
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
الأجندة السياسية المزحومة هذا الشهر تتضمن موعدا مهما أخر هو اجتماع بين الرئيس فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي النافذ محمد بن سلمان.
سيشاهد الزعيمان مبارة كرة قدم في كأس العالم بين منتخبي البلدين في إستاد لوجنيكي بموسكو يوم 14 يونيو. وبينما يبدو من المستبعد ان يحقق الفريقان متواضعي التصنيف تقدما كبيرا في هذه البطولة، إلا ان المقابلة قد تعيد تشكيل سوق النفط العالمية.
وتجرى المباراة قبل أيام قليلة فقط من اجتماع هام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في فيينا مما يعطي فرصة أخيرة للزعيمين للاتفاق على زيادة محتملة في إنتاج النفط.
وبينما يعارض بعض أعضاء المنظمة المقترح السعودي الروسي، فإن احتمال حدوث إنفراجة من جهود دبلوماسية رفيعة المستوى هو موضوع ساخن بين تجار النفط هذا الاسبوع. وتعززت التكهنات بفعل زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زيد آل نهيان إلى جدة يوم الاربعاء من أجل محادثات مع الأمير محمد، بعد قليل من رحلته إلى موسكو الاسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم الكريملن ديمتري بيسكوف إن إعلان موعدا محددا للاجتماع سيأتي "في الوقت المناسب". وقالت مصادر مطلعة إن الأمير من المنتظر ان يبقى الأمير في موسكو ليوم المباراة فقط.
وكانت الدولتان توسطتا في إبرام اتفاق تاريخي في أواخر 2016 لخفض الإنتاج وتشكيل تحالف يضم 24 دولة من داخل أوبك وخارجها. وإعتاد بوتين التباحث عبر الهاتف مع العاهل السعودي أو ولي العهد في الأيام التي سبقت اجتماعات أخيرة لأوبك من أجل مناقشة ما وصفه الكريملن "بتنسيق مثمر حول أسواق المحروقات العالمية".
وفي الأيام القليلة الماضية، أعطت موسكو إشارات بأنها ربما تكون مستعدة لإنهاء الاتفاق مؤيدة رفع إنتاج النفط وانخفاض الأسعار.
وقال بوتين في أواخر مايو "نحن لا نرغب في زيادة لا تتوقف في سعر الطاقة والنفط". وأضاف إن موسكو راضية عن بلوغ أسعار النفط حوالي 60 دولار للبرميل الذي هو دون نطاق التداول مؤخرا بين 75 إلى 80 دولار للبرميل. وأوضح بوتين ايضا ان اتفاقه مع السعودية وبقية أعضاء أوبك ليس للأبد.
وقال بوتين "ترتيباتنا لم تستهدف أبدا الاستمرار للأبد".
ساعد ضعف الدولار في ارتفاع أسعار الذهب يوم الخميس لكن كانت المكاسب محدودة مع ترقب السوق تلميحات بشأن وتيرة زيادات أسعار الفائدة من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الاسبوع القادم.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1297.24 دولار للاوقية في الساعة 1407 بتوقيت جرينتش بينما استقرت العقود الاجلة الأمريكية للذهب تسليم أغسطس عند 1301.30 دولار.
وقالت سيمونا جمباريني المحللة لدى كابيتال ايكونوميكس "صعود الأسعار يرجع للدولار".
ويصب ضعف الدولار في صالح الذهب لأنه يجعل المعدن أرخص على حائزي العملات الأخرى ومن الممكن ان يعزز الطلب عليه.
ولكن أشارت جامبريني إن المستثمرين في حالة ترقب قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يومي 12 و13 يونيو الذي فيه يتوقعون زيادة أسعار الفائدة وإشارات بشأن السياسة النقدية الأمريكية.
ولاقت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيمضي قدما في إجراء عدة زيادات لأسعار الفائدة هذا العام دعما من بيانات أمريكية تظهر انخفاضا غير متوقعا في طلبات إعانة البطالة.
ونزل الذهب من أعلى مستويات في نحو عام ونصف حول 1350 دولار للاوقية في منتصف أبريل إلى دون 1300 دولار الشهر الماضي مع صعود الدولار لأعلى مستويات في 2018، لكن استقرت الأسعار بعد ان تعثرت موجة الصعود.
وبالإضافة لاجتماع الفيدرالي، يترقب المستثمرون قمة بين زعيمي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية يوم 12 يونيو واجتماع للبنك المركزي الأوروبي يوم 14 يونيو.
وقد يؤثر الحدثان على الذهب.
وكانت التوترات حول كوريا الشمالية تدعم الذهب حيث عززت الطلب على المعدن باعتباره ملاذ آمن في أوقات الغموض الجيوسياسي.
وفي نفس الأثناء تراهن الأسواق على ان المركزي الأوروبي سيشير إلى إنهاء برنامجه الضخم لشراء السندات الأمر الذي أنعش اليورو.
ومن المنظور الفني، قال محللون لدى كوميرز بنك إن فرص انخفاض أسعار الذهب ستكون أكبر من صعودها إذا عجزت عن تجاوز متوسط تحركها 200 يوما حول 1308 دولار.
صعد اليورو إلى أعلى مستوى في عشرة أيام يوم الاربعاء بعد ان قال مسؤولون إن البنك المركزي الأوروبي قد ينهي برنامجه التحفيزي بحلول نهاية 2018 وإن التضخم يرتفع مجددا صوب مستواه المستهدف.
وبعد إنعاش النمو من خلال برنامج شراء سندات غير مسبوق حجمه 2.55 تريليون يورو (2.99 تريليون دولار)، يناقش المركزي الأوروبي ما إذا كان ينهي المشتريات هذا العام مع تجاوز خطر إنكماش الاسعار وتحقيق التكتل أفضل فترة نمو في عشر سنوات.
وتوقع محللون كثيرون ان يبقى البنك المركزي حذرا في اجتماعه يوم 14 يونيو في ضوء الغموض الناتج عن أزمة سياسية في إيطاليا.
لكن قال بيتر برايت كبير الاقتصاديين في المركزي الأوروبي اليوم إن البنك المركزي سيناقش الاسبوع القادم ما إذا كان ينهي تدريجيا مشتريات السندات.
وقال البنك المركزي الألماني إن توقعات السوق بإنهاء شراء السندات هذا العام معقولة.
ودفعت التعليقات اليورو للارتفاع نصف بالمئة إلى أعلى مستوى في عشرة أيام 1.1780 دولار وسجلت العملة أيضا أعلى مستوى في ثمانية أيام عند 1.1640 مقابل الفرنك السويسري عملة الملاذ الآمن.
وفيما يعزز اليورو أيضا، قال محللون إن التعليقات ستزيد التقلبات في أسواق العقود الخيارية حول اجتماع المركزي الأوروبي.
وربح اليورو 0.8% حتى الأن هذا الاسبوع بعد تسجيله أدنى مستوى في 10 أشهر عند 1.1510 دولار يوم 29 مايو.
وفرض صعود اليورو ضغوطا على الدولار الأمريكي حيث نزل مؤشره 0.3% إلى أدنى مستوياته في عشرة أيام عند 93.604 نقطة.
ارتفعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء مع تراجع الدولار طفيفا من أعلى مستوى في نحو ستة أشهر على الرغم من بيانات قوية للاقتصاد الأمريكي حسمت رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
وتسارع نشاط قطاع الخدمات الأمريكي في مايو مما يشير إلى نمو اقتصادي قوي في الربع الثاني. وكشفت بيانات أخرى ارتفاع عدد الوظائف الشاغرة إلى مستوى قياسي في أبريل بما يفوق إلى حد كبير وتيرة التوظيف.
وقفز مؤشر معهد إدارة التوريد لنشاط قطاع الخدمات 1.8 نقطة إلى 58.6 نقطة منهيا ثلاثة أشهر من التراجعات. وتشير القراءة إلى توسع في القطاع، الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأمريكي.
ومن المفترض ان يضمن النمو القوي وتحسن سوق العمل أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الاسبوع القادم ويعزز فرص إجراء زيادتين إضافيتين في وقت لاحق من العام.
ومع ذلك تراجع الدولار، المسعر به الذهب، مقابل سلة من العملات بما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 1298.45 دولار للاوقية في الساعة 1732 بتوقيت جرينتش.
وأغلقت العقود الاجلة الأمريكية للذهب تسليم أغسطس 4.90 دولار أو 0.4% إلى 1302.20 دولار للاوقية.
وقال فواز رضا شاه المحلل لدى فوريكس دوت كوم "الدولار لم يتمكن من ان يستمد دعما من البيانات لأنه كان في اتجاه صعودي قوي مؤخرا على توقع تحسن في البيانات وبفعل جني المضاربين للأرباح في مراكز شراء قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الاسبوع القادم".
وأضاف "الأهم هو الكيفية التي ستؤثر بها البيانات على فكر وتصرف الاحتياطي الفيدرالي. لذلك يترقب أغلب المستثمرين ان يسمعوا من البنك المركزي نفسه بما ان قراره منتظر خلال أكثر قليلا من أسبوع".
قالت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرج إن الحكومة الأمريكية طالبت بهدوء السعودية وبعض المنتجين الأخرين داخل أوبك بزيادة إنتاج النفط نحو مليون برميل يوميا.
وجاء هذا الطلب النادر بعد ان قفزت أسعار البنزين في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات وإشتكى علنا الرئيس دونالد ترامب من سياسة أوبك وارتفاع أسعار النفط على حسابه بموقع تويتر. ويأتي هذا أيضا بعد قرار واشنطن إعادة فرض عقوبات على صادرات إيران من الخام والتي قطعت في السابق نحو مليون برميل يوميا أو أكثر قليلا من 1% من الإنتاج العالمي.
وبينما إعتاد نواب أمريكيون إنتقاد منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" في أوقات ارتفاع أسعار النفط، وشجعت الحكومة الأمريكية في بعض الأحيان المنظمة على ضخ كميات أكبر من الخام، إلا انه من غير المعتاد ان تطالب واشنطن بزيادة محددة للإنتاج حسبما قالت المصادر التي رفض نشر أسمائها لأنها تناقش محادثات خاصة. ومن غير الواضح بالضبط كيف تم نقل هذا الطلب.
وجرت مناقشة رفع الإنتاج في اجتماع بعض وزراء النفط العرب في مطلع الاسبوع بمدينة الكويت. وتعهد بيان تم نشره بعد المحادثات "بضمان ان تتوفر إمدادات النفط في الوقت المناسب لتلبية الطلب المتزايد وتغطية التراجعات في بعض أنحاء العالم". وإقترحت السعودية وروسيا الشهر الماضي زيادة تدريجية في الإنتاج، لكن لم يتفق حتى الأن أعضاء أخرون بالمنظمة.
وهبطت العقود الاجلة لخام برنت القياسي 2% إلى 73.81 دولار للبرميل في تداولات لندن بعد إعلان الطلب الأمريكي.
وكتب ترامب على موقع تويتر في منتصف أبريل "يبدو ان أوبك تعيد الكرّة من جديد". وتابع "أسعار النفط مرتفعة جدا بشكل مصطنع! هذا ليس جيدا ولن يكون مقبولا!".
ورفض البيت الأبيض التعليق على محادثات محددة، لكن قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن الوصول إلى طاقة بكلفة معقولة ومضمونة يدعم نمو الاقتصاد العالمي وأمن الدولة.
وكشف وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن الشهر الماضي ان واشنطن أجرت "محادثات عديدة مع أطراف معينة بشأن أطراف مختلفة سترغب في زيادة إمداد النفط لتعويض" أثر العقوبات الأمريكية على إنتاج إيران من الخام.
وعلى الرغم من ان منوتشن رفض تقديم تفاصيل، إلا ان أربعة دول فقط بين أوبك وحلفائها يحتفظون بطاقة إنتاجية فائضة لتعويض هذا التأثير وهم السعودية وروسيا والإمارات والكويت.
ووافقت أوبك ومجموعة من الدول غير الأعضاء بالمنظمة من بينهم روسيا والمكسيك وكازاخستان في أواخر 2016 على خفض إنتاج النفط بإجمالي 1.8 مليون برميل يوميا في مسعى لزيادة أسعار النفط. وارتفع خام برنت، خام القياس العالمي، من أقل من 45 دولار للبرميل قبل توقيع الاتفاق إلى أكثر من 80 دولار للبرميل الشهر الماضي.
وأزاح اتفاق أوبك كميات خام أكبر من المستهدفة في الأساس بسبب إنهيار صناعة الطاقة في فنزويلا. ومع عودة مخزونات النفط في الدول المتقدمة إلى متوسطها في خمس سنوات وإقتراب أسعار الوقود من مستويات مؤلمة للمستهلكين، بدأت السعودية وروسيا التباحث بشأن زيادة الإنتاج مجددا مما دفع برنت للتراجع صوب 75 دولار.
وستناقش أوبك وحلفائها سياستهما الإنتاجية خلال النصف الثاني من العام خلال اجتماعات مقررة يومي 22 و23 يونيو في فيينا. وقال وزير النفط السعودي خالد الفالح الشهر الماضي إن المملكة تشاطر الدولة المستهلكة "القلق" بشأن ارتفاع أسعار النفط وأضاف إن أوبك وحلفائها سيزيدون "على الأرجح" الإنتاج.
وتعد التعليقات الأحدث من ترامب وطلب زيادة إنتاج النفط من بين أكبر التدخلات الأمريكية في شؤون أوبك منذ ان إتصل بيل ريكاردسون، وزير الطاقة خلال الإدارة الثانية لبيل كلينتون، بالوزير السعودي في منتصف اجتماع لأوبك عام 2000 مطالبا بزيادة الإنتاج. وأثار هذا التدخل غضب أعضاء أخرين بالمنظمة وفاقم حدة الخلاف بين السعودية وإيران.