أحدث قرار الولايات المتحدة إدراج أكبر شركة تصنيع معدات إتصالات في العالم على قائمة سوداء صدمة للصناعة باتت ملموسة بشدة في إمارة صغيرة جدا مطلة على البحر المتوسط هي إمارة موناكو.
وكانت هواوي تكنولوجيز قد بدأت البيع لشركة موناكو للإتصالات في 2012 والأن هي أكبر مورد لشركة الإتصالات مع تفويض ببناء شبكة إتصالات جديدة في الإمارة التي يقطنها نحو 40 ألف وتضم مهاجرين باحثين عن ملاذ ضريبي.
وقد يهدد الأن قرار إدارة ترامب وضع هواوي على قائمة تقيد وصولها إلى موردين أمريكيين مهمين تعاقدات مثل التعاقد في موناكو. وقال مارتن بيرونيت، الرئيس التنفيذي لموناكو للإتصالات، إن هواوي طمأنته يوم الجمعة ان لديها خطط طارئة للحد من التأثير.
وقال بيرونيت في مقابلة "إستمرارية النشاط يتعين إختباره الأن". ومع غياب رؤية واضحة حول ما هو قادم، قال إنه يبقى متفائلا ويعتقد أن هواوي كانت مستعدة. "هل تلك نهاية هواوي؟ لا أعتقد ذلك".
وخاضت الولايات المتحدة حملة ضد أكبر شركة تقنية في الصين منذ أشهر بالضغط على الحلفاء لحظر مشاركة هواوي في شبكاتهم لاتصالات الجيل الخامس بسبب مخاوف أمنية. ويكثف الهجوم المزدوج على هواوي، الذي يحظر عليها أيضا التوريد لشركات الاتصالات الأمريكية، الحرب التجارية.
وكانت شركات الإتصالات في العالم تآمل بأن تنجو من التهديد بحظر صريح لمعدات هواوي الذي كان سيجبر بعضهم على تعديل خطط الكشف عن اتصالات الجيل الخامس. وتميل حكومات فرنسا وبريطانيا وألمانيا نحو حلول توافقية تتضمن تشديد مراقبة شبكاتهم وفي نفس الوق منح هواوي دور مهم.
وعند سؤاله يوم الجمعة إذا كانوا يحتاجون لمراجعة خططهم الاستثمارية في ضوء أحدث قرار من واشنطن، كررت شركات إتصالات في أوروبا وكندا وأمريكا اللاتينية بعض الحجج التي إستخدمتها للدفاع عن ارتباطها المستمر بالشركة الصينية ألا وهي أنها لا تعتمد على بائع واحد فقط، ولديها مخزون كاف لتفادي في الوقت الحالي تعطلات في الإمدادات.
وقال كريستيان نيوهاوس، المتحدث باسم شركة الاتصالات السويسرية سويسكوم، التي تستخدم هواوي من أجل مكونات شبكتها للخط الأرضي "في الوقت الحالي ليس لدينا سبب كي تساورنا أي شكوك بشأن علاقتنا بهواوي".
ورغم ذلك، كانت شركة إتصالات بريطانية رئيسية تنظر إلى مخاطر جديدة من صلاتها بهواوي يوم الجمعة بعد قرار البيت الأبيض، وفقا لشخص على دراية بالأمر، قال إن أي توقف جاد للإمدادات من هواوي سيكون كارثيا. وتبعد بعض شركات الإتصالات البريطانية أسابيع عن تدشين شبكاتها من الجيل الخامس وجميعها تستخدم أو تجرب هواوي.
وقال مدير تنفيذي لدى شركة الاتصالات الكندية تيلوس كورب إن معدات الأبراج اللاسلكية لهواوي أفضل من معدات منافستها. وأضاف المدير التنفيذي الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول له الحديث لوسائل الإعلام إن تقنية البائعين الأخرين قد لا تكون متوافقة، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.
ويحصل منافسون لهواوي على بعض المكونات في معداتهم من الصين، بالتالي أي إجراء إنتقامي قد يعطل أيضا سلاسها من الإمداد، حسبما أضاف المدير التنفيذي لتيلوس.
وأبلغ كين هيو، نائب رئيس هواوي، الموظفين في مذكرة ان الشركة مستعدة للقرار الأخير من الولايات المتحدة وإنها "أجرت التحضيرات الكاملة في مجموعة متنوعة من الأنشطة، من بينها البحث والتطوير، الذي سيضمن ألا تتأثر بشكل كبير أعمال شركتنا، في ظل أسوأ الظروف".
وقالت مصادر مطلعة إن هواوي خزنت شرائح إلكترونية كافية ومكونات حيوية أخرى لمواصلة نشاطها لثلاثة أشهر متتالية حيث تقيد الولايات المتحدة وصولها إلى التكنولوجيا الأمريكية.
وعلى الرغم من ان تراكم مخزونات من معدات مثل أسلاك الهوائي يخفف الخطر على بناء الشبكات، إلا ان القرار الأمريكي يؤثر في أمور أخرى أيضا. ويطرح هاتف ميت 20 إكس لهواوي، أحد أول الهواتف التي تعمل بتقنية الجيل الخامس في السوق، الشهر القادم. ولكنه يستخدم نظام تشغيل أندرويد المملوك لألفابيت الشركة الأم لجوجل---وهو برنامج أمريكي مهدد بنفس القيود مثل المعدات الأمريكية من شركات الشرائح الإلكترونية.
وقال بينجت نوردستروم، المدير التنفيذي لشركة استشارات الاتصالات نورثستريم، "هذا القرار الأحدث سيضر الصناعة بالكامل، ولن يكون هناك رابحين". وأشار إنه على الرغم من أن شركات الاتصالات خزنت على الأرجح معدات تابعة لهواوي تكفي لبضعة أشهر، إلا أنها الأن "تحتاج لتقرير ما إذا كان هناك إجراءات إضافية يجب إتخاذها".
وإستبدال هواوي ببائع أخر ليس بسيطا كالضغط على زر. وقال نوردستروم إن الأمر يتطلب حوالي عامين للتخطيط وتطبيق مثل هذا التحول في التقنية وتعديل سلسة الإمدادات وتنصيب المعدات الجديدة.
وقال بيرونيت من شلاكة موناكو لللاتصالات، الشركة المملوة بشكل مشترك لدولة موناكو والملياردير الفرنسي زافييه نيل، إن الحملة الأمريكية المتزايدة على هواوي قد تبدد طفرة عملاقة في معايير المعدات الدولية التي أفادت شركات الاتصالات عالميا.
وأضاف بيرونيت "صراع تجاري كهذا يهدد الإبتكار ويضر صناعتنا بالكامل".