
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
تراجع التضخم في ألمانيا بشكل غير متوقع هذا الشهر، ليطابق المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي للمرة الأولى منذ نحو عام.
وقالت هيئة الإحصاء الألمانية "ديستاتيس" يوم الإثنين إن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 2% على أساس سنوي، مقارنة بـ2.1% في مايو، بينما كان اقتصاديون يتوقعون ارتفاعًا طفيفًا إلى 2.2%.
وتُعد بيانات يونيو مزيجًا متباينًا للاقتصادات الأكبر في منطقة اليورو؛ إذ ارتفع التضخم في فرنسا وإسبانيا، لكنه استقر في إيطاليا. ومع ذلك، من المستبعد أن تُقنع هذه الأرقام مسؤولي البنك المركزي الأوروبي بتغيير رؤيتهم بأن المستوى المستهدف سيتحقق بشكل مستدام هذا العام.
ومن المقرر صدور القراءة الخاصة بمنطقة اليورو ككل (المؤلفة من 20 دولة) يوم الثلاثاء، حيث يتوقع المحللون أن تبلغ نسبة التضخم 2%، بارتفاع طفيف عن مستوى مايو البالغ 1.9%. ويتجه البنك المركزي الأوروبي إلى التريث وعدم خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في يوليو، بعد أن خفّض سعر فائدته على الودائع ثماني مرات منذ يونيو 2024، ليصل إلى 2%.
ويبدو أن القلق لدى العديد من صناع السياسة لم يعد منصبًا على الضغوط التضخمية بقدر ما هو على ضعف أداء الاقتصاد، والذي قد يدفع التضخم للهبوط. وفي هذا السياق، قال نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي جويندوس يوم الإثنين إن النمو الاقتصادي سيكون شبه منعدم في الربعين الثاني والثالث من العام.
وفي تصريحات ألقاها في مدريد، أبدى دي جويندوس قلقه من "عدم اليقين البالغ" الذي يحيط بمستقبل الاقتصاد الأوروبي، الذي حظوظه ستعتمد إلى حد كبير على نتائج مفاوضات التجارة الجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والمقرر انتهاؤها الأسبوع المقبل.
ورغم أن عدم اليقين قد يُفضي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، فإن تأثيره على التضخم "أقل وضوحاً"، مع وجود احتمالات لصعوده أو هبوطه، بحسب محافظ البنك المركزي الأيرلندي غابرييل ماكلوف، في تصريحات نُشرت يوم الإثنين.
وقال ماكلوف: "على المدى القريب إلى المتوسط، يبدو أن الآفاق الخاصة بالتضخم في منطقة اليورو إيجابية بشكل عام، وتشير التقديرات إلى أنه سيستقر قرب مستهدف مجلس محافظي البنك البالغ 2% على المدى المتوسط".
أما في ألمانيا، فتبدو التوقعات أكثر إشراقاً مع شروع الحكومة الجديدة في زيادة الإنفاق على الدفاع والبنية التحتية، وهو ما يتوقع المحللون أن يدعم النمو الاقتصادي، لا سيما في عامي 2026 و2027، بعد سنوات من الجمود الاقتصادي.
ارتفعت ثقة المستهلك الأمريكي بقوة في يونيو لتسجل أعلى مستوى لها منذ أربعة أشهر، كما تحسّنت توقعات التضخم بشكل ملحوظ، مع تراجع المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد والأوضاع المالية الشخصية.
ووفقًا لبيانات جامعة ميشيغان، ارتفع المؤشر النهائي لثقة المستهلكين في يونيو إلى 60.7 مقارنة بـ52.2 في الشهر السابق، مسجلاً زيادة قدرها 8.5 نقطة، وهي الأكبر منذ بداية عام 2024. وكان متوسط التقديرات في استطلاع أجرته بلومبرج لآراء الاقتصاديين يشير إلى استقرار المؤشر عند القراءة الأولية البالغة 60.5 دون تغيير.
وقالت جوان هسو، مديرة المسح، في بيان: "كان التحسن واسع النطاق وشمل جوانب متعددة من الاقتصاد. ومع التراجع الأخير في مستويات الرسوم الجمركية وتقلّب السياسات التجارية، يبدو أن المستهلكين باتوا يعتقدون أن أسوأ السيناريوهات لن تتحقق، فخففوا من توقعاتهم السلبية تبعًا لذلك".
وأظهرت البيانات الصادرة يوم الجمعة أن المستهلكين يتوقعون ارتفاع الأسعار بنسبة 5% خلال عام من الآن، وهو انخفاض طفيف عن القراءة الأولية، لكنه تحسّن كبير مقارنة بنسبة 6.6% المسجلة في مايو — وهو أفضل تحسّن شهري منذ عام 2001. كما توقّع المستهلكون ارتفاع الأسعار بمعدل سنوي يبلغ 4% خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، وهو أيضاً أدنى من تقديرات الشهر السابق.
أظهر الاستطلاع، الذي انتهى بعد يومين من تنفيذ الجيش الأمريكي ضربات جوية على إيران، أن عددًا قليلاً جدًا من المشاركين أشاروا تلقائيًا إلى الصراع بين إسرائيل وإيران. لكن لا يزال المستهلكون قلقين بشأن التأثير المحتمل للرسوم الجمركية.
ويتزامن ضعف معنويات المستهلكين مقارنة بما كانت عليه في بداية العام، مع تباطؤ في الطلب. فقد أظهرت بيانات منفصلة صدرت في وقت سابق أن الإنفاق المعدل حسب التضخم تراجع في مايو بأكبر قدر منذ بداية العام.
وتشير البيانات الأخيرة إلى أن ضعف الطلب الاستهلاكي، خاصة في قطاع الخدمات، استمر خلال مايو، وذلك بعد أضعف ربع سنوي لإنفاق الأسر منذ بداية جائحة كورونا.
وقالت جوان هسو: "آراء المستهلكين لا تزال في المجمل منسجمة مع توقعات تباطؤ اقتصادي وارتفاع محتمل في التضخم".
أما بشأن سوق العمل، فقد تحسنت نظرة المستهلكين، لكن 57% من المشاركين في الاستطلاع لا يزالون يتوقعون ارتفاع معدل البطالة خلال العام المقبل.
كشف استطلاع منفصل صادر عن مؤسسة "كونفرنس بورد" يوم الثلاثاء أن ثقة المستهلكين تراجعت في يونيو بسبب المخاوف المتعلقة بسوق العمل. وأظهر التقرير أن نسبة المستهلكين الذين قالوا إن فرص العمل وفيرة انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات. في الوقت نفسه، بلغ عدد طلبات إعانات البطالة المستمرة — وهو مؤشر يُستخدم كمقياس للعدد الفعلي للعاطلين عن العمل — أعلى مستوى له منذ أواخر عام 2021.
وحذر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، يوم الخميس من أن الشركات قد تواجه ضغوطًا لرفع الأسعار في الأشهر المقبلة نتيجة زيادة الرسوم الجمركية، ما قد يؤدي إلى رد فعل سلبي من المستهلكين وبالتالي إلى تسريح موظفين.
وقال باركين: "إذا خسرت الشركات من حجم مبيعاتها عند رفع الأسعار، فسيتعين عليها تقليص التكاليف. وإذا خسرت هوامش أرباحها لأنها لم تتمكن من رفع الأسعار، فإنها ستضطر أيضاً إلى خفض التكاليف. وفي كلتا الحالتين، فإن تقليص التكاليف سيعني غالبًا تقليص عدد الموظفين، وهو ما يشير إلى أن بيئة السوق الحالية التي تتميز بانخفاض التوظيف والتسريح قد تكون مهددة."
في المقابل، أظهر استطلاع ميشيغان أن مؤشر تقييم الأوضاع الحالية ارتفع إلى 64.8 مقارنة بـ58.9 في مايو، بينما صعد مؤشر التوقعات إلى 58.1 من 47.9.
وتحسنت المعنويات بناء على الانتماءات السياسية: فقد ارتفع مؤشر ثقة الجمهوريين إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2020، بينما سجلت ثقة الديمقراطيين أعلى مستوى لها منذ أربعة أشهر.
انخفض إنفاق المستهلك الأمريكي في مايو بأكبر وتيرة منذ بداية العام، في إشارة إلى أن حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن السياسات الاقتصادية لإدارة ترامب باتت تلقي بظلالها على آفاق النمو.
وبحسب بيانات صادرة عن مكتب التحليل الاقتصادي يوم الجمعة، تراجعت نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.3% بعد التعديل لمراعاة التضخم. وارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي – المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي ويستثني الغذاء والطاقة – بنسبة 0.2%، وهو ما جاء أعلى قليلاً من المتوقع، لكنه لا يزال يعكس ضغوط تضخمية محدودة.
وجاء التراجع في الإنفاق، الذي كان واسع النطاق ، متزامناً مع انخفاض ثقة المستهلكين هذا العام نتيجة سياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية المتقلبة. ورغم أن التضخم ظل ضعيفاً حتى الآن في عام 2025، إلا أن العديد من الاقتصاديين يتوقعون تسارعه في الأشهر المقبلة مع اتجاه الشركات على نحو متزايد لتحميل المستهلكين أعباء الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات.
وتشير الأرقام الأخيرة إلى استمرار ضعف الطلب الاستهلاكي، لا سيما على الخدمات، خلال مايو، بعد أضعف ربع سنوي لإنفاق المستهلكين منذ بداية جائحة كورونا.
وانخفض الإنفاق على خدمات النقل وتناول الطعام خارج المنزل والإقامة في الفنادق والخدمات المالية، وغيرها من الخدمات — وهي فئة تشمل السفر إلى الخارج.
كما تراجعت مشتريات السيارات بنسبة 6%، مما عكس جزئياً الارتفاع الحاد الذي شهده شهرا مارس وأبريل حين سارع المستهلكون إلى الشراء قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ.
الأجور والتضخم
في الوقت نفسه، انخفض الدخل الشخصي في مايو بأكبر وتيرة منذ عام 2021، وذلك نتيجة تراجع التحويلات الحكومية، وعلى رأسها انخفاض مدفوعات الضمان الاجتماعي. كما تراجع معدل الادخار إلى 4.5%.
وارتفعت الأجور بنسبة 0.4% للشهر الثاني على التوالي، مواصلة سلسلة من الزيادات القوية، ما يشير إلى أن المستهلكين لا زال يمتلكون القدرة المالية على الإنفاق. ومع ذلك، فإن استمرار التباطؤ في الطلب الاستهلاكي قد يمتد تأثيره ليؤدي إلى تباطؤ في نمو الوظائف.
أما بيانات التضخم، فأظهرت أن أسعار السلع — باستثناء الغذاء والطاقة — ارتفعت بنسبة 0.2%، وهو تباطؤ طفيف مقارنة بالشهر السابق. وارتفعت أسعار الخدمات الأساسية — وهي فئة تحظى بمتابعة وثيقة وتشمل كل شيء ما عدا السكن والطاقة — بنسبة 0.1% فقط، بعد أن بقيت دون تغيير في أبريل.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للمشرّعين هذا الأسبوع إنه يتوقع أن يشهد التضخم ارتفاعاً خلال شهور يونيو ويوليو وأغسطس، مع تزايد تأثير الرسوم الجمركية على أسعار المستهلكين. وأضاف أنه إذا لم يتحقق هذا السيناريو، فقد يعاود البنك المركزي الأمريكي خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعاً.
قال كل من كريستوفر والر وميشيل بومان — وهما من محافظي الاحتياطي الفيدرالي المعيّنين من قبل الرئيس ترامب — إنهما قد يدعمان خفضًا في أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل للسياسة النقدية يومي 29 و30 يوليو، إذا استمر التضخم في التراجع.
ومن المقرر أن يصدر مكتب إحصاءات العمل البيانات الأولية لمؤشر أسعار المستهلكين لشهر يونيو في 15 يوليو. وتشير رهانات المستثمرين، وفقًا لعقود العقود الآجلة، إلى أن الخفض التالي في أسعار الفائدة من المرجح أن يتم في شهر سبتمبر.
اتسع العجز في تجارة السلع الأمريكية بشكل غير متوقع في مايو بفعل أكبر انخفاض في الصادرات منذ بداية جائحة كورونا، في حين بقيت الواردات دون تغيّر يُذكر.
وأظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية، الصادرة يوم الخميس، أن العجز في تجارة السلع ارتفع بنسبة 11.1% إلى 96.6 مليار دولار، وهو رقم تجاوز متوسط التقديرات البالغ 86.1 مليار دولار وفقاً لاستطلاع آراء الاقتصاديين.
وقد تراجعت صادرات السلع الأمريكية بنسبة 5.2% في مايو، نتيجة انخفاض حاد في شحنات الإمدادات الصناعية مثل النفط الخام. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام غير معدّلة لمراعاة التضخم، وأن أسعار النفط كانت قد انخفضت منذ بداية العام.
أما الواردات، فقد بقيت شبه مستقرة، وذلك بعد شهر من تسجيلها أكبر تراجع شهري على الإطلاق. وفي الربع الأول من العام، كانت واردات السلع الأجنبية قد شهدت قفزة ملحوظة، مع إقبال الشركات الأمريكية على تخزين السلع والمواد الخام تحسّبًا للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.
ويشير اتساع العجز التجاري في مايو إلى أن الميزان التجاري قد يساهم بشكل أقل في نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني مما كان متوقعًا في السابق.
فقبل صدور الأرقام الأخيرة، كانت تقديرات بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا تشير إلى أن صافي الصادرات سيساهم بأكثر من نقطتين مئويتين في نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني.
وأظهرت تقديرات معدّلة، صدرت بشكل منفصل يوم الخميس، أن القفزة في الواردات خلال الربع الأول خصمت ما يعادل 4.66 نقطة مئوية من حساب الناتج المحلي الإجمالي — وهو أكبر اقتطاع منذ عام 2020. ونتيجة لذلك، انكمش الاقتصاد بمعدل سنوي قدره 0.5% خلال الفترة من يناير إلى مارس.
كما ألقى تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول الضوء على فجوة لافتة بين تأثير التجارة والمخزونات. فعادةً ما تنتقل البضائع المستوردة إلى المستودعات أو مباشرة إلى المتاجر، ما يوفّر نوعًا من التعويض في حسابات الناتج المحلي.
لكن المخزونات ساهمت بـ2.59 نقطة مئوية فقط في نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول، وهو ما لم يكن كافيًا لتعويض التدهور في الميزان التجاري، مما يثير حيرة الاقتصاديين.
وأحد التفسيرات المحتملة، بحسب أوليفر ألين، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في شركة Pantheon Macroeconomics، هو أن تقدير المخزونات قد تم التقليل من شأنه، رغم القفزة الكبيرة في واردات الأدوية.
وأضاف ألين أن نفس العوامل التي قلصت الناتج المحلي الإجمالي في بداية العام قد يكون لها تأثير معاكس في الربع الثاني، نتيجة تسريع الاستيراد تحسبًا للرسوم الجمركية.
وقد جعل الرئيس ترامب من الرسوم الجمركية حجر الزاوية في استراتيجيته لدعم الإنتاج المحلي وتعزيز الصادرات بهدف تقليص العجز التجاري مع شركاء الولايات المتحدة، وزيادة إيرادات الحكومة وتعزيز الأمن القومي.
وفي تقرير منفصل صادر عن وزارة التجارة يوم الخميس، أظهرت البيانات أن الطلبات الأساسية على المعدات الاستثمارية من المصانع الأمريكية قفزت بنسبة 1.7% وهي أكبر زيادة منذ بداية العام. كما ارتفعت شحنات السلع الرأسمالية الأساسية بنسبة 0.5%.
أما طلبات السلع المعمّرة — وهي المنتجات التي يفترض أن تدوم ثلاث سنوات أو أكثر — فقد قفزت بنسبة 16.4%، في أكبر ارتفاع منذ عام 2014، مدفوعة بزيادة حادة في طلبات الطائرات التجارية. وقد أعلنت شركة بوينج أنها تلقت 303طلبات شراء في مايو، بارتفاع كبير مقارنة بالشهر السابق.
أظهر تقرير آخر صدر يوم الخميس عن وزارة العمل أن طلبات الإعانة المستمرة للعاطلين عن العمل ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ نوفمبر 2021، في إشارة إلى أن الأمريكيين العاطلين يواجهون صعوبة متزايدة في العثور على وظائف جديدة.
نما إنفاق المستهلك الأمريكي في الربع الأول من العام بأضعف وتيرة له منذ بداية جائحة كورونا، وذلك في ظل تراجع حاد في الإنفاق على خدمات الترفيه.
وبحسب بيانات صادرة عن مكتب التحليل الاقتصادي يوم الخميس، فإن الإنفاق على خدمات الترفيه اقتطع 0.14 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام — وهو أكبر تأثير سلبي لهذا القطاع منذ الربع الثاني من عام 2020.
ونتيجة لذلك، انكمش الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي نسبته 0.5% خلال الربع الأول، بعد أن تم مراجعته بالخفض.
أما الإنفاق الاستهلاكي الإجمالي — وهو المحرك الرئيسي للاقتصاد الأمريكي — فقد نما بنسبة 0.5% فقط، مقارنة بالتقدير السابق البالغ 1.2%، ما يعكس ضعفاً أوسع في سلوك المستهلكين وتراجعاً في الزخم الاقتصادي.
ارتفعت طلبات إعانات البطالة المستمرة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها منذ نوفمبر 2021، مواصلة بذلك الارتفاع الحاد الذي بدأ قبل نحو شهر ونصف، في إشارة إلى أن مزيداً من الأشخاص يبقون خارج سوق العمل لفترات أطول.
ووفقاً لبيانات وزارة العمل الصادرة يوم الخميس، بلغ عدد المطالبات المستمرة – وهو مقياس لعدد الأشخاص المستمرين في تلقي إعانات – نحو 1.97 مليون في الأسبوع المنتهي في 14 يونيو، متجاوزاً جميع التقديرات التي شملها استطلاع أجرته بلومبرج.
ويتوافق هذا المستوى المرتفع من المطالبات المستمرة مع نتائج مسوح وبيانات أخرى تشير إلى تباطؤ في سوق العمل. فقد أظهر مقياس لتوافر الوظائف – ضمن مسح مؤسسة "كونفرنس بورد" الذي يُتابعه الاقتصاديون عن كثب – انخفاضاً إلى أدنى مستوياته منذ مارس 2021.
ومع ذلك، انخفض عدد الطلبات الأولية لإعانات البطالة إلى 236000 في الأسبوع المنتهي في 21 يونيو، وهو مستوى أدنى من توقعات الاقتصاديين. كما تراجع المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع – وهو مقياس يُستخدم لتقليل تأثير التذبذب الأسبوعي – ما يعكس بعض الاستقرار في عدد الطلبات الجديدة.
الزيادة الكبيرة في طلبات إعانات البطالة المستمرة، إلى جانب استقرار الطلبات الأولية، تشير إلى أن أصحاب العمل يكبحون التوظيف، لكنهم يحافظون على موظفيهم الحاليين.
أبقى البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي، بينما يترقب صانعو السياسة النقدية وضوح الصورة بشأن التأثير المحتمل للرسوم الجمركية على الاقتصاد. وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في حينها إن سوق العمل لا "يستغيث طلبًا لخفض الفائدة". وخلال إفادته أمام المشرعين هذا الأسبوع، جدّد باول تأكيده على أن أوضاع سوق العمل لا تزال قوية.
وفي فعالية نُظّمت يوم الخميس، حذّر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، من أن الشركات قد تتعرض هذا الصيف لضغوط لرفع الأسعار بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة — وهو ما قد يؤدي إلى رد فعل سلبي من قبل المستهلكين، ومن ثم إلى تسريح موظفين.
وقال باركين: "إذا فقدت الشركات حجم مبيعاتها عندما ترفع الأسعار، فسيتعين عليها تقليص التكاليف. وإذا تراجعت هوامش أرباحها لأنها غير قادرة على رفع الأسعار، فسيتعين عليها أيضاً تقليص التكاليف. وفي كلتا الحالتين، فإن تقليص التكاليف سيعني على الأرجح تقليص عدد الموظفين، مما يشير إلى أن بيئة التوظيف الهادئة حالياً قد تصبح مهددة."
وفي تقرير منفصل صدر الخميس، اتسع عجز الميزان التجاري الأمريكي للسلع بشكل غير متوقع خلال مايو، بفعل أكبر تراجع في الصادرات منذ بداية جائحة كورونا.
قال الرئيس دونالد ترامب إنه يفكّر في ثلاثة أو أربعة أشخاص لخلافة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عندما تنتهي فترته العام المقبل.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي في لاهاي حيث يشارك في قمة الناتو: "أعرف ما بين ثلاثة أو أربعة أشخاص"، مضيفًا"أعني أن موعد خروجه اقترب، ولحسن الحظ، لأنني أراه سيئًا للغاية."
ولم يذكر ترامب أسماء المرشحين المحتملين لخلافة باول، كما لم يحدد جدولًا زمنيًا لاتخاذ القرار. وتنتهي ولاية باول كرئيس للاحتياطي الفيدرالي في مايو 2026.
وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق من هذا الشهر بأنه يدرس أسماء لخلافة باول، وأنه سيعلن عنها "قريبًا جدًا".
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن بعض حلفاء ترامب دفعوا باتجاه تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت في المنصب، إلا أن مسؤولًا رفيعًا في الإدارة نفى صحة ذلك. كما سبق لترامب أن أشاد بعضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي السابق كيفن وورش، ووصفه بأنه "يحظى بتقدير كبير".
واصل الرئيس الأمريكي حملته الضاغطة على رئيس البنك المركزي من أجل خفض أسعار الفائدة، قائلاً: "إنه شخص غبي جدًا" لأنه يُبقيها عند مستواها الحالي.
وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقف الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مطالبًا بخفضها، ومتهمًا البنك المركزي بأنه "يبقي تكاليف الاقتراض على الحكومة الأمريكية مرتفعة".
وطالب ترامب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بخفض الفائدة بمقدار 2.5 نقطة مئوية، بينما قرر البنك الأسبوع الماضي الإبقاء على الفائدة في نطاق 4.25%-4.5%، وهو نفس المستوى الذي تبقى عليه منذ بداية العام. وقد أشار معظم صانعي السياسة إلى أنهم يتوقعون خفضًا قدره نصف نقطة مئوية فقط بحلول نهاية 2025.
وقد تحمّل باول الجزء الأكبر من غضب ترامب، الذي سخر منه مرارًا بإطلاق لقب "السيد المتأخر جداً" ، وكرر تهديداته بعزله، وإن كان يتراجع أحيانًا ويؤكد أنه لا ينوي الإقدام على تلك الخطوة. إلا أن ترامب عاد وكرر التهديد مجددًا الأسبوع الماضي عبر منشور على وسائل التواصل، ختمه بالقول: "في كل الأحوال، ولايته تنتهي قريبًا!"
وجاءت تصريحات ترامب بعد يوم واحد من شهادة باول أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب، حيث دافع عن سياسة البنك، مشددًا على ضرورة عدم التسرع في تعديل الفائدة، ومشيرًا إلى أن البنك ينتظر ليرى تأثير أجندة الرئيس الاقتصادية — خصوصًا الرسوم الجمركية الواسعة على الشركاء التجاريين — على التضخم.
من جهة أخرى، يواصل الرئيس تعديل تفاصيل سياساته التجارية، ويسعى لإبرام صفقات مع بعض الشركاء قبل مهلة تنتهي يوم 9 يوليو، لتقليل الرسوم المرتفعة المزمع فرضها.
استقر إلى حد كبير الذهب مع تقييم المتداولين لهدنة في الشرق الأوسط وبيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة عززت الآمال في خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وتداول المعدن النفيس على انخفاض 0.3% عند 3313 دولاراً للأونصة، بعد أن هبط بنسبة 1.3% يوم الثلاثاء. ويبدو أن الهدنة بين إسرائيل وإيران لا تزال صامدة، مما خفف الطلب على الأصول الآمنة، وذلك بعد أن وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات لاذعة للطرفين بسبب خروقات مبكرة للاتفاق.
وفي غضون ذلك، أظهرت البيانات الأمريكية تراجع ثقة المستهلك بشكل مفاجئ في يونيو، ما يعكس قلقاً مستمراً بشأن تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد وسوق العمل. وقد يشجع ذلك الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة في الأشهر المقبلة، إلا أن رئيسه جيروم باول جدّد تأكيده أن صانعي السياسة ليسوا مضطرين للاستعجال. وعادةً ما تُعد أسعار الفائدة المنخفضة عاملاً إيجابياً للذهب، كونه لا يدرّ فوائد.
وساهم مزيج من السياسات التجارية العدائية التي يتبعها ترامب والتوترات الجيوسياسية وعمليات الشراء من قبل البنوك المركزية، في دفع الذهب للارتفاع بنسبة 27% منذ بداية العام. إلا أن هذا الزخم بدأ بالتراجع في الشهرين الأخيرين، حيث ظل الذهب يتداول لأغلب الوقت في نطاق يتراوح بين 3300 و3400 دولار للأونصة.
هبط الذهب اثنين بالمئة ليسجل أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين يوم الثلاثاء مع تضرر الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن من إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وانخفض سعر الذهب 1.9 بالمئة إلى 3303.93 دولار للأونصة بحلول الساعة 1406 بتوقيت جرينتش بعد أن سجل أدنى مستوى منذ 11 يونيو حزيران في وقت سابق من الجلسة.
وانخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 2.2 بالمئة إلى 3318.90 دولار.
قال بيتر جرانت، نائب الرئيس وكبير استراتيجيي المعادن في شركة زانير ميتالز: "إن تراجع حدة التوترات في الشرق الأوسط هو العامل الرئيسي الذي يُثقل كاهل الذهب. فقد تراجع الإقبال على الملاذ الآمن، وأصبح السوق أكثر ميلاً للمخاطرة".
"لقد حصلنا على دعم جيد جدًا عند مستوى 3300 دولار وهناك دعم أفضل ربما عند مستوى 3250 دولار."
ارتفعت الأسهم العالمية وانخفض الدولار اليوم بعد الأنباء عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في حين تجاهلت الأسواق ما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتهاكات من الجانبين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في وقت سابق من اليوم إنه أمر الجيش بشن ضربات جديدة على أهداف في طهران ردا على ما قال إنه صواريخ إيرانية أطلقت في "انتهاك صارخ" لوقف إطلاق النار.
وأضاف جرانت "هناك بعض التساؤلات حول ما إذا كان وقف إطلاق النار هذا سيصمد... حتى يتم معالجة الأمر، أعتقد أن الجانب السلبي (للذهب) ربما يكون محدودا للغاية".
في هذه الأثناء، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول في شهادة معدة للإدلاء بها في جلسة استماع بالكونجرس يوم الثلاثاء إن البنك المركزي يحتاج إلى مزيد من الوقت لمعرفة ما إذا كانت الرسوم الجمركية المتزايدة تدفع التضخم إلى الارتفاع، قبل النظر في خفض أسعار الفائدة.
وتتوقع الأسواق خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول نهاية العام، بدءا من أكتوبر بخفض قدره 25 نقطة أساس.
تراجعت ثقة المستهلك الأمريكي على غير المتوقع في يونيو وسط مخاوف متزايدة بشأن مستقبل الاقتصاد وسوق العمل والأوضاع المالية الشخصية بسبب السياسة التجارية.
ووفقًا لبيانات مؤسسة "كونفرنس بورد" الصادرة الثلاثاء، انخفض مؤشر الثقة بمقدار 5.4 نقاط ليصل إلى 93 نقطة، وهو مستوى جاء دون جميع توقعات الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع بلومبرج.
وسجل مقياس توقعات المستهلكين للأشهر الستة المقبلة انخفاضًا بـ4.6 نقاط إلى 69، في حين تراجع مؤشر تقييم الأوضاع الراهنة بمقدار 6.4 نقاط إلى 129.1.
هذا التراجع محا ما يقرب من نصف الارتفاع الذي شهده المؤشر في مايو، ما يعكس استمرار حالة القلق لدى الأمريكيين إزاء الأثر المحتمل لزيادة الرسوم الجمركية على الاقتصاد. ورغم أن التضخم ظل معتدلاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلا أن بعض المستهلكين أصبحوا أكثر حذرًا في إنفاقهم.
وقالت ستيفاني غيشار، كبيرة الاقتصاديين في "كونفرنس بورد"، في بيان:
"كان تقييم المستهلكين للأوضاع الاقتصادية الحالية أقل إيجابية مقارنة بشهر مايو. كما تراجع تقييمهم لتوافر الوظائف للشهر السادس على التوالي، لكنه لا يزال في النطاق الإيجابي، بما يتماشى مع سوق عمل لا يزال قوياً."
انتهت فترة جمع بيانات استطلاع "كونفرنس بورد" في 18 يونيو، أي بعد خمسة أيام فقط من إطلاق إسرائيل سلسلة ضربات استهدفت مواقع إيرانية. ومع ذلك، أظهرت الردود الكتابية من قبل المشاركين أن القلق الجيوسياسي لم يرتفع سوى بشكل طفيف، بحسب ما جاء في نتائج المسح.
من ناحية أخرى، أظهرت البيانات أن نسبة المستهلكين الذين يتوقعون ارتفاع أسعار الفائدة خلال عام من الآن قفزت إلى 57%، وهو أعلى مستوى يُسجَّل منذ أكتوبر 2023.