جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
للمزيد يرجى فتح الرابط
انخفض عجز ميزان المعاملات الجارية لتركيا في يناير إلى حوالي عُشر العجز الذي شوهد قبل عام، حيث يستمر الاقتصاد في الإنكماش بعد إنهيار العملة العام الماضي وضعف الطلب الاستهلاكي الذي يكبح الواردات.
وقال البنك المركزي يوم الاثنين إن ميزان المعاملات الجارية—وهو المقياس الأوسع نطاقا للتجارة والاستثمار—سجل عجزا قدره 813 مليون دولار في يناير.
وكان متوسط توقعات الخبراء الاقتصاديين يشير إلى عجز قدره650 مليون دولار.
هذا وتراجع العجز المستمر على مدى اثنى عشر شهرا إلى 21.6 مليار دولار من 27.8 مليار دولار في ديسمبر وانخفاضا من ذروته 58.1 مليار دولار في مايو. وإنكمش لأن الفترة تستثني يناير 2018، عندما إتسع عجز المعاملات الجارية لتركيا إلى مستوى قياسي 7 مليار دولار.
ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الاثنين بدعم من مكاسب أسهم شركات التقنية.
وصعد مؤشر داو جونز الصناعي 92 نقطة أو 0.4% إلى 25541 نقطة. وارتفع مؤشر ستاندرد اند بور 500 بنسبة 1.2% وأضاف مؤشر ناسدك المجمع الذي تغلب عليه شركات التكنولوجيا 1.7%.
وارتفعت أسهم شركات التقنية المدرجة على مؤشر اس اند بي 500 بنسبة 2% بعدما وافقت شركة نفيديا على شراء شركة ميلانوكس تكنولوجيز الموردة لشبكات الحاسوب في صفقة بقيمة نحو 7 مليار دولار نقدا. وارتفعت أسهم نفيديا 5.9% بينما قفزت أسهم ميلانوكس 8.3%.
وكانت أسهم شركات التقنية، المفضلة للمستثمرين في السنوات الأخيرة، قد هوت خلال موجة بيع قاسية في الربع الرابع وسط مخاوف حول سلامة سوق صاعدة للأسهم دخلت الأن عامها العاشر. لكن تعافت الأسهم بوجه عام هذا العام ليصعد قطاع التقنية 15% حتى الأن هذا الربع السنوي.
وارتفعت أسهم أبل 3.3% لتكون من بين أكبر الرابحين في مؤشر داو جونز الصناعي. وأثرت أسهم بوينج سلبا على مؤشر الداو بهبوطها 6.7% بعد ان أوقفت الصين وإندونسيا إستخدام كل طائراتها من نوع (بوينج 737 ماكس 8) بعد سقوط يوم الأحد طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية من نفس النوع والتي تسبب في مقتل كل من كان على متنها.
وجاءت مكاسب يوم الاثنين بعد ان أثارت شكوك حول سلامة الاقتصاد العالمي تراجعات في الأسهم يوم الجمعة. وقد شهدت بورصة وول ستريت أسوأ أداء أسبوعي منذ ديسمبر بعد انخفاض حاد في الصادرات الصينية وتقرير ضعيف للوظائف الأمريكية.
وتعززت الآمال بأن اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين قد يتم التوصل إليه بعد ان قال محافظ البنك المركزي الصيني يوم الأحد ان الصين وافقت على عدم تخفيض قيمة عملتها من أجل دعم مصدريها.
وأثار انخفاض اليوان في 2018 مخاوف في واشنطن من ان تكون الصين تخفض قيمة عملتها لتعويض أثر رسوم أمريكية على منتجات صينية، وكان نقطة خلاف رئيسية للمفاوضين التجاريين الأمريكيين.
هذا وعزز المستهلكون الأمريكيون إنفاقهم في يناير في مؤشر على نمو اقتصادي قوي في الربع الأول بعد تقرير متباين للوظائف يوم الجمعة أثار مخاوف جديدة حول النمو الأمريكي.
سقطت تركيا في براثن الركود الاقتصادي لأول مرة منذ عشر سنوات مما يوجه ضربة للرئيس رجب طيب أردوجان في وقت تتجه فيه البلاد نحو انتخابات للمجالس المحلية هذا الشهر ستكون بمثابة استفتاء على شعبية الرئيس.
ووفقا لبيانات صدرت يوم الاثنين، إنكمش الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 2.4% الربع السنوي الماضي مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، عندما إنكمش بنسبة معدلة بلغت 1.6%. وطابق هذا متوسط توقعات الخبراء الاقتصاديين المستطلع أرائهم. ومقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج المحلي الإجمالي 3%.
وكانت رؤوس الأموال تتدفق على تركيا خلال حقبة من التحفيز النقدي القياسي حول العالم، مدفوعة بمساعي أردوجان لرفع معدلات النمو بأي ثمن وضغطه على البنك المركزي لإبقاء أسعار الفائدة منخفضة. لكن تبخر نمو لا يتوقف زاد حجم الاقتصاد بمتوسط نحو 7% فصليا منذ أواخر 2009 عقب إنهيار في قيمة العملة وأخطاء في السياسة وخلاف دبلوماسي غير مسبوق مع الولايات المتحدة.
وقال جوليان ريمر، المتداول لدى بنك إنفستيك في لندن، "تلك وثيقة إدانة لسياسات أردوجان الاقتصادية ونتيجة مباشرة لسياسة نقدية أجريت في 2018 لخدمة مصلحة سياسية قصيرة الآجل بدلا من واقعية اقتصادية".
وبالنسبة للمستثمرين، مبعث القلق هو ان تركيا ستواجه صعوبة لفترة طويلة في التعافي حيث يجف سيل من رؤوس الأموال الأجنبية بينما تبدأ الأسر والشركات تسدد ديونها. وهوى إستهلاك الأفراد بمعدل سنوي 8.9% الربع الماضي مع انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا إلى 9.632 دولار مقابل أكثر قليلا من 10 ألاف دولار في 2017. وفي كامل العام، نما الاقتصاد 2.6%.
ورغم الركود، قال وزير الخزانة والمالية برأت ألبيرق إن الجانب المشرق هو ان الأسوأ الأن قد تجاوزته تركيا وان الاقتصاد في طريقه نحو تعافي سريع. وقال على تويتر إن ارتفاع الصادرات ودخل السياحة سيكون محركا رئيسيا للنمو.
وانخفضت الليرة 0.5% بعد صدور البيانات وتداولت على انخفاض 0.2% عند 5.4489 مقابل الدولار في الساعة 10:32 صباحا بتوقيت إسطنبول. وهي ثالث أسوأ عملة أداء بين عملات الأسواق الناشئة هذا العام بفقدان نحو 3% مقابل العملة الأمريكية.
ويأتي إنهيار نموذج نمو تركيا في وقت حرج لأردوجان، الذي أصبح رئيسا للوزراء في 2003، حيث يستعد لأول اختبار في صندوق الإقتراع منذ توليه سلطات تنفيذية واسعة جدا العام الماضي. وبعد الانتخابات التي موعدها 31 مارس، ليس من المقرر ان تعقد تركيا انتخابات أخرى لأربع سنوات.
وفي مسعى لإنعاش النمو، كثفت الحكومة الضغط على بنوك الدولة لتعزيز الإقراض مما ساعد في تحول نمو الائتمان السنوي للارتفاع الشهر الماضي لأول مرة منذ أغسطس. وأعادت رسملة ثلاثة من بنوكها ببيع سندات لصندوق البطالة التركي، وتعمل على خطة جديدة تدعم بها بشكل أكبر رأس مال البنوك المملوكة للدولة.
وفي الوقت الحالي، تبقى التوقعات قاتمة. ووفقا لاستطلاعات أجرتها بلومبرج ونشرت قبل صدور بيانات يوم الاثنين، ربما يتجه الناتج المحلي الإجمالي نحو الإنكماش خلال النصف الأول من 2019، على ان يعقب ذلك أربعة فصول من النمو الضعيف الذي سيبلغ في المتوسط أقل من 3% مقارنة بالعام السابق.
وبينما يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع للحفاظ على استقرار الليرة وكبح التضخم، يتعثر محرك الاقتصاد التركي. فقد إنكمش الائتمان الحقيقي من البنوك 7.2% على أساس فصلي في أخر ثلاثة أشهر من 2018.
ربما يشير تزايد مراهنات السوق على انخفاض اليورو إلى إحتمال تعافي مبدئي للعملة المتعثرة.
وتظهر أحدث البيانات من لجنة تداول العقود الاجلة للسلع إن صناديق التحوط ومضاربين أخرين زادوا مراكز بيع اليورو إلى أعلى مستوى منذ ديسمبر 2016. ومع بلوغ صافي مراكز البيع 78.166 عقدا في الأسبوع حتى الخامس من مارس، قال فالنتين مارينوف، رئيس إستراتجية تداول العملة في كريدي أجريكول، إنه قد حان الوقت لإعادة تقييم ما إذا كان هذا قد يترجم إلى مزيد من الخسائر أم إذا ان كانت أغلب السلبيات باتت مستوعبة بالفعل في السعر.
وقال مارينوف المقيم في لندن "مراكز البيع المفرطة في السوق تسلط الضوء على أننا ربما نقترب من نقطة تحول....ولكن لحدوث تحول حقيقي في اليورو، نحتاج مزيدا من الدلائل الملموسة لتحول اقتصادي في منطقة اليورو. وتوقع الحد الأدنى لموجة البيع الحالية في اليورو أثبت إنه أمرا صعبا جدا".
وتراجعت العملة 2% مقابل الدولار منذ بداية العام حيث ساءت التوقعات الاقتصادية للمنطقة ودفعت البنك المركزي الأوروبي لإعلان مزيد من التحفيز والرجوع عن تطبيع السياسة النقدية.
وبلغ اليورو 1.1242 دولار في الساعة 2:40 بتوقيت لندن (4:40 بتوقيت القاهرة) يوم الاثنين. ومن المتوقع ان يقفز إلى 1.18 دولار بنهاية العام في مسح أجرته وكالة بلومبرج، بينما يتوقع كريدي أجريكول ان تصل العملة إلى 1.20 دولار.
وأضاف مارينوف إن إجراءات المركزي الأوروبي قد تساعد في استقرار توقعات المنطقة "وتعوض أثر العوامل السلبية على النمو القادمة من الخارج". وأردف قائلا "المخاطر السياسية المرتبطة بالبريكست وانتخابات البرلمان الأوروبي ستبدأ تنحسر في الاشهر الثلاثة القادمة".
صعد الاسترليني بعدما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل إن رئيس الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر قدم عرضا "مهما جدا" لبريطانيا حول البريكست.
ويتجه الاسترليني نحو إنهاء سبعة أيام من التراجعات، التي هي أطول فترة خسائر منذ أغسطس، بعد علامة على تنازل من الجانب الأوروبي قبل تصويت البرلمان البريطاني على اتفاق الإنسحاب يوم الثلاثاء. وفي مواجهة هزيمة متوقعة على يد المشرعين، ذكرت أنباء ان رئيسة الوزراء تيريزا ماي تدرس كل الخيارات بما في ذلك مقترحا طموحا يحدد اتفاقا قد يكون المشرعون مستعدين لتأييده.
وقفز الاسترليني 0.5% إلى 1.3074 دولار في الساعة 2:25 بتوقيت لندن (4:25 بتوقيت القاهرة) بعد صعوده إلى 1.3097 دولار. وانخفض الاسترليني خلال تعاملات سابقة إلى 1.2949 دولار وهو أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع وسط أنباء ان ماي قد تلغي تصويت يوم الثلاثاء.
حذر جوناثان هاسكيل المسؤول ببنك انجلترا من ان بريطانيا قد لا تشهد تسارعا ملحوظا في نمو الاستثمار حتى إذا توصلت الحكومة مع الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق خروج هذا الشهر.
وقال هاسكيل، في أول خطاب له منذ الإنضمام للجنة السياسة النقدية سبتمبر الماضي، إن البريكست هو المسؤول عن أغلب ضعف الأداء الاستثماري مؤخرا لبريطانيا.
وقال أيضا إنه من أجل استثمارات طويلة الآجل، فإن اتفاقية إنسحاب ربما لن تكون كافية. وتحتاج الشركات ان تعرف ما ستكون عليه العلاقة التجارية في المستقبل، وما إذا سيكون هناك اتحاد جمركي أو منطقة تجارة حرة وكيف ستعمل الحدود.ويوجد غموض أكبر حول أي فترة إنتقالية، بما في ذلك ما إذا كانت بريطانيا ستحتاج لتمديدها قبل الوصول لأي اتفاق.
ولم يناقش هاسكيل في خطابه بمدينة برمنجهام البريطانية كيف ربما يصوت على قرارات السياسة النقدية مستقبلا.
إستقرت مبيعات التجزئة الأمريكية في يناير بعد انخفاض حاد في الشهر السابق مما يشير ان المستهلكين ربما لازالوا قادرين على المساعدة في دعم النمو بعد نهاية سيئة لعام 2018.
وأظهرت بيانات لوزارة التجارة يوم الاثنين إن قيمة المبيعات الإجمالية ارتفعت 0.2% بعد انخفاضها 1.6% في الشهر الأسبق الذي كان الأكبر منذ 2009. وأشار متوسط توقعات الخبراء الاقتصاديين إلى قراءة مستقرة دون تغيير.
وارتفعت المبيعات التي تستثني الخدمات الغذائية وتوكيلات السيارات ومتاجر مواد البناء ومحطات البنزين بنسبة 1.1% متجاوزة التوقعات بعدما هبطت 2.3% في ديسمبر. وينظر المحللون لتلك الفئة من المبيعات كمقياس أدق للطلب الاستهلاكي الأساسي.
وقد يهديء التقرير القلق حول قوة إنفاق المستهلك بعد أداء ضعيف على غير المتوقع في ديسمبر رجع على الأرجح إلى إغلاق حكومي وعوامل موسمية. وأعطى ارتفاع نمو الأجور ومتانة في سوق العمل دعما للإنفاق، الجزء الأكبر من الاقتصاد، وتنبيء قوة جديدة بأن يستمر هذا في دعم النمو خلال الربع الأول، إلا أن تعديل بالخفض للمبيعات التي تستثني السيارات والبنزين في ديسمبر جعل الانخفاض هو الأكبر منذ سبتمبر 2001.
وأظهرت ثماني فئات تجزئة رئيسية من إجمالي 13 تحسنا. وقد عزت الزيادات إلى أكبر قفزة في مبيعات مواد البناء منذ أواخر 2017 وأفضل زيادة مبيعات الغذاء والمشروبات الغازية منذ أوائل 2016 بالإضافة لأقوى زيادة في الطلب على متاجر السلع الرياضية منذ 2013.
وليس من المتوقع ان تؤثر قراءة الإنفاق، رغم انها مشجعة، على مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، الذين قالوا إنهم سيتوقفون عن زيادات أسعار الفائدة بينما يقيمون تأثير مخاطر عديدة تحدق بالاقتصاد الأمريكي.
قال جيروم باويل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي إن البنك المركزي الأمريكي لا يتعجل على الإطلاق تغيير مستوى أسعار الفائدة مجددا حيث يراقب كيف يؤثر تباطؤ الاقتصاد العالمي على الأوضاع الداخلية للولايات المتحدة.
وقال باويل خلال مقابلة واسعة مع برنامج (60 دقيقة) الذي تبثه شبكة سي.بي.اس إن أسعار الفائدة "مناسبة" حاليا.
وأضاف إن تباطؤً اقتصاديا في الصين وأوروبا، وقضايا عالمية أخرى، يشكلون حاليا أكبر المخاطر على توقعات أمريكية جيدة بخلاف ذلك.
قال كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض يوم الأحد إن إدارة ترامب تحقق "تقدما" في المفاوضات التجارية مع الصين، متجاهلا أنباء تشير إلى تضاؤل فرص التوصل لاتفاق ووجود مقاومة من بكين.
وقال لاري كودلو لشبكة فوكس نيوز "نحن نحرز تقدما كبيرا"، مضيفا انه "متفائل" بأن الرئيس دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ سيجتمعان لإبرام اتفاق تجاري في وقت ما—ربما في مارس أو أبريل.
وجاءت تعليقات كودلو بعد أنباء تشير ان المسؤولين الصينيين ألغوا السفر إلى منتجع مارا لاجو المملوك لترامب في فلوريدا الذي قد يشهد مراسم توقيع. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ترامب أنه على الرغم من ثقته في إمكانية التوصل لاتفاق، إلا أنه "إذا لم يكن اتفاقا عظيما، لن أبرمه".
وقال كودلو إن المفاوضات المستمرة يوميا بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين تحقق تقدما بعد محادثات مباشرة في واشنطن قبل نحو أسبوعين، التي بعدها مدد ترامب مهلة تنتهي يوم الأول من مارس لزيادة رسوم أمريكية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار.
وقال كودلو إن المفاوضين "يعملون على التوافق حول بعض النقاط النهائية الصعبة". "يجب ان يكون اتفاقا جيدا وعادلا ومتكافئا، ويجب ان يكون قابلا للتنفيذ—تلك نقطة مهمة".
ويعارض مسؤولون صينيون بعض مطالب إدارة ترامب بألية—مثل جدول زمني منتظم لاجتماعات—لتنفيذ بنود اتفاقهما.
وأشاد كودلو بما وصفه بإنفراجة بقبول الصين مقترحات تهدف إلى دعم "إستقرار العملة" وتفادي تخفيض للعملات بغرض كسب ميزة تنافسية.
وقال يي جانغ محافظ البنك المركزي الصيني في مؤتمر صحفي خلال المؤتمر الشعبي الوطني السنوي في بكين إن الصين والولايات المتحدة توصلتا إلى توافق حول قضايا "مهمة" كثيرة وناقشتا الحاجة لإحترام "سيادة" السياسة النقدية لبعضهما البعض.
وفي نفس الوقت، عارض ضمنيا مسؤولون صينيون كبار معنيون بالتجارة والسياسة النقدية في عطلة نهاية الاسبوع مطالب محددة من واشنطن، مقدمين رواية بكين للتقدم الذي تحقق في المحادثات حول تنفيذ أي اتفاق ودور العملات.
وبالنظر إلى مقترح ترامب لميزانية 2020، المقرر إعلانه يوم الاثنين، وصف كودلو الطلب المتوقع بتخفيض واسع النطاق بنسبة 5% للإنفاق الداخلي بالصعب لكن ضروري. وقال "أعتقد إنه بالضبط الوصفة العلاجية السليمة".
وتجاهل كودلو المخاوف حول ارتفاع عجز الميزانية الأمريكية. ومن المتوقع ان تشير ميزانية ترامب إلى ان الميزانية الاتحادية من الممكن ان تتوازن خلال 15 عاما.
وتنبأ كودلو أيضا بمعركة جديدة حول الميزانية مع الكونجرس حول الإنفاق على جدار بطول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، معتبره أمرا حتميا.
وتشير أنباء ان إدارة ترامب ستطالب الكونجرس ب8.6 مليار دولار إضافية للمساعدة في تمويل الجدار، حتى بعد ان أعلن الرئيس حالة الطواريء الوطنية لإعادة تخصيص أموال من قطاعات أخرى لتشييد الجدار. وتسببت أخر مواجهة حول القضية في إغلاق أغلب الحكومة الاتحادية 35 يوما الذي كان أطول إغلاق في التاريخ الأمريكي.
وتنبأ كودلو بإستمرار نمو الاقتصاد الأمريكي عند معدل 3% في 2019، على الرغم من ان خبراء اقتصاديين كثيرين يتوقعون تباطؤً هذا العام حيث يتلاشى أثر تخفيضات ضريبية أقرها الجمهوريون في 2017.
أشار محافظ البنك المركزي الصيني إن بكين وواشنطن قريبتان من التوصل إلى اتفاق حول العملة في إطار مفاوضاتهما المستمرة لتسوية صراع تجاري مستمر منذ عام.
وقال يي جانغ محافظ البنك المركزي الصيني في مؤتمر صحفي يوم الأحد على هامش الدورة التشريعية السنوية للدولة "توصل الجانبان إلى توافق حول قضايا كثيرة مهمة".
وفي إطار الاتفاق، قال يي إن الصين لن تخفض قيمة عملتها لمنح المصدرين الصينيين ميزة تنافسية في الأسواق الخارجية، وهو إلتزام قطعه مسؤولون صينيون على أنفسهم أيضا في إتفاقيات متعددة الأطراف مثل الاتفاقيات بين الدول الصناعية لمجموعة العشرين. وأكد يي"هذا ما تعهدنا به...لن نفعل هذا بكل تأكيد".
وكانت الكيفية التي تدير بها الصين عملتها نقطة خلاف بين واشنطن وبكين على مدى سنوات. وخلال حملته الانتخابية كان ترامب صريحا في إتهام الصين بالتلاعب باليوان لكسب تفوق في التجارة بجعل منتجاتها أرخص نسبيا. وكرر ترامب هذا الإتهام العام الماضي، عندما أثار انخفاض حاد لليوان شكوكا أن بكين تخفض قيمة عملتها لتعويض أثر رسوم جمركية أمريكية على منتجات صينية.
وفي المحادثات التجارية مؤخرا، ضغط المفاوضون الأمريكيون على نظرائهم الصينيين للحفاظ على إستقرار اليوان وتحسين الشفافية حول تدخلات البنك المركزي الصيني في سوق العملة. وخلال جلسة إستماع الشهر الماضي في الكونجرس، قال روبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأمريكي "أمضينا وقتا طويلا حول قضية العملة والاتفاق سيكون قابلا للتنفيذ".
ولكن تبقى كيفية تطبيق اتفاق حول العملة، إذا تم التوصل إليه، أمرا غير واضح. ويتجادل الجانبان حول ألية تنفيذ لاتفاق تجاري أوسع نطاقا. وقال وانغ شوين أحد كبار المفاوضين التجاريين الصينيين للصحفيين يوم السبت إن أي نظام كهذا لابد ان يكون "ثنائيا وعادلا ومتساويا".
وفي مؤتمر صحفي يوم الأحد، قال يي إن الجانبين ناقشا كيف ينبغي ان يصرحوا بمعلومات عندما يشترون أو يبيعون في أسواق النقد الاجنبي وفقا لقواعد حددها صندوق النقد الدولي. وقال إن النقاش شمل أيضا كيف يجب ان تحترم الدولتان سيادة السياسة النقدية لبعضهما البعض.
وتعد القضية الأخيرة مبعث قلق بالغ للبنك المركزي الصيني لأنه لا يريد ان يؤدي تعهد بالحفاظ على إستقرار اليوان بتقييد يديه في دعم النمو الاقتصادي من خلال تيسير سياسة الائتمان حيث ان السماح بتدفقات أكبر لليوان في الاقتصاد قد يضغط على قيمة العملة.
وقال يي إن البنك المركزي الصيني ينظر في الأساس إلى عوامل محلية عند تحديد السياسة النقدية. وتابع "سعر الصرف ليس عاملا رئيسيا في السياسة النقدية المحلية".
وإستشهد لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض يوم الأحد بالتعليقات الخاصة بالعملة كدليل على ان الجانبين يحققان تقدما نحو إبرام اتفاق تجاري. وقال إنه "متفائل" بأن يتوصل الجانبان إلى اتفاق هذا الشهر أو الشهر القادم. وصرح في مقابلة مع فوكس نيوز يوم الأحد إن الجانبين "يعملان على التوافق حول بعض النقاط الصعبة".
وواجهت المحادثات مؤخرا عثرة حيث تتردد بكين في الترتيب لقمة تجارية بين الرئيس شي جين بينغ والرئيس ترامب في منتجع مارا لاجو المملوك لترامب في فلوريدا. فيخشى مسؤولون صينيون بعد ان شاهدوا القمة الفاشلة مع كوريا الشمالية أن يحرج ترامب شي بتقديم مطالب على أساس إقبلها كلها أو ترفضها كلها.
ويشير محللون ومستثمرون كثيرون ان تعهد الصين عدم تخفيض عملتها من أجل كسب ميزة تنافسية لا يعد تنازلا كبيرا للولايات المتحدة. على مدى عشر سنوات، سمحت الصين بصعود اليوان الذي هو دون قيمته العادلة إلى حد كبير. وبعد ان إنتهى مسار الصعود في 2015، بدأ اليوان يتعرض لضغط أكبر، وتدخل البنك المركزي الصيني بشكل متكرر لمنع العملة من الانخفاض بشكل أكبر.
ويتخوف المسؤولون الصينيون من ان انخفاضا حادا قد يدفع الشركات والمستثمرين لنقل أموالهم إلى الخارج الذي قد يهدد إستقرار النظام المالي الذي يكافح بالفعل ركاما من الديون المتزايدة.
وفي المؤتمر الصحفي، أشار يي إلى جهود البنك المركزي للحفاظ على استقرار اليوان في السنوات الأخيرة لافتا إلى أنه إستنزف تريليون دولار من احتياطي النقد الأجنبي للدفاع عن العملة.