Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha
هيثم الجندى

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

انخفضت الأسهم الأمريكية للجلسة الثالثة على التوالي يوم الاربعاء مواصلة تراجعها مؤخرا حيث يترقب المستثمرون أي جديد حول السياسة التجارية العالمية وتقرير الوظائف يوم الجمعة.

وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 137 نقطة أو 0.5% إلى 25670 نقطة بينما فقد مؤشر اس اند بي 500 نسبة 0.6%. ويتجه المؤشران نحو سادس انخفاض في أخر سبع جلسات، لكنهما لازالا مرتفعين بأكثر من 10% هذا العام. وتراجع مؤشر ناسدك المجمع الذي تغلب عليه شركات التقنية 0.7%.

وقلصت الأسهم بعض مكاسبها القوية في 2019 هذا الاسبوع حيث يقيم المستثمرون أحدث البيانات الاقتصادية. ورغم ان بيانات النمو الأمريكي عززت الثقة في دورة التوسع الاقتصادي المستمرة منذ نحو عشر سنوات، إلا ان بعض المحللين قلقون من ان تدفع تلك البيانات الاحتياطي الفيدرالي  لرفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

ويخيم أيضا تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي والغموض حول نتيجة المفاوضات التجارية المستمرة على الأسواق ويشير بعض المحللين ان أغلب الأخبار المتفائلة تم بالفعل إستيعابها. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأحد ان الصين والولايات المتحدة في المرحلة النهائية لإستكمال اتفاق تجاري.

وقالت ميجان شيو، كبير خبيري الاستثمار في ويلمينجتون ترست، "نحن متفائلون لكن حذرين". "نعتقد ان البيانات التي نراها تتماشى كلها مع نمو أبطأ لكن ليس ركودا".

وأظهرت بيانات يوم الاربعاء إن الولايات المتحدة سجلت أكبر عجز تجاري شهري منذ 2008 في ديسمبر وعجزا سنويا قياسيا في السلع حيث دعم نمو اقتصادي قوي زيادة الإنفاق من المستهلكين والشركات.

وسيراقب الخبراء الاقتصاديون إشارات التضخم في الأيام المقبلة بما يشمل بيانات نمو الأجور في تقرير الوظائف المقرر نشره يوم الجمعة حيث قال كثيرون ان زيادات ضعيفة في أسعار المستهلكين قد تثني الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة.

وأضاف القطاع الخاص الأمريكي 183 ألف وظيفة في فبراير، لكن كانت الزيادة أقل من المتوقع حيث تباطأ خلق الوظائف من أداء قوي في يناير، حسبما أظهر أحدث تقرير لشركة ايه.دي.بي يوم الاربعاء.

وانخفض العائد على السندات الأمريكية لآجل عشر سنوات إلى 2.686%  من 2.722% قبل يوم.

وقفزت الأصول التي تنطوي على مخاطرة في بداية العام ويتوقع بعض المحللين ان تؤدي الخلافات التي تحول دون اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين إلى إبقاء المؤشرات الرئيسية في نطاقات تداولها الحالية.

أبقى البنك المركزي التركي أسعار الفائدة دون تغيير للاجتماع الرابع على التوالي وإحتفظ بإلتزامه بتكاليف إقتراض مرتفعة حيث ينتظر الأسابيع المتبقية على انتخابات محلية.

وتركت لجنة السياسة النقدية بقيادة محافظ البنك مراد جيتنكايا سعر الفائدة الرئيسي عند 24% يوم الاربعاء تماشيا مع توقعات كافة الخبراء الاقتصادين المستطلع أرائهم. وأكد البنك المركزي، الذي ثبت الفائدة منذ زيادة بلغت 625 نقطة أساس في سبتمبر ،ان "المزيد من التشديد النقدي سيتم تقديمه" إن لزم الأمر. وصعدت الليرة لوقت وجيز بعد الإعلان قبل ان تتخلى عن مكاسبها.

وقال في بيان "المخاطر على استقرار الأسعار لازالت سائدة". "وبالتالي، قررت اللجنة الإحتفاظ بموقف سياسة نقدية متشدد حتى تظهر توقعات التضخم تحسنا كبيرا".

وتحت ضغط لسنوات من الرئيس رجب طيب أردوجان لإبقاء تكاليف الإقتراض منخفضة، تمتع البنك المركزي بفترة خالية إلى حد كبير من التدخل السياسي منذ أزمة عملة الصيف الماضي. وركز صانعو السياسة على إعادة بناء المصداقية بعد التردد في رفع أسعار الفائدة بقوة في 2018 والتحرك فقط بعد ان إنهارت قيمة العملة التركية.

وفي مواجهة انتخابات محلية في وقت لاحق من هذا الشهر وتضخم سنوي لازال قرب 20%، لجأت الحكومة لمكافحة ضغوط الاسعار بشكل مباشر والتضييق على الإكتناز وبيع الغذاء بأسعار مخفضة. وأضرت بحدة الزيادة مؤخرا في تكاليف الغذاء بقاعدة الحزب الحاكم بين القطاعات الأكثر فقرا للدولة البالغ عدد سكانها 82 مليون نسمة.  

ويتنبأ خبراء اقتصاديون ألا يبدأ البنك المركزي التيسير النقدي قبل الربع السنوي القادم وأن يجري تخفيضات بواقع 475 نقطة أساس قبل نهاية العام. وتشير توقعات السوق إلى تخفيض ما بين 50 إلى 75 نقطة أساس في الاجتماع القادم يوم 25 أبريل.

وصعدت العملة التركية في باديء الأمر بنسبة 0.4% بعد قرار الفائدة لكن عكست إتجاهها بعد ذلك وتداولت منخفضة 0.4% عند 5.41 ليرة مقابل الدولار.

وفي نفس الاثناء، ينتظر جيتنكايا ما وصفه بتباطؤ "مقنع" قبل إستئناف التيسير النقدي. وتباطأ التضخم العام في فبراير إلى معدل سنوي 19.7% من 20.4% في الشهر السابق. وكان البنك المركزي قد خفض أخر مرة تكلفة التمويل للبنوك التجارية في عام 2016.

والسؤال هو إلى متى سيمنح أردوجان الحرية للبنك المركزي.

وينزلق الاقتصاد في أول ركود منذ عشر سنوات حيث تتحمل الشركات التركية ارتفاع تكاليف الإقتراض ويبقى نمو القروض ضعيفا. والليرة مبعث قلق أخر. حيث انخفضت مقابل الدولار لأربعة أسابيع متتالية لتفقد نحو 3% وتكون واحدة من أسوأ العملات أداء في الاسواق الناشئة.

وقال محللون لدى كوميرز بنك في رسالة بحثية قبل قرار الفائدة "لا يوجد أي تحسن ملحوظ في التضخم يشير  أن البنك المركزي التركي يجب حتى ان يفكر في تخفيض أسعار الفائدة".

هوى الدولار الكندي لأضعف مستوياته منذ الأيام الأولى لعام 2019، وانخفضت عوائد السندات الحكومية للدولة بعد ان تخلى البنك المركزي الكندي عن تأكيده على الحاجة لرفع أسعار الفائدة وسط علامات على تباطؤ النمو الاقتصادي.

وانخفض الدولار الكندي 0.7% إلى 1.3439 دولار كندي أمام نظيره الأمريكي ملامسا أضعف مستوى منذ الرابع من يناير وقلص صعوده في 2019 إلى 1.5%. وتراجع عائد السندات الحكومية الكندية لآجل عامين 8 نقاط أساس إلى 1.66%، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر. وهذا دفع الفارق مع السندات الأمريكية الموازية إلى 86 نقطة أساس، وهو أكبر فارق منذ 2007.

وترك البنك المركزي الكندي سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 1.75% يوم الاربعاء كالمتوقع وإستشهد "بغموض متزايد حول توقيت زيادات الفائدة في المستقبل". وإستبعد الأن المتعاملون بشكل كامل تقريبا زيادة أسعار الفائدة هذا العام ويرون فرصة بنسبة 15% لتخفيض بحلول يوليو. وزاد تقرير يظهر ضعف قطاع التصنيع المحلي  يوم الاربعاء من حدة التدهور في توقعات الاقتصاد.

وقال وين ثين، رئيس إستراتجية تداول العملات في براون براثرز هاريمان، "يبدو أنهم أقل إقتناعا بالزيادة القادمة...إذا استمر ضعف البيانات، ربما يتحولون إلى موقف محايد. فالبيانات زادت من التشاؤم".

وجاء التحول الحذر من البنك المركزي بعد ان أظهرت بيانات الربع الرابع الصادرة الاسبوع الماضي إن الاقتصاد توقف فعليا عن النمو.

ووفقا لثين، إذا إستمر زوج العملة في التحرك فوق منطقة 1.3435 دولار كندي، فإنه قد يختبر أعلى مستوى في عام ونصف ونصف 1.3665 دولار كندي الذي تسجل يوم 31 ديسمبر..

ولم يكن الدولار الكندي العملة الوحيدة المرتبطة بالسلع التي تعرضت لضغط يوم الاربعاء، فهبط الدولار الاسترالي 0.9% إلى 0.7021 دولار أمريكي، وهو أدنى مستوى في شهرين.

وجاء الانخفاض في أعقاب بيانات مخيبة للآمال للناتج المحلي الاجمالي، وبعد تصريح فيليب لوي محافظ البنك المركزي الاسترالي إنه من الصعب تصور سيناريو فيه يحتاج البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة هذا العام.

ارتفع العجز التجاري في كندا لأعلى مستوى على الإطلاق في ديسمبر  والذي يرجع بالكامل تقريبا إلى تراجعات حادة في أسعار النفط الخام.

وقال مكتب الإحصاء الكندي يوم الاربعاء إن الدولة سجلت عجزا قدره 4.6 مليار دولار كندي (3.4 مليار دولار أمريكي) خلال الشهر، أكثر من مثلي العجز التجاري في نوفمبر البالغ ملياري دولار كندي. ويتجاوز العجز بفارق كبير متوسط توقعات الخبراء الاقتصاديين بعجز قدره 2.1 مليار دولار كندي.

وانخفضت الصادرات 3.8%، لكن عند استثناء منتجات الطاقة إستقرت فعليا دون تغيير. وارتفعت الواردات 1.6%.

وكان هذا خامس انخفاض شهري في الصادرات منذ مستوى قياسي تسجل في يوليو. وتعافت أسعار الخام هذا العام وتأتي البيانات التجارية عقب بيانات ضعيفة للناتج المحلي الاجمالي الاسبوع الماضي أظهرت توقف نمو الاقتصاد في نهاية عام 2018.

ومن المتوقع ان ينظر صانعو السياسة في البنك المركزي الكندي لهذا التباطؤ كإنتكاسة عابرة ترجع إلى ضعف مؤقت في النفط.

وهوت أسعار  الخام أواخر العام الماضي وسط نقص في خطوط الأنابيب وتخمة في المعروض مما دفع مقاطعة ألبيرتا لخفض الإنتاج. وانخفضت صادرات الخام 28.7% إلى 3.3 مليار دولار كندي في أكبر انخفاض منذ ديسمبر 2008. ورغم خمسة تراجعات شهرية متتالية، أنهت قيم صادرات الخام العام على ارتفاع 19.7% مقارنة بعام 2017.

 

 

أظهر تقرير متشائم "لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" إن الاقتصاد العالمي يعاني أكثر مما كان متوقعا نتيجة توترات تجارية وغموض سياسي يخيمان بظلالهما على أفاق النمو، خاصة في أوروبا.

وبينما تلك أول توقعات للمنظمة منذ نحو أربعة أشهر، إلا إنها تلاحق التطورات منذ وقتها. وخلال تلك الفترة، لم يتحسن سوى القليل في أكبر اقتصادات في العالم إذ إستمر ضعف في منطقة اليورو والصين وتباطأ نمو التجارة بحدة وإستمر الغموض حول البريكست.

وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي مقرها باريس "النمو العالمي مستمر في فقدان زخمه...ونتائج النمو قد تكون أضعف إذا طرأت مخاطر هبوطية". وخفضت المنظمة النمو الاقتصادي لكل دولة تقريبا بمجموعة العشرين. وقالت إن نمو الاقتصاد العالمي من المتوقع ان يبلغ 3.3%  في 2019 و3.4% في 2020 في تعديل بالخفض 0.2% و0.1% على الترتيب من التقرير السابق الصادر في نوفمبر 2018.

وتعد أرقام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أكثر تشاؤما من أرقام صندوق النقد الدولي لاقتصادات كثيرة، خاصة منطقة اليورو وبريطانيا حيث تحذر المنظمة من ان الأمور هناك قد تسوء.

ولكن كان هناك بعض العلامات القليلة مؤخرا على استقرار الاقتصاد العالمي، في وقت تحقق فيه الولايات المتحدة والصين تقدما نحو إنهاء  خلافهما التجاري الطويل. وارتفع مؤشر جي.بي مورجان العالمي لمديري المشتريات المجمع في فبراير لأول مرة في ثلاثة أشهر، بينما كانت بعض مؤشرات منطقة اليورو أفضل من المتوقع.

وتجاوبت بالفعل بنوك مركزية منها الاحتياطي الفيدرالي مع تغير الظروف، وربما يحذو البنك المركزي الأوروبي حذوها قريبا. وكشفت الصين، التي إضطرت لخفض نموها الاقتصادي المستهدف هذا الأسبوع، عن تخفيضات ضريبية لتحفيز اقتصادها.

وتتعارض توقعات المنظمة مع الآمال بأن يثبت ان مصادر الضعف في نهاية 2018، من بينها انخفاض الثقة، مؤقتة. وهذا يثير قلق صانعي السياسة الذين يحتاجون الأن إيجاد حلول أكثر فعالية في ظل مجال محدود للمناورة على الجانب المالي والنقدي.

وبينما يجب ان تبقى البنوك المركزية في وضع توسعي، دعت المنظمة لإصلاحات هيكلية وتحفيز مالي في الاقتصادات الأوروبية التي يمكنها تحمل ذلك، قائلة ان "السياسة النقدية وحدها لا يمكنها معالجة التباطؤ الاقتصادي في أوروبا أو تحسين أفاق النمو المتواضعة على المدى المتوسط".

وخفضت المنظمة توقعاتها لنمو منطقة اليورو لهذا العام إلى 1% من 1.8%. ويجتمع مسؤولو البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت هذا الاسبوع، وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إنهم يجب ان يشيروا إلى تأجيل أي زيادات في أسعار الفائدة مع احتمال ان يطبقوا إجراءات جديدة لتحسين تمويل البنوك. ومن المتوقع ان تتم مناقشة تلك الإجراءات في فرانكفورت يوم الخميس.

وكانت أوروبا صاحبة النصيب الأكبر من التخفيضات. وبينما تم تخفيض توقعات النمو الأمريكي بشكل طفيف، إلا ان توقعات بريطانيا في 2019 تم تخفيضها إلى 0.8% من 1.4%، وألمانيا إلى 0.7% من 1.6%.

وركزت المنظمة أيضا على البريكست كأحد التهديدات المستمرة. وقالت إنه إذا لم تتوصل بريطانيا إلى اتفاق، فإنه يوجد خطر من ركود في المدى القريب مع "أثار سلبية كبيرة" على دول أخرى.

والصين مبعث قلق أخر، وقالت المنظمة ان حدوث تباطؤ أشد حدة هناك سيكون "له عواقب خطيرة على النمو العالمي والتجارة". وتم إعداد تقرير المنظمة قبل ان تعلن الصين نطاقا جديدا للنمو المستهدف بين 6% إلى 6.5%. وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ان يتباطأ النمو الصيني إلى 6% العام القادم من 6.2% في 2019.

أبقى البنك المركزي الكندي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الاربعاء وسط تباطؤ اقتصادي وأشار إلى "غموض متزايد" حول توقيت زيادات أسعار الفائدة في المستقبل.

وقال البنك المركزي إنه يتوقع ان يكون الاقتصاد الكندي أضعف في النصف الأول من عام 2019 مما تنبأ في يناير، وأضاف إنه يراقب التطورات الخاصة بإنفاق الأسر وأسواق النفط والتجارة العالمية.

ورفع البنك المركزي الكندي أسعار الفائدة خمس مرات منذ يوليو 2017، لكن يبقيها دون تغيير عند 1.75% منذ أكتوبر من العام الماضي.

وأوضح يوم الاربعاء إن زيادات أسعار الفائدة في المستقبل لازالت قائمة، لكن ليست وشيكة.

وقال المركزي الكندي إنه يتوقع ان ينخفض التضخم بشكل طفيف دون مستواه المستهدف 2% لأغلب عام 2019 بسبب عوامل مؤقتة، من بينها انخفاض أسعار الطاقة.

أضافت شركات القطاع الخاص الأمريكية عدد عاملين أقل من المتوقع في فبراير لكن بعد قفزة في التوظيف الشهر الأسبق مما يشير ان سوق العمل لازالت تدعم ما قد يصبح أطول دورة نمو اقتصادي على الإطلاق هذا العام.

وقال معهد "ايه.دي.بي" للأبحاث إن وظائف القطاع الخاص ارتفعت 183 ألف بعد زيادة معدلة بالرفع بلغت 300 ألف في يناير هي الأكبر منذ أكثر من ثلاث سنوات. وجاءت زيادة فبراير أقل طفيفا من متوسط توقعات الخبراء الاقتصاديين عند 190 ألف.

ورغم تباطؤ وتيرة التوظيف في فبراير، إلا ان بيانات ايه.دي.بي علامة صحية قبل تقرير التوظيف لشهر فبراير الذي ستصدره وزارة العمل يوم الجمعة، والذي يتوقع محللون ان يظهر تراجع نمو وظائف غير الزراعيين إلى حوالي 180 ألف بينما ينخفض معدل البطالة إلى 3.9%.

وتم تعديل نمو الوظائف في يناير، المعلن في السابق 213 ألف، بزيادة 87 ألف وظيفة.

ارتفع العجز التجاري الأمريكي في عام 2018 إلى أعلى مستوى في عشر سنوات عند 621 مليار دولار رغم تعهدات الرئيس دونالد ترامب بتخفيضه، حيث عززت تخفيضات ضريبية الطلب الداخلي على الواردات في حين أضرت قوة الدولار ورسوم جمركية إنتقامية بالصادرات.  

وأظهرت بيانات من وزارة التجارة يوم الاربعاء إن العجز السنوي في السلع والخدمات زاد بمقدار 68.8 مليار دولار، أو 12.5%. وقفز العجز في ديسمبر مقارنة بالشهر السابق إلى 59.8 مليار دولار، وهو أيضا أعلى مستوى في عشر سنوات وأكبر من متوسط توقعات المحللين. وسجل العجز التجاري في السلع مع الصين—الهدف الرئيسي للحرب التجارية التي يشنها ترامب---مستوى قياسيا 419.2 مليار دولار في 2018..

وبينما يستشهد ترامب في أوقات كثيرة بالعجز كدليل على فشل السياسات التجارية لسابقيه—على الرغم من ان أغلب الخبراء الاقتصاديين لا يركزون على هذا المؤشر—إلا ان العجز زاد 119 مليار دولار منذ توليه الحكم قبل عامين.وحتى إذا إستكمل اتفاقا لإنهاء الحرب التجارية مع الصين، فإن تقليص العجز بشكل كبير  ربما يثبت صعوبته حيث ان تباطؤ النمو العالمي يؤثر سلبا على الصادرات بينما يستمر الطلب الداخلي في تعزيز الشحنات القادمة من الخارج.

وبالنسبة للسلع فقط، قفز العجز الأمريكي مع العالم إلى مستوى قياسي 891.3 مليار دولار في 2018 من 807.5 مليار دولار قبل عام. وسجلت مستويات العجز  في السلع مع المكسيك والاتحاد الأوروبي مستويات قياسية. وفي نفس الأثناء، إستمر ارتفاع الفائض في الخدمات مسجلا مستوى قياسي 270.2 مليار دولار العام الماضي.

ولكامل العام، ارتفعت الصادرات 6.3% إلى 2.5 تريليون دولار حيث زادت شحنات سلع من بينها النفط الخام والمنتجات البترولية ومحركات الطائرات. وقفزت الواردات 7.5% إلى 3.12 تريليون دولار بفعل مشتريات سلع تتنوع من أدوية إلى كمبيوترات، بجانب خدمات مثل السفر.

وفي شهر ديسمبر، انخفضت الصادرات 1.9% مقارنة بالشهر السابق في أكبر انخفاض منذ أوائل 2016 إلى 205.1 مليار دولار نتيجة انخفاض شحنات الطائرات المدنية والمنتجات البترولية والذرة. وارتفعت الواردات 2.1% إلى 264.9 مليار دولار بفعل زيادة في إستيراد الأغذية والسلع الاستهلاكية والكمبيوترات والطائرات. وكان العجز في السلع قياسيا.

وتأتي البيانات عقب نشر التقرير الأولي للناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع الأسبوع الماضي والذي أظهر ان الصادرات كانت عبئا على النمو للمرة الرابعة في خمسة فصول.

ويشير مؤيدون لترامب إلى محادثاته مع الصين وشركاء تجاريين أخرين للولايات المتحدة بجانب إعادة التفاوض على اتفاقية نافتا كجهود ستساعد في خفض العجز التجاري الأمريكي.

ولكن ساهمت أيضا السياسة التجارية لترامب بشكل كبير  في نمو العجز خلال 2018. فتسببت الرسوم التي هدد بها ثم فرضها على واردات قادمة من الصين في تدافع المستوردين على إرسال سلعهم قبل ان تدخل الرسوم الجديدة حيز التنفيذ والذي أدى إلى زيادة نشاط الملاحة في موانيء الساحل الغربي العام الماضي. وأضرت أيضا رسوم إنتقامية من الصين ردا على ترامب بصادرات زراعية أمريكية رئيسية مثل الفول الصويا التي انخفضت صادراتها بواقع 4 مليار دولار العام الماضي.  

وعلاوة على ذلك، ساهمت أيضا إنتقاداته وتهديداته بفرض رسوم على شركاء تجاريين من الصين إلى الاتحاد الأوروبي في تباطؤ تلك الاقتصادات وبالتالي طلبهم على السلع الأمريكية.

من المنتظر ان يصبح الرئيس دونالد ترامب رجل المئة مليار دولار بدلا من رجل الرسوم الجمركية كما يطلق على نفسه.

فإذا إستمر الاتجاه السائد في العام الماضي وصحت توقعات الخبراء الاقتصاديين، ستظهر بيانات تجارية مقرر صدورها يوم الاربعاء إن عجز الولايات المتحدة في السلع والخدمات مع العالم تخطى 600 مليار دولار في 2018. ويعني ذلك ان رئاسة ترامب ستشهد نمو العجز التجاري الأمريكي—المقياس الرئيسي الذي به يحكم على الدول إن كانت تربح أم تخسر—بأكثر من 100 مليار دولار.

وبعبارة أخرى، بحسب مقياس ترامب فإن الولايات المتحدة أسوأ بنسبة 20% عما كانت عليه في نهاية 2016، قبل قليل من توليه الحكم.

ولا يفضل الخبراء الاقتصاديون التركيز بشكل زائد على الميزان التجاري الأمريكي. فإنه إلى حد كبير مقياس يتحرك غالبا في إتجاهات معاكسة لصحة الاقتصاد.

فقد تسجل أكبر إنكماش للعجز التجاري الأمريكي على الإطلاق في عام 2009 عندما إنكمش بأكثر من 300 مليار دولارفي عام واحد نتيجة لأزمة الركود وقتها—والإنهيار المصاحب في الطلب الأمريكي على السلع المستوردة. (كنتيجة لهذا الانخفاض الحاد إنكمش العجز الأمريكي في السلع والخدمات أكثر من 200 مليار دولار خلال السنوات الثماني لحكم الرئيس باراك أوباما).

ورغم الاسم، لا ترتبط مستويات العجز التجاري بالسياسة التجارية بقدر ارتباطها بالسياسة الاقتصادية الأوسع نطاقا.

فكان المحرك الرئيسي على المدى الطويل لمستويات العجز المستمرة منذ 1975 الفجوة بين معدل الإدخار المنخفض للولايات المتحدة وجاذبيتها كوجهة للاستثمارات، والذي يرجع جزئيا إلى دور الدولار كعملة احتياط عالمي. وهذا يؤدي بدوره إلى قوة في الدولار، التي تساعد في حد ذاتها في زيادة العجز التجاري بخفض التكلفة الحقيقية للواردات وزيادة تكلفة السلع الأمريكية بالعملة المحلية في الأسواق الخارجية.

وفي أول 11 شهرا من عام 2018، زاد العجز الأمريكي في السلع والخدمات 52 مليار دولار أو حوالي 10% مقارنة بنفس الفترة في 2017. وإذا إستمر هذا النموذج في بيانات ديسمبر التي ستصدر يوم الاربعاء--و يتنبأ بذلك الخبراء الاقتصاديون المستطلع أرائهم—سيرتفع العجز إلى حوالي 610 مليار دولار في 2018. وفي عام 2016، بلغ 502 مليار دولار.

وكانت العوامل المباشرة للزيادة الحادة في العجز التجاري تحت حكم ترامب هو التوسع المالي الناتج عن التخفيضات الضريبية التي مررها عبر الكونجرس وقوة الدولار الناتجة جزئيا عن إنتعاش الاقتصاد الذي ساعد التوسع المالي في تحقيقه.

سجلت الحكومة الاتحادية الأمريكية فائضا في الميزانية خلال يناير. لكن حتى الأن هذا العام المالي، ارتفع العجز الإجمالي 77% عن نفس الفترة قبل عام.

وقالت وزارة التجارة يوم الثلاثاء إن العجز في أول أربعة أشهر من هذا العام المالي، الذي بدأ في الأول من أكتوبر، بلغ في الإجمالي 310.3 مليار دولار. وهذا ارتفاع من عجز بلغ 175.7 مليار دولار في نفس الفترة قبل عام مما يعكس تأثير التخفيض الضريبي البالغ قيمته 1.5 تريليون دولار الذي أقره الرئيس دونالد ترامب في 2017.

وتسجل في يناير فائض قدره 8.7 مليار دولار انخفاضا من فائض أكبر بلغ 49.2 مليار دولار في يناير 2018. وشهد يناير، الشهر الذي فيه يقدم الأفراد والشركات إقراراتهم الضريبية، فوائضا في 26 عاما خلال أخر 65 عاما.

ويتوقع مكتب الميزانية التابع للكونجرس ان يبلغ العجز هذا العام 897 مليار دولار بزيادة 15.1% عن عجز بلغ 779 مليار دولار العام الماضي.