Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha
هيثم الجندى

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الاثنين عن موجة ثانية ضخمة من المبادرات لدعم الاقتصاد الأمريكي المجمد نشاطه، بما يشمل شراء كميات غير محدودة من السندات لإبقاء تكاليف الإقتراض منخفضة وإنشاء برامج لضمان تدفق الائتمان على الشركات وحكومات الولايات والمحليات.

والتدخل في سوق سندات الشركات خطوة غير مسبوقة للاحتياطي الفيدرالي، لكن تولت بنوك مركزية أخرى في السنوات الأخيرة إجراءات مماثلة لدعم أوضاع السيولة للشركات.

وتتضمن أليات الائتمان الجديدة للاحتياطي الفيدرالي قيوداً على دفع توزيعات نقدية والقيام بإعادة شراء للأسهم بالنسبة للشركات التي ترجيء مدفوعات الفائدة، لكن ليس لدى هذه الأليات قيوداً صريحة تمنع المستفيدين من تسريح عاملين.

وتسلط الإجراءات الشاملة الضوء على حجم ونطاق الاضطرابات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا حيث ان أجزاء كبيرة من الاقتصاد أغلقت في ساعات الليل في محاولة لإحتواؤه.

ولكن في علامة على مدى قلق المستثمرين من جراء الوباء، فشلت خطوات الاحتياطي الفيدرالي في ان تؤدي إلى أي شيء سوى صعود وجيز في الأسهم وسندات الشركات يوم الاثنين. وهبطت الأسهم حوالي 1.5% بعد فتح التداولات في نيويورك. وهبط في باديء الأمر  العائد على السندات الأمريكية لآجل عشر سنوت دون 0.69% مع تقييم المستثمرين الخبر قبل ان يرتد إلى حوالي 0.73%.

وقال الاحتياطي الفيدرالي قبل أسبوع إنه سيشتري سندات بقيمة 500 مليار دولار على الأقل ورهون عقارية بقيمة 200 مليار دولار. وبموجب البرامج الجديدة سيشرع الفيدرالي في مساعي متعددة، الكثير منها يهدف إلى مساعدة أرباب العمل والأسر بشكل مباشر، بالإضافة للمدن والولايات.

من المتوقع ان يكون لتداعيات تفشي فيروس كورونا تأثيراً سلبياً  كبيراً على أفاق الاقتصاد الأمريكي، مع ظهور توقعات بخسائر تصل إلى خمسة ملايين وظيفة هذا العام وانخفاض الناتج الاقتصادي بنحو 1.5 تريليون دولار.

ويبدو الأن حدوث ركود في حكم المؤكد، بحسب استطلاع رأي لصحيفة وول ستريت جورنال شمل 34 خبيراً اقتصادياً، الذي يتوقع ركوداً يستمر لأشهر على الأقل، وسيضاهي ---أو ربما حتى يتجاوز—حدة ركود 2007-2009 الذي أوقد شراراته إنهيار سوق الإسكان وازمة الرهن العقاري.

وقال بروس كاسمان، رئيس قسم البحوث الاقتصادية لدى بنك جي.بي مورجان، "هذه صدمة كبيرة جداً". "سترون في الشهرين المقبلين عواقب الإجراءات المتخذة فيما يتعلق بالنشاط الاقتصادي".

وأصبحت فجأة التوقعات الاقتصادية، التي كانت متفائلة قبل اسبوعين فقط، قاتمة حيث أصبح واضحاً ان الوباء، الذي بدأ في اسيا وإنتشر إلى أوروبا، سيؤثر الأن على حياة الأمريكيين أكثر بكثير من المعتقد في السابق.

وتبقى حدة الركود القادم غير واضحة لكثير من الخبراء الاقتصاديين، في ضوء أوجه عدم اليقين الناتجة عن المسار المجهول للوباء والتقلبات البالغة في الأسواق المالية والقيود على النشاط الاقتصادي اليومي لأمد غير معلوم  واستجابة الحكومة التي تتعدل كل يوم ومن المتوقع ان تتغير باستمرار في الاسابيع والأشهر المقبلة.

ويتوقع كاسمان ان ينخفض الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 1.8% هذا العام. وقبل تفشي الفيروس، كان يتوقع نمو الناتج الاقتصادي 1.5%. وهذا سيترجم إلى 700 مليار دولار قيمة إنتاج مفقود. وبعيداً عن تلك الخسائر، قال أن "الزيادة في دين القطاع العام وتدمير رأس المال البشري، وربما الفعلي، أمر مهم".

ويعتقد كاسمان ان الاقتصاد سيفقد ما بين 7 مليون و8 مليون وظيفة هذا الربيع لكن بعضها من المتوقع ان يعود إذا ما تعافى الاقتصاد في النصف الثاني من العام كما يتوقع.

ويتوقع بنك جولدمان ساكس ان ينكمش الناتج الاقتصادي الأمريكي 3.1% هذا العام وتقفز البطالة إلى 9% من مستواها الحالي 3.5%. وأعلى مستوى سجلته البطالة كان 10% في أكتوبر 2009 بعد إنهيار سوق الإسكان والإنهيار المالي.

وتشير تقديرات خبراء اقتصاديون في جولدمان ان طلبات إعانة البطالة—التي تقيس وتيرة تسريح العمالة—زادت بنحو مليونين هذا الأسبوع فقط.

قال الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي ان ركود هذا العام ربما يكون أسوأ بكثير من المتوقع في السابق مقترحاً تعليق القواعد المالية الصارمة للتكتل لتخفيف التداعيات الناجمة عن تفشي الفيروس المميت الذي أصاب الاقتصاد بالشلل.

وقالت المفوضية الأوروبية في بيان يوم الجمعة "بإفتراض امتداد أزمة الصحة إلى بداية يونيو أو ما بعد ذلك، قد يقارن الانخفاض في النشاط الاقتصادي في 2020 بإنكماش عام 2009، العام الأسوأ للأزمة الاقتصادية والمالية".

وأشار ت المفوضية ان إفتراضها الأساسي من قبل أسبوع فقط بإنكماش حوالي 1% في الناتج الاقتصادي هذا العام ربما يكون متفائلاً. وتابعت أن "التطورات منذ وقتها" تشير إلى مسار أسوأ.

وتماشى هذه التوقعات القاتمة مع أحدث تقديرات للبنك المركزي الأوروبي. وأبلغت رئيسته كريستين لاجارد زعماء الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الاسبوع ان الناتج الاقتصادي لمنطقة اليورو سينكمش 2% هذا العام إذا استمر الإغلاق الناتج عن الفيروس في القارة لشهر واحد، وبنسبة 5% إذا استمر لثلاثة أشهر، حسبما ذكر شخصان مطلعان على الأمر.

يأتي الدواء الذي روج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كعلاج محتمل لفيروس كورونا بتحذيرات شديدة في الصين ومن الممكن ان يقتل بجرعات قليلة لا تتجاوز الجرامين.

وأوصت الصين، التي فيها الفيروس المميت ظهر لأول مرة في ديسمبر، بدواء كلوروكوين المعالج للملاريا والذي يعود لعقود من الزمن في علاج المرضى المصابين بكورونا في إرشادات صدرت في فبراير بعد ان رأت نتائج مشجعة في التجارب السريرية. ولكن في غضون أيام، حذرت الأطباء ومسؤولي الصحة من الأعراض الجانبية القاتلة للدواء ومنعت استخدامه.

وجاء هذا بعد ان ذكرت وسائل إعلام محلية أن دراسة لمعهد الأمراض الفيروسية في مدينة ووهان خلصت إلى ان الدواء من الممكن ان يودي بحياة شخص بالغ بتلقيه فقط ضعف الجرعة اليومية الموصى بها للعلاج، والتي هي جرام واحد.

وبينما لم تصادق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الدواء لعلاج المرض المعروف بكوفيد-19، إلا ان التجربة الصينية ربما تكون مفيدة حيث تدرس إدارة الغذاء والدواء هذا العقار الذي شجع على استخدامه ترامب والمدير التنفيذي لتسلا إلون ماسك.

وأثار الوباء، التي أصاب أكثر من 235 ألف عالمياً وأودى بحياة أكثر من 9.800، قلقاً متزايداً عبر الولايات المتحدة حيث تقول الولايات انها تفتقر لأجهزة اختبار ومعدات طبية. وفرضت كاليفورنيا إغلاقاً لكامل الولاية يوم الخميس لإبطاء إنتشار المرض.

وكان الكلوركوين من بين المجموعة الأولى من العلاجات التي أشار إليها العلماء الصينيون كعلاجات فعالة في كبح فيروس كورونا المستجد. وأظهرت تجارب سريرية على حوالي 130 شخصاً قدرة الدواء على الحد من حدة المرض وتسريع القضاء على الفيروس، وفق لوزارة العلوم والتكنولوجيا في الصين.

وجرت التوصية رسمياً بفوسفات الكلوروكوين يوم 19 فبراير في إرشادات علاج كوفيد-19 التي نشرتها اللجنة الوطنية للصحة في الصين، بجانب أدوية أخرى قليلة مثل كاليترا من إنتاج أبفاي ودواء الإنفلونزا أربيدول كعلاجات مضادة للفيروسات للمرضى. ولم توص اللجنة بأكثر من 10 أيام من استخدام كلوروكوين للمرضى البالغين بجرعة 500 مليجرام—نصف جرام-- مرتين يومياً.

وبينما أُطلقت مئات التجارب السريرية لدراسة علاجات محتملة لكوفيد-19، حققت أسهم شركات الدواء والتكنولوجيا الحيوية مكاسب كبيرة على آمل ان تجني الصناعة أرباحاً كبيرة. ولكن تاريخ حالات تفشي فيروسات سابقة مثل الإيبولا وزيكا لا تظهر نجاحاً يذكر في إنتاج علاجات ناجحة. وتطورت فقط بعض الأدوية المحتملة بعد ان انحسرت بالفعل الأوبئة من خلال إجراءات الإحتواء.

وسريعاً ما أعقب توصية الصين باستخدام كلوركوين كعلاج تحذيراً.

فبعد يومين من تحديث إرشادات العلاج، طلبت سلطات الصحة في إقليم هوبي—الإقليم الأشد تضرراً في الصين الذي فيه بدأ تفشي الفيروس والذي يمثل غالبية مرضى الدولة البالغ عددهم أكثر من 80 ألف—من المستشفيات ان تراقب عن كثب، وتعلن على الفور، أي أعراض جانبية ضارة لفوسفات الكلوروكوين، بحسب تقرير حملته الصحيفة المحلية "ذا بيبر".

ويُعرف ان الدواء له أعراض جانبية قصيرة الآجل مثل الغثيان والإسهال وطنين في الأذن بينما استخدامه لفترة طويلة من الممكن ان يصيب بالعمى. ومحظور استخدامه للسيدات الحوامل حيث من الممكن ان يسبب تشوهات خلقية في الأطفال.

وعدلت لجنة الصحة في الصين الجرعة الموصى بها في إخطار بتاريخ 29 فبراير يقيد استخدام الكلوركوين. فلا يمكن تقديم الدواء للسيدات الحوامل ومرضى القلب والكبد والكلى ومرضى شبكية العين والسمع والمرضى الذي يتناولون مضادات حيوية.

ويمكن فقط تقديمه لمرضى أعمارهم بين 18 و65 عاماً لفترة علاج مدتها سبعة ايام. ومن الممكن ان يحصل المرضى الذين يزيد وزنهم عن 50 كجم (110 رطل) على جرعة 500 ملجرام مرتين في اليوم—الجرعة المعتادة—بينما من وزنهم أقل يحصلون على الدواء مرة واحدة فقط بعد يومين من الاستخدام، بحسب أحدث الإرشادات.

وأثبتت سيدة في ووهان مدى خطورة الكلوركوين عندما أخذت جرعة أكبر من الموصى بها. ويوم 25 فبراير، ذكرت صحيفة ذا بيبر التي مقرها شنغهاي انها تناولت 1.8 جرام من الدواء الذي طلبته عبر الإنترنت بعد الإشتباه  في أن لديها فيروس كورونا.  ولم تكن مصابة بالفيروس، لكن تسبب الدواء في إصابتها باضطراب نظم القلب، الذي من الممكن ان يسبب الوفاة المفاجئة، ودخلت وحدة العناية المركزية.

هبط الدولار من مستوى قياسي مرتفع متكبداً أسوأ انخفاض منذ أكثر من أربع سنوات بعد ان كبح قرار ولاية كاليفورنيا إلزام السكان بالبقاء في منازلهم شراء العملة الخضراء وسط مخاوف من ان أكبر اقتصاد في العالم يتجه نحو الركود.

وانخفض مؤشر بلومبرج للدولار بنسبة 1.8% متضرراً من قرار حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ان يعزل كافة سكان الولاية البالغ عددهم 40 مليون أنفسهم في المنازل بدءاً من ليل الخميس. وكان هذا أكثر مسعى أمريكي صرامة حتى الأن لكبح إنتشار فيروس كورونا مما يثير احتمالية حدوث إغلاق اقتصادي مشابه لما يحدث في أسيا وأوروبا.

ويأتي هذا في أعقاب مساعي متكررة من صانعي السياسة لوقف صعود جامح في السابق للدولار، ولايزال تسعير عقود الخيار يشير إلى معنويات إيجابية بين المتعاملين تجاه العملة الأمريكية. وأنشأ بنك الاحتياطي الفيدرالي خطوط مبادلات مؤقتة للسيولة مع تسعة بنوك مركزية إضافية، من بينها البنكين المركزيين لاستراليا وكوريا الجنوبية، لتخفيف الطلب على الدولار.

وقال مارك جرانت، كبير الاستراتجيين الدوليين في شركة بي.رايلي اف.بي.ار، "الدولار يتعرض للبيع ببساطة جراء القلق من انه إذا حذت بعض الولايات الكبرى الأخرى حذو كاليفورنيا، سترتفع البطالة بشكل كبير وتدفع الولايات المتحدة إلى وضع ما بين الركود والكساد". "هذه ردة فعل تلقائية".

وهبط مؤشر الدولار من مستوى قياسي مرتفع بعدما صعد بأكثر من 8% على مدى الجلسات الثماني الماضية. وقفز الطلب على عملة الاحتياط العالمي وسط تهافت على السيولة على ترقب ان يطول أمد الوباء، مع وجود تفاوت كبير في السيولة بين الطلب العالمي على الدولار الأمريكي والمعروض المتاح.

وارتفع الدولار الاسترالي 4.2% ليقود مكاسب العملات العشر الرئيسية مقابل نظيره الأمريكي، بينما قفز الاسترليني 3.4% في أكبر صعود له منذ أكتوبر 2008.

وقال فالنتين مارينوف، رئيس استراتجية عملات مجموعة العشر في كريدي اجريكول في لندن، "بينما تستقر الأسواق وتتعافى بعض العملات التي تعرضت لعمليات بيع مفرط، ننصح بالحذر في ضوء ان مؤشرات مديري المشتريات العالمية الاسبوع القادم ستخيب التوقعات المتشائمة بالفعل". "وباء كوفيد-19 ليس تحت السيطرة بعد. وبالتالي التدافع الجنوني على السيولة الدولارية قد يتجدد".

وجاء ضعف الدولار بينما صعدت السندات الأمريكية بعد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز ان إدارة ترامب تطالب مسؤولي العمل بالولايات بالإحجام عن إصدار أرقام دقيقية للبطالة حتى تصدر الحكومة الاتحادية الإجمالي الوطني. وزاد التقرير من التكهنات بزيادة حادة في طلبات إعانة البطالة الأمريكية.

وتشير تقديرات جولدمان ساكس ان طلبات إعانة البطالة من المتوقع ان تقفز إلى مستوى قياسي 2.25 مليون هذا الاسبوع، وفق تحليل للتقارير المبدئية عبر30 ولاية. وهذا أكثر من ثلاثة أضعاف أعلى مستوى تسجل في السابق عند 695 ألف في 1982.

 

تعافى الذهب يوم الجمعة مرتفعاً 3.1% حيث أوقفت موجة من التحفيز المالي والنقدي للبنوك المركزية الرئيسية لمكافحة التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا تدافع المستثمرين على السيولة النقدية.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.7% إلى 1495.37 دولار للاوقية في الساعة 1505 بتوقيت جرينتش. ولكن خسر المعدن النفيس أكثر من 2% حتى الأن هذا الأسبوع.

وزادت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 1.3% إلى 1498.90 دولار.

وخسر الذهب أكثر من 200 دولار منذ ان قفز فوق 1700 دولار للاوقية الاسبوع الماضي وهو ما رجع في الأساس إلى التهافت على السيولة وتلبية طلبات تغطية هامش.

وارتفعت أسواق الأسهم حول العالم بعدما تكبدت خسائر هائلة على مدار الأسبوع حيث رفعت إجراءات من البنوك المركزية معنويات المستثمرين.

ويعول المشاركون في السوق على مزيد من التيسير النقدي في الأيام القليلة القادمة بينما يدرس مجلس الشيوخ الأمريكي حزمة تحفيز بقيمة تريليون دولار ستشمل مساعدة مالية مباشرة للأمريكيين.

وكشف عدد من الدول الأخرى عن إجراءات لوقف الضرر الاقتصادي، بينما خفض بنك انجلترا سعر الفائدة الرئيسي.

وفيما يدعم الذهب بشكل أكبر، انخفض مؤشر الدولار 0.7% بعد تسجيل أعلى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات.

 

ارتفعت الاسهم الامريكية يوم الجمعة حيث أعطى تدخل كبير من البنوك المركزية ارتياحاً للأسواق العالمية في نهاية أسبوع من التداولات المضطربة.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 43 نقطة أو 0.22% بعد ان تأرجح بين مكاسب وخسائر في الدقائق الأولى من فتح التعاملات. وانخفض مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 0.2%، بينما قفز مؤشر ناسدك المجمع بنسبة 0.9%.

ومع ذلك، تتجه كافة المؤشرات الثلاثة نحو إختتام الأسبوع على خسائر حادة حيث من المتوقع ان يتسبب تسارع إنتشار وباء كورونا في ركود حاد في الاقتصاد الأمريكي.

وعرض بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس ان يوفر بشكل مؤقت مليارات الدولارات بأسعار فائدة قرب الصفر للبنوك المركزية التي تواجه نقصاً في الدولارات في أنحاء كثيرة من العالم، مما يهديء توترات السوق. وفي نفس الأثناء، عمل المشرعون في واشنطن على حزمة تحفيز قد تتخطى التريليون دولار.

وتراجعت العائدات على السندات الحكومية الامريكية، التي ارتفعت مع تدافع المستثمرين على بيع الأصول عالية الجودة لجمع سيولة نقدية. وانخفض عائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 1.001% من 1.121% يوم الخميس.

وانخفضت اسعار النفط إذ تراجعت العقود الاجلة للخام الأمريكي 4.9% إلى 24.63 دولار للبرميل. ونزلت العقود الاجلة لخام برنت، خام القياس العالمي، 2.5% إلى 27.75 دولار للبرميل. ويوم الخميس، قفزت أسعار النفط على إثر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال ان إدارة ترامب تدرس القيام بتدخل دبلوماسي في حرب الأسعار بين السعودية وروسيا التي وجهت ضربة قاسية لأسعار النفط على مدى الاسبوعين الماضيين.

وقال باول جاكسون، الرئيس الدولي لابحاث توزيع الأصول لدى شركة انفيسكو، أن التوترات في سوق السندات هدأت بفعل برامج ضخمة لشراء السندات من الاحتياطي الفيدرالي وبنك انجلترا والبنك المركزي الأوروبي. وأعطت الإجراءات، مقرونة بجهود من الحكومات لدعم الشركات والأشخاص الذين يواجهون أشهر من الاضطرابات، آملاً للمستثمرين بأن "التداعيات الاقتصادية، التي ستكون كبيرة، سيتم على الأقل تخفيفها"، حسبما أضاف جاكسون.

وبدأ يتضح الاضطراب الناتج عن تفشي الفيروس في الولايات المتحدة وخارجها إذ تشير معلومات على مستوى الولايات ان طلبات إعانة البطالة قد تزيد عن مليونين، وهو مستوى غير مسبوق، في تقرير الخميس القادم عن السوق الأمريكية، وفقا لجولدمان ساكس جروب. وأمرت ولاية كاليفورنيا سكانها البالغ عددهم 40 مليون بالبقاء في المنازل عدا للأنشطة الضرورية بدءاً من ليل الخميس في أكبر إغلاق من نوعه في الولايات المتحدة.

وأعلن الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس أنه سيطلق برنامجاً مؤقتاً لتوفير سيولة لتسعة بنوك مركزية رئيسية من بينها البنوك المركزية في استراليا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وسنغافورة. وكان في السابق يتم توفير خطوط مبادلة الدولار لخمسة بنوك مركزية رئيسية فقط.

تضاعف عدد الوفيات من جراء فيروس كورونا المستجد في أسبوع واحد إلى أكثر من 10 ألاف يوم الجمعة بينما قفز عدد الحالات المؤكد إصابتها في الولايات المتحدة وتحركت الحكومات حول العالم بضرورة ملحة متزايدة لإحتواء الوباء قبل ان يحصد أرواح أكثر.

وزادت الوفيات من المرض المسبب للإلتهاب الرئوي أكثر من أربعة أضعاف في الولايات المتحدة على مدى الأسبوع الماضي إلى 205، بينما قفزت الإصابات المؤكدة في الدولة إلى 14.250 من حوالي 1700 يوم 13 مارس. وتتركز غالبية الحالات الأمريكية في ثلاث ولايات نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا.

وفي أكبر إغلاق في الولايات المتحدة حتى الأن، أمر حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم سكان الولاية البالغ عددهم 40 مليون بملازمة منازلهم، عدا للأنشطة الضرورية. وجاء قرار نيوسوم بعد إجراءات مشابهة جرى تطبيقها في وقت سابق من هذا الأسبوع في سان فرانسيسكو ومنطقة خليج سان فرانسيسكو، التي فيها صدرت اوامر للسكان بالبقاء في منازلهم لثلاثة أسابيع.

ونصحت وزارة الخارجية الأمريكية المواطنين بعدم السفر  دولياً وحثت المتواجدين في الخارج العودة للديار على الفور أو البقاء في الخارج لآجل غير مسمى.

وبينما تزايد عدد الإصابات المعلنة عبر الولايات المتحدة هذا الأسبوع، تغيرت بشكل جوهري الحياة اليومية إذ تحرك المزيد من قادة الولايات والمحليات للحد من إنتشار أكبر للمرض. وتم حظر التجمعات وأصبح التعليم والعمل والعبادة عبر الإنترنت كما اغلقت الحانات والمطاعم.

وقال أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك يوم الجمعة أن كل محلات الحلاقة وصالونات تصفيف الشعر وصالونات رسم الأوشام وأنشطة أخرى مشابهة ستغلق بشكل مؤقت في نيويورك ونيوجيرسي وكونكتيكت وبنسلفانيا—في أحدث قرار تتخذه بشكل مشترك الولايات الأربع المتجاورة.

وبينما يصبح الاضطراب الاقتصادي الناتج عن الفيروس أكثر وضوحاً، فمن المنتظر ان يبدأ المشرعون في عاصمة الدولة المفاوضات على حزمة تحفيز اقتصادي، النسخة الأولى منها تقترح مدفوعات نقدية مباشرة لكثير من الأمريكيين ضمن خطة أكبر تهدف أيضا إلى مساعدة الشركات المتعثرة والعاملين بقطاع الرعاية الصحية.

وتداولت الأسهم الأمريكية على تباين يوم الجمعة بعدما عرض بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس ان يقدم بشكل مؤقت مليارات الدولارات بأسعار فائدة قرب الصفر للبنوك المركزية مما يخفف التوترات في الأسواق.

وعالمياً، تسجل أكثر من 245 ألف حالة مؤكدة من المرض المعروف بكوفيد-19، وفق بيانات جمعتها جامعة جونز هوبكينز، مع تركز ثلثي الحالات خارج بر الصين الرئيسي، الذي فيه إكتشف لأول مرة الفيروس التنفسي الجديد في أواخر 2019.

وأصبحت أوروبا بؤرة وباء كورونا مع تسبب زيادة لا تتوقف في الحالات الجديدة في إغلاق الحدود وفرض حجر صحي على مستوى دول وإستنفاد الطاقة الاستيعابية  لأنظمة الرعاية الصحية.

ومن المرجح ان تمدد فرنسا، التي فيها الحالات ارتفعت إلى 10.891، إغلاق لكامل البلاد مدته أسبوعين، حسبما أعلنت السلطات يوم الجمعة. وتم نشر حوالي 100 ألف ضابط شرطة عبر الدولة للتأكد من بقاء الناس في المنازل. ويعاقب من ينتهك القواعد بغرامة قدرها 135 يورو (حوالي 145 دولار).

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي عقد مجلساً للدفاع يوم الجمعة مع حكومته، "هذا سباق ضد الفيروس، ونحن فقط في البداية".

واستمر تفاقم التفشي في إيطاليا، مع ارتفاع الحالات المؤكدة إلى 41.035. ويوم الخميس، تجاوزت إيطاليا الصين لتصبح البلد الأعلى وفيات بكورونا في العالم مسجلة 3.405 حالة وفاة على الرغم من ان لديها نصف العدد من الحالات المؤكدة. ولدى البلد المتوسطي ثاني أكبر نسبة كبار سن في أوروبا، وهي فئة أكثر عرضة للخطر من الفيروس المعدي.

وواصلت أيضا الحالات في إسبانيا ارتفاعها لتصل إلى 18.077 يوم الجمعة مع 833 حالة وفاة، وفق بيانات من جامعة جونز  هوبكينز.

وتوقفت محادثات البريكست بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد ان وضع كبيرا مفاوضي الجانبين أنفسهما في عزل ذاتي. وقالت الحكومة البريطانية أن كبير مفاوضها التجاري لشؤون البريكست، ديفيد فروست، يبقى في المنزل بعد ان ظهرت عليه أعراض معتدلة لفيروس كورونا. وقال ميشال بارنيه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي يوم الخميس أنه أصيب بالمرض.

وألغيت بالفعل جولة مفاوضات مقررة هذا الأسبوع حيث تحاول بريطانيا والاتحاد الأوروبي إيجاد طريقة لعقد المحادثات التجارية المعقدة من خلال مؤتمر عبر الفيديو.

وحذر علماء وحكومات في دول كثيرة ان معدلات الإصابة ستواصل ارتفاعها بشكل سريع ما لم تتخذ إجراءات صارمة لمنع الناس من السفر والتجمع. والتحدي الذي تواجهه السلطات الصحية هو ان الأفراد المصابين من الممكن ان يمضوا أياماً بدون ظهور أعراض وربما ينقلون الفيروس إلى أخرين قبل ان يصابوا بالإعياء. وفي دول كبيرة، لا يمكن فحص بعض الأشخاص من فيروس كورونا، بالتالي قد تكون أعداد الإصابات الفعلية أعلى بكثير من الإجمالي المعلن.

وفي العراق، تحدى الألاف من الحجاج الشيعة حظراً للتجوال وتوافدوا على ضريح العتبة الكاظمية في بغداد لإحياء ذكرى وفاة إمام مدفون هناك. وحثت السلطات الحجاج على الإبتعاد ودعت قوات الأمن لفرض حظر تجوال مفروض على العاصمة العراقية لمنع إنتشار الفيروس. وسجل العراق 192 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس و13 حالة وفاة.

أصبحت إيطاليا البلد الأكثر عدد وفيات بفيروس كورونا في العالم متجاوزة الصين حيث بلغت حصيلة الوفيات لديها 3.405 في ظل تسارع الإنتشار  العالمي للوباء.

وبينما أصبحت أوروبا الأن بؤرة تفشي الفيروس، بلغ إجمالي حالات الإصابة في إيطاليا 41.035 حالة، حسبما قال مسؤولون بوكالة الحماية المدنية الإيطالية يوم الخميس. وهذا يشمل 4.440 حالة تعافت من المرض. وتخضع الدولة بالكامل لحجر صحي منذ أوائل هذا الشهر.

وانخفض عدد الوفيات على مدى الأربع وعشر ساعة الماضية إلى 427 يوم الخميس من 475 يوم الاربعاء.

وفي نفس الأثناء، لم تتسجل حالات إصابة جديدة في مدينة ووهان الصينية، التي فيها بدأ تفشي المرض، وانحسرت بشدة حالات الإصابة الجديدة في الصين، في تراجع هائل عن ذروة التفشي الذي أودى بحياة أكثر من 3 الاف هناك. ولكن يحذر خبراء الأوبئة من ان الدولة قد تواجه موجات تالية من الإصابات.

ورغم ان الوباء ينتشر سريعاً عبر إسبانيا وفرنسا وبلدان أوروبية أخرى، إلا ان المرض ألحق أشد الضرر بإيطاليا.

وهناك، رُصدت أولى الحالات في أواخر يناير بين سائحين صينيين، لكن بعدها إنطلق الفيروس دون رصد لحوالي ثلاثة أسابيع حتى تم تشخيص إصابة رجل في إقليم لومبارديا الشمالي بالفيروس.  

وبحلول وقتها ربما كان قد إنتشر بالفعل الفيروس، وأعلنت الدولة عن أول حالات وفاة يوم 23 فبراير. ومنذ ذلك الحين أصبح تفجر عدد حالات الإصابة والوفاة أسرع من الصين، رغم قيود أكثر صرامة على تحركات الأشخاص عبر إيطاليا بعد ان ثبت ان حجراً صحياً مبدئياً في بلدات تقع في بؤرة التفشي غير كاف.

ورغم التأثير المدمر لإجراءات الإحتواء على الاقتصاد، قال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي يوم الخميس أنه سيمدد إغلاق كامل البلاد لما بعد الموعد النهائي الأصلي في 25 مارس. وستبقى المدارس، التي كان من المقرر ان تفتح أبوابها من جديد يوم الثالث من أبريل، مغلقة لوقت أطول من المخطط في الأساس.

ومع القفزة في حالات الإصابة، تعجز المستشفيات في لومبارديا—التي تشمل العاصمة الاقتصادية والمالية لإيطاليا ميلانو—عن استيعاب الحالات. وتنفد أسرٌة العناية المركزة ويضطر  العاملون الطبيون للمفاضلة بين من يعالجونه بأجهزة التنفس الصناعي، بحسب أطباء في الخطوط الأمامية.

وربما يكون بصيص الآمل الوحيد هو ان معدل التشخيصات الجديدة المؤكدة بكورونا تباطأ في الأيام الأخيرة. وقلصت إيطاليا، كبعض الدول الأوروبية الأخرى، اختبارات الفحص مع إنتشار الفيروس بالتالي ربما تكون هناك حالات جديدة أكثر غير مرصودة.

وتجاوزت أوروبا الصين في العدد الإجمالي من حالات الإصابة يوم الاربعاء مع تشخيص أكثر من 80 ألف حالة في كل منهما. وربما يكون الإحصاء الرسمي أقل من الإصابات الفعلية. وقالت السلطات الصحية في بريطانيا أن عدد الحالات ربما يكون أكثر 20 مرة من الرقم المعلن.

تراجعت أسعار الذهب يوم الخميس مع صعود الدولار إلى أعلى مستويات له منذ سنوات حيث يهدد وباء كورونا بخنق النشاط الاقتصادي ويدفع المستثمرين لبيع أصول للإحتفاظ بسيولة نقدية.

وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.6% إلى 1477.07 دولار للاوقية في الساعة  1653 بتوقيت جرينتش، بينما زادت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.2% إلى 1479.80 دولار.

وسجل الدولار أعلى مستوى جديد في ثلاث سنوات مع استمرار ارتفاع الطلب عليه رغم موجة تحفيز نقدي هائلة تقوم بها مؤخرا البنوك المركزية حول العالم.

وتجنب المستثمرون الأصول التي تنطوي على مخاطر حيث فشلت جولة جديدة من الإجراءات الطارئة الشاملة من صانعي السياسة في إقناع أسواق الأسهم المصابة بالذعر.

ويثير الإنتشار دون هوادة للفيروس، الذي أصاب حوالي 230 ألف عبر العالم، الذعر ويشعل موجة بيع واسعة في الأصول، بما في ذلك المعدن الذي يعد ملاذاً آمناً.

وأظهرت بيانات رسمية من الولايات المتحدة ان عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات إعانة بطالة قفز الاسبوع الماضي إلى أعلى مستوى منذ 2017 في أول إشارة إلى تأثير تفشي الفيروس على التوظيف.

وفي نفس الأثناء، انخفضت حيازات صندوق جولد ترست، أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب في العالم، 0.7% يوم الاربعاء.