جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
تثبت قوة الدولار أن لها تأثير سلبي كبير على الذهب.
وقلصت صناديق التحوط مراهناتها على صعود المعدن إلى أدنى مستوى في أكثر من عامين مع نزول المعدن عن 1300 دولار للاوقية للمرة الأولى هذا العام مما حفز على أكبر انخفاض أسبوعي منذ ديسمبر.
وتخارج مديرو المال مع صعود الدولار إلى أعلى مستوياته في 2018 وسط توقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة مجددا الشهر القادم الذي ساعد في رفع العوائد على السندات الأمريكية وأضر جاذبية الأصول التي لا تدر عائدا مثل المعدن. وفشلت مخاطر جيوسياسية متزايدة، من بينها خلاف تجاري محتدم بين واشنطن وبكين وتجدد التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، في إنعاش الطلب على المعدن كملاذ آمن.
وفي الأسبوع المنتهي يوم 15 مايو، خفض المستثمرون صافي مراكز الشراء، أو الفارق بين المراهنات على زيادة السعر والمراهنات على انخفاضه، بنسبة 40 بالمئة إلى أقل مستوى منذ يوليو وفقا لبيانات اللجنة الأمريكية لتداول العقود الاجلة للسلع والصادرة بعد ثلاثة أيام. وقلصوا مراكز الشراء 9.2% إلى 107.133 عقد آجل وخياري وهو أقل مستوى منذ فبراير 2016.
وهبطت العقود الاجلة للذهب تسليم يونيو 2.2% منهية الأسبوع عند 1291.30 دولار للاوقية في بورصة كوميكس بنيويورك. وهذا يضع المعدن في طريقه نحو تسجيل أول انخفاض لشهرين متتاليين منذ أكتوبر.
وحتى الطلب الفعلي على المعدن يتباطأ. وقال المجلس العالمي للذهب في تقرير نشره في وقت سابق من هذا الشهر إن المشتريات الدولية انخفضت في الربع الأول 7% إلى 973 طنا وهذا أقل مستوى لتلك الفترة منذ 2008 في غمار الأزمة المالية العالمية.
وربما تساعد علامات على الاضطراب في أوروبا في إحياء الطلب على الذهب كملاذ آمن. ففي إيطاليا، هوت السندات والأسهم يوم الجمعة حيث توصلت حركة الخمس نجوم وحزب الرابطة إلى اتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية وكشفا عن مقترحات ربما تفرض ضغوطا على الماليات العامة.
وقال محللون في كوميرز بنك إن هذا سيؤدي إلى الأرجح إلى زيادة الدين المرتفع بالفعل للدولة، وحذر من ان حدوث "أزمة دين في إيطاليا سيكون لها تأثير أكبر بكثير من أزمة اليونان".
وقال تشاد مورجانلاندر، مدير محافظ لدى واشنطن كروسينج أدفيزرس والمقيم في فلورهام بارك بولاية نيوجيرسي، "التركيز الأهم للمضاربين في الوقت الحالي داخل سوق الذهب هو الدولار الأمريكي".
وتابع "في المدى المتوسط إلى الطويل، قد تعطي التوترات السياسية المتصاعدة والمخاوف بشأن نمو الأسواق الناشئة دفعة جديدة للذهب كي يصعد".
يفهم العالم أخيرا ما كان يقوله المشككون في تركيا طوال الوقت.
لأغلب السنوات الستة العشر الماضية، قدم الزعيم التركي رجب طيب إردوغان، الذي وصف نفسه بالمُصلح الاقتصادي والآمل الكبير للعالم في نظام ديمقراطي إسلامي، رواية مقنعة—ولأغلب الوقت صدقها الجميع عدا الحرس القديم لتركيا الممثل في المؤسسة العلمانية والمليارديرات والجنرالات والنخب المثقفة التي خسرت إحتكارها للسلطة والثروة والنفوذ.
ولم تكن المؤسسة القديمة ترعى بشكل جيد باقي شرائح المجتمع أو الاقتصاد. وعندما فاز حزب إردوغان بإكتساح في انتخابات عام 2002 متعهدا بفتح الأسواق وتحرير المؤسسات، كان الاقتصاد التركي في وضع خطير تطلب حزمة إنقاذ دولي تخطت 20 مليار دولار . وكانت قد إنهارت الليرة ومعها مجموعة من البنوك ومساعي من جانب الحكومة لإحتواء تضخم حاد.
وطالب الناخبون بالتغيير وحصلوا على ما أرادوا. ولأغلب سنوات إردوغان في الحكم، بدت تركيا تعيش عصرا ذهبيا. فكان التفاؤل ينبعث من إسطنبول، التي هي مفترق طرق عالمي على مر الزمان. وإنتشرت المطاعم والنوادي في كل مكان وبدا ان أحياء جديدة للفنون والحياة الليلية تظهر بين عشية وضحاها. وعاد الشباب الأتراك الذين تعلموا في الخارج لوطنهم بأعداد كبيرة لفتح شركات وجني ثروات. وإستضافت تركيا قمما دولية وأصبحت، بجانب إسبانيا، راعيا مشتركا لمسعى تدعمه الأمم المتحدة لإقامة حوار وتعاون دولي بين الثقافات والأديان. وكان الأمر مبهرا إلى حد عنده تعذر الزائر على الإعتقاد انه تحت حكم إردوغان، سيكون أمام المدينة أخيرا فرصة لتحقيق مقولة نابليون بونابرت: "إذا كان العالم دولة واحدة فقط، فإن إسطنبول ستكون عاصمتها".
ولكن الأن يبدو ان الأتراك يواجهون ما لم يتمنونه. فبعد مسيرة جلبت أكثر من 220 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية وزادت الناتج المحلي الإجمالي بثلاثة أمثاله وأعادت التضخم إلى خانة الأحاد، يعاني الاقتصاد التركي من جديد-- وتعاني ديمقراطيته بشكل أكبر.
ومع إقتراب الدولة من انتخابات مبكرة يوم 24 يونيو، تنزلق الليرة ويبلغ التضخم ضعف المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي، وتعاني الشركات تحت وطأة ديون خارجية تزيد عن 300 مليار دولار. وهوى تصنيف تركيا على كل مؤشر تقريبا للحكم الديمقراطي. ولم يعد هناك حديث عن عملية سلام مع الانفصاليين الأكراد. وبسبب تعذر إلحاق الهزيمة به في الانتخابات، أصبح إردوغان أكثر استبدادا من أي وقت مضى وبات أسلوبه في القيادة شخصيا وتصادميا وغير متسامحا. وهو يحكم مستخدما قانون الطواريء منذ إنقلاب عسكري فاشل في صيف 2016 فسجن عدد صحفيين أكبر من أي دولة في العالم ووسع صلاحيات الرقابة لتشمل الإنترنت.
وبينما زادت مقاومة إردوغان للإنتقاد زادت أيضا ثقته في أرائه الشخصية. وسافر الرئيس البالغ من العمر 64 عاما إلى لندن في مايو للقاء مديرين تنفيذيين ومصرفيين ومستثمرين كانوا ينتظرون ان يسمعوا كلمات طمأنة تهديء مخاوفهم. لكن في المقابل هوت الليرة بعد رسالته العلنية الصريحة أنه يتوقع ان يتولى سيطرة أكبر على الاقتصاد بعد انتخابات يونيو، خاصة عندما يخص الأمر إستقلالية البنك المركزي التركي.
وفي مقابلة مع تلفزيون بلومبرج في لندن يوم 14 مايو، أكد إردوغان على وجهة نظره غير التقليدية بأن تخفيض أسعار الفائدة سيحل مشكلة التضخم في تركيا. وإنتقد من آن لأخر البنك المركزي على ضبط أسعار الفائدة الذي يقول أنه ساعد في تأجيج ارتفاع الأسعار وهي حجة تتنافى مع النظرة الاقتصادية التقليدية. وقال إردوغان خلال المقابلة التي استمرت 30 دقيقة "بالطبع بنكنا المركزي مستقل...لكن لا يمكن ان يحصل البنك على هذه الإستقلالية ويتجاهل الإشارات القادمة من الرئيس".
ومثل هذه الثقة في النفس ليست مستغربة من سياسي بنى لنفسه قصرا أكبر أربعة مرات من قصر فرساي في فرنسا ودافع عن تكلفته البالغة 615 مليون دولار بمقارنته بقصر بكينجهام. ومن هذا المقر الجديد توج فعليا الرئيس السابق لبلدية إسطنبول نفسه زعيما بلا منازع لدولة يقطنها 80 مليون نسمة. ومع إحكام إردوغان قبضته على الاقتصاد التركي، سيزداد أيضا الخطر على رخاء الدولة الذي استمر مدى السنوات الخمسة عشر الماضية مع نزوح المستثمرين وجيل من الشباب الأتراك الموهوبين.
ولم تكن الأمور أبدا هكذا. ففي سنوات ما بعد انتخابه رئيسا للوزراء، أراد المستثمرون من كل مكان المشاركة: حيث بإتباع نصائح صندوق النقد الدولي، حقق إردوغان الاستقرار للاقتصاد وتلى ذلك تدفق في الأموال مما ساعد في تحقيق متوسط معدل نمو سنوي 5.8%. وفي 2005، بدأ الزعماء الأوروبيون مفاوضات مع تركيا على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي مما أعطي احتمال ان تصبح أول بلد عضو غالبيته مسلمة.
ولكن كانت الشكوك تسري في نفوس النخبة التي إنتفعت من النظام القديم. فبعد ان أزاحهم جيل جديد من البناءين والعاملين المترابطين، تهامس الحرس القديم بين أنفسهم أن الأمر مجرد تمثيلية. وأشاروا إن هذا السلطان الجديد يريد حقاً تركيع الجيش والسيطرة على القضاء وأسلمة الدولة. وحذروا من نظام ديني وشيك على غرار إيران. وفي مقولة كثيرا ما يتم الاستشهاد بها والتي لم يتضح أبدا مصدرها—لكن لم يتبرأ منها أبدا إردوغان—قال لأنصاره "الديمقراطية مثل السيارة. تركبها إلى وجهتك وبعدها تنزل منها".
وفي طريقه للفوز بالانتخابات على كل المستويات، الرئاسية والعامة والمحلية—الانتقادات من العلمانيين في المدن الكبرى جعلته فقط أكثر جاذبية لقاعدته المتدينة في المعاقل الرئيسية. لكن بدأت أسس معجزة إردوغان تتهاوى في اللحظة التي أدرك فيها السياسي المفرط الثقة أن الناس ترغب في نقل خلافاتهم معه إلى الشوارع.
وأدت الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين التي جرى انتخابها ديمقراطيا في مصر بعد انتفاضات الربيع العربي في 2011 إلى تغيير الطريقة التي ينظر بها إردوغان إلى المعارضة في دولته.
وفي مايو 2013 أشعلت خطة لتدمير مساحة خضراء بمساحة تسعة فدادين في وسط إسطنبول، المدينة التي عانت من أعمال البناء على مدى عشر سنوات، ما سيصبح معروفا باحتجاجات حديقة جيزي. وحتى لا يصبح ضحية لاحتجاجات شعبية، أمر إردوغان الشرطة بإستخدام القوة ضد مجموعة من أنصار البيئة. وهذا أتى بنتيجة عكسية وأثار حركة ضخمة شهدت مظاهرات تسعى لإسقاط إردوغان في كافة تقريبا المدن الكبرى في تركيا.
وبدلا من المُصلح القوي، نظر له العالم الأن على أنه حاكم منتقم أفعاله يفيض منها جنون العظمة. وقدمت حاشية إردوغان نظريات مؤامرة بشأن الاحتجاجات، واحدة منها زعمت ان ألمانيا هي من مولتها لأنها تشعر بالغيرة من مطار جديد في تركيا. وزعم مستشار إن أعداء إردوغان كانوا يحاولون قتله من خلال ما يعرف بالتحريك العقلي Telekinesis . واستعادت الشرطة حديقة جيزي لكن لم تعد تركيا كما كانت. وإقتربت نهاية سنوات العهد الذهبي.
وحل بديلا عن الشعور بالتفاؤل والإعتقاد بأن الأتراك من كل الأطياف والأيديولوجيات في قارب واحد، إنقسام حاد في الثقافة السياسية فاقم منه شعور بالاستياء سببه زعيمهم المتعنت. وجنح إردوغان بقوة نحو نسخة من القومية الإسلامية لم يكن يتصورها أحد قبل سنوات قليلة فقط. فقد رتب لإستحواذ حلفائه على مجموعات إعلامية كبيرة ودعم مدارس دينية وأمر بسجن أي أحد يظهر أقل بادرة على المعارضة. وحجب تويتر وفيس بوك ويوتيوب وويكيبديا. وأصبحت تركيا الأولى عالميا في عدد طلبات حجب محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي. ويختار بعض الأتراك الرحيل بدلا من العيش في هذه الدكتاتورية الناشئة.
وبعد ذلك إندلعت توترات بين إردوغان وشركائه السياسيين—أتباع رحل دين يدعى فتح الله كولن الذي يعيش في منفى طوعي بولاية بنسلفانيا—في حرب سياسية مفتوحة. وتسربت العشرات من التسجيلات تزعم وجود فساد داخل أسرة إردوغان ومن أقرب معاونيه. ووصف إردوغان التحقيق الذي قاده ممثلو إدعاء منتمون لجماعة كولن بمحاولة انقلاب. وأمر بإلقاء القبض على ضباط شرطة ودفع ممثلي إدعاء للهرب وأجرى عملية تطهير للقضاء. وبحلول فبراير 2014، كان وزراء متهمون بتربح عشرات الملايين من الدولارات في مخطط لمساعدة إيران على التملص من العقوبات الأمريكية يصوتون في البرلمان لمنح أنفسهم سيطرة أكبر على القضاء. وتم وقف التحقيق لكن معه بدأت المعركة.
فلجأ أتباع كولن للعمل سرا لكنهم لم يذهبوا بعيدا. ففي يوليو 2016 شن فصيل من الضباط المنتمين لشبكة كولن إنقلابا فعليا وقصفوا البرلمان بطائرات تابعة لسلاح الجو وأغلقوا جسرا بالدبابات وقتلوا أكثر من 200 شخصا. وظهر إردوغان على التلفزيون عبر تطبيق هاتف محمول يدعو أنصاره للخروج إلى الشوارع وطالبهم بالبقاء فيها لأسابيع دون توقف.
وأضعفت عمليات التطهير التي تلت ذلك مؤسسات تركيا ووترت بشكل أكبر العلاقات مع شركائها الغربيين، أبرزهم ألمانيا والولايات المتحدة، لكل منهما مواطنون تم الزج بهم في السجون. وسُجن عشرات الألاف من الأتراك وفقد أخرون لا تحصى أعدادهم وظائفهم. وجرت مصادرة أو إغلاق مئات الشركات. وتكثفت حملة التضييق على الصحافة وحرية الرأي والتعبير.
وبالنسبة لإردوغان، دفعته هذه الخيانة إلى الإعتماد بشكل متزايد على حلقة مقربة من المستشارين والموظفين الذين مؤهلهم الرئيسي لشغل مناصبهم هو الولاء. وعندما زار مديرون من صندوقين استثماريين كبيرين أنقرة في وقت سابق من هذا العام، قالوا إنهم صُدموا من ان أصحاب الولاء السياسي أصبح لهم اليد الطولى على ذوي الخبرة والكفاءة في أهم جهات صناعة السياسات في الدولة حسبما قال خبير اقتصادي مطلع على هذه الزيارة.
تتصدى أوروبا لمحاولة الرئيس دونالد ترامب عزل إيران بقواعد جديدة تهدف إلى حماية الشركات الأوروبية من العقوبات الأمريكية.
وقالت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة إنها تخطط لحماية الشركات التي مقرها الاتحاد الأوروبي وتواصل التعاملات التجارية مع إيران رغم قرار ترامب الإنسحاب من اتفاق نووي دولي وإعادة فرض عقوبات.
ويعد هذا الإجراء، الذي نال تأييد كافة الدول الثماني وعشرين بالاتحاد الأوروبي، جزءا من مسعى لألمانيا وفرنسا وبريطانيا لإنقاذ الاتفاق المبرم في 2015 الذي تعهد بمزايا اقتصادية لإيران مقابل وعد بكبح برنامجها النووي. وإذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من ضمان استمرار التجارة والاستثمار، لن يكون لدى إيران حافزا يذكر للتعاون.
ويشجع الاتحاد الأوروبي أيضا دوله الأعضاء على إستكشاف إمكانية تقديم مدفوعات غير متكررة للبنك المركزي الإيراني لدعم تجارة النفط للبلد العضو بأوبك، التي تمثل أهمية حيوية لحظوظها الاقتصادية.
وقال جوديث لي، محام التجارة الدولية لدى جيبسون دون في واشنطن، "هذا تصعيد كبير للتوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي". "هم يتحركون سريعا حقا لإتخاذ موقف حيال ذلك".
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية للجمهورية الإسلامية إن نائب وزير الخاجية في إيران عباس عراقجي أمهل يوم الأحد فرنسا وألمانيا وبريطانيا 60 يوما لضمان ان تستمر العلاقات التجارية بينهم.
وقال توماس جراتوسكي، الخبير المختص بإيران في الشركة الاستشارية جلوبال كاونسل، "أعتقد إن (تحرك اليوم) إشارة بكل تأكيد للإيرانيين بأن الاتحاد الأوروبي لن يتنازل بدون صدام مع الولايات المتحدة".
وصدر الاتحاد الأوروبي سلعا قيمتها نحو 11 مليار يورو (13 مليار دولار) إلى إيران في 2017 ، وهذا نحو 100 ضعف قيمة الصادرات الأمريكية للدولة.
صعد الدولار إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية يوم الجمعة مدعوما بضعف في اليورو وقلق لدى المستثمرين من غموض سياسي في إيطاليا.
ويرتفع مؤشر الدولار لخمسة جلسات متتالية ويتجه نحو تحقيق مكسب أسبوعي بنسبة 1.3%. وربح المؤشر 5% منذ منتصف فبراير مع مراهنة المستثمرين على ان أسعار الفائدة الأمريكية سيتعين رفعها بشكل أكبر لكبح التضخم.
ويتجه اليورو اليوم نحو تسجيل تراجعات للأسبوع الخامس على التوالي مقابل الدولار في أطول فترة خسائر من نوعها منذ 2015.
وفقدت العملة الموحدة الأوروبية نحو سبعة سنتات في ثلاثة أسابيع وسط موجة صعود حادة للدولار ومخاوف بشأن الحكومة القادمة في إيطاليا.
واتفق حزب الرابطة اليميني المتشدد وحزب حركة الخمس نجوم على ميثاق حكم سيخفض الضرائب ويرفع الإنفاق على الرعاية الاجتماعية.
وحذرت وكالة "دي.بي.ار.اس" للتصنيفات الائتمانية يوم الخميس من ان المقترحات الاقتصادية للحزبين المناهضين للمؤسسة الحاكمة قد تهدد التصنيف الائتماني لإيطاليا.
ونزل اليورو إلى أدنى مستوياته في خمسة أشهر 1.1753 دولار. وتراجع نحو 1.2% مقابل الدولار هذا الاسبوع وانخفض مقابل الفرنك السويسري، الذي عادة ما يلقى إقبالا عليه في أوقات عدم اليقين.
وتمثل إيطاليا، البلد المؤسس للاتحاد الأوروبي واليورو، 15.4% من الناتج المحلي الاجمالي لمنطقة اليورو ويعد عداء الأحزاب الإيطالية للاتحاد الأوروبي التحدي الأكبر للتكتل منذ ان صوتت بريطانيا لصالح الانفصال قبل عامين.
ويتضرر اليورو أيضا من الصعود القوي للدولار.
وسجل الدولار اليوم أعلى مستوى جديد في أربعة أشهر مقابل الين وارتفع 0.1% بدعم من زيادة جديدة في عوائد السندات الأمريكية الذي يشير إلى توقعات متفائلة لأكبر اقتصاد في العالم.
ولكن في رسالة للعملاء، قال محللو سيتي بنك إن صعود الدولار قد لا يستمر طويلا. وتعللوا بعجز الميزانية الأمريكية، الذي من المتوقع ان يرتفع بحدة إلى أكثر من تريليون دولار في 2019، وتوقعوا ان يساهم في انخفاض قدره 5% لمؤشر الدولار في الاثنى عشر شهرا القادمة.
سجلت مبيعات التجزئة في كندا أكبر زيادة في خمسة أشهر خلال مارس مع مواصلة الأسر الكندية شراء السيارات.
وذكرت وكالة ا لإحصاء الكندية يوم الجمعة إن المبيعات ارتفعت 0.6% خلال الشهر حيث قفزت المبيعات في قطاع السيارات 3%. وتوقع خبراء اقتصاديون استطلعت بلومبرج أرائهم زيادة 0.3% في المبيعات.
وكانت تلك نهاية فصلية قوية لمتاجر التجزئة، بعد بداية بطيئة لهذا العام—وربما يهديء هذا التعافي مخاوف بشأن أي تراجع كبير في الإنفاق من قبل المستهلكين. ورغم الزيادة المسجلة في مارس، تراجعت المبيعات في الربع الأول مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2017 في أول انخفاض فصلي منذ 2015.
وكانت الصورة أقل إشراقا خارج قطاع السيارات. فعند استثناء السيارات، انخفضت المبيعات 0.2%. وكان خبراء اقتصاديون يتوقعون زيادة قدرها 0.5% لهذا المؤشر.
فبينما عزز الكنديون مشترياتهم من السيارات، أنفقوا أقل في شراء الوقود حيث تراجعت المبيعات في محطات البنزين 1.9% خلال الشهر رغم ارتفاع الأسعار.
وزادت المبيعات الإجمالية عند أخذ التضخم في الحسبان 0.8% وهو أيضا أقوى معدل منذ أكتوبر.
تراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار يوم الجمعة متضررة من قفزة في العملة الأمريكية ومخاوف مستمرة بشأن مساعي الرئيس طيب إردوغان للتأثير على السياسة النقدية.
وسجلت الليرة 4.5038 للدولار لتصل خسائرها هذا العام إلى نحو 15%. وهي واحدة من أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداء حتى الأن هذا العام.
قدمت كل من الصين والولايات المتحدة رواية مختلفة لما جرت مناقشته في محادثات رفيعة المستوى هذا الأسبوع لتفادي حرب تجارية.
وقال مسؤولون أمريكيون يوم الخميس لشبكة (سي.ان.ان) إن بكين إقترحت تعزيز مشترياتها من السلع الأمريكية بنحو 200 مليار دولار في محاولة للحد من الإختلال التجاري الضخم بين الدولتين.
لكن في إفادة صحفية منتظمة في بكين يوم الجمعة، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانج تقديم مثل هذا العرض.
وأضاف "هذه الشائعات غير حقيقية".
وعقد مسؤولون كبار من الدولتين محادثات في واشنطن يوم الخميس تهدف إلى إيجاد سبيل للخروج من خلافهم التجاري المرير. وهددت الولايات المتحدة والصين في الأشهر الأخيرة بفرض رسوم على منتجات قيمتها عشرات المليارات من الدولارات لبعضهما البعض.
ورفض ليو تقديم مزيد من التفاصيل بشأن المفاوضات التي من المقرر ان تستمر يوم الجمعة باستثناء وصفها على أنها "بناءة".
وقالت الصين أيضا إنها ألغت ضريبة ضخمة فرضتها مؤخرا على الصادرات الأمريكية من السرغوم (وهو نوع من الذرة) في خطوة من المرجح ان تهديء التوترات التجارية.
وكان مسؤولون أمريكيون قالوا إن فكرة زيادة مشتريات الصين من السلع الأمريكية بمقدار 200 مليار دولار كانت مجرد مقترح من الجانب الصيني ولم يتم التوصل لاتفاق.
وعكس هذا الرقم واحدة من المطالب الأمريكية المقدمة للحكومة الصينية خلال الجولة الأولى من المحادثات، التي جرت في بكين في وقت سابق من هذا الشهر. ودعا الطلب إلى أن تخفض الصين فائضها التجاري مع الولايات المتحدة بمقدار 200 مليار دولار بنهاية عام 2020.
وقال خبراء إن الصين، التي إشترت سلعا أمريكية بقيمة 130 مليار دولار العام الماضي، ستواجه صعوبة في ان تزيد بشكل كبير هذا المبلغ في فترة زمنية قصيرة—و200 مليار دولار سيكون زيادة ضخمة.
وقال أليكس ولف، الخبير الاقتصادي المختص بالأسواق الناشئة لدى أبيردين ستاندرد انفيسمنتز، "من غير الواضح كيف تصل الصين بالضبط إلى هذا الرقم".
وأوضح إن الصين قد تحاول إستبدال مشترياتها لألات صناعية وسلع مشابهة من دول مثل ألمانيا واليابان بمثلها من الولايات المتحدة.لكن هذا قد يسبب اضطرابات في سلاسل الإمداد ويخلق توترات مع هذه الدول. وليس أيضا مضمونا ان يتمكن بسهولة الاقتصاد الأمريكي من تزويد نوع الألات التي تحتاجها الصين.
وقد تحتاج الشركات الأمريكية وقتا للتكيف مع قفزة هائلة في الطلب من الصين.
وتابع ولف "هذا قد يعيد توجيه مشترياتها من إيرباص إلى بوينج، لكن من غير الواقعي لبوينج ان تلبي هذا الحجم من الطلبيات، على الأقل في المدى القصير".
وبغض النظر عما ستعرضه الحكومة الصينية على الولايات المتحدة فإنها من المرجح ان تريد شيئا في المقابل.
وهذا قد يشمل رفع قيود على تصدير تقنيات أمريكية متطورة للصين، حسبما قال لاري هيو، الخبير الاقتصادي لدى البنك الاستثماري ماكواري. لكن أضاف إن الحكومة الأمريكية "ربما لا ترغب في فعل ذلك".
وتضغط الصين على الولايات المتحدة لرفع حظر خانق على بيع المكونات الأمريكية لشركة زد.تي.إي، الشركة الصينية المصنعة للهواتف الذكية ومعدات الاتصالات.
وقال الرئيس دونالد ترامب يوم الأحد إنه يعمل على منح زد.تي.اي "طريقة للعودة إلى قطاع الأعمال، سريعا" مضيفا انه أصدر تعليمات لوزارة التجارة الأمريكية "بالإنتهاء من الأمر".
وشملت اجتماعات يوم الخميس اجتماعا في المكتب البيضاوي بين ترامب ونائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي، كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الصيني شي جين بينغ.
وتضغط الحكومة الأمريكية على الصين لتغيير سياساتها الصناعية الهادفة إلى تعزيز صناعات متطورة.
وأشارت بكين أنها لا ترغب في تغيير استراتجية تنظر لها على أنها حيوية في تطوير اقتصادها. لكن ربط بوضوح الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايت هايزر التهديد بفرض رسوم حادة على منتجات صينية بقيمة 50 مليار دولار على الأقل بخطط طموحة لبكين بأن تصبح رائدا عالميا في صناعات مثل الروبوتات والسيارات الكهربائية.
وأردف ولف "الصين تريد ان يقتصر الأمر على العجز التجاري. يريدون ان تكون مسألة أرقام".
ومن المرجح ان يقدم إعلان وزارة التجارة الصينية اليوم إنهاء إجراءات ضد صادرات السرغوم الصينية ارتياحا للمزارعين الأمريكيين. وكانت بكين إتهمتهم في السابق بإغراق أسواقها بهذا المحصول الذي يستخدم عادة في إطعام الماشية.
قالت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية إن مستويات الدين التي زادت بأربعة أمثالها خلال عشر سنوات تجعل الأسواق الناشئة عرضة لأوضاع مالية صعبة في حقبة أسعار الفائدة الأمريكية المرتفعة.
وذكرت الوكالة في تقرير إن الديون المستحقة على الدول النامية قفزت إلى 19 تريليون دولار من 5 تريليون دولار قبل عشر سنوات. ورغم تطور أسواق السندات بالعملة المحلية، أضافت فيتش ان المقترضين سيعوقهم ارتفاع تكاليف الإقتراض الخارجي وقوة الدولار وتباطؤ التدفقات المالية.
وتشير تقديرات فيتش ان الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة ست مرات على الأقل بحلول نهاية العام القادم.
وقالت مونيكا إنسولن، رئيسة فريق بحوث سوق الائتمان لدى فيتش، "إذا تقيدت الأوضاع المالية التيسيرية بحدة أكبر من المتوقع، ستتعرض ديون الأسواق الناشئة لضغوط". وأضافت "إذا تبددت شهية المستثمرين تجاه الأسواق الناشئة، ربما تواجه الدول المصدرة للسندات تحديات تمويل حتى في أسواقها الداخلية، بينما قد تفرض التدفقات الخارجية ضغوطا على أسعار الصرف أو احتياطيات النقد الاجنبي".
وربما تنحسر التدفقات المالية على الأسواق الناشئة حيث يحصل المستثمرون الأمريكيون والدوليون على عوائد أعلى تدرها الأصول الأمريكية. وقالت فيتش إن هذا سيضيف ضغوطا على الحكومات التي تواجه بالفعل تحديا لتمويل مستويات عجز في ميزان المعاملات الجارية أو لسداد الدين الخارجي، وقد يؤدي في النهاية إلى إضعاف العملات أو تراجع في احتياطيات النقد الأجنبي.
وقفز متوسط العائد على ديون الحكومات بالعملة المحلية في الأسواق الناشئة هذا الاسبوع إلى أعلى مستوى منذ مارس 2017، وفقا لمؤشر ات أعدتها بلومبرج بالتعاون مع بركليز.
وبعيدا عن الأسواق الناشئة الأكثر عرضة لتهديد، بالأخص أوكرانيا وتركيا والأرجنتين، ترى فيتش مخاطر في دول أعلى تصنيفا مثل الإمارات وقطر وبيرو وكازاخستان بسبب إعتمادهم على الدين الخارجي. هذا ويتم تقييم الصين على أنها دولة متوسطة الخطورة.
قال مسؤول بإدارة ترامب إن الصين عرضت على الرئيس دونالد ترامب تخفيضا بمقدار 200 مليار دولار في فائضها التجاري السنوي مع الولايات المتحدة من خلال زيادة وارداتها من المنتجات الأمريكية بجانب خطوات أخرى.
وأضاف المسؤول مشترطا عدم نشر اسمه إن الصين قدمت العرض خلال محادثات في واشنطن هذا الاسبوع حيث يزور نائب رئيس الوزراء الصيني "ليو هي" الولايات المتحدة في مسعى لحل خلاف تجاري. وإلتقى ليو مع ترامب يوم الخميس في البيت الأبيض.
ولم يصف المسؤول الرد الأمريكي.
و قبل اجتماعه مع ليو، أعرب ترامب عن شكوكه ان الصين والولايات المتحدة سيتوصلان لاتفاق يُجنب حربا تجاريا ضارة.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس مع سكرتير عام حلف شمال الأطلسي ينز ستولتنبرغ "هل سيكون هذا ناجحا؟ أميل للشك في ذلك". وتابع "السبب في أني أشك في ذلك هو ان الصين أصبحت مُدللة جدا".
وأشارت وكالة رويترز في وقت سابق إلى العرض بتخفيض العجز التجاري بمقدار 200 مليار دولار.
وقال لاري كودلو المستشار الاقتصادي لترامب إن الولايات المتحدة والصين من المنتظر ان يتبادلان مقترحات تجارية جديدة خلال محادثات واشنطن. ووفقا للبيت الأبيض، يقود ستيفن منوتشن وزير الخزانة المحادثات مع ليو بجانب وزير التجارة ويلبور روس والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايت هايزر.
وترأس منوتشن وفدا زار بكين في وقت سابق من هذا الشهر من اجل مفاوضات، لكنها إنتهت على خلاف.
قال الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس إن الرئيس الصيني شي جين بينغ "ربما يؤثر" على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون بعد ان تحول نظامه فجأة إلى نبرة حادة وسلبية هذا الاسبوع بشأن احتمالات قمة مخطط لها مع الولايات المتحدة في يونيو.
وأبلغ ترامب الصحفيين في اجتماع بالمكتب البيضاوي مع سكرتير عام حلف شمال الأطلسي ينز ستولتنبرغ "إن كنت تتذكرون قبل أسبوعين، فجأة وبدون مقدمات سافر كيم إلى الصين لإلقاء التحية من جديد—للمرة الثانية—على الرئيس شي" في إشارة إلى اجتماع يوم الثامن من مايو بين الزعيمين.
وتابع ترامب "قد يكون الأمر انه يؤثر على كيم جونغ اون. سنرى ما سيحدث. أعني ان الرئيس الصيني، الرئيس شي، ربما يكون له يد في ذلك".
وعلقت كوريا الشمالية محادثات مع سول في وقت سابق من هذا الاسبوع متعللة بمناورات عسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مخطط لها منذ وقت طويل. وجاء هذا القرار مع تحذير إلى الولايات المتحدة بأن "تفكر مليا" بشأن مصير القمة بين ترامب وكيم في سنغافورة المزمعة يوم 12 يونيو.
وحذرت كوريا الشمالية اليوم من "إنقطاع" العلاقات مع كوريا الجنوبية واصفة مسؤولي الدولة "بالجهلاء وعديمي الكفاءة".
وقام كيم بزيارة شي في المدينة الصينية الساحلية داليان يوم الثامن من مايو بعد زيارة مفاجئة استغرقت يومين لبكين في أواخر مارس. وأشار هذا التعاقب السريع في الاجتماعات إلى تحسن العلاقات سريعا في وقت تسعى فيها كوريا الشمالية لمحادثات حول برنامجها النووي. وكانت الجارتان، اللتان قاتلتا سويا خلال الحرب الكورية، تباعدتا العام الماضي بعد ان أيدت الصين عقوبات للأمم المتحدة خنقت واردات كوريا الشمالية من الطاقة ومصادر النقد الأجنبي للضغط عليها من أجل وقف تجاربها النووية والصاروخية.
والأن أصبحت المصالح الصينية والكورية الشمالية أكثر تقاربا. فتعتمد كوريا الشمالية على الصين لدعم اقتصادها، بينما قد يستغل شي علاقاته الوثيقة بكيم كورقة مساومة في محادثاته مع ترامب حول الخلاف التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويزور ليو هي نائب رئيس الوزراء الصيني واشنطن هذا الاسبوع من أجل محادثات رفيعة المستوى لتفادي حرب تجارية محتملة. ومن المقرر ان يلتقي مع ترامب اليوم.