
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تتجه عملة البيتكوين لتسجيل أسوأ أداء شهري لها منذ سلسلة الانهيارات التي طالت شركات وهزّت قطاع العملات المشفرة على نطاق واسع في عام 2022.
وتراجعت أكبر العملات الرقمية بنسبة وصلت إلى 6.4% إلى مستوى 81,629 دولاراً يوم الجمعة. كما هبطت العملة صاحبة المركز الثاني الإيثريوم بما يصل إلى 7.6% إلى ما دون 2,700 دولار، فيما تكبّدت مجموعة من العملات الأصغر خسائر مماثلة.
وأظهرت بيانات منصة CoinGecko أن القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية تراجعت إلى ما دون 3 تريليونات دولار للمرة الأولى منذ شهر أبريل.
فقدت البيتكوين نحو ربع قيمتها خلال شهر نوفمبر، مسجلةً أسوأ أداء شهري لها منذ يونيو 2022، وفقاً لبيانات جمعتها وكالة بلومبرج. وكان انهيار مشروع العملة المستقرة TerraUSD الذي أطلقه دو كوون في مايو من ذلك العام قد أشعل سلسلة متتابعة من الانهيارات المؤسسية، بلغت ذروتها بسقوط منصة إف.تي.إكس FTX المملوكة لسام بانكمان-فرايد.
وعلى الرغم من دعم البيت الأبيض للعملات المشفرة في ظل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتسارع وتيرة الإقبال المؤسسي، فقد هبطت البيتكوين بأكثر من 30% منذ أن سجلت مستوى قياسياً في أوائل أكتوبر.
ويأتي هذا الانهيار عقب موجة تصفيات قاسية وقعت في 10 أكتوبر، حيث تم تصفية رهانات ممولة بالرافعة المالية بقيمة 19 مليار دولار، ما أدى بدوره إلى محو نحو 1.5 تريليون دولار من القيمة السوقية الإجمالية لكافة العملات المشفرة.
اشتدت ضغوط البيع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث تمت تصفية مراكز ممولة بالدين بقيمة إضافية بلغت ملياري دولار، وفقاً لبيانات منصة CoinGlass. وكان يتم تداول البيتكوين عند مستوى يقارب 82,900 دولار حتى الساعة 6:15 صباحاً بتوقيت نيويورك.
أما المشهد العام للأسواق فلم يقدم الكثير من الدعم. فقد تخلت الأسهم الأمريكية عن مكاسبها في وقت متأخر من يوم الخميس، بعد أن كانت قد سجلت ارتفاعاً مدفوعة بتجدد الحماس تجاه الذكاء الاصطناعي عقب نتائج أرباح قوية من شركة إنفيديا، وذلك وسط مخاوف من مبالغة في التقييمات وشكوك حول إمكانية خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر.
وقال براتيك كالا، مدير المحافظ في صندوق التحوط الأسترالي “أبولو كريبتو”: “المعنويات في السوق سيئة للغاية على نطاق واسع. يبدو أن هناك بائعاً قسرياً في السوق، ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يمتد هذا الأمر”.
وبحسب منشور لمنصة Arkham Intelligence على منصة “إكس”، فإن محفظة عملات رقمية تحمل اسم “Owen Gunden”، والتي كانت تحتفظ بعملة البيتكوين منذ عام 2011، بدأت ببيع ما مجموعه 1.3 مليار دولار من البيتكوين في أواخر أكتوبر، وقامت بتصفية آخر ما لديها من العملة يوم الخميس.
كما سجّل مؤشر معنويات مستثمري العملات المشفرة – الذي يقيس عوامل مثل التقلبات، الزخم، والطلب – أدنى مستوى له منذ انهيار السوق في عام 2022. ويشير المؤشر، الذي أعدته Coinglass، حالياً إلى حالة “خوف شديد” بين المتداولين. وكان المؤشر قد سجل مستوى 94 عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية منذ أكثر من عام بقليل.
تبدو المؤسسات الاستثمارية مترددة في اقتناص الانخفاضات. إذ سجّلت مجموعة مكوّنة من 12 صندوقاً أمريكياً متداولاً في البورصة للبيتكوين (ETFs) صافي تدفقات خارجة بلغ 903 ملايين دولار يوم الخميس، في ثاني أكبر موجة سحوبات يومية منذ إطلاق هذه الصناديق في يناير 2024.
وفي الوقت نفسه، انخفض حجم المراكز المفتوحة في العقود الآجلة الدائمة (Perpetual Futures) بنسبة 35% مقارنة بذروته المسجلة في أكتوبر عند مستوى 94 مليار دولار.
قال توني سيكامور، المحلل في IG Australia، في مذكرة بحثية إن السوق "قد يسعى أيضاً لاختبار حدّ الألم لدى شركة Strategy" — في إشارة إلى الشركة الأصلية لتجميع وتخزين البيتكوين التي يديرها مايكل سايلور. وأضاف أن هذا الأمر بالغ الأهمية، إذ إن أي هبوط إضافي باتجاه نقطة التعادل الخاصة بالشركة قد يفعل طلبات هامش (Margin Calls) على حيازاتها الممولة بالرافعة المالية.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.