جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
يخيم احتمال حدوث أزمة طاقة يطول أمدها في أوروبا بظلاله على توقعات الاسترليني ويطغى على أي دفعة إيجابية يتلقاها من تسعير المستثمرين وتيرة سريعة من زيادات أسعار الفائدة.
وفي ظل أن القارة تواجه نقصاً في الغاز ويعوق بريطانيا بشكل أكبر ضرراً لحق بشبكتها من المعروض، يكمن الخطر في أن التضخم سيستمر في التسارع هذا الشتاء، مما يضعف الاستهلاك. كما يهدد أيضا ارتفاع أسعار الطاقة بشكل مستمر بإتساع عجز ميزان المعاملات الجارية للدولة، مما يلقي بثقله على العملة، وفقاً لدويتشة بنك.
ورغم أن المتداولين يراهنون الأن على قيام بنك انجلترا برفع أسعار الفائدة أسرع مما كان متوقعاً في السابق، تخلف أداء الاسترليني عن نظرائه الرئيسيين على مدى الشهر المنقضي. وهذا يقلب رأسا على عقب علاقة عادة ما تشهد صعود العملة مع إستعداد السوق لسياسة نقدية أكثر تشديداً، ويسلط الضوء على رياح معاكسة يتعرض لها الاقتصاد.
قال شرياس جوبال، الخبير الاستراتيجي في دويتشة بنك في لندن، "حتى إذا كانت سوق أسعار الفائدة تسعر زيادات أكثر من بنك انجلترا نتيجة لزيادات سعر الغاز، فلا أعتقد أن الاسترليني سيصعد".
وتتجه الأن الأنظار إلى اجتماع السياسة النقدية لبنك انجلترا الاسبوع القادم بحثاً عن أي دلائل على أن القفزة في أسعار الكهرباء ستؤثر على اعتباراته. وقد تكون العلامات على أن المستهلكين بدأوا يخفضون استهلاكهم نتيجة للارتفاع الحاد في فواتير المرافق كافية لتأجيل أي تشديد نقدي، حسبما قالت جاني فولي، كبيرة استراتجيي العملات في رابو بنك.
وقالت فولي "رغم أن هذا سيرفع قراءة مؤشر أسعار المستهلكين، إلا أنه ليس النوع من التضخم الذي على أساسه سيتجاوب بنك انجلترا بزيادة سعر الفائدة". على النقيض، "سيتبنون على الأرجح وجهة نظر أكثر حذراً حيال مسار أسعار الفائدة".
وكل هذا يأتي على خلفية صعوبات في الإمداد بسبب البريكست وكوفيد-19، الذي قد يتسبب في ظهور ضغوط تضخمية "حتى عند مستوى أقل من النمو"، وفقاً لبنك بركليز.
فرغم ارتفاع التضخم بأسرع وتيرة منذ أكثر من تسع سنوات، الذي يثير التكهنات أن المسؤوليين المتشددين نقدياً ستكون لهم اليد الطولى في تحديد السياسة، فإن مبيعات تجزئة سيئة يوم الجمعة مازالت تشير إلى ضعف في الاقتصاد.
ويتوقع المتداولون في سوق النقد قيام بنك انجلترا برفع سعر فائدته الرئيسي إلى 0.5% بحلول نوفمبر 2022، بعد تقديم موعد المراهنات إلى العام القادم هذا الأسبوع. ومتوقع أن تكون أول زيادة بواقع 15 نقطة أساس في مايو 2022.
من جانبه، قا ل جوردان روتشستر، الخبير الاستراتيجي في نومورا انترناشونال، "نحن في عالم من النمو المتباطيء لكن ربما مع ارتفاع في أسعار الفائدة—وهو شيء لم تشهده الأسواق منذ زمن طويل".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.