Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

شركة تركية غامضة ساعدت مادورو على نقل ذهب ب900 مليون دولار

By فبراير 08, 2019 675

بعد شهرين من قيام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بزيارة نظيره رجب طيب أردوجان في أنقرة، خرجت للوجود شركة غامضة تسمى"ساردس".

وبدأت الشركة نشاطها بقوة في يناير 2018 عندما إستوردت ذهب بقيمة نحو 41 مليون دولار من فنزويلا، في أول معاملة من هذا النوع بين الدولتين منذ 50 عاما على الأقل. وفي الشهر التالي زاد حجم الإستيراد بأكثر من الضعف لتنقل "ساردس" ما قيمته نحو 100 مليون دولار إلى تركيا.

وبحلول نوفمبر، عندما وقع الرئيس دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يفرض عقوبات على الذهب الفنزويلي—بعد ان أرسل مبعوثا يحذر تركيا ويدعوها للتوقف عن تلك التجارة، نقلت ساردس ما قيمته 900 مليون دولار من المعدن النفيس خارج الدولة. وهذا ليس سيئا لشركة رأس مالها مليون دولار فقط، بحسب الوثائق الرسمية في إسطنبول.

وتلك ليست المرة الأولى التي فيها تركيا تسمح لدول ان تلتف من خلالها على عقوبات أمريكية، بما يقوض جهود واشنطن لعزل حكومات تعتبرها معادية أو فاسدة. وقال مسؤولان أمريكيان كبيران إن أنقرة كثيرا ما إختبرت حدود الصبر الأمريكي، وإن التحالف بين العضوتين الرئيسيتين في حلف الناتو معطل حاليا.

تغير التحالفات

وجدت تركيا، التي لطالما كانت واحدة من أهم شركاء الولايات المتحدة في منطقة واقعة بين أوروبا والشرق الأوسط، مصالح مشتركة على نحو متزايد مع دول سلطوية مثل روسيا والصين وإيران وفنزويلا. وعندما أعلن زعيم المجلس الوطني الفنزويلي خوان جوايدو نفسه رئيسا لفنزويلا الشهر الماضي، سارعت الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى في إعلان تأييدها له. وتحالفت تركيا مع هؤلاء الذين يقفون خلف مادورو.

وليس واضحا ما الذي يدفع تركيا لدعم مادورو بعيدا عن معارضة عامة للتدخل الأمريكي ولمساعي الإطاحة بحكومات منتخبة ديمقراطية من الناحية الاسمية. وواجه أردوجان محاولة إنقلاب في 2016 وقدم نفسه كنصير للزعماء المنتخبين في كل مكان، حتى في الدول التي فيها الانتخابات تعتبر على نطاق واسع ليست عادلة أو نزيهة. والعلاقات الاقتصادية بين البلدين لا تكاد تكون عاملا إذ ان فنزويلا ليست ضمن أكبر 20 شريكا تجاريا لتركيا، بحسب بيانات جمعتها بلومبرج.

تنقية الذهب

لكن هذا لا يعني ان إردوجان لا يمكنه إستغلال الاقتصاد التركي البالغ حجمه 850 مليار دولار، الأكبر في الشرق الأوسط، في مساعدة الأصدقاء في وقت الضيق. وبينما ممر الذهب الذي توفره ساردس يبدو انه قد أغلق في نوفمبر، توجد منافذ أخرى. ولم يرد المتحدث باسم ساردس على طلب للتعليق.

وسافر أردوجان إلى كاركاس في ديسمبر لتقديم أحمد أهلاتسي، رئيس واحدة من أكبر مصافي الذهب في العالم، للرئيس الفنزويلي. وفي الشهر التالي، رد طارق العصامي الحليف الوثيق لمادورو بزيارة لشركة أهلاتسي في مدينة جوروم بوسط تركيا. وذكرت وسائل إعلام تركية مؤيدة للحكومة ان الذهب الفنزويلي سيتم تصنيعه هنا.

وهذا لم يحدث لأن أهلاتسي قلقة من إنتهاك العقوبات الأمريكية، بحسب مصدر على معرفة مباشرة بالزيارة. وفي المقابل، قال المصدر الذي رفض نشر اسمه بسبب حساسية الامر ان العصامي أخذ فكرة عن تكنولوجيا التنقية لمحاولة تكرارها في الداخل

زيارة من الخزانة الأمريكية

وكان مدير تنفيذي لدى أهلاتسي من بين رؤساء شركات اجتمعوا الاسبوع الماضي مع مارشال بيلينجلسي، مساعد وزير الخزانة الأمريكي المسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب، الذي كان في تركيا في زيارة تحدث مرتين سنويا، وفقا لمشارك في الاجتماعات. وأضاف هذا الشخص إن بيلينجلسي حذر المجموعة من التعامل مع ما وصفه "بذهب الدم" الخاص بالعصامي.

وقال مصدران مطلعان إن أولوية بيلينجلسي في تركيا لم تكن فنزويلا، بل الإمتثال للعقوبات على إيران. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم قلقون من انه قد يكون هناك صلة بين الأمرين، لكن لم تقدم حتى الأن أدلة تشير إلى وجود صلة.

النقد المحتجز

بموجب نظام العقوبات، تبيع إيران وقود بمليارات الدولارات لتركيا كل عام، لكن بعدها تجد أغلب أموالها محجوزة في حسابات بنوك تركية بسبب القيود الدولية على تحويل أموال لطهران. وسمحت خطط محبكة تتضمن إستخدام الذهب الفعلي في الماضي للجمهورية الإسلامية ان تمول تجارتها الخارجية.

وأدين محمد هكان عطا الله، الرئيس السابق للتعاملات البنكية الدولية لدى المقرض المملوك للدولة خلق بنك، العام الماضي في محكمة بنيويورك بتهمة المشاركة في هذه الخطة. وتقول تركيا ان القضية تعتمد على أدلة مفبركة وتنفي إرتكاب تجاوز. وتقول أيضا إنها غير ملتزمة بالعقوبات الأمريكية الأحادية الجانب التي تعوق قدرتها على التجارة مع جيرانها وشركاء اقتصاديين أخرين.

وتجعل البيانات الرسمية من المستحيل ان تعرف اين إنتهى الحال بالذهب الفنزويلي بعد ان وصل إلى تركيا. ولم تكشف الحكومة التركية عن مكان الذهب.

وتعد المساعدة المالية التي تقدمها تركيا لأعداء الولايات المتحدة فقط واحدة من القضايا التي تعكر صفو العلاقات التي كانت وثيقة في السابق. وتهدد تركيا أيضا بإرسال جيشها، ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، لمهاجمة القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة في سوريا. كما يعيش رجل الدين التركي الذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة إنقلاب 2016، فتح الله كولن، في ولاية بنسلفانيا. وترفض الولايات المتحدة حتى الأن محاولات تركية لترحيله.

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.