جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
حذر ستانلي فيشر النائب السابق لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي من ان ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل تخفيضات في أسعار الفائدة يهدد إستقلالية البنك المركزي.
وقال فيشر متحدثا في منتدى البنك المركزي الأوروبي في سينترا بالبرتغال إن الاقتصاد الأمريكي "يؤدي بشكل جيد على نحو معقول، لكن لن تعلم ذلك إذا إستمعت لرئيس الولايات المتحدة". وقال إن تخفيض تكاليف الإقتراض سيعزز التوظيف—في سوق عمل قوية بالفعل—لكن بثمن توجيه ضربة قاتلة للبنك المركزي الأمريكي".
وقال فيشر، الذي ترك منصبه في عام 2017، خلال حلقة نقاش مع رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي ومحافظ بنك انجلترا مارك كارني، "هذا سيدمر إستقلالية الاحتياطي الفيدرالي...هذا ليس شيئا يجب فعله".
ويتعرض الاحتياطي الفيدرالي، الذي يجتمع لتحديد سياسته النقدية هذا الأسبوع، لهجوم متكرر من ترامب مما يحطم تقليد لدى البيت الأبيض مستمر منذ نحو ثلاثة عقود من عدم التدخل في السياسة النقدية. وشدد جيروم باويل، الذي عينه ترامب كرئيس للاحتياطي الفيدرالي العام الماضي، إن صانعي السياسة سيتجاهلون الضغط السياسي بينما يحددون السياسة النقدية لدعم تحقيق الحد الأقصى من التوظيف وإستقرار الأسعار.
وقال فيشر "أريد القول ان جاي باويل يعرف بالفعل قانون البنك المركزي، بأن الحكومة غير مسموح لها إعطاء تعليمات للبنك المركزي بشأن السياسة النقدية". وتابع "يمكنهم التدخل بالقول ان دور البنك المركزي زاد أكثر من اللازم أي ما كان هذا الدور، لكن لا يمكنهم إصدار تعليمات بشأن السياسة النقدية".
أشار رئيس البنك المركزي الأوروبي إن البنك قد يكشف عن تحفيز جديد في موعد أقربه اجتماعه القادم للسياسة النقدية في يوليو، مما قاد اليورو للانخفاض مقابل الدولار وأثار توبيخا غير معتاد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال دراغي يوم الثلاثاء إن مسؤولي المركزي الأوروبي سيدرسون في الأسابيع القادمة كيفية تطويع أدواتهم للسياسة النقدية "للتعويض عن حدة الخطر" على التوقعات الاقتصادية. وتشمل الخيارات تمديد الإطار الزمني قبل الزيادة القادمة في أسعار الفائدة أو تخفيض سعر الفائدة السلبي بالفعل أو إستئناف مشتريات السندات.
وكتب ترامب في تغريدة بعد حوالي ثلاث ساعات من صدور تعليقات دراغي "ماريو دراغي أعلن للتو احتمال قدوم المزيد من التحفيز، الذي نزل على الفور باليورو مقابل الدولار، مما يجعل من الأسهل بشكل غير عادل منافسة الولايات المتحدة".
وجاء الإنتقاد قبل وقت قصير من إستعداد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لبدء اجتماع مدته يومين في واشنطن يوم الثلاثاء. ودعا ترامب الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة وقال في مقابلات مؤخرا إنه ليس لديه نفس التقدير للإستقلالية التقليدية للبنك المركزي عن السياسة مثل رؤساء أمريكيين أخرين.
وعند سؤاله في مقابلة مع شبكة ايه.بي.سي عما إذا كان إنتقاد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باويل قد يقوض مصداقية باويل، قال ترامب "نعم، أنا أفعل ذلك. لكني سأفعل هذا على أي حال".
ويبدي ترامب اهتماما كبيرا بتطورات أسواق العملة على المدى القصير وأعرب عن مخاوفه بشأن قوة الدولار الأمريكي. وتعكس هذه المخاوف وجهة نظر أوسع نطاقا لدى ترامب بأن التجارة العالمية لعبة فيها مكاسب دولة تأتي على حساب الأخرين.
وتجاوب المستثمرون بشكل موات مع تعليقات دراغي إذ قادوا اليورو للانخفاض بأكثر من نصف سنت مقابل الدولار إلى 1.1187 دولار. وهبطت عوائد السندات الألمانية لآجل عشر سنوات إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند سالب 0.315% مع تقييم المستثمرين إحتمال قيام البنك المركزي الأوروبي بمشتريات جديدة للسندات. وتراجعت بحدة عوائد السندات الفرنسية لآجل عشر سنوات وسجلت صفر بالمئة وهو أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وفي حلقة نقاش في وقت لاحق يوم الثلاثاء، رد دراغي على إنتقادات ترامب قائلا ان المركزي الأوروبي لا يستهدف بشكل مباشر سعر صرف لليورو بسياساته. وشدد على ان البنك المركزي مستعد لإستخدام كافة أدواته للسياسة النقدية لضمان عودة التضخم إلى مستواه المستهدف عند أقل قليلا فحسب من 2%.
وقال دراغي "لدينا سلطتنا، ولدينا تفويضنا...نحن مستعدون لإستخدام كافة الأدوات الضرورية لتنفيذ هذا التفويض".
ولطالما باع الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة سلعا أكثر مما إشترى منها. ولكن وصل هذا الفائض التجاري إلى مستوى قياسي مرتفع عند 139 مليار يورو في 2018 ارتفاعا 119 مليار يورو في 2017. وأظهرت بيانات صادرة يوم الثلاثاء إن فائض التكتل واصل ارتفاعه في 2019، لكن بوتيرة أبطأ ليصل إلى 48.2 مليار دولار في أول أربعة أشهر من العام.
وإشتكى مستشارون لدى ترامب على مدى سنوات من ان اليورو أقل بشكل بالغ من قيمته العادلة. وهددت الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية على صادرات أوروبا من السيارات ما لم يبرم التكتل اتفاقا تجاريا مع الولايات المتحدة.
وقال ترامب في تغريدة "الأسواق الأوروبية ارتفعت على إثر تلك التعليقات (غير العادلة للولايات المتحدة) التي أدلى بها اليوم ماريو دراغي" وتابع "هم يفلتون بفعلتهم تلك منذ سنوات، بجانب الصين وأخرين".
وقال فريدريك دوكروزيت، الخبير الاقتصادى لدى مؤسسة بيكتت ويلث مانجمنت في جنيف، إن تعليقاته (ترامب) تثير احتمال حدوث "سيناريو كارثي" فيه ينخرط المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي في سباق نحو القاع بالنسبة لأسعار الصرف، مما يخلق ضررا اقتصاديا قد يفاقم منه الرسوم التجارية".
وليس المركزي الاوروبي وحيدا في مناقشة الكشف عن تحفيز جديد. فقد تحول سريعا موقف البنوك المركزية الرئيسية في العالم في الأشهر الأخيرة حيث تخلت عن خطط زيادة أسعار الفائدة قصيرة الآجل وسعت في المقابل إلى تيسير سياستها وسط علامات على ان تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.
وخفضت بالفعل بنوك مركزية كثيرة في منطقة أسيا والمحيط الهادي، من بينها نيوزيلندا واستراليا، أسعار الفائدة في الأسابيع الأخيرة. وقد يشير بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الاربعاء إنه يستهد لخفض أسعار الفائدة قصيرة الآجل، وسط توقعات في أسواق السندات بتخفيضها مرتين هذا العام.
ويواجه المركزي الأوروبي وضعا أصعب لأن سعر فائدته الرئيسي سالب 0.4% أي أقل بنحو 3% من سعر فائدة الاحتياطي الفيدرالي.
وفي علامة على التأثيرات السلبية التي تواجه أوروبا، انخفضت الصادرات من منطقة اليورو إلى بقية العالم 2.5% في أبريل مقارنة بشهر مارس، وفقا لما أعلنته وكالة الإحصاءات التابعة للاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء. وهبط مؤشر زد.اي.دبليو لثقة المستثمرين في ألمانيا 19 نقطة إلى سالب 21.1 نقطة في يونيو.
وقال دراغي ان المركزي الأوروبي سيدرس في الأسابيع القادمة كيف يطوع أدواته للسياسة النقدية. وأضاف دراغي إن المركزي الأوروبي قد يعدل بشكل خاص معايير برنامجه لشراء السندات البالغ حجمه 2.6 تريليون يورو، المعروف بالتيسير الكمي، لخلق مجالا لمشتريات جديدة. وأردف ان البنك قد يخفض أيضا أسعار الفائدة بشكل أكبر ويقدم أدوات لتخفيف الأثار الجانبية.
وسيمثل أي قرار بإستئناف التيسير الكمي تحولا حادا في المسار من المركزي الأوروبي، الذي أنهى البرنامج في ديسمبر وحتى وقت قريب كان يوجه المستثمرين لتوقع زيادات في اسعار الفائدة.
ولا يشتري المركزي الأوروبي أكثر من 33% من سندات أي حكومة من خلال برنامجه للتيسير الكمي. وقد يثير رفع هذا السقف جدلا جديدا وطعونا قانونية في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، التي فيها يتشكك المسؤولون بشكل عميق في جدوى مشتريات البنك السندات.
وحذر دراغي يوم الثلاثاء من "ضعف مستمر" في المؤشرات المستقبلية للاقتصاد، وقال إن خطر الحماية التجارية ومواطن ضعف في الأسواق الناشئة يؤثران سلبا على قطاع التصنيع الكبير لأوروبا.
وأضاف دراغي "في غياب تحسن، تتعرض عودة التضخم بشكل مستدام لمستوانا المستهدف للتهديد، وسيكون مطلوبا تحفيز إضافي".
قلصت أسعار الذهب مكاسبها يوم الثلاثاء بعدما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيجتمع مع نظيره الصيني شي جين بينغ في قمة دولية مما يعزز الآمال بأن ينتهي قريبا الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وفي وقت سابق من الجلسة، قفزت أسعار الذهب لوقت وجيز 1% بعدما ألمح البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تيسير السياسة النقدية.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1342.15 دولار للاوقية في الساعة 1444 بتوقت جرينتش. وكانت الأسعار قد ارتفعت إلى 1354.20 دولار في تعاملات سابقة قبل ان يقول ترامب في تغريدة إنه أجرى محادثة هاتفية "جيدة جدا" مع الرئيس الصيني شي.
وسيجتمع الزعيمان في قمة مجموعة العشرين في وقت لاحق من هذا الشهر في اليابان، التي فيها ستركز المناقشات على التجارة في خضم صراع مرير أحدث إضطرابات في الأسواق العالمية منذ ان بدأ قبل عام.
وزادت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.2% إلى 1345.60 دولار للاوقية.
وإنتعشت أسواق الأسهم عقب تعليقات ترامب بينما إستقر مؤشر الدولار عند أعلى مستوى في أسبوعين.
وقال ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي إن البنك سيحتاج لتيسير السياسة النقدية مجددا وسط ضعف في التضخم، بينما تتوقع الأسواق ان يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
تدهورت بشدة معنويات المستثمرين تجاه الاقتصاد الألماني في يونيو بعدما تنبأ البنك المركزي الألماني (البوندسبنك) بأن الاقتصاد سينكمش هذا الربع السنوي.
وقال معهد زد.إي.دبليو إن مسحه الشهري أظهر تهاوي الثقة لدى المستثمرين في الاقتصاد إلى سالب 21.1 نقطة من سالب 2.1 نقطة في مايو. وكان خبراء اقتصاديون يتوقعون انخفاضا إلى سالب 5.9 نقطة.
وكانت قراءة يونيو هي الأدنى منذ نوفمبر 2018 وتمثل ثاني انخفاض شهري على التوالي.
ويشير هذا الإنخفاض الحاد إلى تشاؤم متزايد بعد نمو قوي في الربع الأول، ويأتي بينما يناقش البنك المركزي الأوروبي إن كان بحاجة لتيسير السياسة النقدية بشكل أكبر.
وتحول الاقتصاد الألماني، الأكبر في أوروبا، إلى نقطة ضعف في المنطقة وسط توقعات بنمو قدره 0.6% فقط هذا العام. وينكمش قطاع الصناعات التحويلية ويتضرر بشدة النشاط الاقتصادي بتوترات تجارية مستمرة.
وقال أخيم فامباخ رئيس معهد زد.إي.دبليو إنه يوجد "عدم يقين متزايد بشأن تطور الاقتصاد العالمي في المستقبل". وتابع "تصاعد حدة الصراع بين الولايات المتحدة والصين والخطر المتزايد بنشوب صراع مسلح في الشرق الأوسط وزيادة احتمالية خروج بريطانيا بدون اتفاق من الاتحاد الأوروبي كلها عوامل تخيم بظلالها على أفاق الاقتصاد العالمي".
يتوقع مؤسس هواوي تكنولوجيز (رين تشنغ في) ان تقلص العقوبات الأمريكية إيرادات الشركة بحوالي 30 مليار دولار على مدى العامين القادمين، ماحية نمو الشركة العملاقة لشبكات الإتصالات وذلك بحجب تكنولوجيا أمريكية حيوية.
وقال الملياردير خلال حلقة نقاش إن المبيعات في أكبر شركة تقنية في العالم ستبقى على الأرجح راكدة عند حوالي 100 مليار دولار في 2019 و2020، محددا أرقام لأول مرة لتأثير القيود العديدة التي تفرضها إدارة ترامب. ولكن أضاف المدير التنفيذي البالغ من العمر 74 عاما إن هواوي ستسعى للحفاظ على ميزانيتها للبحوث والتطوير وتحجم عن تسريح عمالة أو بيع أصول كبيرة.
وقال رين يوم الاثنين إنه متفاجيء من المدى الذي وصلت إليه واشنطن في مهاجمة شركته. ويتردد أنباء عن ان هواوي تستعد لإنخفاض بنسبة 60% في شحناتها الخارجية من الهواتف الذكية، حيث تحرمها شركة جوجل من تحديثات الأندرويد وتطبيقات مثل الجيميل والخرائط. وأقر مؤسس الشركة بأن قيود إدارة ترامب ستقوض تفوق عامين تحقق بصعوبة على منافسين مثل إيريكسون ونوكيا.
وإستخدم رين نبرة تحدِ في وجه العقوبات الأمريكية التي تهدد بقاء شركته. ويدخل في صميم حملة ترامب شكوكا في ان هواوي تساعد بكين في التجسس وفي نفس الوقت تقود طموحات الصين ان تصبح قوة عظمى تكنولوجية. وتُتهم منذ سنوات بسرقة الملكية الفكرية في دعاوي قضائية أقامتها شركات أمريكية من "سيسكو سيستمز" و"موتورولا" إلى "تي موبيل يو.اس". ويقول منتقدون ان هذه السرقة ساعدت هواوي ان تقفز إلى الصفوف العليا من التكنولوجيا—لكن نفى رين هذا الإدعاء.
وأدرجت الولايات المتحدة يوم 17 مايو هواوي على قائمة سوداء وحرمتها من البرمجيات والمكونات الأمريكية التي تحتاجها لتصنيع منتجاتها. ويكبل هذا الحظر أكبر مزود لمعدات الشبكات وثاني أكبر شركة مبيعا للهواتف الذكية في وقت تستعد فيه لريادة التكنولوجية العالمية. وهذا يعصف بشركات تصنيع الشرائح الإلكترونية من أمريكا إلى أوروبا حيث تتعرض سلاسل الإمداد العالمي للتهديد. وقد يعطل أيضا هذا الحظر الكشف عن شبكات الجيل الخامس عالميا بما يقوض تقنية يُروج لها كأساس لكل شيء من السيارات ذاتية القيادة إلى الجراحة بالروبوتات.
ولكن قالت هواوي أيضا إنها تعزز مخزونها من الشرائح الإلكترونية وتجد بدائل للحفاظ على تفوقها في الهواتف الذكية وشبكات الجيل الخامس. وتحقق الشركة حاليا مبيعات أكثر من الشركتين العملاقتين علي بابا جروب وتينسنت هولدينجز سويا. وفي 2018، تفوقت هواوي على أبل في مبيعات الهواتف الذكية، وهذا إنتصار أضفى بريقا على التفوق التقني لرين.
وقال رين، الذي نجا من المجاعة في عهد ماو تسي تونغ ليؤسس هواوي في 1987 ب21 ألف يوان، إن هواوي ستفعل كل ما في وسعها للبقاء. وأصبح رين يظهر بشكل متكرر في وسائل الإعلام حيث يكافح لإنقاذ الشركة البالغ قيمتها 100 مليار دولار التي أسسها. وخرج من عزلته الفعلية بعد إعتقال ابنته الأكبر والمديرة المالية مينخ وانزو ضمن تحقيق أوسع نطاقا بشأن هواوي.
وأضحى رين شخصية رئيسية في الصراع بين الولايات المتحدة والصين الذي ربما يكون الحدث الأهم الذي يشكل شؤون العالم منذ إنهيار الاتحاد السوفيتي. وكما قال رين في يناير إنه عندما يتصارع أكبر اقتصادين في العالم على الهيمنة، لا ينجو شيء في طريقهما. وقال إن شركته "كحبة السمسم" بين قوتين عملاقتين.
قال الرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنه أجرى مكالمة هاتفية "جيدة جدا" مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وسيعقد "اجتماعا موسعا" معه في اجتماع مجموعة العشرين الأسبوع القادم في اليابان.
ويأتي تأكيد الاجتماع بعدما هدد ترامب مرارا بزيادة الرسوم الجمركية إذا لم يجلس معه شي في قمة يومي 28 و29 يونيو في أوساكا باليابان.
ونقلا عن تلفزيون الدولة الصيني، قال شي إنه يرغب في الاجتماع مع ترامب ويتبادلا الأراء حول قضايا أساسية تتعلق بتطوير العلاقة بين الصين والولايات المتحدة.
وعززت مؤشرات الاسهم الأمريكية المكاسب على إثر هذا الخبر، بينما تراجعت السندات الأمريكية. وارتفع مؤشر اس اند بي 500 بنسبة 1.2% في الساعة 3:56 عصرا بتوقيت القاهرة.
وإنهارت المحادثات مع بكين الشهر الماضي بعدما إتهمت الولايات المتحدة قادة الصين بالرجوع عن نصوص اتفاق تجاري مبدئي. وزاد ترامب الرسوم على واردات قادمة من الصين بقيمة 200 مليار دولار إلى 25%، وقال إنه سيوسع الرسوم لتغطي سلع إضافية بقيمة 325 مليار دولار—بما يشمل فعليا كل شيء تصدره الدولة إلى الولايات المتحدة—إلا إذا رجع قادة الصين عن مسارهم.
ولكن رغم ان التوقعات مرتفعة بإنفراجة محتملة خلال اجتماع مباشر بين الزعيمين، بيد ان وزير التجارة ويلبور روس قلل في عطلة نهاية الأسبوع الماضي من فرصة إتفاق تجاري كبير ينتج عن المحادثات.
وقال روس في مقابلة يوم الأحد مع صحيفة وول ستريت جورنال "أعتقد أن أقصى ما سيخرج عن قمة مجموعة العشرين ربما يكون اتفاق على إستئناف المحادثات". وأضاف روس ان الاجتماع ربما يضع "قواعد جديدة للنقاش ونوعا ما من جدول زمني للموعد المحتمل لإستئناف المحادثات الفنية".
وأبلغ كيفن هاسيت، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين لترامب، الصحفيين الاسبوع الماضي إن الرئيس الأمريكي "متفائل" بإنه سيجد أرضية مشتركة مع الصين.
خفضت الصين حيازاتها من السندات الأمريكية إلى أدنى مستوى في نحو عامين مع إستمرار الصراع التجاري الدائر منذ أشهر بين أكبر اقتصادين في العالم.
وبحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية الصادرة يوم الاثنين، تراجعت حيازات الدولة من السندات الأمريكية بمختلف آجالها 7.5 مليار دولار في أبريل إلى 1.11 تريليون دولار.
وتم جمع الأرقام الأحدث قبل ان تتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين إلى مستوى جديد في مايو، عندما إنهارت المحادثات التجارية وزاد الرئيس دونالد ترامب الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار وهدد بفرض رسوم جديدة على سلع إضافية.
وبينما تزداد التكهنات بأن الصين ربما تصفي حيازاتها الضخمة من السندات الأمريكية كرد فعل إنتقامي، غير ان هذا الخيار كثيرا ما يتم إستبعاده—خاصة في ضوء ان الصين ستكافح لإيجاد مكان أخر تودع فيه أموالها.
وانخفض اليوان نحو 0.4% مقابل الدولار في أبريل وهوى أكثر من 2% منذ السادس من مايو، غداة تهديد ترامب بفرض رسوم. وأثار تراجع العملة إنتقادات من ترامب، الذي إشتكي الاسبوع الماضي من ان هذا أبطل بعض من الأثار العقابية للرسوم. ويؤدي ضعف اليوان إلى جعل صادرات الصين أكثر جاذبية.
وظلت اليابان ثاني أكبر حائز للسندات الأمريكية، ب1.06 تريليون دولار في أبريل إنخفاضا من 1.08 تريليون دولار قبل شهر.
وإجمالا، انخفضت حيازات الأجانب من الدين الأمريكي من مستوى قياسي مرتفع إلى 6.43 تريليون دولار، منكمشة 40.1 مليار دولار عن شهرمارس.
يبدو ان بيانات التضخم في اليابان ستدفع عوائد السندات للانخفاض بشكل أكبر وتزيد التدقيق فيما سيتفوه به محافظ البنك المركزي هاروهيكو كورودا، الذي يقول إنه من الممكن ان يقدم المزيد من التحفيز النقدي إن لزم الأمر.
وتراجعت عوائد السندات الحكومية اليابانية منذ منتصف أبريل ليلامس العائد على الديون لآجل عشر سنوات أدنى مستوى في ثلاث سنوات عند سالب 0.135% يوم السابع من يونيو. وبينما تقتفي هذه الحركة أثر صعود في أسواق السندات العالمية مع إقبال المستثمرين على ملاذ آمن من الصراعات التجارية لإدارة ترامب، فإن أسعار المستهلكين المحلية تعود إلى دائرة الضوء في اليابان.
ومن المتوقع ان يتراجع معدل التضخم الأساسي للدولة إلى 0.8% في مايو مقارنة بالعام السابق، أقل من نصف مستوى 2% الذي يستهدفه بنك اليابان. وتثير تقديرات التضخم باستثناء الغذاء والطاقة قلقا أكبر مع توقعات خبراء اقتصاديين بتباطؤ إلى 1.5% عندما تصدر الأرقام يوم الجمعة.
وبينما إشارة كورودا إلى فقدان الزخم نحو بلوغ مستهدفه للتضخم قد تكون محفزا للتحرك، بيد ان المستثمرين يتجادلون حول ما إذا كان سيجري تيسيرا أكبر للسياسة النقدية هذا العام بما يقود عوائد السندات للانخفاض بشكل أكبر في محاولة لعودة التضخم إلى مساره.
وصعد الين نحو 3% منذ أخر اجتماع سياسة نقدية لبنك اليابان فير أبريل، مما قوض بشكل أكبر التضخم. وتهدد زيادة وشيكة في ضريبة المبيعات للدولة بتفاقم المشكلة بإضعاف إنفاق المستهلك.
وقفزت التقلبات الضمنية في سوق السندات الحكومية لليابان إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر يوم العاشر من يونيو وسط تكهنات بمزيد من التحفيز.
ورغم ان أغلب الخبراء الاقتصاديين يتوقعون ان يبقي بنك اليابان أسعار الفائدة دون تغيير في ختام اجتماعه يوم الخميس، إلا ان جي بي مورجان تسيش ذهب إلى حد التوقع بتخفيض في سبتمبر لسعر الفائدة الرئيسي إلى سالب 0.3% من سالب 0.1%.
والنقطة الرئيسية التي تهم السوق هذا الأسبوع قد تكون أي قرار من بنك اليابان بتمديد إرشاداته المستقبلية، التي تذكر ان البنك المركزي يخطط لإبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية المتدنية للغاية "حتى ربيع 2020 على الأقل".
وقالت نعومي موجوروما، كبيرة محللي الأسواق لدى مورجان ستانلي "مثل تلك الخطوة قد تشعل التكهنات بأن اليابان سيميل أيضا نحو تخفيض سعر الفائدة". وأضافت "في تلك الحالة، قد يهبط عائد السندات اليابانية القياسية لآجل عشر سنوات صوب سالب 0.15%. لكن لن يختبر على الفور سالب 0.2%".
قال محللون لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي إن البنك المركزي الأمريكي ربما يخفض أسعار الفائدة الأمريكية قرب الصفر بحلول ربيع عام 2020 إذا تدهورت بشكل أكبر العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وأدخلت الاقتصاد الأمريكي في ركود.
وكتبوا في تقرير حمل عنوان "ما بعد قمة مجموعة العشرين" صادر يوم الاثنين إن مثل هذا السيناريو السيء سيدفع مؤشر اس اند بي 500 نحو 2400 نقطة، أي أقل بنحو 500 نقطة أو 17% من مستواه الحالي، بينما سيتراجع عائد السندات الأمريكية القياسية لآجل عشر سنوات إلى 1.75% في وقت لاحق من هذا العام، بانخفاض 33 نقطة أساس من المستويات الحالية.