جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تشهد الأسهم والسندات الأمريكية موجة صعود استثنائية في طريقهما نحو أكبر مكاسب متزامنة منذ أكثر من عشرين عاما.
ومع دخول الأسبوعين الأخيرين من عام 2019، قفز مؤشر ستاندرد اند بورز 28.5%، بينما قاد صعود السندات العائد على السندات الأمريكية القياسية لآجل عشر سنوات للانخفاض أكثر من ثلاثة أرباع نقطة مئوية.
وإذا استمرت المكاسب خلال الأيام الأخيرة من ديسمبر، ستكون تلك المرة الأولى التي فيها مؤشر الأسهم الأوسع نطاقا يقفز بنسبة 20% على الأقل، في وقت تتراجع فيه عائدات السندات الأمريكية بهذا القدر منذ 1998، عندما خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثلاث مرات لتفادي ركود وقتها.
وبالمثل عززت التخفيضات الثلاثة لأسعار الفائدة التي قام بها الفيدرالي الأسواق. وإنطلق مؤشر ستاندرد اند بورز مسجلا سلسلة من المستويات القياسية مؤخرا ويتجه نحو أفضل أداء منذ ست سنوات. وإقترب عائد السندات لآجل عشر سنوات، الذي ينخفض عندما ترتفع أسعار السندات، من أدنى مستوى على الإطلاق قبل ان يستقر دون 2%. وقفزت أيضا أصول آمنة تقليدية مثل الذهب.
وتمثل المكاسب تحولاً تاماً عن العام السابق، عندما تبخرت مكاسب الأسهم الأمريكية في الربع الأخير وسجل مؤشر ستاندرد اند بورز أسوأ أداء لشهر ديسمبر منذ 1931 مختتماً العام على انخفاض 6%. وتراجعت أيضا أسعار السندات الحكومية الأمريكية العام الماضي مما قاد العائد إلى أعلى مستويات منذ سنوات عديدة فوق 3% في أواخر 2018.
ووراء مكاسب هذا العام تحسن في التوقعات حول الاقتصاد وتقدم بين الولايات المتحدة والصين حيال حربهما التجارية المحتدمة منذ أمد طويل وتخفيضات الفيدرالي لأسعار الفائدة وكلها أمور عززت تفاؤل المستثمرين باستمرار دورة النمو الاقتصادي القائمة منذ أكثر من عشر سنوات.
ولكن عصفت بالأسواق طوال الوقت مخاوف من ركود عالمي وشيك تحت وطأة الصراعات التجارية. وهذا دفع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن التقليدية مثل الذهب والسندات الأمريكية مما يضعهما نحو أفضل أداء سنوي منذ 2010 و2014 على الترتيب.
وكانت النتيجة صعودا نادرا للأصول التي تنطوي على مخاطر والآمنة على حد سواء. وارتفع كل من مؤشر ستاندرد اند بورز والذهب والنفط الخام أكثر من 10% هذا العام، بينما تراجع عائد السندات الأمريكية لآجل عشر سنوات من حوالي 2.7% في نهاية العام الماضي إلى 1.916% مؤخرا—ما يزيد عن ثلاثة أرباع نقطة مئوية. وهذا لم يحدث في أي عام منذ 1984 على الأقل، وفقا لبيانات داوجونز ماركت. وفي نفس الأثناء، ترتفع أسعار الذهب 15.4% هذا العام مسجلة أفضل أداء سنوي منذ 2010.
وفاجئت موجة صعود السندات في 2019 محللين كثيرين كانوا يتنبأون بصعود عوائد السندات هذا العام. ولكن في المقابل، دفعت مخاوف الركود في 2019 والتوترات التجارية المستثمرين لشراء السندات الأمريكية مما قاد العائدات إلى أدنى مستويات على الإطلاق. ورغم ان عائد السندات الأمريكية لآجل عشر سنوات ارتفع هذا الشهر مع انخفاض أسعار السندات، إلا أنه يبقى أقل بكثير من المستويات التي سجلها قبل عام.
وتوقع كثيرون ان ترتفع الأسهم، مدعومة بتخفيضات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، لكن ليس إلى هذا الحد. ويقول البعض الأن أنهم يتوقعون ان تتواصل المكاسب حتى نهاية العام، لأن مكاتب التداول في وول ستريت عادة ما تكون شبه فارغة من الموظفين بحلول فترة الأعياد في ديسمبر.
ولكن يرى كثير من المستثمرين ان سلسلة المكاسب الكبيرة للأسهم والسندات لا يمكن استمرارها. ورغم ان المكاسب المتزامنة هذا العام خبرا سارا لمستثمرين كثيرين، بيد ان هذا الصعود المتزامن يثير المخاوف من ان هذه الأصول المختلفة قد تهبط أيضا سويا.
ويرى البعض تفاوتا قادما في الأداء. على سبيل المثال قد يذكي تحسن التوقعات حيال الاقتصاد ضغوط بيع في السندات الحكومية بما يقود العائدات للارتفاع.
وعلى أي حال، ربما يتسم العام القادم بتقلبات أكبر منها في 2019. فانخفض مؤشر يقيس تقلبات الأسهم، وهو مؤشر بورصة شيكاغو للتقلبات، 51% هذا العام في طريقه نحو أكبر انخفاض سنوي على الإطلاق. وبدأ بعض المستثمرين بالفعل يستعدون لاضطرابات أكبر بحلول انتخابات الرئاسة الأمريكية.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.