Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha
هيثم الجندى

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

قلصت أسعار النفط خسائرها مع ارتفاع مؤشر اس اند بي 500 للأسهم الأمريكية وانخفاض الدولار وبعد أنباء عن ان السعودية أشارت إلى تأييدها تخفيض الإنتاج بشكل أكبر.  

وإستقرت العقود الاجلة الأمريكية دون تغيير يذكر بعد انخفاضها 2.2% يوم الثلاثاء. وحذا الخام حذو الأسهم بينما عزز انخفاض العملة الخضراء جاذبية السلع المقومة بالدولار.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز ان دولته مستعدة لتعميق تخفيضات الإنتاج التي إتفقت عليها مع منتجين دوليين أخرين، بحسب وزير الموارد النفطية النيجيري تيمبري سيلفا.

وعلى الرغم من ان الخام يتجه نحو أفضل أداء شهري منذ يونيو—مقتربا من حاجز فني عند متوسط تحركه في 200 يوما –إلا أنه هبط 16% منذ أواخر أبريل حيث تلقي الحرب التجارية بثقلها على الطلب وينتعش الإنتاج الأمريكي. وتقود السعودية منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين كبار أخرين مثل روسيا في تخفيض إنتاج جماعي يمتد إلى نهاية مارس.

وانخفض خام غرب تكساس الوسيط (الخام الأمريكي) تسليم ديسمبر سنتين إلى 55.79 دولار للبرميل في الساعة 6:53 مساءا بتوقيت القاهرة. وارتفع خام برنت تسليم ديسمبر 33 سنتا إلى 61.90 دولار في بورصة لندن.

من المستبعد ان يجد المتعاملون في الاسترليني الوعد بإنتخابات بريطانية في ديسمبر مخرجا من متاهة البريكست.

قلصت العملة خسائرها بعد ان أيد حزب العمال  المعارض خطط الحكومة بإجراء انتخابات مبكرة، قبل ان يصوت المشرعون على القرار في وقت لاحق يوم الثلاثاء. ويرى خبراء إستراتجيون إنه من غير المحتمل ان تؤدي الانتخابات إلى تهاوي الاسترليني في ظل تفوق حزب المحافظين في استطلاعات الرأي، لكن يوجد عدم يقين حول نتيجة الانتخابات ونتيجة البريكست إلى حد لا يسمح أيضا بموجة صعود كبيرة.

وقال نيد رومبلتن، رئيس إستراتجية العملات في بنك تورنتو دومنيون "الخطر الهيكلي الأكثر حدة الذي يواجه بريطانيا—وهو الخروج بدون إتفاق—تلاشى تقريبا".  "هناك الكثير من الأخبار السارة يعكسها السعر، وربما لا تكون الأخبار في مجملها داعمة بمجرد دخولنا حلقة انتخابات".

ويتجه الاسترليني نحو تحقيق أفضل أداء شهري أمام الدولار منذ يناير 2018 مع إنحسار خطر إنفصال بريطانيا بدون اتفاق بعد ان صوت المشرعون لصالح إجبار رئيس الوزراء بوريس جونسون على طلب تمديد للموعد النهائي. ويبدو الأن ان الانتخابات المرجح إجراؤها ستصبح بمثابة تصويت على عضوية الاتحاد الأوروبي.

وارتفع الاسترليني 0.1% إلى 1.2878 دولار يوم الثلاثاء وصعد 0.2% إلى 86.16 بنسا لليورو. وإستقر عائد السندات البريطانية لآجل عشر سنوات عند 0.72%.

ورغم ان استطلاعات الرأي تشير ان الحكومة بقيادة حزب المحافظين هي النتيجة الأرجح، غير ان السوق تنتبه لمخاطر حول جيريمي كوربن. ولطالما شعر المستثمرون بالقلق من حكومة يقودها زعيم حزب العمال اليساري، الذي من المتوقع ان يؤمم أجزاء من الاقتصاد ويعزز الإقتراض ويعيد توزيع الدخل.

ويوجد أيضا تساؤل حول مواقف الحزبين الرئيسيين بشأن البريكست. وإذا إختار حزب العمال خوض حملته ببرنامج يعارض حدوث البريكست أو يؤيد ترتيبا بمقتضاه تحتفظ بريطانيا بعلاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي، في حين يدعو المحافظون للرحيل بأي ثمن، فمن المتوقع ان تتزايد التقلبات مع إقتراب موعد التصويت، وفقا لتيو لان نجوين، خبير العملات لدى كوميرز بنك.

وقال نيجوين "لا أتوقع ردة فعل كبيرة من السوق في أسعار الاسترليني الآنية". "وإنما أظن سنرى إعادة تسعير في أسواق العقود الخيارية لتأخذ في الاعتبار خطر سياسي متزايد ".

وكان تسعير العقود الخيارية هادئا في الأيام الأخيرة مع بقاء التقلبات في الاسترليني منخفضة على المديين القصير والبعيد. وهذا يشير ان المتعاملين يتوقعون ارتفاعات محدودة في العملة، بما يعكس تفاؤل حول تلاشي خطر الخروج بدون اتفاق يحد منه تشاؤم نتيجة الغموض السياسي المتزايد.

وقد تكبح أيضا علامات الإستفهام المستمرة حول البريكست نفسه مكاسب الاسترليني. وربما يحول المتعاملون أيضا اهتمامهم إلى خطر المرحلة الثانية من مفاوضات البريكست عندما سيتعين على بريطانيا ان تقرر علاقتها في المستقبل مع الاتحاد الأوروبي.

بعد ثلاث سنوات من خوض ترامب حملته الرئاسية متعهدا بنهضة لقطاع التصنيع، يبدو ان العكس هو ما يحدث.

أظهر تقرير لوزارة التجارة يوم الثلاثاء إن قطاع التصنيع يشكل 11% من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني، وهي أقل نسبة في البيانات رجوعا إلى 1947 ونزولا من 11.1% في الربع السنوي السابق. ويقارن هذا بنسبة 13.4% للقطاع العقاري و12.8% لخدمات المهن والشركات و12.3% للحكومات المحلية، بحسب بيانات الناتج المحلي الإجمالي لكل صناعة.

وبعد ان كان القوة المحركة للاقتصاد الأمريكي، ممثلا حوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي في الستينيات، تراجعت أهمية قطاع التصنيع بوتيرة مطردة. وتعهد ترامب بتحقيق "إنتصار" للعاملين بالمصانع بإعادة وظائف الإنتاج من جديد إلى الولايات المتحدة.  

وبينما أضاف قطاع التصنيع حوالي نصف مليون عاملا إجمالا منذ تولي ترامب، إلا ان ولايات مثل بنسلفانيا ويسكونسن التي ساعدته على الفوز في 2016 تخسر وظائف في المصانع وسط حرب تجارية مستمرة مع الصين وضعف الاقتصاد العالمي.

وأربكت سياسات الحماية التجارية التي تتبعها الإدارة الأمريكية سلاسل إمداد الشركات وأعاقت الاستثمار وأبطئت التوظيف. وساهمت الرسوم على منتجات صينية بمليارات الدولارات في إنزلاق قطاع التصنيع في ركود في وقت سابق من هذا العام. وتشير بعض البيانات مؤخرا إلى إستقرار لكن يبقى القطاع هشا.

ومن المتوقع ان يظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث يوم الاربعاء ان الاقتصاد نما بثاني أبطأ وتيرة خلال رئاسة ترامب. ويوم الجمعة، ربما تظهر بيانات انخفاض وظائف قطاع التصنيع 55 ألف في أكتوبر مقارنة بالشهر السابق وهو ما يعكس إلى حد كبير إضراب الألاف من الموظفين في جنرال موتورز.

يبدو ان انتخابات عامة بريطانية تهدف إلى كسر جمود البريكست ستنعقد في ديسمبر بعد ان قرر حزب المعارضة الرئيسي، حزب العمال، يوم الثلاثاء تأييد انتخابات على مستوى الدولة.

وغير زعيم حزب العمال جيريمي كوربن، الذي رفض يوم الاثنين دعوة رئيس الوزراء بوريس جونسون لإنتخابات يوم 12 ديسمبر، موقفه وقال إن نواب حزبه سيصوتون لصالح إنتخابات في تصويت جديد في مجلس العموم خلال وقت لاحق يوم الثلاثاء.

ويمثل القرار بتأييد انتخابات محاولة أخيرة من الأحزاب من مختلف الأطياف السياسية في الدولة لإلغاء أو تنفيذ البريكست بعد سنوات من الجدال تحت قبة البرلمان البريطاني.ويتداعى نظام الحزبين القوي في السابق للدولة تحت ضغط الإنفصال عن الاتحاد الأوروبي مما يجعل الانتخابات مقامرة من حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال.

وقال كوربن يوم الثلاثاء "سنصل إلى (الانتخابات) بأكبر حملة خاضها هذا الحزب على الإطلاق".

ويدعو جونسون إلى إنتخابات لكسر جمود في البرلمان حتى يمكنه تنفيذ البريكست، لكن حكومة الأقلية التي يتزعمها لم تكن في وضع حتى الأن يسمح بإجراء  انتخابات. وكانت أحزاب المعارضة تقول أنها تريد التأكد من ان بريطانيا لن تغادر الاتحاد الأوروبي في نهاية الشهر بدون إتفاق، وهي خطوة قالوا إنها تشكل خطرا جسيما على الاقتصاد.

ووافق الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على تأجيل الموعد النهائي للبريكست ثلاثة أشهر بدءا من يوم الخميس، وتلك ثالث مرة يتأجل فيها الموعد النهائي.  

ويمهد قرار كوربن الأن الطريق أمام تصويت المشرعين على إجراء انتخابات عامة قبل عيد الميلاد.

ومن المتوقع الأن ان يصوت المشرعون من خلال مشروع قانون يوم الثلاثاء لإجراء إنتخابات. ومن الممكن تعديل هذا القانون مما يجعل الموعد الفعلي في ديسمبر غير محسوم ويترك فرصة صغيرة لتعديل، مثل خفض سن التصويت، الذي قد يدفع جونسون لإلغاء التصويت.

وستكون تلك أول انتخابات منذ 1923 التي تنعقد في ديسمبر، وهو شهر عادة ما تجنبه السياسيون لأن الطقس السيء وساعات الليل الطويلة من المرجح ان يبقيان ناخبين كثيرين في منازلهم.

وفي حال التأييد، سيطلق تصويت الثلاثاء رصاصة البدء لواحدة من أهم الانتخابات التي شهدتها بريطانيا في أخر ثلاثين عاما. وسيقرر الناخبون ليس فقط مصير البريكست لكن أيضا المسار الاقتصادي الذي تسلكه الدولة.

والدعوة لإنتخابات هو خطوة جريئة من جونسون، الذي تفاوض فقط في وقت سابق من هذا الشهر على إتفاق لإخراج الدولة من الاتحاد الأوروبي. وصوت البرلمان البريطاني لصالح الإتفاق من حيث المبدأ لكن رفض المشرعون دعوة جونسون لتسريع مناقشته في البرلمان. ورد جونسون  بسحب اتفاقه وطلب في المقابل إجراء انتخابات.

وفي نفس الأثناء، سيتعهد حزب المحافظين بتنفيذ اتفاق جونسون للبريكست—بدون إستفتاء جديد—وسيخوض حملته برسالة داعمة للشركات.  

ومن المتوقع ان يخوض حزب العمال حملته بأكثر برنامج يساري منذ أكثر من ثلاثة عقود متعهدا بتأميم صناعات وزيادة ضرائب على الأغنياء. ووعد بإعادة التفاوض على اتفاق البريكست بأن ينص على علاقة أوثق بعد البريكست مع الاتحاد الأوروبي—وإجراء إستفتاء ثان على ما إذا كان الشعب يريد ذلك أم البقاء في الاتحاد الأوروبي. ولم يوضح ما هو الجانب الذي سيؤيده في مثل هذا الاستفتاء.

وتظهر أحدث استطلاعات الرأي ان حزب المحافظين يتمتع بتفوق 15 نقطة على حزب العمال. لكن بما ان أراء الناخبين متقلبة وتتنافس بشكل جاد أحزاب أقلية على ملايين الأصوات، فإن جونسون لا يضمن أغلبية صريحة وقد تكون النتيجة برلمانا معلقا جديدا.

وقد تتفتت أصوات المحافظين حيث ينظر الناخبون إلى تأييد أحزاب إما تريد إلغاء البريكست أو تنفيذ إنفصال أقوى عن الاتحاد الأوروبي.

وفي نفس الأثناء يدخل حزب العمال فترة انتخابات محمومة في حالة من التخبط. ويشعر كثير من مشرعيه انهم سينهزمون بسبب سياستهم المبهمة حول البريكست وعدم شعبية كوربن.

وفي ضوء الفجوة في استطلاعات الرأي، تشير أغلب التوقعات أن أي حكومة لحزب العمال ستكون أقلية وستحتاج التأييد من أحزاب أخرى مثل الحزب القومي الاسكتلندي وحزب الديمقراطيين الأحرار. وفي نفس الأثناء سيكافح جونسون لإيجاد حلفاء يدعمون حكومته إذا لم يفز بأغلبية مطلقة.

ومنذ ترشيحه في يوليو، حاول جونسون تغيير وجهة حزب المحافظين لإقتناص مناطق من الطبقة العاملة تؤيد البريكست والتي يسيطر عليها تقليديا حزب العمال. ويهدف ذلك إلى تعويض نقص في التأييد حيث ان الناخبين في مناطق حضرية أخرى وفي إسكتلندا الذين يعارضون البريكست يتخلون عن تأييد الحزب.

وإنخفض مؤشر فتسي 100 للأسهم البريطانية 65 نقطة أو 0.8% بعد الخبر في حين وصل الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستويات الجلسة 1.2870 دولار.

إنخفضت ثقة المستهلك الأمريكي على غير المتوقع في أكتوبر إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر مع تراجع التوقعات الاقتصادية في علامة تحذيرية أن إنفاق المستهلك الذي يدعم النمو الاقتصادي ربما يواجه تحديات.

وبحسب البيانات، هبط مؤشر كونفرنس بورد، الذي يراقبه المحللون كإشارة إلى إنفاق المستهلك في المستقبل، إلى 125.9 نقطة من 126.3 نقطة في سبتمبر مسجلا ثالث إنخفاض شهري على التوالي. وخيبت القراءة متوسط تقديرات الخبراء الاقتصاديين، الذين توقعوا زيادة. وفي نفس الأثناء، ارتفع مؤشر الأراء حول الأوضاع الراهنة ليبقى قرب أعلى مستويات قياسية.

ويشير الإنخفاض المفاجيء في ثقة المستهلك ان ضعفا في بعض قطاعات الاقتصاد ربما يمتد إلى المستهلك. وكان مؤشر رئيسي لقطاع التصنيع قد تعمق إنكماشه وأظهرت سوق العمل بعض علامات الضعف مؤخرا مع تباطؤ نمو الأجور وتراجع وتيرة التوظيف.

ويتناقض التقرير مع بيانات أخرى عن ثقة المستهلك من مسح جامعة ميتشجان يظهر ان المعنويات ارتفعت في أكتوبر مع تحسن الأوضاع الراهنة والتوقعات.

تراجعت أسعار المنازل في 20 مدينة أمريكية رئيسية في أغسطس مقارنة بالشهر السابق للمرة الأولى منذ عام، مما يعكس تباطؤ في بعض الأسواق العقارية النشطة في السابق.  

وأظهرت بيانات يوم الثلاثاء إن مؤشر "اس اند بي كيس شيلر" لأسعار المنازل إنخفض 0.2%  خلال الشهر مقارنة مع التوقعات بتراجع 0.1%، بعد إستقراره دون تغيير في يوليو. وزادت الأسعار 2% مقارنة بشهر أغسطس 2018 بما يطابق زيادة سنوية في الشهر الأسبق لكن أقل بشكل طفيف من متوسط تقديرات الخبراء الاقتصاديين المستطلع أرائهم.

وعلى مستوى الدولة، ارتفعت أسعار المنازل على أساس سنوي 3.2% بعد زيادة بلغت 3.1% في يوليو.

ورغم ان فوائد القروض العقارية تستقر قرب أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات، غير أن تباطؤ نمو الأجور يحد من حماسة المشترين في أسواق مثل لاس فيجاس ونيويورك. وفي نفس الأثناء، يؤدي نقص في معروض العقارات منخفضة التكلفة إلى بقاء الأسعار مرتفعة.

وربما يتسارع نمو الأسعار في الأشهر المقبلة وسط علامات مؤخرا على قوة عبر القطاع إذ شهد متوسط أسعار بيع المنازل المملوكة في السابق أكبر زيادة منذ يناير 2018 الشهر الماضي بينما إستقرت مبيعات المنازل الجديدة، بحسب تقريرين منفصلين صدرا مؤخرا.

يترك فشل بوريس جونسون في إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كما تعهد يوم 31 أكتوبر الدولة تواجه لحظة حاسمة أكبر العام القادم.

فحتى إذا تمكن جونسون من تنفيذ البريكست في النهاية، لن يكون لديه مجال كاف للمناورة حيث يواجه معضلة أخرى وهي كيف يقطع العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد عضوية دامت أربعة عقود بدون إثارة إضطراب كبير للشركات البريطانية واقتصاد الدولة.

ويعني قرار يوم الاثنين بتأجيل رحيل بريطانيا لمدة ثلاثة أشهر أن الدولة سيكون أمامها فترة ضيقة جدا للتفاوض على إتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي قبل نهاية 2020، عندما من المقرر ان تنتهي الفترة الإنتقالية المخطط لها لتسهيل إنسحاب المملكة المتحدة.

وبموجب إتفاق جونسون، سيتعين على بريطانيا ان تقرر في يونيو القادم ما إذا كانت تطلب تمديدا إضافيا يصل إلى عامين للفترة الإنتقالية. وإذا رفضت بريطانيا فعل ذلك، لازالت قد تخرج بدون إتفاق تجاري إلا إذا توصل الجانبان إلى إتفاق خلال ستة أشهر فقط.

ومن المتوقع ان تكون عملية التفاوض واحدة من أصعب المفاوضات التي قام بها أي من الجانبين على الإطلاق حيث ينهي الطرفان سياسة تجارية إستمرت 50 عاما. وكان إستغرق إبرام إتفاقيات تجارية سابقة للاتحاد الأوروبي سنوات عديدة. فأمضى التكتل خمس سنوات لإبرام إتفاقيات فتح أسواق مع اليابان وكندا و20 عاما للتوصل إلى إتفاق مع مجموعة "الميركسور" التي تضم الأرجنتين والبرازيل وباراجواي أوروجواي.

وبينما إلغاء الرسوم كان أبرز سمات تلك الإتفاقيات، إلا ان المحادثات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ستهدف إلى الحفاظ على إستمرار تجارة خالية من الرسوم عبر القنال الانجليزي وفي نفس الأثناء تركز على مسألة أكثر تعقيدا وهي التوفيق في المستقبل بين المعايير الرقابية البريطانية ونظيرتها للتكتل.

وتلك قضية حساسة جدا من الناحية السياسية في الاتحاد الأوروبي حيث توجد مخاوف واسعة النطاق من ان بريطانيا تخطط ان تصبح "سنغافورة على ضفاف نهر التايمز" وذلك بالتحرر من القيود التنظيمية  بأن تكون قادرة على إضعاف المعايير الأوروبية البيئية والاجتماعية وغيرها. ولم يفعل جونسون ما يذكر لتهدئة تلك المخاوف بنقل إلتزامات سابقته تيريزا ماي في هذه المسألة من إتفاقية الإنسحاب إلى الإعلان السياسي غير الملزم قانونيا حول العلاقات في المستقبل بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

وبطبيعتها ستكون المفاوضات حول إتفاقية تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا أكثر تعقيدا من البريكست بتناولها ليس فقط المصالح الدفاعية للدول الأعضاء ال27 المتبقيين للتكتل لكن أيضا أهدافهم العدائية. وتلك تتنوع من رغبة إسبانيا في الدخول إلى مياه الصيد البريطانية إلى تركيز فرنسا على أسواق تصدير منتجات الألبان.

وكما كان الحال في المفاوضات المستمرة منذ عامين حول إتفاقية البريكست، ستحظى الدول السبع وعشرين بنفوذ وافر فيما يتعلق بالمفاوضات على إتفاق تجاري—لكن لن تملك بريطانيا ترف الوقت.

وافق  الاتحاد الأوروبي على تأجيل موعد إنفصال بريطانيا إلى 31 يناير مما يزيد فرص إجراء إنتخابات بريطانية قبل نهاية العام وينهي أي آمل لدى رئيس الوزراء بوريس جونسون بالرحيل كما تعهد هذا الأسبوع.

ويمنح القرار، الذي وافق عليه سفراء الدول السبع وعشرين الأخرين بالاتحاد الأوروبي يوم الاثنين، تمديدا ثلاثة أشهر لعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. ويسمح بأن تغادر بريطانيا في موعد أقرب إذا صادقت هي والاتحاد الأوروبي على إتفاقية الإنسحاب التي توصل إليها جونسون مع زعماء الدول الأعضاء بالتكتل في وقت سابق من هذا الشهر.

وأعلن القرار رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك يوم الاثنين والذي يعني ان الموعد النهائي للبريكست تم الأن تمديده ثلاث مرات هذا العام. وكان من المفترض في الأساس ان تغادر بريطانيا، التي صوتت في يونيو 2016 لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، يوم 29 مارس لكن يعجز برلمانها المنقسم عن التصديق على إتفاق إنفصال.

ويعني أيضا قرار الاتحاد الأوروبي أنه يوجد متسع من الوقت لإجراء بريطانيا انتخابات هذا العام بدون احتمال رحيلها في موعد وشيك عن التكتل بدون إتفاق مُصدق عليه الذي يعتقد مشرعون بريطانيون كثيرون أنه قد يسبب إضطرابا اقتصاديا خطيرا.

ودعا جونسون إلى إنتخابات يوم 12 ديسمبر لكن تشكل حكومته أقلية في البرلمان بالتالي ليس مضمونا أن يحشد تأييدا كافيا لإنعقادها.

ومن المتوقع ان يصوت المشرعون البريطانيون في وقت لاحق يوم الاثنين على مقترج جونسون لإجراء انتخابات. وسيحتاج المقترح تأييد ثلثي مجلس العموم، مما يعني ان حزب العمال، حزب المعارضة الرئيسي، يجب ان يؤيده. لكن أشار مسؤولون بحزب العمال أن الحزب سيمتنع عن التصويت.

وإذا فشل هذا المسار، يوجد مسار أخر نحو انتخابات هذا العام والذي يتطلب أغلبية بسيطة فقط في البرلمان لكن قد  يفشل نتيجة إدخال تعديلات.

وقال الحزبان المعارضان للبريكست—الديمقراطيين الأحرار والحزب القومي الاسكتلندي—إنهما سيؤيدان مسار بديلا من أجل عقد إنتخابات يوم التاسع من ديسمبر. ويآمل الحزبان بأن يأتي برلمان جديد أكثر ميلا لتأييد إستفتاء جديد على البريكست.

ويدرس مسؤولو الحكومة البريطانية جديا هذا العرض من الديمقراطيين الأحرار والحزب القومي الاسكتلندي. وقد يتم تقديم مشروع قانون من سطر واحد يدعو لإنتخابات إلى البرلمان في موعد أقربه الثلاثاء إذا لم يؤيد حزب العمال انتخابات جديدة يوم الاثنين، بحسب ما قاله مسؤول. وقال مسؤول بحزب الديمقراطيين الأحرار ان الحزب يعتقد ان هذا المسار—الذي يتطلب أغلبية بسيطة فقط—هو الأوضح لإنعقاد إنتخابات.

وقال توسك على تويتر ان الاتحاد الأوروبي لازال لابد ان يوقع رسميا على إتفاق تمديد البريكست من خلال إجراء كتابي خاص يجنب الحاجة لاجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي من أجل قمة طارئة. وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي ان هذا من المقرر ان يحدث بحلول يوم الاربعاء على أقصى تقدير.

وبموجب مسودة نص التمديد، قال الاتحاد الأوروبي إنه لن يشارك في مفاوضات جديدة على الإتفاق الذي توصل إليه في وقت سابق من هذا الشهر مع جونسون.

وطلبت بريطانيا التمديد بعد ان أقر المشرعون مشروع قانون أجبر الحكومة على طلب تمديد ورفضوا الاسبوع الماضي جدولا زمنيا سريعا إقترحه جونسون لمناقشة وإقرار إتفاقية الإنسحاب. وقال جونسون في السابق إنه لن يمدد موعد الخروج إلى ما بعد 31 أكتوبر تحت أي ظرف.

ورغم أن الإتفاقية حصلت على موافقة المشرعين البريطانيين من حيث المبدأ إلا أنهم لم يدققوا فيها بشكل مفصل—وأي موافقة ربما تأتي بشروط.

تسارعت موجة بيع في السندات الدولارية للبنان يوم الاثنين بعد ان قال محافظ البنك المركزي اللبناني رياض سلامة أن حلا سياسيا لأزمة الدولة مطلوب خلال أيام لإستعادة الثقة وتفادي إنهيار اقتصادي.

وهوى إصدار 2021 بمقدار سنتين إلى مستوى قياسي 77 سنتا للدولار، وفقا لبيانات تريدويب.

وقال أيضا سلامة لوكالة رويترز ان ربط الليرة اللبنانية بالدولار سيستمر وإن الأمر يرجع للحكومة في تقرير ما إذا كانت تطلب لبنان مساعدة من صندوق النقد الدولي أو مؤسسات مالية دولية أخرى.  

يبدو أن موجة صعود الذهب في 2019 عند مفترق طرق في الأسبوع الأخير من أكتوبر مما يزيد الاهتمام بكيفية أداء المعدن الملاذ الآمن خلال أسبوع مزحوم بالبيانات الاقتصادية.

وإنخفضت أسعار العقود الاجلة الأكثر تداولا للذهب تسليم ديسمبر 0.7% إلى 1494.20 دولار للاوقية يوم الاثنين لتبعد بأكثر من 4% من أعلى مستوياتها في ست سنوات الذي سجلته في أوائل سبتمبر. ولاتزال الأسعار مرتفعة 17% هذا العام مدعومة بمراهنات على تخفيض أسعار الفائدة الذي يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن عائد.

ولكن تشكل موجة مكاسب سوق الأسهم مؤخرا وصعود عائدات السندات الأمريكية تحديا للذهب إذ تثير الشكوك حول ما إذا كان المعدن قادر على مواصلة صعوده في الأشهر القليلة الأخيرة من العام. وظلت بوجه عام أسعار الذهب بين 1475 دولار و1525 دولار هذا الشهر مع بحث المحللين عن حافز قد يقود المعدن للخروج من نطاق تداوله في الاونة الأخيرة.

وقد يكون الحافز الذي قد يقود الأسعار للإنخفاض هو إستمرار صعود الأسهم وعائدات السندات. وارتفع مؤشر اس اند بي 500 إلى مستوى قياسيا جديدا يوم الاثنين ويتجه نحو الإغلاق عند أعلى مستوى على الإطلاق للمرة الأولى في ثلاثة أشهر، بينما ارتفع عائد السندات الأمريكية لآجل عشر سنوات إلى 1.856% في طريقه نحو أعلى مستوى إغلاق منذ منتصف سبتمبر. وتتحرك العائدات عكس إتجاه أسعار السندات وقد تعافت مؤخرا وسط آمال بإتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وستُختبر موجة الصعود في الأصول التي تنطوي على مخاطر مثل الأسهم والسلع الصناعية مثل النفط هذا الأسبوع بصدور بيانات حول ثقة المستهلك والإنفاق وقرار الاحتياطي الفيدرالي يوم الاربعاء وبيانات الوظائف لشهر أكتوبر المقرر نشرها يوم الجمعة. ومن المتوقع ان يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، وسيراقب المحللون أي تلميحات حول خطط البنك المركزي مستقبلا لأسعار الفائدة وسط مخاوف من ان تيسير السياسة النقدية لن يحفز النمو الاقتصادي بدون وضوح أكبر حول السياسة التجارية.

هذا وقد تؤدي علامات جديدة على ان تباطؤ قطاع التصنيع يمتد أثره إلى قطاعات أخرى من الاقتصاد إلى وقف مكاسب سوق الأسهم ودفع المستثمرين للإقبال من جديد على آمان السندات والذهب. وفي نفس الأثناء، قد تهديء بيانات أفضل من المتوقع المخاوف بشأن تباطؤ حاد في النمو وتؤدي إلى تراجع في الأصول التي تعد ملاذا آمنا.

ويواصل الاقتصاد الأمريكي التفوق على دول متقدمة أخرى، ويرى محللون ان  تخفيض أسعار الفائدة لا يترك لدى المستثمرين سوى بدائل جذابة قليلة للأسهم الأمريكية.

ولازالت تشعر صناديق التحوط ومضاربون أخرون بارتياح لإمكانية صعود الذهب. وتظهر بيانات لجنة تداول العقود الاجلة للسلع إنهم زادوا بشكل طفيف صافي المراهنات على ارتفاع الأسعار خلال الاسبوع المنتهي يوم 22 أكتوبر.