جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
رغم كل القلق بشأن الحروب التجارية والتوترات الجيوسياسية والاقتصاد العالمي المتعثر والمثقل بالديون، ربما كان 2019 أفضل عام عاشه المستثمرون على الإطلاق.
والأرقام مذهلة. فزادت القيمة السوقية للأسهم العالمية أكثر من 10 تريليون دولار وحققت سوق السندات مكاسب مبهرة كما قفز النفط نحو 25% وتفوقت بؤر أزمات سابقة مثل اليونان وأوكرانيا، بل وحتى الذهب إزداد بريقا.
وسجل المؤشر الرئيسي لبورصة وول ستريت ومؤشر "إم.إس.سي.آي" العالمي الذي يضم أسهم نحو 50 دولة مستويات قياسية مرتفعة بصعودهما 30% و24% على الترتيب. وترتفع كل من أسهم أوروبا واليابان والصين والبرازيل بنسبة 20% على الأقل من حيث القيمة الدولارية.
وكان وراء تلك المكاسب محركان مهمان.
أحدهما هو ان الصين أظهرت جديتها بشأن تحفيز الاقتصاد البالغ حجمه 14 تريليون دولار. والمحرك الأخر هو التغيير الصارخ في الاتجاه من البنوك المركزية الرئيسية في العالم، بقيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي خفض أسعار الفائدة الأمريكية للمرة الأولى منذ الأزمة المالية قبل أكثر من عشر سنوات.
وقال جيمز كلوني من شركة جوبيتر لإدارة الأصول، "بينما قبل عام كان الاحتياطي الفيدالي يرفع أسعار الفائدة وتهبط أرباح الشركات، هذا العام تشعر ان الفيدرالي يقف بجانبك".
وأضاف "هم مستعدون للقيام ببرنامج تيسير كمي رابع في وقت تبلغ فيه سوق الأسهم مستويات قياسية، وهذا أمر إستثنائي"، مشيرا إلى جهود الفيدرالي للحد من قفزة في أسعار فائدة سوق النقد (سوق الريبو) التي يشير البعض انها قد تنبيء بجولة رابعة من مشتريات الأصول بموجب برنامج تيسير كمي.
وأدى تحول موقف الاحتياطي الفيدرالي وما تلاه من سلسلة تخفيضات في أسعار الفائدة على مستوى العالم إلى صعود أسواق السندات بسرعة الصاروخ.
وحققت السندات الأمريكية، السندات الحكومية القياسية في العالم، مكاسب بلغت 9.4% وهي نسبة كبيرة بعد ان هوت العائدات 120 نقطة أساس. وجاء هذا بعد انخفاض عائدات السندات بنحو 40 نقطة أساس في الربع الأخير من عام 2018، عقب خمسة فصول من الزيادات المتتالية.
وحققت السندات الألمانية—الأصل الأكثر آمانا في أوروبا—أفضل أداء سنوي لها منذ خمسة أعوام محققة مكسب يقدر بحوالي 5.5% باليورو حيث عكس البنك المركزي الأوروبي مسار سياسته أيضا. ونزل العائد على السندات الألمانية لآجل عشر سنوات دون الصفر لأول مرة منذ 2016 في مارس ثم هبط إلى سالب 0.74% في سبتمبر.
وفي سوق السلع، ارتفع النفط بنحو 25% بعد أفضل ربع سنوي أول له منذ 2009. وهذا بالإضافة إلى تغيير في قواعد التوزيعات النقدية جعل سوق الأسهم الروسية الأفضل في العالم بصعودها 40% وأيضا جعل الروبل ثالث أفضل عملات العالم أداءً.
وكان أداء المعادن أكثر تباينا. فارتفع النحاس 4% فقط بعد ان تعرض لضغوط شديدة عندما إندلعت توترات تجارية في منتصف العام، وينخفض الألمونيوم 2%. ولكن بلغت مكاسب البلاديوم، الذي يستخدم في أجهزة تنقية عوادم السيارات والشاحنات، 55%، في حين شهد الذهب أفضل أداء سنوي له منذ 2010 بمكاسب بلغت 15%.
والأداء الذي يبعث على الدهشة الأكبر هو أداء البنوك اليونانية –إذا ما تذكرنا أزمة ديون منطقة اليورو والقيود الرأسمالية قبل سنوات قليلة—حيث كانت ضمن بعض من أفضل الأسهم أداء في العالم هذا العام.
فيرتفع سهم بيريوس أكبر بنك في اليونان بنسبة 250% كما هو الحال أيضا مع سهم بنك أتيكا الأصغر حجما مما يساعد في جعل سوق أسهم أثينا أفضل بورصة في أوروبا هذا العام.
ولكن حتى هذه المكاسب تبدو ضئيلة بالمقارنة مع شركة بث الفيديوهات التي مقرها كاليفورنيا "روكو"، التي ارتفعت أسهمها 440% هذا العام.
وظل قطاع التقنية يعتلي القمة. وربما خسرت شركة أبل لقب الشركة الأعلى قيمة في العالم لصالح أرامكو السعودية لكن يمكن ان تجد العزاء في قفزة أسهمها 77% هذا العام.
وقفزت أسهم فيسبوك 57% ومايكروسوفت 53% وجوجل 30% ونيتفليكس 24% وأمازون 19%. وينضم قطاع التقنية في الصين إلى هذا الحفل بصعوده 64% وحقق سهم شركة التجارة الإلكترونية العملاقة "علي بابا" مكاسب 53%.
وكانت العملات الرقمية متقلبة كعادتها. فارتفعت البتكوين 260% في يونيو لكن انحسرت مكاسبها بعد ذلك إلى حوالي 85%.
وقدمت الديون عالية العائد التي تنطوي على مخاطر أكبر وسندات الشركات وسندات الأسواق الناشئة المقومة بالعملة المحلية مكاسب ما بين 11% و14%، بينما بلغت مكاسب السندات الدولارية لأوكرانيا والسندات المقومة باليورو لليونان أكثر من 30%.
وقال جويدو تشامورو، مدير محافظ ديون الأسواق الناشئة بمؤسسة بيكتيت، "هذا عام رائع لتلك الفئة من الأصول".
"لقد كان هناك صعود لا يتوقف على مدى الشهرين الماضيين ومن الممكن ان يستمر إلى العام القادم".
ورغم الفوضى شبه اليومية حول البريكست وسقوط رئيس وزراء أخر وانتخابات مبكرة، قدمت السندات البريطانية مكاسب 4.5% وربما يحقق الاسترليني أفضل ربع سنوي له منذ 2009 بصعوده نحو 6%.
وعلى النقيض، يعني تحول سياسة الاحتياطي الفيدرالي وانحسار التوترات التجارية أن مؤشر الدولار على وشك ان يشهد أسوأ ربع سنوي له منذ عام ونصف. ولكن لازال يتشبث بمكسب 1.5% هذا العام، ما يترتب عليه خامس خسارة سنوية لليورو في ست سنوات.
وكالمعتاد كانت التقلبات الكبيرة في الأسواق الناشئة. فتلقى البيزو الأرجنتيي والليرة التركية، العملتان الأسوأ أداء في 2018، ضربة جدية. وساءت مشاكل الأرجنتين إلى حد انها تعيد هيكلة ديونها بينما لم تذهب بعيدا مخاوف تركيا.
وعلى الجانب الأخر، قفزت الهيرفنيا الأوكرانية 19% مع قدوم رئيس جديد وأجندة إصلاحات جديدة. ويرتفع الروبل الروسي 11% ويأتي الجنيه المصري في الترتيب الثاني عالميا بمكسب 11.7%.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.