Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha
هيثم الجندى

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنه يأمل أن يكون فلاديمير بوتين "جيدًا" ويتجه نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه أقرّ في الوقت نفسه بإمكانية أن لا يرغب الرئيس الروسي في التوصل إلى اتفاق.

وأضاف ترامب في مقابلة مع برنامج "فوكس أند فريندز" على قناة فوكس نيوز: "بصراحة، لا أعتقد أن الأمر سيكون مشكلة. أظن أن بوتين سئم من الحرب. أظن أنهم جميعًا سئموا منها، لكن لا أحد يعلم."

جاءت تصريحات ترامب بعد يوم من استضافته الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعددًا من القادة الأوروبيين في البيت الأبيض لإجراء محادثات حول جهوده لإحلال السلام، وذلك عقب قمته مع بوتين في ألاسكا يوم الجمعة الماضي.

وقال ترامب: "سنعرف حقيقة موقف الرئيس بوتين خلال الأسبوعين المقبلين... من الممكن أنه لا يريد عقد صفقة." "آمل أن يكون بوتين جيدًا، وإذا لم يكن كذلك، فسيكون الوضع صعبًا. وآمل أن يقوم الرئيس زيلينسكي بما يتوجب عليه القيام به، وأن يُبدي بعض المرونة أيضًا."

وقد واجه ترامب انتقادات حادة من الديمقراطيين وآخرين حذّروا من الوثوق ببوتين. وقال النائب الديمقراطي غريغوري ميكس، كبير أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، في بيان: "يجب على الرئيس ترامب أن يتخلى عن وهم أن بوتين سيتصرف بحسن نية لإنهاء هذا الصراع."

ودعا إلى اتخاذ إجراءات سريعة لفرض ضغط حقيقي على روسيا، مضيفًا: "ينبغي أن يفعل ما يلزم لإنهاء هذه الحرب، ليس وفق شروط بوتين، بل بطريقة تحقق سلامًا عادلًا ودائمًا في أوكرانيا."

وبشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا التي تسعى إليها كييف وحلفاؤها كجزء من أي تسوية سلمية، أوضح ترامب أن أوروبا مستعدة لنشر قوات بشكل ما، أما الولايات المتحدة فلن تفعل ذلك، لكنها قد تقدّم مساعدات أخرى.

وقال: "سيكون هناك نوع من الضمانات الأمنية، لكنه لن يكون من خلال الناتو. الأوروبيون مستعدون لوضع قوات على الأرض، ونحن مستعدون لمساعدتهم في مجالات أخرى، وخاصة على الأرجح من الجو."

وعندما سُئل عن الضمانات التي يمكن أن يقدمها بما أنه لن يتم نشر قوات أمريكية على الحدود الأوكرانية للدفاع عنها، أجاب: "لديكم ضماني. أنتم تعرفون أنني أنا الرئيس."

وأشار ترامب إلى أن العلاقات بين روسيا وأوروبا كانت متصدعة منذ سنوات، وهو ما ساهم في إطالة أمد الحرب. كما قال إنه يعتقد أن العلاقات بين بوتين وزيلينسكي قد تكون "أفضل قليلًا"، وإلا لما كان سعى إلى عقد اجتماعهما المباشر.

وكشف ترامب أنه اتصل ببوتين بعد محادثاته مع القادة الأوروبيين لترتيب لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني، على أن يتبعه اجتماع ثلاثي يضمّه معهم.

وأضاف أنه انتقل إلى غرفة أخرى لإجراء المكالمة "احترامًا للرئيس بوتين"، موضحًا أن الأخير تلقى الاتصال "بسعادة كبيرة" رغم أنه كان في الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت موسكو.

وقال ترامب: "لم أفعل ذلك أمامهم، فقد اعتبرت أن ذلك سيكون فيه عدم احترام للرئيس بوتين. لم أكن لأفعل ذلك، لأن العلاقات بينهم لم تكن دافئة. وبالفعل، بوتين لم يكن ليتحدث مع القادة الأوروبيين."

رفع بنك يو.بي.إس UBS توقعاته لسعر الذهب حتى نهاية مارس 2026 بمقدار 100 دولار إلى 3600 دولار، مشيراً إلى أن استمرار مخاطر الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة وتوجهات التخلّي عن الدولار وارتفاع الطلب الاستثماري — خصوصًا من الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) والبنوك المركزية — من شأنها أن تدفع أسعار الذهب إلى مستويات أعلى.

كما رفع البنك توقعاته لسعر الذهب بنهاية يونيو 2026 بمقدار 200 دولار إلى 3700 دولار للأونصة، وقدم لأول مرة هدفًا جديدًا لنهاية سبتمبر 2026 عند المستوى نفسه.

ويرى يو.بي.إس أن التضخم الأمريكي المرتفع والنمو الاقتصادي دون المتوسط الذي من المرجح أن يؤدي إلى تيسير نقدي من الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب استمرار ضعف الدولار، كلها عوامل ستدعم أسعار الذهب الصاعدة.

وجاء في مذكرة للبنك: "نرى أن المخاطر المرتبطة بالاقتصاد الأمريكي، والشكوك حول استقلالية الفيدرالي، والمخاوف بشأن الاستدامة المالية، فضلًا عن العوامل الجيوسياسية، تغذي توجهات التخلّي عن الدولار وتزيد من مشتريات البنوك المركزية. في تقديرنا، هذه العناصر ستدفع أسعار الذهب إلى مستويات أعلى."

كما رفع يو بي إس توقعاته للطلب على الذهب من صناديق الاستثمار المتداولة ETFs خلال العام الكامل إلى نحو  600 طن مقارنة مع 450 طنًا سابقًا، مستشهداً ببيانات مجلس الذهب العالمي التي أظهرت أن النصف الأول من عام 2025 شهد أقوى تدفقات استثمارية منذ 2010.

وأضاف البنك: "من المتوقع أن تبقى مشتريات البنوك المركزية قوية، وإن كانت أقل قليلًا من مستوياتها شبه القياسية العام الماضي. لذلك نتوقع الآن أن يرتفع الطلب العالمي على الذهب بنسبة 3% ليصل إلى 4760 طناً في 2025، وهو أعلى مستوى منذ 2011."

اتهم وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت يوم الثلاثاء الهند بالتربح من مشترياتها المتزايدة بشكل حاد من النفط الروسي خلال الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن واشنطن ترى هذا الوضع غير مقبول.

وقال بيسنت في مقابلة مع شبكة سي.ان.بي.سي إن النفط الروسي بات يمثل نحو 42% من إجمالي واردات الهند من النفط، بعدما كان أقل من 1% قبل الحرب. وقارن ذلك بالصين، التي ارتفعت حصتها من النفط الروسي بشكل طفيف فقط من 13% إلى 16%، رغم أنها مستورد تقليدي له.

وأضاف بيسنت: "الهند تحقق أرباحًا فحسب. إنهم يعيدون البيع. ما أسميه المضاربة الهندية — شراء النفط الروسي الرخيص وإعادة بيعه كمنتج — ظهر فجأة خلال الحرب، وهو أمر غير مقبول."

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن هذا الشهر عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على السلع الهندية كعقوبة على مشتريات نيودلهي من النفط الروسي، لترتفع بذلك نسبة الرسوم الإضافية التي فرضها منذ توليه منصبه إلى50%.

ويرى ترامب أن هذه الرسوم المفروضة على الهند تمثل ضغطًا إضافيًا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدفعه نحو القبول بالعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه في الوقت نفسه امتنع عن فرض رسوم مماثلة على الصين رغم مشترياتها من النفط الروسي.

وعن سبب عدم فرض رسوم على بكين، قال بيسنت إن الوضع "مختلف تمامًا"، نظرًا لأن الصين كانت دائمًا مشتريًا رئيسيًا للنفط الروسي، ولم تنخرط في نوع "المضاربة" الذي قامت به الهند.

وقد توترت العلاقات الأمريكية-الهندية بفعل هذه الرسوم، خاصة بعد أشهر من تصريحات ترامب ومسؤولين أمريكيين آخرين بأنهم باتوا قريبين من التوصل إلى اتفاق تجاري مع حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، كان من شأنه خفض الرسوم الجمركية.

وفي بادرة تهدئة، أعلنت الهند يوم الثلاثاء تعليقًا مؤقتًا للرسوم الجمركية على واردات القطن بنسبة 11% حتى 30 سبتمبر، في خطوة رآها مراقبون إشارة إلى استعداد نيودلهي لمعالجة المخاوف الأمريكية بشأن الرسوم الزراعية.

وجاء هذا الإعلان بعد إلغاء مفاجئ لزيارة كان مقرراً أن يقوم بها مفاوضون تجاريون أمريكيون إلى نيودلهي خلال الفترة من 25 إلى 29 أغسطس.

فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطاع الخدمات اللوجستية يوم الجمعة بتوسيع نطاق رسومه الجمركية على الصلب والألومنيوم لتشمل أكثر من 400 سلعة استهلاكية تحتوي على هذين المعدنين، مثل الدراجات النارية وأدوات المائدة. وقد أُعطي وسطاء الجمارك والمستوردون في الولايات المتحدة مهلة قصيرة جدًا للتكيف مع هذا القرار، الذي دخل حيز التنفيذ يوم الاثنين، ولم يستثنِ البضائع التي كانت في طور الشحن بالفعل.

وقد نُشرت قائمة السلع المشمولة الجديدة من قبل وكالة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية في وقت متأخر من يوم الجمعة، بينما كان كثيرون يستعدون لمغادرة مكاتبهم لعطلة نهاية الأسبوع، ثم ظهرت في السجل الفيدرالي يوم الثلاثاء، لتضيف صداعًا جديدًا لمتخصصي التجارة. وظلت التوجيهات الرسمية مبهمة، خصوصًا فيما يتعلق بالبضائع التي تشق طريقها بالفعل نحو الولايات المتحدة، كما أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الرسوم المفروضة على المعادن ستُضاف فوق الرسوم المفروضة على أساس كل بلد على حدة.

وبعد ستة أشهر من مواجهة الحرب التجارية التي أطلقها ترامب، إلى جانب جائحة تسببت في اضطرابات هائلة بسلاسل الإمداد، بات من الصعب توجيه صدمة لشركات الشحن وأصحاب البضائع والوسطاء الذين يحافظون على حركة التجارة عبر الحدود. غير أن حجم هذا القرار وسرعة تطبيقه فاجأ الكثيرين.

وقالت شانون براينت، وهي وسيط جمركي مقيمة في ولاية ميشيغان، في مقابلة: "لقد شهدنا العديد من هذه القرارات التي تُطبق في اللحظات الأخيرة خلال عام 2025، لكن هذا القرار تحديدًا يؤثر على كل عميل لديّ وبدرجة هائلة."

وأضافت براينت، رئيسة شركة Trade IQ للاستشارات في شؤون الامتثال التجاري: "الإعلانات السابقة كانت تمنح على الأقل بعض الاستثناءات للبضائع قيد الشحن، بما يسمح للمستوردين باتخاذ قرارات شراء معقولة. أما هذه المرة فالوضع مختلف تمامًا — الأمر بدا وكأنه فخ مباغت."

وتشمل القائمة الجديدة قطع غيار السيارات والمواد الكيميائية والبلاستيك ومكوّنات الأثاث، ما يبرز مدى اتساع سلطة ترامب في استخدام الرسوم القطاعية. ويأتي ذلك منفصلًا عن الصلاحيات التنفيذية التي لجأ إليها لفرض ما يُسمى "الرسوم المتبادلة".

وكتب براين بالدون، نائب رئيس شؤون الجمارك في الولايات المتحدة لدى عملاق الخدمات اللوجستية Kuehne + Nagel International AG، في منشور عبر "لينكدإن": "ببساطة، إذا كان الشيء لامعًا أو معدنيًا أو له أي علاقة بالصلب أو الألومنيوم، فغالبًا سيكون على القائمة. هذه ليست مجرد رسوم جديدة — إنها تحول استراتيجي في كيفية تنظيم منتجات الصلب والألومنيوم المشتقة."

تكاليف الامتثال

تكمن صعوبة تطبيق الرسوم على المنتجات المشتقة في تحديد النسبة التي تتكون منها السلعة من المعادن المستهدفة.

وقالت شركة Flexport للوساطة الرقمية في الشحن في منشور على مدونة: "بالنسبة للعديد من العلامات التجارية، فإن ذلك يعني مطاردة المورّدين للحصول على بيانات تفصيلية: وزن الألومنيوم، نسبة القيمة الجمركية، وبلد الصهر أو السكب."

وأضافت أن "عبء الامتثال كبير للغاية."

وتغطي هذه الحزمة من الرسوم نطاقًا واسعًا بشكل خاص، يشمل سلعًا مثل الدراجات النارية، ومعدات مناولة البضائع، ومشايات الأطفال، وأدوات المائدة، ومنتجات العناية الشخصية التي تأتي في عبوات أو تغليف معدني.

ويقدّر جايسون ميلر، أستاذ إدارة سلاسل الإمداد بجامعة ولاية ميشيغان، أن الرسوم الجمركية على المعادن باتت تشمل الآن ما قيمته نحو 328 مليار دولار من السلع استنادًا إلى بيانات واردات 2024. وهذا يعادل ستة أضعاف ما كان عليه في 2018، وقفزة كبيرة مقارنة بـ191 مليار دولار من السلع المشمولة قبل التغيير الأخير، وفق ما قاله في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى وكالة بلومبرغ.

مناشدة وسيط جمركي

وقد وجّهت براينت، التي تضم قائمة عملائها مستوردين لمستحضرات التجميل وأدوات الطهي التجارية، رسالة إلى ممثليها المنتخبين في واشنطن يوم الاثنين، حذّرت فيها من أن تعقيدات تداخل الرسوم الجمركية أصبحت غير قابلة للإدارة حتى بالنسبة للمتخصصين. وكتبت: "أما بالنسبة للمستوردين الصغار، فالأمر مستحيل."

وأضافت: "أحاول أن أجد عميلًا واحدًا غير متأثر، لكنني لا أستطيع. هذه شركات أمريكية توظّف أمريكيين، لكنها تتعرض لكمين من حكومتها نفسها."

وكان ترامب قد فرض رسومًا جمركية على الصلب والألومنيوم لأول مرة في عام 2018 بهدف تعزيز الإنتاج المحلي عبر رفع تكلفة شراء المواد الأجنبية على الأمريكيين. لكن عدة مورّدين رئيسيين مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي حصلوا لاحقًا على إعفاءات، فيما أكدت الصناعات الأمريكية أنها ما زالت تكافح لمنافسة الواردات.

ترحيب من شركات الصلب الكبرى

وفي يونيو الماضي، أوفى ترامب بوعد انتخابي مضاعفًا الرسوم على الصلب والألومنيوم إلى 50%، كما طلب من القطاع الصناعي تقديم مقترحات لتوسيع نطاقها.

وأشاد لورينكو غونكالفيس، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الصلب الأمريكية Cleveland-Cliffs Inc.، بالقائمة الموسعة في بيان يوم الاثنين، شاكرًا إدارة ترامب على "اتخاذ إجراءات حاسمة وملموسة ستردع محاولات الالتفاف على الرسوم والتي تحدث بوضوح في منتجات الصلب المقاوم للصدأ والمشتقات الكهربائية."

ويبدو أن المزيد في الطريق؛ ففي نهاية يوليو فرضت إدارة ترامب رسومًا بنسبة 50% على واردات النحاس شبه المصنعة بقيمة تتجاوز 15 مليار دولار، وأمرت المسؤولين بوضع خطة لفرض رسوم على مجموعة واسعة من السلع الغنية بالنحاس.

وقال بيت مينتو، مدير الجمارك العالمي في شركة DSV، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين: "الأمر لم ينتهِ بعد. القائمة القادمة ستكون بالتأكيد للنحاس، وأتوقع أن تكون مؤلمة بالقدر نفسه."

ارتفعت أسعار الذهب هامشيًا يوم الاثنين، مدعومة بتراجع عوائد السندات الأمريكية، بينما يركز المستثمرون على اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قادة أوكرانيا وأوروبا، وكذلك على منتدى "جاكسون هول" السنوي لبنك الاحتياطي الفيدرالي.

سجّل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.1% إلى 3338 دولار للأونصة بحلول الساعة 13:55 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس في وقت سابق أدنى مستوياته منذ الأول من أغسطس. كما ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.2% لتسجّل 3,388.80 دولار.

وتراجعت عوائد السندات الأمريكية القياسية لأجل عشر سنوات من أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوعين، ما جعل الذهب – وهو أصل لا يدر عائدًا – أكثر جاذبية نسبيًا.

الحدث الأبرز للمستثمرين يوم الاثنين هو اجتماع في البيت الأبيض بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمشاركة قادة أوروبيين، في إطار مساعي واشنطن للتوصل إلى اتفاق سلام سريع ينهي أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ ثمانية عقود.

ويأتي ذلك عقب لقاء ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة، حيث اتفق الجانبان على السعي نحو اتفاق سلام دون فرض وقف لإطلاق النار.

وقال إدوارد ماير، المحلل في "ماركس": "لم يكن هناك رد فعل يُذكر في أسعار الذهب عقب لقاء بوتين-ترامب. أعتقد أننا سنواصل التحرك ضمن هذا النطاق السعري، ونقطة التحول التالية ستكون الفيدرالي."

ويصدر يوم الأربعاء محضر اجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي لشهر يوليو، وذلك قبيل انعقاد مؤتمره السنوي في جاكسون هول بولاية وايومنغ بين 21 و23 أغسطس، حيث من المقرر أن يلقي جيروم باول رئيس الفيدرالي كلمة رئيسية.

وسيراقب المستثمرون إشارات باول حول أسعار الفائدة، إذ تم بالفعل تسعير خفض بمقدار 25 نقطة أساس، مع وجود احتمال – ولو ضعيف – لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، وهو ما قد يدفع أسعار الذهب لمزيد من الارتفاع، بحسب ماير.

يُذكر أن الذهب غالبًا ما يحقق أداءً قويًا في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وفي أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.

جيروم باول يملك المنصة المثالية يوم الجمعة لإرسال إشارة واضحة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يستعد لاستئناف خفض أسعار الفائدة. لكن الاقتصاد لا يبعث برسالة بالقدر نفسه من الوضوح تفيد بأن الوقت قد حان لذلك.

يمكن أن يشكّل الخطاب السنوي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول بولاية وايومنغ فرصة للإعلان عن تحولات في السياسة النقدية. فقد استخدم باول هذا المنبر لهذا الغرض العام الماضي، وأعقب ذلك بخفض كبير في الفائدة. وهو الآن يواجه ضغوطًا شديدة من الرئيس دونالد ترامب لتكرار الخطوة.

المشكلة أن المؤشرات الاقتصادية الرئيسية لا تشير كلها إلى هذا الاتجاه. قبل بضعة أسابيع، عندما كشف أحدث تقرير للوظائف عن تباطؤ في التوظيف، بدا أن الحجج المؤيدة لخفض أسعار الفائدة قد حُسمت تقريبًا. لكن بعد ذلك جاء أكبر زيادة في أسعار الجملة الأمريكية منذ ثلاث سنوات، ما غذّى المخاوف من تضخم تقوده الرسوم الجمركية، وهو ما يجعل مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يتريثون حتى الآن هذا العام.

كل ذلك يضيف مزيدًا من التركيز والاهتمام على ما سيقال في جاكسون هول.

فقد وصف باول الشهر الماضي سوق العمل بأنها قوية، والسياسة النقدية بأنها في وضع جيد. وسيصغي المستثمرون بانتباه لأي تغير ولو طفيف في أيٍّ من الجانبين، إذ قد يفتح ذلك الباب أمام خفض للفائدة في اجتماع الفيدرالي المقبل يومي 16-17 سبتمبر. لكن مع ترقب صدور المزيد من البيانات الاقتصادية قبل ذلك، قد يفضل رئيس الفيدرالي أن يُبقي رسائله محاطة بقدر من الحذر والتحفظ.

قال جوناثان بينغل، كبير خبراء الاقتصاد الأمريكي في شركة يو بي إس سيكيوريتيز: "رغم أنني أتوقع أن يشير باول بشكل عام إلى خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل، إلا أنني أتوقع أن يربط ذلك برسالة شديدة الاعتماد على البيانات الاقتصادية. لا أعتقد أنه سيؤكد القرار بشكل نهائي."

أسواق السندات بدت وكأنها تميل للاعتقاد بأن القرار شبه محسوم.

فقد تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين – الأكثر تأثراً بسياسة الاحتياطي الفيدرالي – بشكل حاد هذا الشهر، مع اتجاه المتداولين لتسعير خفض بمقدار ربع نقطة مئوية في سبتمبر. وقد تعززت تلك الرهانات بعد تقرير التوظيف لشهر يوليو الذي جاء أسوأ من المتوقع، وتضمّن أيضًا مراجعة نزولية لبيانات الأشهر السابقة. ولم يتم تقليص تلك التوقعات إلا بشكل طفيف عقب مفاجأة التضخم السلبية الأسبوع الماضي.

مستثمرو السندات الآن بانتظار ما إذا كان باول سيؤكد تسعير السوق – أم سيعارضه مذكّرًا بأن البيانات الجديدة التي ستصدر قبل اجتماع السياسة النقدية المقبل قد تغيّر الصورة. كما يترقبون إشارات حول المسار الأطول لخفض الفائدة خلال العام المقبل.

وقال إد الحُسيني، استراتيجي أسعار الفائدة في كولومبيا ثريدنيدل إنفستمنت: "جزء من النقاش الاستراتيجي يدور حول ما إذا كان ينبغي البدء مبكرًا والسير بوتيرة بطيئة، أم البدء متأخرًا والتحرك بشكل أكثر قوة."

رغم أن الأنظار ستكون مركّزة على ما سيقوله باول بشأن مسار أسعار الفائدة، إلا أن هذا الجانب قد يشغل حيزًا صغيرًا نسبيًا من خطابه في جاكسون هول.

خطاب وداعي

سيكون هذا آخر خطاب يلقيه في المنتدى السنوي قبل انتهاء ولايته كرئيس للاحتياطي الفيدرالي في مايو المقبل – على خلفية واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخ البنك المركزي الأمريكي الحديث. فقد شن الرئيس دونالد ترامب هجومًا متكررًا على قيادة باول، ولوّح بفكرة إقالته، وهو ما يراه كثير من المراقبين تهديدًا خطيرًا لاستقلالية الاحتياطي الفيدرالي.

وبالإضافة إلى انتقاد الفيدرالي لتردده في خفض الفائدة هذا العام، ركّز ترامب وحلفاؤه على فشله في كبح جماح التضخم الذي تفاقم بعد جائحة كورونا. وهذا يرتبط بملف آخر سيتطرق إليه باول في خطابه: المراجعة الجارية لإطار عمل السياسة النقدية، والتي يُنتظر أن تستند إلى الدروس المستخلصة من عهد كوفيد.

كل ذلك قد يمنح الخطاب طابعًا وداعيًا. وقال جوناثان بينغل: "هناك سبب يجعل الرؤساء السابقين للفيدرالي يستغلون خطاباتهم الأخيرة في جاكسون هول للتأمل في فترة ولايتهم – إنها فرصتهم لكتابة تاريخهم بأيديهم."

نهج الترقب

مؤخرًا، تبنّى باول ومعظم زملائه نهج الانتظار والترقب في السياسة النقدية. مخاوفهم تتركز على احتمال أن تواجه الولايات المتحدة مشكلة تضخم مزمنة، بعد أن رفع ترامب الرسوم الجمركية على الواردات إلى أعلى مستوياتها منذ قرن.

وحتى الآن، لم يتحقق سيناريو الانفجار الكبير في أسعار المستهلكين. ومع ذلك، تسارع التضخم الأساسي في يوليو، وكذلك أسعار المنتجين، التي غالبًا ما تنعكس على المستهلكين بمرور الوقت.

في الوقت نفسه، داخل أروقة الاحتياطي الفيدرالي، لم يعد هناك إجماع على نهج التريث في السياسة النقدية — والسبب الأساسي هو ضعف سوق العمل. فقد خالف عضوا مجلس المحافظين كريستوفر والر وميشيل بومان، المعيّنان من قبل ترامب، قرار يوليو بالإبقاء على الفائدة دون تغيير، وأيدا خفضها بدلاً من ذلك.

ترامب استغل تلك الأصوات المعارضة لتصعيد حملته من أجل خفض أكبر للفائدة، قائلاً إن الفيدرالي ينبغي أن يخفض سعر الفائدة الأساسي — الذي ظل طوال العام في نطاق بين 4.25% و4.5% — بما يصل إلى أربع نقاط مئوية.

وزير الخزانة سكوت بيسنت دخل على الخط الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى مبررات خفض بواقع 50 نقطة أساس في سبتمبر، وهو ما فعله الفيدرالي بالفعل في نفس الشهر من العام الماضي بعد تقرير وظائف ضعيف دفع باول إلى التحذير من مخاطر سوق العمل من على منبر جاكسون هول.

لكن الأمور مختلفة الآن مع شبح الرسوم الجمركية. فرئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي، التي ترى أن خفضين للفائدة هذا العام سيكونان مناسبين على الأرجح، رفضت فكرة خفض كبير الشهر المقبل، معتبرة أن ذلك قد يعطي إشارة غير مبررة على ضرورة ملحة.

ومع ذلك، يسود شعور بأن صانعي السياسة النقدية في الولايات المتحدة أكثر انقسامًا بشأن التوقعات الاقتصادية مما كانوا عليه في الماضي القريب — وهو سبب إضافي يدفع باول لتجنّب تقديم توجيه واضح هذا الأسبوع.

مراجعة إطار السياسة النقدية

قد يكون باول في موقف أكثر أمانًا عندما يتحدث عن ما يُعرف بـ مراجعة إطار العمل التي يجريها مسؤولو الفيدرالي هذا العام. ومن المتوقع أن يقدم لمحة عن أحدث الأفكار المتعلقة بهذا الدليل المهم للسياسة النقدية على المدى الطويل.

تعود النسخة الحالية إلى عام 2020، حين أجرى الفيدرالي تعديلين رئيسيين:

الأول، السماح للتضخم بتجاوز مستوى 2% المستهدف لفترة من الوقت إذا كان قد بقي دون هذا المستوى لفترات متواصلة.

أما الثاني، فتمثل فعليًا في التخلي عن الفكرة التي تقول إن سوق العمل المحموم يجب أن يؤدي تلقائيًا إلى رفع أسعار الفائدة لدرء التضخم، حتى في حال عدم ظهور ضغوط سعرية فعلية بعد.

تأثرت هذه التعديلات ذات التوجه التيسيري بضعف تعافي الاقتصاد الأمريكي بعد أزمة 2008. ففي ذلك الوقت، ومع بقاء التضخم منخفضًا واستمرار البطالة عند مستويات مرتفعة، بدا أن التهديد الأكبر أمام أهداف الفيدرالي المتعلقة بالتوظيف والتضخم كان يتمثل في اقتصاد فاتر النشاط. وحتى عندما تراجعت البطالة إلى مستويات متدنية، لم ينتج عنها تضخم يُذكر. وبحسب لغة الاقتصاديين، كانت المخاطر غير متوازنة.

لسوء حظ الفيدرالي، دخلت هذه التغييرات حيّز التنفيذ قبيل تفجر أسوأ موجة تضخم في الولايات المتحدة منذ أربعة عقود بفعل الجائحة. وقد جادل منتقدون من داخل وخارج البنك المركزي بأن الإطار الجديد لم يكن ملائمًا للتعامل مع طفرة الأسعار وقت الوباء، وأسهم في تأخر استجابة الفيدرالي.

وقد أشار باول إلى أن هذين المكونين من الإطار قد يكونان الآن على وشك الإلغاء، وأن النسخة الجديدة ستكون قابلة للتطبيق على نطاق أوسع من الظروف الاقتصادية. ومن المتوقع أن يحصل مراقبو الفيدرالي على مزيد من التفاصيل في جاكسون هول.

سيلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي مع دونالد ترامب يوم الاثنين، بينما يضغط مع الحلفاء الأوروبيين من أجل عقد قمة ثلاثية مع فلاديمير بوتين، رغم المؤشرات التي تفيد بأن الزعيم الروسي غير منفتح على تقديم تنازلات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد اتصال هاتفي مع ترامب يوم السبت: "تؤكد أوكرانيا استعدادها للعمل بأقصى الجهود من أجل تحقيق السلام."

وأكد ترامب في منشور عبر منصة "تروث سوشال" زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن، مشيراً إلى أن اجتماعاً يضم بوتين وزيلينسكي قد يُعقد "إذا سارت الأمور على ما يرام."

تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيون مع دونالد ترامب بينما كان الرئيس الأمريكي عائداً من محادثاته يوم الجمعة في ألاسكا مع فلاديمير بوتين، والتي فشلت في التوصل إلى مسار ينهي الحرب المستمرة حالياً في منتصف عامها الرابع. ومع ذلك، وصف ترامب اجتماعه بأنه مثمر، وأشار إلى أنه سيطلب من زيلينسكي التوصل إلى اتفاق.

وقال ترامب خلال الاتصال إنه رغم أن القرار يعود إلى أوكرانيا بشأن ما ستفعله بأراضيها، فإن موقف بوتين لم يتغير — فهو ما زال يريد من كييف التنازل عن السيطرة على كامل إقليم دونباس شرق أوكرانيا، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم كشف هويتهم.

وزيلينسكي رفض مراراً التخلي عن منطقتي دونيتسك ولوهانسك بالكامل، واللتين تسيطر القوات الروسية على أجزاء منهما فقط ولم تنجح حتى الآن في السيطرة عليهما عسكرياً. وبحسب المصادر، فإن روسيا ستوقف توسيع مطالبها في الأجزاء التي لا تسيطر عليها حالياً من منطقتي زابوريجيا وخيرسون، مما يعني تجميد خطوط القتال هناك فعلياً.

وأضافت المصادر أن ترامب أبلغ القادة باستعداده المساهمة في ضمان أمن أوكرانيا، شرط ألا يكون ذلك من خلال حلف الناتو. وأشار إلى أن بوتين قد يقبل بهذا الترتيب.

وقال الرئيس الأمريكي في منشور إن اجتماعه مع بوتين واتصاله مع زيلينسكي سارا "بشكل جيد للغاية". وكتب أن "الجميع اتفقوا" على أن أفضل وسيلة لإنهاء الحرب هي التوصل إلى اتفاق سلام "وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار".

وتأتي هذه التصريحات بعد أن كان ترامب قد صرح في وقت سابق بأن وقف إطلاق النار سيكون مطلبه الأساسي من بوتين خلال القمة. كما هدد حينها بالانسحاب من الاجتماع وفرض عقوبات قاسية جديدة إذا لم يتم التوصل إلى ذلك.

علاقة متوترة
زيارة زيلينسكي للبيت الأبيض يوم الاثنين تزيد من خطورة الموقف، في ظل علاقة مضطربة تجمعه بترامب. ففي زيارته الأخيرة إلى المكتب البيضاوي في فبراير، اندلع شجار كلامي بين الزعيمين، أدى إلى تعليق مؤقت للمساعدات العسكرية الأمريكية لكييف، وهو ما أضعف قدراتها القتالية.

ومنذ ذلك الحين، التقى ترامب وزيلينسكي عدة مرات، بما في ذلك في قمة قادة الناتو في لاهاي وفي الفاتيكان، وتمكنا من إصلاح علاقتهما.

ورحب المسؤولون الأوروبيون بجهود ترامب خلال اتصالهم معه، وأكدوا مجدداً الحاجة إلى عقد اجتماع ثلاثي يضم ترامب وبوتين وزيلينسكي في بيان صدر يوم السبت. ولم يشر البيان إلى المطالب السابقة بوقف فوري لإطلاق النار كخطوة أولى نحو المفاوضات.

ذكرت قناة التلفزيون الروسية الرسمية "فيستي" يوم السبت، نقلاً عن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، أن موضوع القمة الثلاثية لم يُطرح في ألاسكا.

وأكد القادة الأوروبيون بدورهم أن القرار بشأن الأراضي الأوكرانية يعود إلى كييف، مشددين في بيان مشترك على أن "الحدود الدولية لا يجب أن تُغيّر بالقوة". وقد وقع البيان قادة فرنسا وإيطاليا وألمانيا وفنلند وبولند والمملكة المتحدة، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية.

وبحسب مصادر مطلعة، أعرب بعض المسؤولين الأوروبيين عن قلقهم من أن يمارس ترامب ضغوطاً على زيلينسكي لتقديم تنازلات عن أراض بغية التوصل إلى اتفاق.

وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "إن تصميم الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق سلام أمر حيوي، لكن الواقع القاسي هو أن روسيا لا تنوي إنهاء هذه الحرب في أي وقت قريب." وأضافت أن بوتين يماطل في المفاوضات، و"غادر أنكوراج من دون تقديم أي التزامات لإنهاء القتل."

وفي مقابلة مع شون هانيتي على قناة فوكس نيوز بعد قمة ألاسكا، أوضح ترامب أن هناك بعض النقاط العالقة المتبقية بعد نقاشه مع بوتين، محذراً في الوقت ذاته من أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق، لكنه حول تركيزه إلى زيلينسكي، قائلاً إن القرار في نهاية المطاف بيده لحل الحرب.

وجاء في بيان القادة الأوروبيين: "من الواضح أن أوكرانيا يجب أن تحصل على ضمانات أمنية حديدية تمكّنها من الدفاع بفعالية عن سيادتها وسلامة أراضيها"، مؤكدين أنه "لا يجب فرض أي قيود على القوات المسلحة الأوكرانية أو على تعاونها مع دول أخرى." وأضاف البيان: "لا يمكن لروسيا أن تمتلك حق الفيتو ضد مسار أوكرانيا نحو الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو."

وفي نفس الأثناء، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية على تليغرام صباح السبت أن روسيا أطلقت 85 طائرة مسيّرة وصاروخاً باليستياً على الأراضي الأوكرانية خلال ساعات الليل، في مؤشر واضح على نية موسكو مواصلة الحرب. وقال زيلينسكي على منصة "إكس": "في يوم المفاوضات، يواصل الروس القتل. وهذا يوضح الكثير."

أما دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، فقال على تليغرام إن اجتماع ترامب-بوتين في ألاسكا أظهر أن المفاوضات ممكنة حتى في ظل استمرار القتال.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيفرض رسوماً جمركية على أشباه الموصلات خلال الأسبوعين المقبلين، في أحدث إشارة إلى استعداده لتوسيع نظامه من التعريفات بشكل كبير.

وأضاف ترامب للصحفيين، يوم الجمعة، على متن طائرة الرئاسة الأمريكية "إير فورس وان" في طريقه إلى ألاسكا لحضور قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين:

"سأفرض رسوماً الأسبوع المقبل والذي يليه على الصلب، وعلى ما يمكن أن أقول إنه الشرائح الإلكترونية — الرقائق وأشباه الموصلات — سنفرضها في وقت ما الأسبوع المقبل أو الذي يليه".

ولم يتضح ما إذا كان ترامب قد أخطأ في الحديث عن رسوم الصلب، إذ إنه كان قد رفع بالفعل الرسوم على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50% في يونيو.

وقد تعهّد الرئيس مرارًا بفرض رسوم على الرقائق والأدوية في غضون أسابيع، لكن لم تصدر أي إعلانات رسمية حتى الآن.

 ويخضع القطاعان منذ أبريل لتحقيق من وزارة التجارة، وهو شرط مسبق لتمكين ترامب من فرض رسوم على أساس اعتبارات الأمن القومي، وهي عملية قد تكون معقدة، وقد تستغرق التحقيقات شهوراً أو أكثر للانتهاء.

ويترقب المصنعون وشركات الذكاء الاصطناعي مزيدًا من الوضوح بشأن خطط الرئيس لمعدلات التعريفة على أشباه الموصلات، نظرًا لاستخدام هذه الشرائح في مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية الحديثة.

وفي الأسبوع الماضي، قال ترامب خلال فعالية مع الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، إنه يخطط لفرض رسوم بنسبة 100% على أشباه الموصلات، مع إعفاء المنتجات القادمة من الشركات التي تنقل تصنيعها إلى الولايات المتحدة.

 ولم يقدم البيت الأبيض لاحقًا توضيحًا لكيفية عمل هذا الإعفاء، لكن ترامب ألمح إلى أن آبل — التي تعهّدت بمبادرة تصنيع محلية بقيمة 600 مليار دولار — قد تكون ضمن المستفيدين من هذا الإعفاء.

وفي يوم الجمعة، أشار ترامب إلى أن الرسوم على أشباه الموصلات المستوردة قد تكون أعلى من ذلك، قائلاً:

"قد أفرض معدلًا بنسبة 200%، أو حتى 300%؟"

كما أوضح الرئيس الأمريكي أنه قد يتحدث مع بوتين حول الرسوم الجمركية، مضيفًا أنه يعتقد أن الزعيم الروسي يخطط لجلب رجال أعمال إلى القمة.

"لاحظت أنه سيصطحب معه الكثير من رجال الأعمال من روسيا، وهذا أمر جيد، فأنا أحب ذلك لأنهم يريدون ممارسة الأعمال. لكنهم لن يباشروا الأعمال حتى نُسوي الحرب".

وخلال الأسابيع الأخيرة، هدّد ترامب بفرض معدلات رسوم أعلى على مشتري الطاقة الروسية، بما في ذلك تعهّد بفرض ضريبة بنسبة 50% على السلع القادمة من الهند. كما ألمح إلى أنه قد يزيد الضغوط الاقتصادية على موسكو إذا لم تسر القمة بشكل جيد.

تدخل حرب روسيا في أوكرانيا عامها الرابع، رغم تعهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الصراع خلال 24 ساعة من عودته إلى منصبه في يناير.

وقد خفّض ترامب من سقف التوقعات بشأن تحقيق انفراجة في اجتماعه المقرر في 15 أغسطس بألاسكا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تطأ قدماه الأراضي الأمريكية لأول مرة منذ ما يقرب من عقد، في ولاية كانت يومًا ما تابعة لروسيا. وقدم ترامب القمة في مدينة أنكوراج على أنها تمهيد لاجتماع ثانٍ أكثر أهمية قد يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ولكي ينجح ترامب في التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، سيتعين عليه التفاوض على تسوية بشأن مستقبل الأراضي الأوكرانية، إذ يطالب بوتين بأن تتخلى أوكرانيا عن جزء من أراضيها، بينما يصر زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون على مبدأ عدم جواز تغيير الحدود الدولية بالقوة.

ما هي الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا؟

حتى منتصف أغسطس، كانت روسيا تحتل ما يقرب من خمس أراضي أوكرانيا، ويمتد هجومها على طول خط جبهة يزيد عن 1,000 كيلومتر (621 ميلًا).

عمل بوتين لسنوات على محاولة تعديل حدود أوكرانيا. فقد ضمّ شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود بشكل غير قانوني في عام 2014. ومنذ ذلك العام، كانت أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا – اللتين تشكلان معًا إقليم دونباس – تحت سيطرة وكلاء موالين لروسيا، بعدما حرّض الكرملين على تمرد انفصالي عقب وقت قصير من الاستيلاء على القرم.

عقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، سيطرت القوات الروسية على معظم مناطق دونيتسك ولوغانسك، واستولت أيضًا على أجزاء من مقاطعتي خيرسون وزابوريجيا جنوب أوكرانيا. كما تسيطر على محطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا.

أعلن بوتين في سبتمبر 2022 أن لروسيا سيادة على كامل المناطق الأربع المذكورة، لكن قواته لم تتمكن أبداً من السيطرة الكاملة على هذه المناطق رغم سنوات من المحاولات. وقد حقق الجيش الروسي مكاسب تدريجية خلال صيف هذا العام، لكنه لم ينجح في تحقيق تفوق حاسم.

ما مدى احتمال أن يتخلى بوتين عن الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها روسيا؟

صرّح بوتين أن دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون ستكون “إلى الأبد” جزءًا من روسيا، بعد إعلان ضمها. ووفق تعديل دستوري قدّمه عام 2020، يحظر الدستور الروسي التنازل عن أي أرض تم إعلان تبعيتها لروسيا.

إن التوصل إلى اتفاق سلام يعترف بالسيادة الروسية على هذه المناطق الأربع سيمنح بوتين انتصارًا لم يتمكن جيشه من تحقيقه عسكريًا. وإذا تخلّت أوكرانيا عن كامل منطقة دونيتسك، فإنها ستفقد ما وصفه معهد دراسة الحرب – وهو مركز أبحاث مقره واشنطن – بـ “حزام الحصون”، وهو خط الدفاع المحصن الرئيسي الذي حال لسنوات دون توغل روسيا أعمق داخل البلاد.

ومع ذلك، قد لا يكون مثل هذا السيناريو كافيًا لإرضاء بوتين، الذي كان يهدف في بداية الغزو إلى السيطرة على كييف وتجريد أوكرانيا من السلاح وإجبارها على التخلي عن هدفها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

موقفه المتشدد ينبع من اعتقاده بأن روسيا يجب أن تمتد إلى ما وراء حدودها الحالية. وقبل شهرين فقط من شن الهجوم الشامل على أوكرانيا عام 2022، أعرب بوتين عن أسفه لانهيار الاتحاد السوفيتي واصفًا إياه بأنه "تفكك لروسيا التاريخية".

كما قال إن الشعب الروسي تفرّق بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، زاعماً أن 25 مليونًا منهم توزعوا بين الدول المستقلة، ومعظمهم في أوكرانيا. وكرر بوتين مرارًا وصف الأوكرانيين والروس بأنهم "شعب واحد".

لكن طموحاته الأيديولوجية في السيطرة على أراضٍ أجنبية قد تصطدم بواقع اقتصادي قاسٍ في الداخل؛ إذ تتراجع إيرادات النفط الروسية مع تأثير رسوم ترامب الجمركية على أسعار النفط العالمية، ورغم أن الاقتصاد تفادى الركود حتى الآن، فإن النمو مدفوع بالإنفاق الحكومي، ولا سيما على الدفاع، بينما تتباطأ القطاعات الأخرى. وبلغ عجز الميزانية الحكومية مستوى قياسيًا في يوليو وسط تكاليف الحرب الباهظة.

وفي حال التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، سيواجه بوتين مهمة إعادة هيكلة اقتصاد أصبح معتمدًا على الحرب، مما قد يؤدي إلى إفلاس المتعاقدين المثقلين بالديون.

ما هو موقف أوكرانيا من أراضيها التي تحتلها روسيا؟

قال زيلينسكي في وقت سابق إن هدف حكومته هو استعادة السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. وأكد مجددًا أن أوكرانيا لن تعترف أبدًا بأراضيها المحتلة كأراضٍ روسية، ولن توافق على التخلي عن هذه الأراضي مقابل إبرام اتفاق سلام.

وأشار الرئيس إلى دستور أوكرانيا الذي تم اعتماده عام 1996، وينص على أن أراضي الدولة "غير قابلة للتجزئة ولا للمساس بها"، ويعرّف القرم تحديدًا على أنها جمهورية ذات حكم ذاتي تشكل "جزءًا لا يتجزأ من أوكرانيا".

رفض زيلينسكي التخلي عن أي جزء من الأراضي هو موقف يشترك فيه مع غالبية الأوكرانيين. لكن مستوى الدعم لهذا الموقف تراجع مع طول أمد القتال، وتعثّر الهجمات المضادة، وارتفاع أعداد الضحايا.

في مايو 2022، قال نحو 82% من الأوكرانيين إنهم لا ينبغي أن يتخلوا عن أي جزء من أراضيهم، حتى لو أدى ذلك إلى إطالة أمد الحرب وتهديد استقلال البلاد، وفقًا لاستطلاع أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع. وبحلول أوائل يونيو من هذا العام، تراجعت هذه النسبة إلى 52%.

وفي استطلاع أجراه المعهد نفسه بين أواخر يوليو وأوائل أغسطس، أيد 54% من الأوكرانيين خطة يتم بموجبها تجميد خط المواجهة دون اعتراف رسمي بالسيادة الروسية على الأراضي المحتلة، على أن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وأوروبا، ويتم رفع العقوبات عن روسيا تدريجيًا.

كيف يتعامل ترامب مع مسألة ترسيم الأراضي الأوكرانية؟

رغم أن ترامب أبدى في الأشهر الأخيرة إحباطه من بوتين بسبب رفضه وقف القتال في أوكرانيا، فإن لا توجد مؤشرات كبيرة على أن ذلك قد يؤدي إلى نتيجة مواتية لزيلينسكي، الذي كانت علاقته مع الرئيس الأمريكي متقلبة. كما أن المفاوضات الثنائية بين ترامب وبوتين تنطوي على خطر تقديم عرض لزيلينسكي بصيغة "خذ أو اترك"، يتضمن خسارة أوكرانيا لأراضٍ.

وقال ترامب لزعماء أوروبيين إنه لن يتفاوض بشأن الأراضي خلال قمته مع بوتين في ألاسكا، لكنه قبل أيام فقط ألمح إلى أن التنازلات قد تكون جزءًا من تسوية نهائية، مشيرًا إلى احتمال وجود "تبادل لبعض الأراضي بما يصب في مصلحة الطرفين".

سبق لإدارة ترامب أن طرحت فكرة اعتراف الولايات المتحدة بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم كجزء من اتفاق سلام. وحتى الآن، لم تعترف رسميًا بضمّ شبه الجزيرة – الذي أقدم عليه بوتين بشكل غير قانوني – سوى دول قليلة، من بينها كوريا الشمالية وفنزويلا.

قد يتمكن زيلينسكي من استغلال الطابع البراجماتي لسياسة ترامب الخارجية لتقليل حجم أي تنازلات محتملة. فصفقة المعادن التي وُقّعت في أبريل تمنح الولايات المتحدة حصة في أرباح الموارد الطبيعية الأوكرانية، وهو ما قد يمنح ترامب حافزًا اقتصاديًا للتفاوض على تسوية تعيد مزيدًا من الأراضي الواقعة تحت الاحتلال الروسي إلى السيطرة الأوكرانية.

مع ذلك، قد تنتهج روسيا استراتيجية مشابهة. فقد قال يوري أوشاكوف، مستشار الكرملين، إن ترامب وبوتين سيناقشان خلال اجتماعهما المغلق “الإمكانات الهائلة وغير المستغلة” للتعاون الاقتصادي بين بلديهما، وذلك وفقًا لوكالة الأنباء الروسية الحكومية "تاس".

ما هو موقف الحلفاء الأوروبيين لأوكرانيا؟

أعرب قادة الاتحاد الأوروبي عن التزامهم بوحدة أراضي أوكرانيا. وفي بيان مشترك أقرّه جميع أعضاء الاتحاد باستثناء المجر — التي يعارض زعيمها فيكتور أوربان المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا ويحافظ على علاقات وثيقة مع بوتين — جاء أن “الحدود الدولية يجب ألا تُغيَّر بالقوة.”

ومع ذلك، قال الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في مقابلة مع شبكة ايه بي سي نيوزأوائل أغسطس إن مسألة الأراضي “ستكون على الطاولة” خلال المفاوضات، إلى جانب الضمانات الأمنية. وأشار إلى أن عملية السلام قد تتضمن إقرار أوكرانيا بفقدانها السيطرة على بعض أراضيها دون أن تتخلى رسميًا عن السيادة عليها.

زيلينسكي أكد أن أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن ضمانات أمنية من حلفاء أوكرانيا لمنع أي عدوان روسي جديد. ومع تراجع استعداد الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب للقيام بدورها التاريخي كضامن أمني، يخشى القادة الأوروبيون من أن تترك قواتهم لحراسة هدنة قد يستغلها بوتين لإعادة بناء قواته، وشن هجوم جديد، وربما توسيع نفوذه العسكري إلى عمق القارة.

لماذا يريد بوتين الاحتفاظ بالسيطرة على القرم؟

تتمتع القرم بأهمية تاريخية بالنسبة لروسيا، إذ ضمّتها الإمبراطورية الروسية عام 1783 في عهد كاثرين الكبرى.

بقيت شبه جزيرة القرم جزءًا من روسيا حتى عام 1954، حين سلّمها زعيم الاتحاد السوفيتي نيكيتا خروتشوف إلى أوكرانيا، التي كانت حينها لا تزال جزءًا من الاتحاد السوفيتي. في ذلك الوقت، كانت القرم تعاني الخراب في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وكان الزعيم السوفيتي السابق جوزيف ستالين قد رحّل السكان التتار الأصليين للقرم بعد اتهامهم بالتعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وشجّع الروس على الانتقال إلى شبه الجزيرة، ما أسفر عن أن أصبح غالبية سكان القرم من العرق الروسي. وعندما ضمّ فلاديمير بوتين القرم عام 2014، برّر قراره بأنه جاء لمساعدة السكان الناطقين بالروسية المقيمين هناك.

ويجعل موقع شبه الجزيرة الذي يأخذ شكل الماسة منطقة ذات أهمية استراتيجية للتجارة وإبراز النفوذ العسكري. فالقرم مفتاح للتحكم في أنشطة الشحن في البحر الأسود، وهو ممر حيوي لنقل الحبوب وغيرها من السلع. وفي الوقت نفسه، ظل ميناء سيفاستوبول تاريخيًا موطنًا لأسطول البحر الأسود الروسي، وهو ميناء عميق ودافئ المياه، ويقع على مقربة من عضوين في حلف شمال الأطلسي: رومانيا وتركيا. وبعد استقلال أوكرانيا عام 1991، قامت بتأجير القاعدة البحرية لروسيا.

مكّن استيلاء بوتين على شبه جزيرة القرم من استخدامها كمنصة انطلاق لغزو أوكرانيا على نطاق واسع. وقد شكّل جسر كيرتش، الذي افتُتح عام 2018 ليربط القرم بالبر الرئيسي الروسي، شريانًا لوجستيًا حيويًا لروسيا في إمداد جبهات القتال. وقد شنّت القوات الأوكرانية عدة هجمات لمحاولة قطع هذا الرابط.

ما هو اهتمام بوتين بمنطقة دونباس؟

سُمّيت دونباس نسبة إلى حوض دونيتس للفحم، وقد كانت تاريخيًا مركز صناعة الفحم والصلب في أوكرانيا، وقبل ذلك أحد معاقل الصناعة في الاتحاد السوفيتي. وكانت الدعاية السوفيتية تطلق على المنطقة لقب "قلب روسيا".

تعطل النشاط الصناعي في دونباس بسبب القتال المستمر والدموي منذ عام 2014، ودُمّرت العديد من المنشآت مع اندلاع الحرب الشاملة لاحقًا. ومع ذلك، لا تزال المنطقة تحتوي على احتياطيات كبيرة من الفحم يمكن لروسيا استغلالها. ووفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كانت أوكرانيا تمتلك ثامن أكبر احتياطي فحم في العالم عام 2023، ويقع معظمه في منطقة دونباس.

كما تحتوي المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا، بما في ذلك دونباس، على موارد طبيعية أخرى مثل الليثيوم والتيتانيوم والجرافيت — رغم أن حجم الكميات القابلة للاستخراج التجاري منها غير واضح. وهناك أيضًا حقل للغاز الصخري في منطقة دونيتسك، كانت شركة شل (Shell Plc) قد وقّعت اتفاقًا في عام 2013 لاستغلاله بالشراكة مع شركة أوكرانية مملوكة للدولة، قبل أن تنسحب لاحقًا من الاتفاق.

تضم منطقة دونيتسك أيضًا مدينة ماريوبول، وقد مكّن السيطرة الروسية عليها بوتين من إنشاء ممر بري يمتد من الحدود الروسية على طول ساحل بحر آزوف وصولًا إلى شبه جزيرة القرم، مما يقلل من الاعتماد على جسر كيرتش.

وبعيدًا عن دونباس، تحتوي منطقتا خيرسون وزابوريجيا على أراضٍ زراعية خصبة، وقد شكّلتا جزءًا أساسيًا من الإنتاج الزراعي الأوكراني ودوره التاريخي كـ "سلة خبز أوروبا". ووفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، فقد مثّل هذان الإقليمان معًا ما لا يقل عن 10% من متوسط إنتاج القمح والشعير وبذور اللفت وبذور عباد الشمس في أوكرانيا بين عامي 2016 و2020.

تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي بشكل غير متوقع لأول مرة منذ أبريل، في حين ارتفعت توقعات التضخم وسط استمرار القلق بشأن تأثير الرسوم الجمركية.

ووفقًا لبيانات جامعة ميشيغان الصادرة الجمعة، انخفضت القراءة المبدئية للمؤشر في شهر أغسطس إلى 58.6 من 61.7  في الشهر السابق.

ويتوقع المستهلكون أن ترتفع الأسعار بمعدل سنوي قدره 4.9%  خلال عام من الآن، مما يمحو التحسن المسجَّل في الشهر السابق. كما يرون أن التكاليف ستزداد بمعدل سنوي يبلغ 3.9%  على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة.

جاء كل من مؤشر الثقة ومؤشرات التضخم أسوأ من توقعات الاقتصاديين في استطلاع أجرته بلومبرج.

وقالت جوان شو، مديرة المسح، في بيان: "لا يزال المستهلكون يتوقعون تدهور كل من التضخم والبطالة في المستقبل."

أُجري المسح في الفترة من 29 يوليو إلى 11 أغسطس، وأظهرت بيانات حكومية حديثة أن نمو الوظائف تباطأ بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة. ويتوقع نحو 62% من المستهلكين ارتفاع البطالة خلال العام المقبل، بزيادة عن الشهر السابق.

تحذير المستهلكين

أظهر تقرير منفصل صادر عن جامعة ميشيغان يوم الجمعة أن 58% من المستهلكين يخططون لخفض إنفاقهم هذا العام تحسبًا لمزيد من التضخم. وأشار المشاركون إلى أنهم يتوقعون تقليص مشترياتهم، بما في ذلك السيارات والسلع المنزلية وتناول الوجبات خارج المنزل.

وقالت جوان شو: "أعرب المستهلكون طوال المقابلات عن أن مخاوفهم بشأن الأسعار المرتفعة عادت لتتصدر اهتماماتهم هذا الشهر، بعد أن تراجعت نسبيًا في وقت سابق من الصيف."

كما تراجع مؤشر فرعي لظروف الشراء بالنسبة للسلع المعمرة إلى أدنى مستوى له في عام.

وفي تقرير منفصل صدر في وقت سابق من الجمعة، تبين أن مبيعات التجزئة الأمريكية ارتفعت للشهر الثاني على التوالي في يوليو، مدفوعة بطلب واسع النطاق على السلع.

كما أظهر مسح الثقة أن مؤشر الأوضاع الراهنة انخفض إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر مسجلًا 60.9، بينما تراجع مؤشر التوقعات إلى 57.2.

كما يتوقع نحو ثلث المستطلعين انخفاض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى الاختلافات الحزبية. وأوضح التقرير أن الفجوة بين الجمهوريين – الذين يتوقعون عمومًا انخفاض تكاليف الاقتراض – والديمقراطيين – الذين لا يتوقعون ذلك – هي الأكبر على الإطلاق.

الصفحة 1 من 1332