتاج المصانع الأمريكية في أغسطس بوتيرة أسرع من المتوقع وسط زيادة عبر أغلب الصناعات، مما يشير ان قطاع التصنيع ربما بدأ يستقر.

وأظهرت بيانات من بنك الاحتياطي الفيدرالي إن الإنتاج في شركات التصنيع ارتفع 0.5% متجاوزا متوسط تقديرات المحللين المستطلع أرائهم، بعد انخفاضه في الشهر الأسبق.

وزاد الإنتاج الصناعي الإجمالي، الذي يشمل أيضا الإنتاج في المناجم والمرافق، 0.6% مسجلا أكبر زيادة منذ عام مع تعافي إستخراج النفط الخام بعد ان تسبب الإعصار باري في تقليص نشاط التنقب في منطقة خليج المكسيك قبل شهر.

وتمثل تلك الزيادة تعافيا محل ترحيب من تدهور في نشاط التصنيع منذ بداية العام. ودخلت الصناعة في ركود خلال النصف الأول من عام 2019 وسط تباطؤ في الطلب الخارجي فاقم منه حرب تجارية مستعرة مع الصين. ورغم ان الطلب الداخلي ربما يجنب المنتجين تباطؤا أشد حدة ، إلا ان الخطر هو ان يبقي الإنتاج ضعيفا في الأشهر المقبلة.

وقد ارتفع إنتاج أغلب صناعات السلع المعمرة الرئيسية، بما في ذلك قفزة بلغت 16% في إنتاج الألات وزيادة 0.9% في المعادن المصنعة.

ارتفعت ثقة شركات البناء الأمريكية إلى أعلى مستوياتها منذ نحو عام بفضل إنتعاشة حاليا في المبيعات، مما يضاف للدلائل على ان انخفاض فوائد القروض العقارية يعطي دفعة للصناعة.

وأظهر تقرير يوم الثلاثاء إن مؤشر سوق الإسكان الذي يعده الاتحاد الوطني لشركات بناء المنازل بالتعاون مع بنك ويلز فارجو ارتفع إلى 68 نقطة في سبتمبر من قراءة معدلة بالرفع 67 نقطة في أغسطس. وتتجاوز هذه القراءة متوسط تقديرات المحللين. وقفز المؤشر الفرعي للمبيعات الحالية من المنازل المخصصة لأسرة واحدة إلى أفضل مستوى منذ مايو 2018 مما يعوض انخفاضا في مؤشر المبيعات المتوقعة خلال الأشهر الستة القادمة.

وتراجعت فوائد القروض العقارية إلى أدنى مستوى منذ نحو ثلاث سنوات حيث تتأثر توقعات أكبر اقتصاد في العالم بالحرب التجارية وضعف النمو العالمي. وتراجعت تكاليف الإقتراض بعد ان خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي في يوليو أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عشر سنوات ومن المتوقع ان يجري مسؤولو البنك تخفيضا للمرة الثانية على التوالي يوم غد.

وتدعم أسعار الفائدة المنخفضة والطلب القوي معنويات شركات البناء رغم تحديات خاصة بمعروض المنازل المتاحة بكلفة معقولة، بما في ذلك نقص في مواد البناء والعمالة، بحسب الاتحاد الوطني لشركات بناء المنازل الذي يضم أكثر من 140 ألف شركة.

هبطت أسعار النفط نحو 7% بعد ان ذكرت رويترز إن السعودية توشك على إستعادة 70% من إنتاج النفط المفقود بعد هجوم تعرضت له مطلع الأسبوع الجاري.

وهبط خام برنت إلى 64.48 دولار للبرميل على هذا التقرير، الذي إستشهد بمصدر سعودي لم تسمه يقول إن المملكة ستستعيد كامل إنتاجها خلال فترة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ومن المقرر ان يعقد وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان مؤتمرا صحفيا يوم الثلاثاء في جدة.

 وتفاوتت التقديرات لموعد عودة الإنتاج المفقود البالغ حجمه 5.7 مليون برميل يوميا منذ الهجوم. وقالت مصادر على دراية بالأمر في عطلة نهاية الاسبوع إن أحجام كبيرة من الإنتاج المفقود ستعود خلال أيام، مضيفين ان إستعادة الإنتاج بالكامل سيستغرق أسابيع.

ولازال أسوأ تعطل مفاجيء لإمدادات النفط العالمية تتردد أصدائه حيث تقفز علاوات المخاطر الجيوسياسية على قلق حول عدم الاستقرار في الشرق الأوسط واحتمال حدوث رد إنتقامي على إيران، التي تتهمها الولايات المتحدة بتنفيذ الهجمات.

وأثارت الهجمات، التي أحدثت أضرارا جسيمة بواحدة من الحقول الرئيسية للسعودية ومجمع رئيسي لمعالجة الخام، واحدة من أعنف الهزات التي تشهدها أسواق النفط إذ ارتفعت العقود الاجلة لخام برنت 19% في غضون ثواني عند فتح التداولات يوم الاثنين وأنهت اليوم مرتفعة 15%، الذي كان أكبر صعود لجلسة واحد على الإطلاق.

قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه متفائل بشأن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي على الرغم من إنتهاء يوم من المحادثات حول البريكست بمشاهد فوضى حيث ألغى مؤتمرا صحفيا بعد ان أحاط به المتظاهرون.

ودفعت المظاهرة الصاخبة، التي فيها أمكن سماع أفراد من الحضور يصيحون "كاذب حقير"، فريق جونسون لمطالبة مضيفيهم في لوكسمبورج لنقل المؤتمر الصحفي إلى الداخل—لكن قوبل الطلب بالرفض.

وغادر جونسون المشهد الفوضوي تاركا خلفه منصة شاغرة، بينما مضى رئيس وزراء لوكسمبورج خافيير بيتل في مخاطبة وسائل الإعلام وحده، مهاجما ضيفه البريطاني وواصفا البريكست "بالكابوس".

وكانت تلك نهاية مشينة ليوم بدأ بإبداء الزعيم البريطاني أماله بإتفاق. ومن المقرر ان تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر وقال جونسون إنه عازم على الخروج من التكتل في الموعد المحدد، حتى إذا كان هذا يعني الخروج بدون إتفاق إنفصال.

وسافر جونسون للاجتماع مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر من أجل أول محادثات وجها لوجه منذ ان أصبح رئيسا للوزراء. وإجتمع الاثنان على الغداء، لكن حتى قائمة الطعام كانت مثيرة للخلاف. فقد إقترح مسؤولون بريطانيون في البداية ان تشمل الوجبة قواقع وسلمون وجبن، في حين تألف الطعام من دجاج وسمك ومثلج فواكه.  

وبينما كانت الأجواء حول الطاولة ودية، غير ان إنفراجة لم تبدو قريبة، بحسب ما قاله مسؤول بالاتحاد الأوروبي.

وقال فريق يونكر بعد الاجتماع ان بريطانيا لازالت لم تقدم أي مقترحات وإن "مسؤوليتهم التقدم بحلول قابلة للتنفيذ وقانونية" للسماح بحرية تدفق السلع بين جمهورية أيرلندا، التي هي عضو بالتكتكل، وأيرلندا الشمالية، التي هي إقليم ضمن المملكة المتحدة.

وقال جونسون، الذي أعلن مكتبه ان المحادثات بين الجانبين ستحدث الأن بشكل يومي، إنه يعرض ترتيبات بديلة للحدود الأيرلندية، التي هي نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات مع التكتل، لكن رفض تقديم تفاصيل.