
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
وصفت الصين الرسوم الجمركية التي تعتزم واشنطن فرضها قريبا بإنتهاك لهدنة توصل إليها الرئيسان دونالد ترامب وشي جين بينغ وتوعدت برد إنتقامي كما تصدت بكين أيضا لمساعي ترامب ربط الحرب التجارية بالإضطرابات في هونج كونج.
وقالت لجنة التعريفات الجمركية التابعة لمجلس الدولة الصيني، التي أشرفت على ردود بكين الإنتقامية، في بيان قصير يوم الخميس إن خطط فرض رسوم بنسبة 10% على واردات إضافية بقيمة 300 مليار دولار من الصين أخرجت الولايات المتحدة والصين عن مسار حل نزاعهما عبر التفاوض. وأضاف البيان إن الصين "ليس لديها خيار سوى إتخاذ إجراءات ضرورية للرد"، بدون تحديد ما ستفعله الدولة.
وعلى نحو منفصل، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية عن أمالها بأن تترك الولايات المتحدة هونج كونج كشأن داخلي تتعامل معه الحكومة الصينية. وقال ترامب يوم الخميس إن إتفاق مع الصين يجب ان يكون "بشروطنا"، بحسب وكالة فوكس بيزنس.
وتداولت الأسهم الأمريكية على ارتفاع طفيف يوم الخميس مع تقييم المستثمرين الأخبار التجارية الأحدث بجانب سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية ونتائج أعمال شركات.
وأعلن ترامب الرسوم المقرر نشرها يوم الأول من سبتمبر و15 ديسمبر وأوقفت الصين مشتريات السلع الزراعية الأمريكية وسمحت لليوان ان يضعف. ورغم ذلك، أجرى كبار المفاوضين للدولتين مكالمة هاتفية في وقت سابق من هذا الاسبوع وأجلت الولايات المتحدة فرض بعض رسوم الإستيراد الجديدة.
وإتفق المفاوضون أيضا على إجراء مكالمة هاتفية جديدة في الأسبوعين القادمين وقالت مصادر مطلعة في وقت سابق إن الوفد الصيني يتمسك بخطته السفر إلى الولايات المتحدة في سبتمبر من أجل اجتماعات مباشرة.
وقال زهو تشيومينغ، المسؤول والدبلوماسي السابق بوزارة التجارة، إن بيان الصين يشير إن بكين لا تعتقد ان تأجيل الولايات المتحدة بعض الرسوم أمر كافِ. وقال إن الصين تتمسك بموقفها انه لايجب فرض رسوم جديدة على الإطلاق، مضيفا ان رد الصين "ربما لا يقتصر على الرسوم".
وردد هيو تشيجين، رئيس تحرير صحيفة جلوبال تايمز التابعة للحزب الشيوعي، هذا المعنى. وكتب في تغريدة قبل إعلان يوم الخميس إن الصين تريد ان يحترم الجانبان التوافق الذي توصل إليه ترامب وشي بأوساكا في يونيو. وقال "أشك ان الجانب الصيني سيستأنف مشتريات واسعة النطاق للسلع الزراعية الأمريكية في ظل الظروف الحالية".
وقبل أقل من 12 ساعة من بيان الصين عن رد إنتقامي، بدا ترامب يثير احتمال حدوث اجتماع جديد مع شي. وفي سلسلة من التغريدات، دافع عن قراراته الخاصة بالرسوم وأشاد بشي وحث الرئيس الصيني ان يحل "بشكل إنساني" الاحتجاجات التي تسود هونج كونج منذ أكثر من شهرين.
تلقى قرار مؤسسة باسيفيك إنفيستمنت مانجمنت (بيمكو) شراء نحو ثلث السندات الحكومية الأرجنتينية صاحبة العائد الأعلى في العالم ضربة هذا الأسبوع إذ إنهارت قيمة البيزو.
وهبط سعر الدين الذي موعد إستحقاقه يونيو القادم إلى مستوى قياسي منخفض 85 سنتا على الدولار من 104 سنتا الجمعة الماضية. وتدر السندات الأرجنتينية عائدا متغيرا يرتبط بسعر الفائدة الرئيسي. ورغم ان الأرجنتين حددت عائد سنداتها لأجل سبعة أيام عند أعلى مستوى على الإطلاق 75% يوم الثلاثاء، طغى تهاوي البيزو وسط هزيمة صادمة في انتخابات أولية للرئيس موريسيو ماكري على كل العوامل الأخرى.
وتمتلك بيمكو حوالي 30% من إجمالي الديون القائمة، بحسب بيانات جمعتها بلومبرج. وكانت الشركة الاستثمارية قد عززت حيازاتها في وقت سابق من العام قبل ان تستأنف الأرجنتين إصدار سندات. ورفض المتحدث باسم بيمكو التعليق على حيازات الشركة.
وكانت العوائد الاسمية للسندات الأرجنتينية هائلة في الفصول الأخيرة، ولكن وضع البيزو كأسوأ العملات أداءا في العالم كبحت تلك المكاسب. وخسرت العملة 37% من قيمتها حتى الأن هذا العام، ويرى محللون إنها مرشحة للانخفاض بشكل أكبر. وستتوقف بشكل كبير أرباح أو خسارئر بيمكو على مدى تحوطها من الإنكشاف على سعر الصرف.
وعندما أصدرت الأرجنتين سندات قبل عامين، كان سعر الفائدة الرئيسي للدولة متواضعا جدا مقارنة به الأن عند 26% وسط تفاؤل بأن ماكري سينعش الاقتصاد الذي توقف عن النمو تحت حكم سابقته الشعبوية كريستينا كيرشنر. والأن، سعر الفائدة تقريبا ثلاث أمثال هذا المعدل ومن المتوقع ان ان تعود كيرشنر إلى الحكم كنائبة للرئيس إذا فاز المرشح الأوفر حظا الأن ألبرتو فيرنانديز .
ارتفع الذهب أكثر من 1% يوم الاربعاء حيث أثار إنعكاس في جزء يحظى باهتمام وثيق لمنحنى عائد السندات الأمريكية بجانب بيانات ضعيفة من منطقة اليورو مخاوف من حدوث ركود عالمي ودفع المستثمرين للإقبال على المعدن كملاذ أمن.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 1.2% إلى 1518.46 دولار للاوقية في الساعة 1623 بتوقيت جرينتش بعد نزوله 2% في الجلسة السابقة. وزادت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 1% إلى 1529.50 دولار.
وإنقلب منحنى عائد السندات الأمريكية لأول مرة منذ 2007، وقتما إندلعت أزمة الرهن العقاري الأمريكية، في مؤشر على ان أكبر اقتصاد في العالم ربما يتجه نحو ركود.
ونما بالكاد الناتج المحلي لاجمالي لمنطقة اليورو في الربع الثاني حيث فقدت اقتصادات رئيسية عبر التكتل زخمها وإنكمش اقتصاد ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، نتيجة تباطؤ عالمي يرجع إلى صراعات تجارية وغموض حول البريكست.
وأتت هذه البيانات بعد ان ارتفع الناتج الصناعي للصين في يوليو بأبطأ وتيرة منذ أكثر من 17 عاما.
هذا وأدى تجدد مخاطر الركود إلى هبوط في أسواق الأسهم العالمية.
وفي جلسة تداول متقلبة يوم الثلاثاء، قفز الذهب في البداية إلى أعلى مستوى في أكثر من ست سنوات عند 1534.31 دولار بفعل اضطرابات في هونج كونج وإنهيار في قيمة البيزو الأرجنتيني، قبل ان يعكس إتجاهه ويهبط 2% وسط علامات على إنحسار للتوترات على صعيد التجارة.
ويترقب المستثمرون الأن المنتدى السنوي للاحتياطي الفيدرالي في وايومينج الاسبوع القادم بحثا عن إشارات عن مسار أسعار الفائدة في المستقبل.
كتب رئيس تحرير صحيفة جلوبال تايمز الصينية يوم الاربعاء على تويتر إن الصين تطالب بأن تلغي هي والولايات المتحدة كافة الرسوم الجمركية الإضافية بما يتفق مع التوافق الذي توصل إليه الجانبان في أوساكا باليابان في قمة مجموعة العشرين في أواخر يونيو.
وقال هيو تشيجين في تغريدة "على قدر علمي، يطلب الجانب الصيني ان يحترم الجانبان التوافق الذي تم التوصل إليه في قمة أوساكا، الذي هو إلغاء كل الرسوم الإضافية، وليس تأجيل بعضها. أشك ان الجانب الصيني سيستأنف مشتريات واسعة النطاق لمنتجات زراعية أمريكية في ظل الظروف الحالية".
وكانت التغريدة ردا على إعلان إدارة ترامب يوم الثلاثاء إنها ستؤجل الرسوم على بعض المنتجات الصينية التي كان من المقرر ان تبدأ الشهر القادم.
وجلوبال تايمز صحيفة تتبع الخط التحريري لصحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي.
هبطت أسهم أوبر تكنولوجيز إلى مستوى قياسي منخفض يوم الاربعاء حيث ساءت معنويات السوق بوجه عام حول مخاوف من تباطؤ النمو العالمي ووسط خيبة أمل مستمرة بعد تقرير الشركة الاسبوع الماضي عن أدائها في الربع الثاني.
وإنخفض سهم الشركة 6.5% إلى 34.10 دولار، السعر الأدنى منذ طرحه في مايو. وخسرت أوبر 24% من قيمتها منذ بدء التداول على أسهمها، وحدثت أغلب التراجعات في الاسبوع الذي أعقب إعلان أرباحها، والتي جاءت في أعقاب تقرير أفضل من المتوقع من منافستها لإستدعاء السيارات الأجرة "ليفت".
وعلى النقيض، خيبت أوبر توقعات السوق للإيرادات وتكبدت صافي خسارة 5.24 مليار دولار، وهو الأكبر على الإطلاق.
هوت الأسهم الأمريكية وبعثت أسواق السندات بإشارة تحذيرية جديدة من الركود يوم الاربعاء بعد ان أثارت بيانات اقتصادية ضعيفة من ألمانيا والصين المخاوف من تباطؤ عالمي وشيك.
وهبط مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 650 نقطة أو 2.5% في منتصف تداولات اليوم، بينما إنخفض العائد على السندات الأمريكية لأجل 30 عاما إلى مستوى قياسي منخفض.
ومحت التراجعات التفاؤل الذي شاع قبل يوم عندما علقت إدارة ترامب بشكل مفاجيء خططا لفرض رسوم جديدة على بعض السلع من الصين، وتشير ان التقلبات التي إتسمت بها التداولات في أغسطس لا تظهر علامات على الإنحسار.
وأسفرت توترات تجارية بين الولايات المتحدة والصين بجانب غموض حول سياسة أسعار الفائدة للاحتياطي الفيدرالي وعلامات على تباطؤ النمو الاقتصادي عن أسابيع من الاضطرابات التي أحدثت هزة في أسواق الأسهم والسندات والعملات.
وفي سوق السندات، لامس عائد السندات الأمريكية لأجل 30 عاما 2.018%، دون مستواه الأدنى السابق 2.094% الذي تسجل في يوليو 2016.
وفي نفس الأثناء، نزل عائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات لوقت وجيز دون عائد السندات لأجل عامين لأول مرة منذ 2007. وينظر كثيرون لإنعكاس منحى العائد بين السندات قصيرة الأجل ونظيرتها طويلة الأجل كإشارة قوية على ان ركودا بات محتمل حدوثه في المستقبل القريب.
ويثير هذا الإنعكاس الأحدث في منحنى العائد القلق بشكل خاص في ضوء إنه يأتي في أعقاب تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الشهر الماضي. ويتوقع الأن محللون ومتعاملون كثيرون تدخلا إضافيا من الفيدرالي لمواصلة دورة النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وقفزت توقعات قيام الفيدرالي بتخفيضات إضافية لأسعار الفائدة يوم الاربعاء، حيث تظهر العقود الاجلة للأموال الاتحادية إحتمالية بنحو 20% لتخفيض البنك المركزي أسعار الفائدة 50 نقطة أساس في سبتمبر، ارتفاعا من 4% قبل يوم.
والقياس المفضل للفيدرالي هو فارق العائد بين السندات لأجل 10 سنوات وأذون الخزانة لأجل ثلاثة أشهر، والذي يبعث باستمرار بهذة الإشارة لخطر الركود منذ أواخر مايو.
ورغم ان عوائد السندات الأمريكية انخفضت بحدة، بيد إنها تبقى أعلى من ديون أغلب الدول المتقدمة حول العالم. فالعوائد سلبية في اليابان وأغلب أوروبا مما قاد المستثمرين للإقبال على السندات الأمريكية.
وهبط مؤشرا اس اند بي 500 وناسدك 2.4% و2.8% على الترتيب بعد ان ارتفع المؤشران بنسب مماثلة يوم الثلاثاء. وقادت شركات الطاقة التراجعات حيث هبط سعر خام النفط الأمريكي أكثر من 3.5% في أحدث تعاملات.
وينخفض مؤشر اس اند بي القياسي نحو 5% من مستوى إغلاق قياسي تسجل في أواخر يوليو.
وفي أوروبا، إنخفضت الأسهم بعد ان أظهرت بيانات إنكماش الاقتصاد الألماني في الربع الثاني. وهبط مؤشر ستوكس يوروب 600 بنسبة 1.6%، بينما خسر مؤشر داكس الألماني 1.9%.
وإنكمش الاقتصاد الألماني 0.1% في الربع الثاني بسبب تراجعات مستمرة في الصادرات، وتعني هذه البيانات إن متوسط النمو الفصلي كان صفرا منذ الربع الثالث لعام 2018.
وتفرض البيانات ضغطا على الحكومة الألمانية لتحفيز الاقتصاد من خلال تخفيضات ضريبية أو إنفاق عام، وقد لامس عائد السندات الألمانية لأجل عشر سنوات مستوى قياسيا جديدا عند سالب 0.645%.
وكان ضرر التوترات التجارية متجليا أيضا في البيانات الصينية، حيث نما الإنتاج الصناعي للدولة 4.8% في يوليو، أقل بكثير من زيادة بلغت 6.3% في يونيو ودون التوقعات بنمو قدره 5.9%.
إنتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاربعاء بنك الاحتياطي الفيدرالي على كونه بطيئا في تعديل سياسته النقدية ودعاه للتحرك سريعا، بعد ان خفض البنك المركزي أسعار الفائدة قصيرة الأجل الشهر الماضي.
وكتب ترامب في تغريدة "الاحتياطي الفيدرالي تحرك بوتيرة سريعة جدا، والأن متأخر جدا. هذا أمر سيء".
أعلنت الصين أضعف نمو في إنتاجها الصناعي منذ 2002 بينما إنكمش الاقتصاد الألماني مع هبوط الصادرات وهوى الإنتاج الصناعي لمنطقة اليورو بأسرع وتيرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. هذا وبعثت أسواق السندات الأمريكية والبريطانية بأكبر تحذيرات من الركود منذ الأزمة المالية العالمية.
وقوضت تلك الأخبار من الاقتصادين العملاقين ارتياح السوق الذي أعقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل فرض بعض الرسوم على بكين. وتراجعت الأسهم الأوروبية يوم الاربعاء وارتفعت السندات. كما نزل فارق العائد بين السندات الحكومية الأمريكية لأجل عامين ونظيرتها لأجل عشر سنوات دون الصفر، في تحول يسبق عادة حدوث ركود.
وبينما تجتمع النزاعات التجارية وتباطؤ الطلب العالمي والأزمات الجيوسياسية في الإضرار بالنمو، يتجه الاقتصاد العالمي نحو أضعف وتيرة نمو منذ الأزمة المالية. وسارعت البنوك المركزية في تقديم دعم وكان الاحتياطي الفيدرالي من بين البنوك التي خفضت أسعار الفائدة في الأسابيع الأخيرة. ومن المتوقع على نطاق واسع ان يحذو البنك المركزي الأوروبي هذا الحذو الشهر القادم.
ويكثف التباطؤ الاقتصادي أيضا الضغط على الحكومات للضلوع بدورها بتقديم تحفيز مالي.
وأصدرت شركات ألمانية كبيرة من سيمنز إلى دايملر تحذيرات حول الضغط الذي تتعرضت له مبيعاتها. ويرجع إنكماش الاقتصاد بنسبة 0.1%، مقرونا بانخفاض مستمر في توقعات الشركات، إلى ما وصفه سيتي جروب "بالثالوث غير المقدس" من تباطؤ الصين والحروب التجارية للولايات المتحدة والبريكست.
ويؤثر الضعف بالفعل بشكل مكثف على منطقة اليورو، التي فيها يتباطأ أيضا نمو فرنسا وإسبانيا ويبدو وضع إيطاليا سيئا على نحو متزايد. وأظهرت الأرقام الأحدث يوم الاربعاء إن الإنتاج الصناعي في تكتل العملة الموحدة هوى 1.6% في يونيو. وتباطأ النمو الاقتصادي إلى 0.2% في الربع الثاني، نصف وتيرة الأشهر الثلاثة السابقة.
وفي الصين، تباطأ بحدة نمو الإنتاج الصناعي إلى 4.8% من 6.3%. ويوم الاثنين، أعلن ثاني أكبر اقتصاد في العالم إنخفاضا في نمو الطلب على الائتمان مما يفرض ضغوطا على المسؤولين الصينيين لتعزيز التحفيز. وفي يونيو، كشفت الحكومة عن خطة للمساعدة في تحفيز الطلب على السيارات والإلكترونيات.
دقت سوق السندات الحكومية الأمريكية نواقيس الخطر يوم الاربعاء حيث قاد المستثمرون العازفون عن المخاطرة عائد السندات لأجل 30 عاما إلى مستوى قياسي منخفض ونزل عائد السندات لأجل عشر سنوات دون نظيره على السندات لأجل عامين لأول مرة منذ 2007.
وإنخفض عائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات بمقدار 1.9 نقطة أساس عن عائد السندات لأجل عامين فيما يعتبر مؤشرا ينذر بركود للاقتصاد الأمريكي يبدأ خلال الأشهر الثمانية عشر القادمة. وعززت بيانات اقتصادية ضعيفة يوم الاربعاء من الصين وألمانيا التوقعات، التي غذاها في الأسابيع الأخيرة تدهور العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وعلامات على تباطؤ النمو العالمي.
وإنقلب مؤشر يحظى باهتمام واسع للركود، وهو فارق العائد بين أذون الخزانة لأجل ثلاثة أشهر والسندات لأجل عشر سنوات، في مارس وظل سلبيا لأغلب الوقت منذ حينها، مما أربك المستثمرين الذين توقعوا ان يتسع فارق العائد لصالح السندات طويلة الأجل مع بدء الاحتياطي الفيدرالي تخفيض أسعار الفائدة. وأدى أيضا الطلب العالمي على السندات إلى إنقلاب منحى عائد السندات البريطانية حيث تخطى العائد على السندات لأجل عامين نظيرتها لأجل عشر سنوات يوم الاربعاء.
وقال مارك أوستوالد، الخبير الاستراتيجي العالمي لدى ايه.دي.ام إنفيستور سيرفيزيس، "سوق السندات تقول ن البنوك المركزية متأخرة في التحفيز...وكل هذا يدعو للتشاؤم حول الاقتصاد العالمي".
وكان إنعكاس منحنى العائد وجيزا حيث تعافى عائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى حوالي 1.60% وبلغ عائد السندات لأجل عامين نحو 1.58%. وهبط عائد السندات لأجل 30 عاما إلى مستوى قياسي منخفض 2.01% قبل ان يستقر عند حوالي 2.05%.
وفي بريطانيا، تراجع عائد السندات لأجل عشر سنوات إلى 0.45% بينما تخطى عائد السندات لأجل عامين 0.48% رغم ان التضخم تخطى مستوى 2% الذي يستهدفه بنك انجلترا.
وليس منحنى عائد السندات هو الشيء الوحيد الذي يصدر إنذارا. فيظهر مؤشر لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك ان إحتمالية حدوث ركود أمريكي خلال الاثنى عشر شهرا القادمة تقترب من أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية، عند حوالي 31%.
إنكمش اقتصاد ألمانيا في الربع الثاني ونشرت الصين سلسلة من البيانات الضعيفة مما يزيد حدة المخاوف بشأن مدى تضرر توقعات النمو العالمي من تداعيات الصراع التجاري بين واشنطن وبكين.
وفي ألمانيا، إنكمش الناتج المحلي الإجمالي 0.1% في الأشهر الثلاثة حتى يونيو، ليلقي خبراء اقتصاديون ومسؤولون حكوميون كبار باللوم في تباطؤ الاقتصاد المعتمد على الصادرات في ألمانيا على الغموض الناجم عن الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين وإحتمال حدوث خروج مفاجيء لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتضاف البيانات الصينية الصادرة أيضا يوم الاربعاء إلى دلائل على ان ثاني أكبر اقتصاد في العالم يتباطأ بشكل أكبر مع إستمرار النزاع مع الولايات المتحدة. وارتفع معدل البطالة في المدن الصينية إلى أعلى مستوياته منذ بدء الصدور المنتظم للبيانات، بينما جاءت بيانات حول إنتاج المصانع والاستهلاك والاستثمار العقاري وقراءات رئيسية أخرى أقل من المتوقع.
وقال خبراء اقتصاديون ومخططون حكوميون إن النزاع مع الولايات المتحدة قوض الثقة لدى شركات التصنيع الصينية، رغم قفزة مفاجئة شهدتها الصادرات في يوليو. وتزداد التوقعات بأن الصين ستستعين بإجراءات تحفيز إضافية لمواصلة نمو الاقتصاد في النطاق المستهدف 6%-6.5% الذي حدده قادة الصين.
وتعطي البيانات الأحدث من ألمانيا صورة أوضح لمدى الضرر الذي تلحقه التوترات بين واشنطن وبكين بالثقة في أوروبا، مما يزيد الضغط على الحكومات لإطلاق إجراءات تحفيز خاصة بها.
وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير في بيان "الأرقام الجديدة بمثابة نداء إستفاقة وتحذير".
وتابع "نحن في مرحلة نمو ضعيف لكن لسنا بعد في ركود، الذي يمكننا تفاديه إذا إتخذنا إجراءات ضرورية. لابد ان يتحرك الأن الساسة والشركات سويا".
وتواجه برلين ضغوطا لتخفيف سياستها المالية الصارمة للمساعدة في تعزيز الطلب الاستهلاكي والاستثمار في الداخل لتعويض أثر الهبوط في الصادرات. وقاومت ذلك حتى الأن، غير أنها تخطط لتخفيضات ضريبية معتدلة وسياسة بيئية جديدة، سيتم الكشف عنها هذا الخريف. وقال ألتماير يوم الاربعاء إن ضريبة الشركات يجب تخفيضها، وتسريع الاستثمار في الرقمنة (التحويل الرقمي) وتقنيات المستقبل—وهو موضوع نقاش مثير للخلاف داخل الحكومة.
وبدأت بالفعل بنوك مركزية في أسيا تخفيض أسعار الفائدة. وكانت الهند ونيوزيلندا من بين أول المبادرين بهذه الخطوة، قبل تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في اواخر يوليو، وخفضا مجددا الاسبوع الماضي بجانب تايلاند والفليبيين.
ومن المرجح ان تفرض البيانات الأحدث من ألمانيا ضغطا إضافيا على البنك المركزي الأوروبي لإطلاق حزمة تحفيز جديدة في اجتماعه القادم يوم 12 سبتمبر للمساعدة في إحياء الثقة. وتعهد رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي بسلسلة من الإجراءات الجديدة، التي قد تشمل تخفيضات لأسعار الفائدة ومشتريات سندات بمئات المليارات من اليورو.
وقال كارستن برسيسكي، كبير الاقتصاديين المختصين بألمانيا لدى أي.أن.جي، "الصراعات التجارية والغموض العالمي وتعثر قطاع السيارات ركعت جميعها الاقتصاد الألماني. وقوض عدم اليقين المتزايد، بشكل خاص، وليس الأثار المباشرة للصراعات التجارية، الثقة ومن ثم النشاط الاقتصادي".
وتشير المؤشرات المبكرة ومسوح ثقة الشركات إلى أداء ضعيف جديد في الربع الثالث. ويعرف خبراء الاقتصاد الركود بأنه فصلين متتاليين من إنكماش الناتج الاقتصادي، ويتركز الاهتمام الأن على المدى الذي سيصل إليه النزاع التجاري بين واشنطن والصين.
وقال مسؤول أمريكي مشارك في المحادثات إن جولة جديدة من المحادثات المباشرة مع الصين في واشنكن الشهر القادم من المستبعد ان تحرز تقدما إذا واصلت بكين رفض إجراء تعديلات هيكلية تسمح للشركات الأمريكية ان تنافس على أساس أكثر تكافؤا.