جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
عزز المتعاملون في العقود الاجلة لأسعار الفائدة الأمريكية قصيرة الآجل المراهنات على ان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مع مضي العام بعدما إختتم البنك المركزي اجتماعا إستمر يومين بتعهد "التحرك بالشكل المناسب" للحفاظ على سلامة الاقتصاد.
وارتفعت أسعار العقود الاجلة لأسعار الفائدة، لتظهر ان المتعاملين مقتنعون بشكل متزايد ان سعر الفائدة الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي سينهي العام دون 1.75%، نزولا من 2.25% إلى 2.5% في الوقت الحالي.
أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إستعداده لتخفيض أسعار الفائدة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات لمواصلة دورة نمو شبه قياسية للاقتصاد الأمريكي، معللا بذلك "بمظاهر عدم يقين" تهدد توقعاته.
وبينما أبقى جيروم باويل رئيس البنك وزملائه من صانعي السياسة سعر الفائدة الرئيسي في نطاق 2.25% إلى 2.5% يوم الأربعاء، إلا أنهم حذفوا من بيانهم عبارة "التحلي بالصبر" حول تكاليف الإقتراض وتوقعوا أن تخيب قراءات التضخم إلى حد كبير المستوى المستهدف البالغ 2% هذا العام.
وقالت لجنة السوق الاتحادية المفتوحة للاحتياطي الفيدرالي "لجنة السياسة النقدية" إنه على الرغم من ان إقتراب التضخم من المستوى المستهدف وقوة سوق العمل هما النتائج الأرجح، بيد أن "مظاهر عدم اليقين بشأن هذه التوقعات قد إزدادت". وأضافت "في ضوء هذه المظاهر من عدم اليقين وضعف ضغوط التضخم، ستراقب اللجنة عن كثب تداعيات المعلومات القادمة على التوقعات الاقتصادية وستتحرك بالشكل المناسب لمواصلة النمو الاقتصادي".
ولم يكن تصويت لجنة السياسة النقدية بالإجماع، مع إنشقاق جيمز بولارد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سنت لويس لصالح تخفيض سعر الفائدة ربع بالمئة. ومثل تصويته أول إنشقاق في عهد باويل كرئيس للبنك.
وكان صانعو السياسة منقسمين بشدة حول مسار السياسة النقدية. تنبأ ثمانية أعضاء من إجمالي 17 تخفيض في أسعار الفائدة قبل نهاية العام في حين لا يتوقع ثمانية أخرون تغييرا في أسعار الفائدة وتوقع عضو واحد زيادة، وفقا لتوقعات فصلية جديدة.
وفي البيان، خفض المسؤولون تقييمهم للنشاط الاقتصادي إلى معدل "معتدل" من "قوي" في اجتماعهم السابق.
ويظهر هذا التحول نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرا إن الاحتياطي الفيدرالي يقترب من تبني وجهة نظر أغلب المستثمرين ان الحرب التجارية للرئيس دونالد ترامب تؤدي إلى تباطؤ زخم الاقتصاد وإن أسعار الفائدة تقييدية جدا في ضوء تباطؤ الاقتصاد.
ويأتي التغيير في النبرة بعد هجمات على الاحتياطي الفيدرالي من جانب ترامب لعدم فعل المزيد لدعم الاقتصاد وبعد تقرير يوم الثلاثاء حملته بلومبرج نيوز بأن الرئيس طلب من محامي البيت الأبيض في وقت سابق من العام إستكشاف خياراته لعزل باويل من رئاسة البنك.
ويراهن المستثمرون على ان الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في أواخر يوليو ، لكن أغلب الخبراء الاقتصاديين المستطلع أرائهم لا يتوقعون تلك الخطوة قبل ديسمبر. وهبطت عوائد السندات الأمريكية لآجل عشر سنوات إلى أدنى مستوى منذ 2017. وأدى الآمال بتحفيز جديد إلى إقتراب الأسهم الأمريكية من مستويات قياسية.
سيختتم مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء اجتماعهم المستمر منذ يومين بعد مناقشة ما إذا كانوا سيحتاجون لخفض سعر الفائدة الرئيسي، إن لم يكن الأن، إذاً في الصيف.
ويواجه الاحتياطي الفيدرالي ضغوطا في الوقت الحالي. فيتوقع المستثمرون بشكل متزايد ان يخفض أسعار الفائدة بأكثر من مرة هذا العام، وهو ما يرجع جزئيا إلى مخاوف أن السياسات التجارية للرئيس دونالد ترامب تضر النمو العالمي. ودعا ترامب مرارا رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باويل لخفض سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي، مما يعني ان أي قرار قد تنظر له الأسواق المالية من منظور سياسي.
ويصدر البنك المركزي بيانه الجديد للسياسة النقدية في الساعة 8:00 مساءا بتوقيت القاهرة، بجانب توقعات اقتصادية جديدة وأي إضافة محتملة لخططه بشأن محفظة الأصول. وسيبدأ باويل مؤتمره الصحفي في الساعة 8:30 مساءا بتوقيت القاهرة. وهنا ما تراقبه:
قرار سعر الفائدة
تتمثل حجة ترك أسعار الفائدة دون تغيير في أنه على الرغم من تراجع النمو العالمي إلا ان الاقتصاد الأمريكي لازال يبدو صامد نسبيا. وتصاعدت التوترات التجارية مؤخرا وخيمت فجأة بظلالها على التوقعات، لكن قد تنحل في الأسابيع القادمة. وإذا ساءت التوقعات بحلول موعد اجتماع مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في نهاية يوليو، قد يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة وقتها.
أما حجة تخفيض أسعار الفائدة تتلخص فيما يلي: لماذا الانتظار؟ إذا كان المسؤولون يعتقدون ان التوقعات تجعل خفض سعر الفائدة في يوليو أمرا مرجحا، فإنه من شأن تحرك مفاجيء الأن ان يعطي الاقتصاد دفعة أكبر. وخلال فترات عدم اليقين المتزايد في التسعينيات، خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة كنوع من سياسة تأمين لمنع ركود محتمل.
ويتوقع المشاركون في السوق ان يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتين على الأقل هذا العام، لكن أشارت أسواق العقود الاجلة يوم الثلاثاء إلى فرصة أقل من 25% لتخفيض في هذا الاجتماع، وفقا لمجموعة سي.ام.إي. ولأن المشاركين في السوق يتوقعون على نطاق واسع ان يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو، فإن تخفيض الفائدة في اجتماع يوم الاربعاء قد يحدث تأثيرا أكبر على السوق في ضوء عامل المفاجأة.
التحلي بالصبر لم يعد قائما
وحتى إذا أبقى المسؤولون أسعار الفائدة دون تغيير، فإنهم سيتخلون على الأرجح عن صياغة في بيانهم أشارت منذ يناير إنهم "سيتحلون بالصبر" في إجراء تعديلات جديدة. وأصبحت تلك الكلمة لا معنى لها لأنها كانت تشير في الأساس إلى تحول من رفع أسعار الفائدة نحو موقف ليس فيه إنحياز نحو تحريك أسعار الفائدة بالزيادة أو الخفض.
وأحد الإحتمالات هو ان يتضمن البيان صياغة مشابهة لتعليقات باويل في وقت سابق من هذا الشهر بأن البنك المركزي "سيتحرك بالشكل المناسب لمواصلة دورة النمو الاقتصادي". وقد يعترف المسؤولون صراحة بمدى تزايد المخاطر على النمو.
خارطة النقاط (Dot Plot)
بدأ البنك المركزي يصدر توقعات فصلية لأسعار الفائدة، تسمى خارطة النقاط، في 2012، مما يعني ان هذه الأداة الخاصة بتوجيه الأسواق ستستمر خلال فترة فيها الاحتياطي الفيدرالي ربما يكون أقرب لتخفيض أسعار الفائدة وليس زيادتها. وأيضا، في ضوء عدم اليقين المتزايد حول التوقعات الاقتصادية، ترتفع احتمالية ان تثير خارطة النقاط ارتباكا في هذا الاجتماع.
خلاصة القول: لا تعيروا اهتماما كبيرا بهذه الخارطة.
إنظروا لها لتروا إذا كانت توقعات المسؤولين لأسعار الفائدة على المدى الطويل قد تراجعت. وهذا قد يكون سبيلا أمامهم لإظهار ان سياستهم أقرب للمستوى المحايد—وهو مستوى لا يحفز أو يقيد النمو—عما كان متوقعا في السابق، حتى إذا لم يتغير سعر الفائدة في هذا الاجتماع.
والعلامة الأخرى على أن صانعي السياسة ربما يتجهون نحو تيسير سياستهم هو إذا خفضوا توقعاتهم للتضخم والنمو هذا العام.
ما الذي سيحدث بعد يونيو
من المتوقع ان يواجه باويل تساؤلات حول كيف ينظر الاحتياطي الفيدرالي لعوامل متنوعة قد تبرر تعديلا في أسعار الفائدة، بما في ذلك عدم اليقين حول توقعات التجارة والإشارة المستنتجة من تراجع عوائد السندات الحكومية طويلة الآجل.
وفي مؤتمر صحفي للفيدرالي الشهر الماضي، قلل باويل من شأن ضعف قراءات التضخم خلال الربع الأول وإعتبرها مؤقتة. وقد يعطي توصيف باويل للقراءات الأحدث في سياق توقعات أقل وضوحا للنمو إشارات هامة حول فكر الاحتياطي الفيدرالي.
النثريات
وإذا فاجأ الفيدرالي الأسواق بتخفيض لأسعار الفائدة يوم الاربعاء، فمن المتوقع أيضا ان ينهي المسؤولون مبكرا تقليص حيازات السندات ضمن محفظة أصول لديهم بقيمة 3.8 تريليون دولار. ومن المقرر حاليا ان تنتهي تلك العملية في أكتوبر.
وأيضا، لم ينشق مسؤولون بالفيدرالي حول أي قرار لأسعار الفائدة خلال ولاية باويل كرئيس للبنك، التي بدأت في فبراير 2018. ودعا جيمز بولارد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سنت لويس في وقت سابق من الشهر إلى تخفيض البنك المركزي لأسعار الفائدة وقد يكون مرشحا للإنشقاق إذا لم يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة أو أشار فقط إنه يميل نحو تخفيض محتمل.
إستقر الاسترليني قرب أدنى مستوى في خمسة أشهر بعدما تأكد ان بوريس جونسون أشد المؤيدين للبريكست هو الأوفر حظا لأن يصبح رئيس الوزراء القادم لبريطانيا.
وهبطت العملة البريطانية إلى أضعف مستوياتها منذ يناير مقابل اليورو والدولار في وقت سابق من الجلسة وسط قلق لدى المستثمرين ان جونسون قد يضع بريطانيا على مسار خروج فوضوي بدون اتفاق من الاتحاد الأوروبي.
وفاز جونسون، وجه حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي في إستفتاء عام 2016، ب126 صوتا من 312 صوتا وهذا إلى حد كبير العدد الأكبر في الجولة الثانية من التصويت لاختيار زعيم لحزب المحافظين، مع إجتياز أيضا أربعة مرشحين أخرين.
وبلغ الاسترليني 1.2551 دولار مرتفعا 0.1% خلال الجلسة ودون تغيير عنه قبل إعلان النتائج.
ومقابل اليورو المتضرر من إشارات البنك المركزي الأوروبي لسياسة نقدية أكثر تيسيرا، صعد الاسترليني 0.3% إلى 89.235 بنسا، لكن لازال قرب أدنى مستوياته في خمسة أشهر الذي لامسه في تعاملات سابقة.
وبمجرد تصفية المرشحين إلى أخر اثنين، سيدلي أعضاء حزب المحافظين الذي أغلبهم مؤيد للبريكست بالأصوات الحاسمة في يوليو لإختيار زعيم يحل بديلا عن رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
وقال جونسون إنه سيقود بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي بحلول 31 أكتوبر، سواء كان هناك اتفاق مع بروكسل أم لا.
قال روبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأمريكي يوم الثلاثاء إن الرسوم الأمريكية على سلع صينية ربما لا تكون كافية لإرغام بكين على القيام بالإصلاحات الاقتصادية التي طلبتها الولايات المتحدة، لكن الحواجز التجارية هي الملاذ الوحيد في ضوء فشل الحوار.
وتدخل الولايات المتحدة والصين في حرب تجارية باهظة الثمن محت أكثر من تريليون دولار من الأسواق المالية منذ ان تصاعدت حدتها في مايو، عندما إنهارت المحادثات بين المفاوضين الممثلين لأكبر اقتصادين في العالم.
وأدت الرسوم التي فرضتها واشنطن وبكين على بعضهما البعض إلى تعطيل سلاسل إمداد وأبطئت نمو الاقتصاد العالمي على مدى العام المنصرم.
وأبلغ لايتهايزر المشرعين في جلسة إستماع بلجنة الشؤون المالية في مجلس الشيوخ "لا أعرف إن كانت الرسوم وحدها ستجعلهم يتوقفون عن الغش".
وأضاف "لا أعتقد أنه ليس لديكم خيار أخر. أعلم شيئا واحدا لن يفلح وهو التباحث معهم".
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق يوم الثلاثاء إنه تحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وإن الدولتين ستستأنفان المحادثات وتجتمعان في قمة مجموعة العشرين باليابان في وقت لاحق من هذا الشهر. وهذا أثار موجة صعود في بعض الأسواق المالية يوم الثلاثاء.
وتريد واشنطن تعديلات من بكين ستعيد كتابة شروط التجارة بين الدولتين بتحسين حماية الملكية الفكرية ووقف التحويل القسري للتكنولوجيا والدعم الصناعي وإزالة حواجز اخرى تعوق الشركات الأمريكية داخل الصين.
حذر ستانلي فيشر النائب السابق لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي من ان ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل تخفيضات في أسعار الفائدة يهدد إستقلالية البنك المركزي.
وقال فيشر متحدثا في منتدى البنك المركزي الأوروبي في سينترا بالبرتغال إن الاقتصاد الأمريكي "يؤدي بشكل جيد على نحو معقول، لكن لن تعلم ذلك إذا إستمعت لرئيس الولايات المتحدة". وقال إن تخفيض تكاليف الإقتراض سيعزز التوظيف—في سوق عمل قوية بالفعل—لكن بثمن توجيه ضربة قاتلة للبنك المركزي الأمريكي".
وقال فيشر، الذي ترك منصبه في عام 2017، خلال حلقة نقاش مع رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي ومحافظ بنك انجلترا مارك كارني، "هذا سيدمر إستقلالية الاحتياطي الفيدرالي...هذا ليس شيئا يجب فعله".
ويتعرض الاحتياطي الفيدرالي، الذي يجتمع لتحديد سياسته النقدية هذا الأسبوع، لهجوم متكرر من ترامب مما يحطم تقليد لدى البيت الأبيض مستمر منذ نحو ثلاثة عقود من عدم التدخل في السياسة النقدية. وشدد جيروم باويل، الذي عينه ترامب كرئيس للاحتياطي الفيدرالي العام الماضي، إن صانعي السياسة سيتجاهلون الضغط السياسي بينما يحددون السياسة النقدية لدعم تحقيق الحد الأقصى من التوظيف وإستقرار الأسعار.
وقال فيشر "أريد القول ان جاي باويل يعرف بالفعل قانون البنك المركزي، بأن الحكومة غير مسموح لها إعطاء تعليمات للبنك المركزي بشأن السياسة النقدية". وتابع "يمكنهم التدخل بالقول ان دور البنك المركزي زاد أكثر من اللازم أي ما كان هذا الدور، لكن لا يمكنهم إصدار تعليمات بشأن السياسة النقدية".
أشار رئيس البنك المركزي الأوروبي إن البنك قد يكشف عن تحفيز جديد في موعد أقربه اجتماعه القادم للسياسة النقدية في يوليو، مما قاد اليورو للانخفاض مقابل الدولار وأثار توبيخا غير معتاد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال دراغي يوم الثلاثاء إن مسؤولي المركزي الأوروبي سيدرسون في الأسابيع القادمة كيفية تطويع أدواتهم للسياسة النقدية "للتعويض عن حدة الخطر" على التوقعات الاقتصادية. وتشمل الخيارات تمديد الإطار الزمني قبل الزيادة القادمة في أسعار الفائدة أو تخفيض سعر الفائدة السلبي بالفعل أو إستئناف مشتريات السندات.
وكتب ترامب في تغريدة بعد حوالي ثلاث ساعات من صدور تعليقات دراغي "ماريو دراغي أعلن للتو احتمال قدوم المزيد من التحفيز، الذي نزل على الفور باليورو مقابل الدولار، مما يجعل من الأسهل بشكل غير عادل منافسة الولايات المتحدة".
وجاء الإنتقاد قبل وقت قصير من إستعداد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لبدء اجتماع مدته يومين في واشنطن يوم الثلاثاء. ودعا ترامب الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة وقال في مقابلات مؤخرا إنه ليس لديه نفس التقدير للإستقلالية التقليدية للبنك المركزي عن السياسة مثل رؤساء أمريكيين أخرين.
وعند سؤاله في مقابلة مع شبكة ايه.بي.سي عما إذا كان إنتقاد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باويل قد يقوض مصداقية باويل، قال ترامب "نعم، أنا أفعل ذلك. لكني سأفعل هذا على أي حال".
ويبدي ترامب اهتماما كبيرا بتطورات أسواق العملة على المدى القصير وأعرب عن مخاوفه بشأن قوة الدولار الأمريكي. وتعكس هذه المخاوف وجهة نظر أوسع نطاقا لدى ترامب بأن التجارة العالمية لعبة فيها مكاسب دولة تأتي على حساب الأخرين.
وتجاوب المستثمرون بشكل موات مع تعليقات دراغي إذ قادوا اليورو للانخفاض بأكثر من نصف سنت مقابل الدولار إلى 1.1187 دولار. وهبطت عوائد السندات الألمانية لآجل عشر سنوات إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند سالب 0.315% مع تقييم المستثمرين إحتمال قيام البنك المركزي الأوروبي بمشتريات جديدة للسندات. وتراجعت بحدة عوائد السندات الفرنسية لآجل عشر سنوات وسجلت صفر بالمئة وهو أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وفي حلقة نقاش في وقت لاحق يوم الثلاثاء، رد دراغي على إنتقادات ترامب قائلا ان المركزي الأوروبي لا يستهدف بشكل مباشر سعر صرف لليورو بسياساته. وشدد على ان البنك المركزي مستعد لإستخدام كافة أدواته للسياسة النقدية لضمان عودة التضخم إلى مستواه المستهدف عند أقل قليلا فحسب من 2%.
وقال دراغي "لدينا سلطتنا، ولدينا تفويضنا...نحن مستعدون لإستخدام كافة الأدوات الضرورية لتنفيذ هذا التفويض".
ولطالما باع الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة سلعا أكثر مما إشترى منها. ولكن وصل هذا الفائض التجاري إلى مستوى قياسي مرتفع عند 139 مليار يورو في 2018 ارتفاعا 119 مليار يورو في 2017. وأظهرت بيانات صادرة يوم الثلاثاء إن فائض التكتل واصل ارتفاعه في 2019، لكن بوتيرة أبطأ ليصل إلى 48.2 مليار دولار في أول أربعة أشهر من العام.
وإشتكى مستشارون لدى ترامب على مدى سنوات من ان اليورو أقل بشكل بالغ من قيمته العادلة. وهددت الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية على صادرات أوروبا من السيارات ما لم يبرم التكتل اتفاقا تجاريا مع الولايات المتحدة.
وقال ترامب في تغريدة "الأسواق الأوروبية ارتفعت على إثر تلك التعليقات (غير العادلة للولايات المتحدة) التي أدلى بها اليوم ماريو دراغي" وتابع "هم يفلتون بفعلتهم تلك منذ سنوات، بجانب الصين وأخرين".
وقال فريدريك دوكروزيت، الخبير الاقتصادى لدى مؤسسة بيكتت ويلث مانجمنت في جنيف، إن تعليقاته (ترامب) تثير احتمال حدوث "سيناريو كارثي" فيه ينخرط المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي في سباق نحو القاع بالنسبة لأسعار الصرف، مما يخلق ضررا اقتصاديا قد يفاقم منه الرسوم التجارية".
وليس المركزي الاوروبي وحيدا في مناقشة الكشف عن تحفيز جديد. فقد تحول سريعا موقف البنوك المركزية الرئيسية في العالم في الأشهر الأخيرة حيث تخلت عن خطط زيادة أسعار الفائدة قصيرة الآجل وسعت في المقابل إلى تيسير سياستها وسط علامات على ان تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.
وخفضت بالفعل بنوك مركزية كثيرة في منطقة أسيا والمحيط الهادي، من بينها نيوزيلندا واستراليا، أسعار الفائدة في الأسابيع الأخيرة. وقد يشير بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الاربعاء إنه يستهد لخفض أسعار الفائدة قصيرة الآجل، وسط توقعات في أسواق السندات بتخفيضها مرتين هذا العام.
ويواجه المركزي الأوروبي وضعا أصعب لأن سعر فائدته الرئيسي سالب 0.4% أي أقل بنحو 3% من سعر فائدة الاحتياطي الفيدرالي.
وفي علامة على التأثيرات السلبية التي تواجه أوروبا، انخفضت الصادرات من منطقة اليورو إلى بقية العالم 2.5% في أبريل مقارنة بشهر مارس، وفقا لما أعلنته وكالة الإحصاءات التابعة للاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء. وهبط مؤشر زد.اي.دبليو لثقة المستثمرين في ألمانيا 19 نقطة إلى سالب 21.1 نقطة في يونيو.
وقال دراغي ان المركزي الأوروبي سيدرس في الأسابيع القادمة كيف يطوع أدواته للسياسة النقدية. وأضاف دراغي إن المركزي الأوروبي قد يعدل بشكل خاص معايير برنامجه لشراء السندات البالغ حجمه 2.6 تريليون يورو، المعروف بالتيسير الكمي، لخلق مجالا لمشتريات جديدة. وأردف ان البنك قد يخفض أيضا أسعار الفائدة بشكل أكبر ويقدم أدوات لتخفيف الأثار الجانبية.
وسيمثل أي قرار بإستئناف التيسير الكمي تحولا حادا في المسار من المركزي الأوروبي، الذي أنهى البرنامج في ديسمبر وحتى وقت قريب كان يوجه المستثمرين لتوقع زيادات في اسعار الفائدة.
ولا يشتري المركزي الأوروبي أكثر من 33% من سندات أي حكومة من خلال برنامجه للتيسير الكمي. وقد يثير رفع هذا السقف جدلا جديدا وطعونا قانونية في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، التي فيها يتشكك المسؤولون بشكل عميق في جدوى مشتريات البنك السندات.
وحذر دراغي يوم الثلاثاء من "ضعف مستمر" في المؤشرات المستقبلية للاقتصاد، وقال إن خطر الحماية التجارية ومواطن ضعف في الأسواق الناشئة يؤثران سلبا على قطاع التصنيع الكبير لأوروبا.
وأضاف دراغي "في غياب تحسن، تتعرض عودة التضخم بشكل مستدام لمستوانا المستهدف للتهديد، وسيكون مطلوبا تحفيز إضافي".
قلصت أسعار الذهب مكاسبها يوم الثلاثاء بعدما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيجتمع مع نظيره الصيني شي جين بينغ في قمة دولية مما يعزز الآمال بأن ينتهي قريبا الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وفي وقت سابق من الجلسة، قفزت أسعار الذهب لوقت وجيز 1% بعدما ألمح البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تيسير السياسة النقدية.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1342.15 دولار للاوقية في الساعة 1444 بتوقت جرينتش. وكانت الأسعار قد ارتفعت إلى 1354.20 دولار في تعاملات سابقة قبل ان يقول ترامب في تغريدة إنه أجرى محادثة هاتفية "جيدة جدا" مع الرئيس الصيني شي.
وسيجتمع الزعيمان في قمة مجموعة العشرين في وقت لاحق من هذا الشهر في اليابان، التي فيها ستركز المناقشات على التجارة في خضم صراع مرير أحدث إضطرابات في الأسواق العالمية منذ ان بدأ قبل عام.
وزادت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.2% إلى 1345.60 دولار للاوقية.
وإنتعشت أسواق الأسهم عقب تعليقات ترامب بينما إستقر مؤشر الدولار عند أعلى مستوى في أسبوعين.
وقال ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي إن البنك سيحتاج لتيسير السياسة النقدية مجددا وسط ضعف في التضخم، بينما تتوقع الأسواق ان يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
تدهورت بشدة معنويات المستثمرين تجاه الاقتصاد الألماني في يونيو بعدما تنبأ البنك المركزي الألماني (البوندسبنك) بأن الاقتصاد سينكمش هذا الربع السنوي.
وقال معهد زد.إي.دبليو إن مسحه الشهري أظهر تهاوي الثقة لدى المستثمرين في الاقتصاد إلى سالب 21.1 نقطة من سالب 2.1 نقطة في مايو. وكان خبراء اقتصاديون يتوقعون انخفاضا إلى سالب 5.9 نقطة.
وكانت قراءة يونيو هي الأدنى منذ نوفمبر 2018 وتمثل ثاني انخفاض شهري على التوالي.
ويشير هذا الإنخفاض الحاد إلى تشاؤم متزايد بعد نمو قوي في الربع الأول، ويأتي بينما يناقش البنك المركزي الأوروبي إن كان بحاجة لتيسير السياسة النقدية بشكل أكبر.
وتحول الاقتصاد الألماني، الأكبر في أوروبا، إلى نقطة ضعف في المنطقة وسط توقعات بنمو قدره 0.6% فقط هذا العام. وينكمش قطاع الصناعات التحويلية ويتضرر بشدة النشاط الاقتصادي بتوترات تجارية مستمرة.
وقال أخيم فامباخ رئيس معهد زد.إي.دبليو إنه يوجد "عدم يقين متزايد بشأن تطور الاقتصاد العالمي في المستقبل". وتابع "تصاعد حدة الصراع بين الولايات المتحدة والصين والخطر المتزايد بنشوب صراع مسلح في الشرق الأوسط وزيادة احتمالية خروج بريطانيا بدون اتفاق من الاتحاد الأوروبي كلها عوامل تخيم بظلالها على أفاق الاقتصاد العالمي".
يتوقع مؤسس هواوي تكنولوجيز (رين تشنغ في) ان تقلص العقوبات الأمريكية إيرادات الشركة بحوالي 30 مليار دولار على مدى العامين القادمين، ماحية نمو الشركة العملاقة لشبكات الإتصالات وذلك بحجب تكنولوجيا أمريكية حيوية.
وقال الملياردير خلال حلقة نقاش إن المبيعات في أكبر شركة تقنية في العالم ستبقى على الأرجح راكدة عند حوالي 100 مليار دولار في 2019 و2020، محددا أرقام لأول مرة لتأثير القيود العديدة التي تفرضها إدارة ترامب. ولكن أضاف المدير التنفيذي البالغ من العمر 74 عاما إن هواوي ستسعى للحفاظ على ميزانيتها للبحوث والتطوير وتحجم عن تسريح عمالة أو بيع أصول كبيرة.
وقال رين يوم الاثنين إنه متفاجيء من المدى الذي وصلت إليه واشنطن في مهاجمة شركته. ويتردد أنباء عن ان هواوي تستعد لإنخفاض بنسبة 60% في شحناتها الخارجية من الهواتف الذكية، حيث تحرمها شركة جوجل من تحديثات الأندرويد وتطبيقات مثل الجيميل والخرائط. وأقر مؤسس الشركة بأن قيود إدارة ترامب ستقوض تفوق عامين تحقق بصعوبة على منافسين مثل إيريكسون ونوكيا.
وإستخدم رين نبرة تحدِ في وجه العقوبات الأمريكية التي تهدد بقاء شركته. ويدخل في صميم حملة ترامب شكوكا في ان هواوي تساعد بكين في التجسس وفي نفس الوقت تقود طموحات الصين ان تصبح قوة عظمى تكنولوجية. وتُتهم منذ سنوات بسرقة الملكية الفكرية في دعاوي قضائية أقامتها شركات أمريكية من "سيسكو سيستمز" و"موتورولا" إلى "تي موبيل يو.اس". ويقول منتقدون ان هذه السرقة ساعدت هواوي ان تقفز إلى الصفوف العليا من التكنولوجيا—لكن نفى رين هذا الإدعاء.
وأدرجت الولايات المتحدة يوم 17 مايو هواوي على قائمة سوداء وحرمتها من البرمجيات والمكونات الأمريكية التي تحتاجها لتصنيع منتجاتها. ويكبل هذا الحظر أكبر مزود لمعدات الشبكات وثاني أكبر شركة مبيعا للهواتف الذكية في وقت تستعد فيه لريادة التكنولوجية العالمية. وهذا يعصف بشركات تصنيع الشرائح الإلكترونية من أمريكا إلى أوروبا حيث تتعرض سلاسل الإمداد العالمي للتهديد. وقد يعطل أيضا هذا الحظر الكشف عن شبكات الجيل الخامس عالميا بما يقوض تقنية يُروج لها كأساس لكل شيء من السيارات ذاتية القيادة إلى الجراحة بالروبوتات.
ولكن قالت هواوي أيضا إنها تعزز مخزونها من الشرائح الإلكترونية وتجد بدائل للحفاظ على تفوقها في الهواتف الذكية وشبكات الجيل الخامس. وتحقق الشركة حاليا مبيعات أكثر من الشركتين العملاقتين علي بابا جروب وتينسنت هولدينجز سويا. وفي 2018، تفوقت هواوي على أبل في مبيعات الهواتف الذكية، وهذا إنتصار أضفى بريقا على التفوق التقني لرين.
وقال رين، الذي نجا من المجاعة في عهد ماو تسي تونغ ليؤسس هواوي في 1987 ب21 ألف يوان، إن هواوي ستفعل كل ما في وسعها للبقاء. وأصبح رين يظهر بشكل متكرر في وسائل الإعلام حيث يكافح لإنقاذ الشركة البالغ قيمتها 100 مليار دولار التي أسسها. وخرج من عزلته الفعلية بعد إعتقال ابنته الأكبر والمديرة المالية مينخ وانزو ضمن تحقيق أوسع نطاقا بشأن هواوي.
وأضحى رين شخصية رئيسية في الصراع بين الولايات المتحدة والصين الذي ربما يكون الحدث الأهم الذي يشكل شؤون العالم منذ إنهيار الاتحاد السوفيتي. وكما قال رين في يناير إنه عندما يتصارع أكبر اقتصادين في العالم على الهيمنة، لا ينجو شيء في طريقهما. وقال إن شركته "كحبة السمسم" بين قوتين عملاقتين.