جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
يأتي الدواء الذي روج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كعلاج محتمل لفيروس كورونا بتحذيرات شديدة في الصين ومن الممكن ان يقتل بجرعات قليلة لا تتجاوز الجرامين.
وأوصت الصين، التي فيها الفيروس المميت ظهر لأول مرة في ديسمبر، بدواء كلوروكوين المعالج للملاريا والذي يعود لعقود من الزمن في علاج المرضى المصابين بكورونا في إرشادات صدرت في فبراير بعد ان رأت نتائج مشجعة في التجارب السريرية. ولكن في غضون أيام، حذرت الأطباء ومسؤولي الصحة من الأعراض الجانبية القاتلة للدواء ومنعت استخدامه.
وجاء هذا بعد ان ذكرت وسائل إعلام محلية أن دراسة لمعهد الأمراض الفيروسية في مدينة ووهان خلصت إلى ان الدواء من الممكن ان يودي بحياة شخص بالغ بتلقيه فقط ضعف الجرعة اليومية الموصى بها للعلاج، والتي هي جرام واحد.
وبينما لم تصادق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الدواء لعلاج المرض المعروف بكوفيد-19، إلا ان التجربة الصينية ربما تكون مفيدة حيث تدرس إدارة الغذاء والدواء هذا العقار الذي شجع على استخدامه ترامب والمدير التنفيذي لتسلا إلون ماسك.
وأثار الوباء، التي أصاب أكثر من 235 ألف عالمياً وأودى بحياة أكثر من 9.800، قلقاً متزايداً عبر الولايات المتحدة حيث تقول الولايات انها تفتقر لأجهزة اختبار ومعدات طبية. وفرضت كاليفورنيا إغلاقاً لكامل الولاية يوم الخميس لإبطاء إنتشار المرض.
وكان الكلوركوين من بين المجموعة الأولى من العلاجات التي أشار إليها العلماء الصينيون كعلاجات فعالة في كبح فيروس كورونا المستجد. وأظهرت تجارب سريرية على حوالي 130 شخصاً قدرة الدواء على الحد من حدة المرض وتسريع القضاء على الفيروس، وفق لوزارة العلوم والتكنولوجيا في الصين.
وجرت التوصية رسمياً بفوسفات الكلوروكوين يوم 19 فبراير في إرشادات علاج كوفيد-19 التي نشرتها اللجنة الوطنية للصحة في الصين، بجانب أدوية أخرى قليلة مثل كاليترا من إنتاج أبفاي ودواء الإنفلونزا أربيدول كعلاجات مضادة للفيروسات للمرضى. ولم توص اللجنة بأكثر من 10 أيام من استخدام كلوروكوين للمرضى البالغين بجرعة 500 مليجرام—نصف جرام-- مرتين يومياً.
وبينما أُطلقت مئات التجارب السريرية لدراسة علاجات محتملة لكوفيد-19، حققت أسهم شركات الدواء والتكنولوجيا الحيوية مكاسب كبيرة على آمل ان تجني الصناعة أرباحاً كبيرة. ولكن تاريخ حالات تفشي فيروسات سابقة مثل الإيبولا وزيكا لا تظهر نجاحاً يذكر في إنتاج علاجات ناجحة. وتطورت فقط بعض الأدوية المحتملة بعد ان انحسرت بالفعل الأوبئة من خلال إجراءات الإحتواء.
وسريعاً ما أعقب توصية الصين باستخدام كلوركوين كعلاج تحذيراً.
فبعد يومين من تحديث إرشادات العلاج، طلبت سلطات الصحة في إقليم هوبي—الإقليم الأشد تضرراً في الصين الذي فيه بدأ تفشي الفيروس والذي يمثل غالبية مرضى الدولة البالغ عددهم أكثر من 80 ألف—من المستشفيات ان تراقب عن كثب، وتعلن على الفور، أي أعراض جانبية ضارة لفوسفات الكلوروكوين، بحسب تقرير حملته الصحيفة المحلية "ذا بيبر".
ويُعرف ان الدواء له أعراض جانبية قصيرة الآجل مثل الغثيان والإسهال وطنين في الأذن بينما استخدامه لفترة طويلة من الممكن ان يصيب بالعمى. ومحظور استخدامه للسيدات الحوامل حيث من الممكن ان يسبب تشوهات خلقية في الأطفال.
وعدلت لجنة الصحة في الصين الجرعة الموصى بها في إخطار بتاريخ 29 فبراير يقيد استخدام الكلوركوين. فلا يمكن تقديم الدواء للسيدات الحوامل ومرضى القلب والكبد والكلى ومرضى شبكية العين والسمع والمرضى الذي يتناولون مضادات حيوية.
ويمكن فقط تقديمه لمرضى أعمارهم بين 18 و65 عاماً لفترة علاج مدتها سبعة ايام. ومن الممكن ان يحصل المرضى الذين يزيد وزنهم عن 50 كجم (110 رطل) على جرعة 500 ملجرام مرتين في اليوم—الجرعة المعتادة—بينما من وزنهم أقل يحصلون على الدواء مرة واحدة فقط بعد يومين من الاستخدام، بحسب أحدث الإرشادات.
وأثبتت سيدة في ووهان مدى خطورة الكلوركوين عندما أخذت جرعة أكبر من الموصى بها. ويوم 25 فبراير، ذكرت صحيفة ذا بيبر التي مقرها شنغهاي انها تناولت 1.8 جرام من الدواء الذي طلبته عبر الإنترنت بعد الإشتباه في أن لديها فيروس كورونا. ولم تكن مصابة بالفيروس، لكن تسبب الدواء في إصابتها باضطراب نظم القلب، الذي من الممكن ان يسبب الوفاة المفاجئة، ودخلت وحدة العناية المركزية.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.