جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
يسحب المستثمرون أموالا من أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب في العالم بأسرع وتيرة منذ أكثر من عام حيث يؤدي إنحسار التوترات التجارية إلى دفع المشترين للتخارج من أصول الملاذ الآمن.
وشهد صندوق SPDR Gold البالغ حجمه 33 مليار دولار صافي تدفقات خارجية 496 مليون دولار يوم الجمعة وهو أكبر مبلغ يتم سحبه في يوم واحد منذ فبراير 2018. وهذا وصل بإجمالي السحوبات على مدى خمسة ايام إلى 720 مليون دولار ليكون الاسبوع الماضي رابع أسبوع على التوالي من التدفقات الخارجية.
ويقيم المستثمرون احتمالات التوصل إلى اتفاق تجاري قد يؤدي إلى إلغاء أغلب أو كل الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين مما يعزز شهية المخاطرة ويحد من جاذبية الملاذات الآمنة. وأرجع محللون لدى كوميرز بنك من بينهم كارستن فريتش في رسالة بحثية التدفقات خارج صندوق SPDR Gold وانخفاض أسعار المعدن دون 1300 دولار للاوقية إلى "معنويات متفائلة". كما أدت أيضا قوة الدولار وتعافي في سوق الأسهم إلى تآكل الطلب على المعدن النفيس.
وقالت سيلفيا جابولونسكي، رئيسة أسواق المال لدى شركة ديريكسيون المتخصصة في الصناديق المتداولة في البورصة، "الذهب ينظر له كملاذ آمن، خاصة خلال التراجعات وأزمات الركود المتوقعة وتقلبات الأسواق". "نحن نسمع أخبار إيجابية حول التقدم المتوقع بين الرئيس شي وترامب، الذي قد يدفع بعض المستثمرين ربما إلى الإقبال على المخاطرة والحد—أو عدم زيادة—الإنكشاف على الذهب في المدى القريب".
تحولت الأسهم الأمريكية للانخفاض يوم الاثنين ماحية مكاسب حققتها في تعاملات سابقة مع إستمرار بحث المستثمرين عن تفاصيل اتفاق تجاري محتمل بين الولايات المتحدة والصين حيث تقترب الدولتان من التوصل إلى اتفاق.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي، الذي ارتفع في تسعة أسابيع من الأسبايع العشرة الماضية، 269.37 نقطة أو 1% إلى 25756.95 نقطة بعد صعوده أكثر من 100 نقطة في أوائل تعاملات الجلسة. وخسر مؤشر اس اند بي 500 نسبة 0.8% وفقد مؤشر ناسدك المجمع 0.9%.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأحد إن الولايات المتحدة والصين في المراحل النهائية لإستكمال اتفاق تجاري بعد أشهر من التوترات. وتعرض بكين تخفيض رسوم وإزالة قيود أخرى على سلع أمريكية بينما تدرس واشنطن إلغاء أغلب، إن لم يكن جميع، الرسوم المفروضة على منتجات صينية منذ العام الماضي.
وتؤثر التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم خلال الاشهر الأخيرة على الأسهم حيث تتنامى المخاوف من ان يؤدي الصراع التجاري إلى تفاقم تباطؤ يشهده بالفعل النمو العالمي.
تبيع اليونان سندات للمرة الثانية هذا العام مستفيدة من انخفاض تكاليف الإقتراض بعد قيام وكالة موديز برفع تصنيفها الائتماني.
وفوضت الدولة ستة بنوك لإدارة طرح سندات جديدة لآجل عشر سنوات، وفقا لما أعلنته بورصة أثينا يوم الاثنين. ومن المتوقع ان يكون الطرح يوم الثلاثاء وفقا لمسؤول رفض نشر اسمه لأن القرار ليس نهائيا. وباعت اليونان أخر مرة سندات بهذا الآجل في نوفمبر 2017 وقبل ذلك في 2010.
ويمثل الطرح الأحدث خطوة أخرى في إعادة تأهيل الدولة للأسواق منذ أزمة ديون منطقة اليورو، بعد قرار موديز رفع التصنيف السيادي لليونان درجتين إلى B1 مع نظرة مستقبلية مستقرة للتصنيف يوم لجمعة. وتفوقت الديون اليونانية على نظيرتها في منطقة اليورو هذا العام ليصل عائدها القياسي إلى أدنى مستوى في 13 عاما، إلا انه من المرجح ان ينجذب المستثمرون إلى هذا الطرح لأن السندات لازالت تقدم أعلى عائد في المنطقة.
ولازال تصنيف موديز أقل بأربع درجات من الدرجة الاستثمارية، لكن قد يكون كافيا لطمأنة المستثمرين الباحثين عن عائد مرتفع. ويأتي الطرح أيضا على خلفية طلب غير مسبوق على ديون منطقة اليورو حتى الأن هذا العام وسط قلق بشأن تباطؤ النمو في المنطقة الذي يضعف احتمالات رفع البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة في أي وقت قريب.
وتلقت اليونان طلبات بأكثر من 10 مليار يورو (11.3 مليار دولار) على بيع سندات لآجل خمس سنوات بقيمة 2.5 مليار يورو في يناير، بعد التخارج من برنامج إنقاذ ثالث وأخير في أغسطس. وقد يجمع بيع سندات لآجل 10 سنوات ما بين ملياري و2.5 مليار يورو، وفقا لمحللين في دويتشة بنك.
ويبلغ عائد السندات اليونانية لآجل عشر سنوات حوالي 3.67% مقارنة بعائد 2.76% على نظيرتها الإيطالية و0.17% على السندات الألمانية. وفي ذروة الأزمة المالية العالمية، وصل العائد على السندات اليونانية 44%.
ومع ذلك، يبقى التداول في الأوراق المالية الحكومية اليونانية شحيحا. وتظهر بيانات البنك المركزي اليوناني ان إجمالي التداول في السوق الثانوية الإلكترونية بلغ أقل من مليار يورو في فبراير مقارنة مع ذروته 146 مليار يورو في سبتمبر 2004.
قال الرئيس دونالد ترامب إن جلسة الإستماع إلى محاميه ومعاونه السابق مايكل كوهين في مجلس النواب الأمريكي ساهمت في قراره الإنسحاب من المفاوضات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، في تفسير جديد لإنهيار المحادثات بين الزعيمين.
وإختلفت رواية ترامب يوم الأحد عن تفسيره الاسبوع الماضي، عندما قال الرئيس إنه إنسحب من المحادثات مع كيم بسبب طلب الزعيم الكوري الشمالي بإعفاء كامل من العقوبات والذي إعتبره ليس مقبولا.
ويبقى غير واضح ما إذا كانت جلسة كوهين قد أثرت على تفكير ترامب أو نفوذ كيم. ولم يعلق فورا البيت الأبيض على طلب للتعليق حول كيف ساهمت الجلسة في فشل التوصل إلى اتفاق.
ويوم الاربعاء، أدلى كوهين بشهادة أمام لجنة الرقابة والإصلاح بمجلس النواب حول تجاوزات إرتكبها ترامب، بينما كان الرئيس في فيتنام يتفاوض مع كيم. وأبلغ ترامب الصحفيين يوم الخميس إنه حاول مشاهدة الجلسة بقدر ما أمكن.
انخفض الذهب لأدنى مستوى في أكثر من خمسة أسابيع يوم الاثنين حيث ساعد تفاؤل بشأن احتمالات التوصل لاتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز شهية المخاطرة، بينما خسر البلاتين 3%.
ويبدو ان أكبر اقتصادين في العالم على وشك إبرام اتفاق قد يلغي رسوم أمريكية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار على الأقل وربما ينهي حربهما التجارية المستمرة منذ وقت طويل.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى 1284.10 دولار للاوقية في الساعة 1444 بتوقيت جرينتش بعد ان لامست 1282.5 دولار في وقت سابق من الجلسة، وهو أدنى مستوى منذ 25 يناير.
ونزل المعدن النفيس دون المستوى الهام 1300 دولار يوم الجمعة.
وفي نفس الأثناء، فقدت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 1.1% إلى 1285.1 دولار للاوقية متجهة نحو تسجيل انخفاض للجلسة السادسة على التوالي.
وقال بوب هابيركورن، كبير محللي الأسواق لدى ر.جيه.أو فيوتشرز "توجد شهية تجاه المخاطرة في الأسواق في ظل محادثات إيجابية بين الولايات المتحدة والصين، بالتالي يتراجع الذهب بشكل طبيعي مع قوة الأسهم والدولار والأخبار الجيوسياسية التي تدعو للتفاؤل".
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأحد إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ قد يتوصلان إلى اتفاق تجاري رسمي في قمة بحلول 27 مارس في ضوء التقدم في المحادثات بين الدولتين.
ورحبت لأسواق العالمية بتلك الأخبار مما يشير إلى تحسن الطلب على الأصول التي تنطوي على مخاطرة والذي يضعف في المقابل الطلب على الذهب.
وبلغ مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة العملة أمام سلة من ست عملات أخرى أعلى مستوى في 10 أيام مع ارتفاع عائد السندات الأمريكية الذي يترجم إلى إقبال على العملة.
وقال كارلو ألبرتو دي كاسا، كبير المحللين لدى أكتيف تريدز، في رسالة بحثية "يبدو ان شهية المستثمرين تجاه الذهب قد تلاشت فجأة...من وجهة النظر الفنية، الانخفاض دون 1300 دولار يفسح مجالا لتراجعات أكثر".
وفي مؤشر على حالة المعنويات، هبطت حيازات صندوق جولد ترست، أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب في العالم، 1.50% يوم الجمعة في أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ ديسمبر 2016.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، خسر البلاتين 3% إلى 832.67 دولار للاوقية.
وانخفض البلاديوم 0.5% إلى 1538.03 دولار. ونزلت الفضة إلى أدنى مستوى في أكثر من شهرين 15.07 دولار للاوقية وتداولت في أحدث معاملات على انخفاض 0.6% عند 15.13 دولار.
تعصف إحتججات على غرار ثورات الربيع العربي بثالث أكبر مورد للغاز الطبيعي لأوروبا. فخرج ألاف الشباب الجزائريين إلى الشوارع بعد ان فاض بهم الكيل من رئيس ثمانيني مستمر في الحكم منذ 20 عاما واقتصاد ضعيف لا يخلق عدد كاف من الوظائف. ورغم ان هذا العرض النادر من الاستياء قد أثار أزمة سياسية في تلك الدولة السلطوية، إلا ان صادرات الدولة من الطاقة لم تتعطل.
ما الذي يحدث في الجزائر؟
يقول متظاهرون ان رئيسهم البالغ من العمر 82 عاما عبد العزيز بوتفليقة لا يجب ان يترشح لفترة خامسة في انتخابات موعدها أبريل. وكان بوتفليقة، الذي تعرض لجلطة دماغية في 2013 ونادرا ما يظهر في مناسبات عامة، قد أخمد إحتجاجات أصغر عندما ترشح في 2014 مستخدما مزيج من مدافع المياه وتعزيزات للدعم والرواتب. ولكن المساعدات المالية ستكون مؤلمة أكثر في تلك المرة لأكبر دولة منتجة للنفط والغاز في أفريقيا لأن اقتصادها لازال يكافح للتكيف مع أربع سنوت من انخفاض أسعار الخام. وترتفع معدلات التضخم، ووفقا لصندوق النقد الدولي من المتوقع ان يهوى احتياطي الدولة من النقد الأجنبي إلى 67 مليار دولار هذا العام من 177 مليار دولار في 2014.
هل ستتأثر صادرات النفط والغاز؟
هذا أمر غير محتمل. وقال ريكاردو فابياني، المحلل لدى شركة استشارات الطاقة إنيرجي أسبيكت، "بما ان الغالبية العظمى من منشآت النفط والغاز تقع في مناطق بعيدة عن المراكز الحضرية وغير مأهولة بعدد كبير من السكان، فإن خطر حدوث تعطل للإمدادات يعد منخفضا". والجزائر واحدة من صغار المنتجين بأوبك إذ تضخ مليون برميل يوميا من الخام. وهي تخطط لتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي، الذي تصدره بحرا ومن خلال خطوط أنابيب إلى إيطاليا وإسبانيا.
ماذا يخبرنا التاريخ عن الجزائر؟
كانت الحرب الأهلية التي إستمرت عشر سنوات بعد ان ألغى الجيش فوز الإسلاميين في انتخابات عام 1991 قاسية على المدنيين، لكنها لم تعوق قطاع الطاقة. وواصلت شركات أجنبية من بينها بي.بي وتوتال وريبسول الاستثمار في مشاريع، وتم إستكمال خط أنابيب بقيمة 23 مليار دولار يمتد إلى إسبانيا في 1996. وعلى الرغم من ذلك، ليست الدولة غريبة على المخاطر الأمنية. ففي عام 2013، قتل متشددون إسلاميون مرتبطون بتنظيم القاعدة 40 عاملا في منشآة أميناس للغاز، التي تشغلها شركات ستاتويل وبي.بي وسوناطراك المملوكة للدولة.
ما هو التأثير على مشاريع الطاقة؟
تخطط الجزائر لتطوير حقول نفط برية وبحرية وتجديد وبناء مصافي تكرير وتعزيز إنتاج البتروكيماويات. ويتوقف هذا التوسع على قيادة سياسية مستقرة ومجموعة جديدة من القوانين التي من الممكن ان تجذب المستثمرين الأجانب. وتناوب على صناعة الطاقة في الجزائر خمسة وزراء وستة مديرين تنفيذيين لشركة سوناطراك منذ 2010. وقال ريكاردو إن الأزمة الحالية تزيد من خطر حدوث "شلل في قطاع النفط والغاز وسلسلة تعديلات للمسؤولين بهدف تهدئة المتظاهرين". "وهذا قد يقوض سلطة هؤلاء المسؤولين الذين يحاولون إعادة هيكلة القطاع".
ساعدت حملة تخوضها الحكومة التركية من التهديدات والغرامات والخصومات الكبيرة بهدف تقليص تكاليف الغذاء الجامحة في انخفاض أكبر من المتوقع للتضخم.
وانخفض نمو الأسعار السنوي الشهر الماضي لأدنى مستوى في ستة أشهر حيث ان تعثر نمو الاقتصاد وإستقرار أكبر في العملة يمهدان لإنكماش أكبر في الأسعار خلال الفترة القادمة. ووفقا لبيانات صادرة عن مكتب الإحصاء التركي يوم الاثنين، ارتفعت أسعار المستهلكين في فبراير 19.7% مقارنة بالعام السابق بعد زيادة بلغت 20.4% في الشهر الأسبق. وكان متوسط التوقعات يشير إلى 19.9%.
ويتسلط الضوء على التضخم قبل أربعة أسابيع على انتخابات محلية تختبر قبضة الرئيس رجب طيب أردوجان على السلطة حيث تتزلق تركيا في ركود بعد إنهيار شهدته العملة العام الماضي. ويضر صعود تكاليف الغذاء بشكل هائل قاعدة الحزب الحاكم للرئيس بين القطاعات الأكثر فقرا للدولة البالغ عدد سكانها 82 مليون نسمة.
وقال بيوتر ماتيز، الخبير الاستراتيجي لدى رابوبنك، "إستقرار الليرة وإجراءات متنوعة قصيرة الآجل طبقتها الإدارة لكبح جماح التضخم، خاصة فيما يتعلق بأسعار الغذاء، بدأت تحقق نتائج". "ولكن تحتاج تركيا حلا هيكليا لمنع أسعار الغذاء وسلع مستوردة أخرى من الارتفاع من جديد إذا ما تجددت ضغوط بيع للليرة".
ومع إستقرار التضخم، ينتظر البنك المركزي ما وصفه محافظه مراد جيتنكايا بتباطؤ "مقنع" قبل إستئناف التيسير النقدي. والوقت ليس مناسبا حيث يشير إجماع أراء المحللين ان صانعي السياسة سيتركون سعر الفائدة الرئيسي عند 24% للاجتماع الرابع على التوالي يوم الاربعاء.
وفي مواجهة اكبر قفزة في أسعار الغذاء منذ 2004 على الأقل، فتحت أكشاك تديرها المحليات في المدن الكبرى لتقديم خضروات وفواكه بخصومات كبيرة تساعد في الحد من التضخم. ويمثل الغذاء والمشروبات غير الكحولية أكبر مكون لمؤشر أسعار المستهلكين إذ يمثل 23.29% من الإجمالي.
وبينما تباطأ تضخم أسعار الغذاء إلى معدل سنوي 29.3% الشهر الماضي، من 31% في يناير، إلا أنه لازال أعلى كثيرا من توقعات البنك المركزي لنهاية العام عند 13%.
تستعد الأسهم الأمريكية للفتح على ارتفاع يوم الاثنين تماشيا مع الأسواق العالمية وسط علامات على تقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وترتفع العقود الاجلة لمؤشر اس اند بي 500 ومؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.4% لكل منهما. وكان مؤشر الداو قد ارتفع في تسعة أسابيع من الأسابيع العشرة الماضية.
وفي أوروبا، صعد مؤشر ستوكس يوروب 600 بنسبة 0.5% بعد مكاسب واسعة النطاق عبر أسيا فيها سجلت الأسهم الصينية أعلى مستوى في تسعة أشهر.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأحد إن الولايات المتحدة والصين في المراحل النهائية لإستكمال اتفاق تجاري بعد أشهر من التوترات. وعرضت بكين تخفيض رسوم وقيود أخرى على سلع أمريكية في حين تدرس واشنطن إلغاء أغلب، إن لم يكن جميع، الرسوم التي فرضتها على منتجات صينية منذ العام الماضي.
وقال داتشياو لي، كبير الاقتصاديين لدى ينتجدا سيكيورتيز، "موجة صعود اليوم يغذيها إلى حد كبير تفاؤل حول اتفاق تجاري".
وتأثرت الأسهم في الأشهر الأخيرة بتوترات تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم حيث تنامت المخاوف من ان يؤدي الخلاف المتعلق بالرسوم إلى تفاقم حدة تباطؤ يشهده بالفعل النمو العالمي.
ويترقب المستثمرون أسبوعا مزحوما برسائل بنوك مركزية وبيانات اقتصادية من بينها أرقام الوظائف الأمريكية لشهر فبراير المقرر نشرها يوم الجمعة.
وساعدت إشارات حذرة من البنك المركزي الاوروبي والاحياطي الفيدرالي خلال الأشهر الأخيرة في تعافي الأسهم من تراجعات تعرضت لها في وقت سابق. ويوم الخميس، ينعقد البنك لمركزي الأوروبي من أجل اجتماعه القادم للسياسة النقدية. وقال محللون إن المركزي الأوروبي يستعد لمنح البنوك تمويلا طويل الآجل بفائدة رخيصة.
قفز اليوان الصيني والدولار الاسترالي بعد ان ذكر تقرير ان أغلب أو كل الرسوم الأمريكية على الصين من المتوقع إلغاءها ضمن اتفاق تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم هو الأن في مراحلة الأخيرة.
وتعززت شهية المخاطرة بفعل أحدث علامة على إنفراجة بشأن المفاوضات التجارية حيث كشفت أنباء ان بكين أوضحت في سلسلة من المحادثات مؤخرا مع الولايات المتحدة ان إلغاء الرسوم على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار من اليوم الأول أمر ضروري لإتمام أي اتفاق.
وارتفع الاسترليني حيث تسلمت رئيسة الوزراء تيريزا ماي قائمة بشروط يحتاج ان يلبيها اتفاقها لكسب تأييد المتشددين المؤيدين للبريكست.
وربما تساعد علامات على تقدم بين بكين وواشنطن في إحياء موجة صعود في أسواق الأسهم العالمية كانت قد أظهرت علامات على التعثر خلال الأسبوع الماضي.
وسيحظى المؤتمر الشعبي الوطني السنوي للصين بمتابعة وثيقة بحثا عن إشارات حول السياسة الرسمية لهذا العام عندما ينطلق يوم الثلاثاء وسيطلع المستثمرون على أحدث قراءة للاقتصاد الأمريكي بصدور تقرير الوظائف الشهري يوم الجمعة.
ويتأثر الدولار أيضا بتحذير من القوة الزائدة في العملة الأمريكية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما حذر محللون من ان الهجمات المستمرة على بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يضع العملة تحت ضغط على المدى الطويل.
علمت صحيفة وول ستريت جورنال من مصادر مطلعة إن الصين والولايات المتحدة في المرحلة الأخيرة من إستكمال اتفاق تجاري حيث تعرض بكين تخفيض رسوم جمركية وقيود أخرى على المنتجات الأمريكية وفي المقابل تدرس واشنطن إلغاء أغلب، إن لم يكن جميع، العقوبات المفروضة على المنتجات الصينية منذ العام الماضي.
وقالت المصادر إن الاتفاق بدأ يتشكل بعد محادثات جرت في واشنطن خلال فبراير ولكنها حذرت من انه لازال هناك عقبات، ويواجه كل جانب معارضة محتملة في الداخل على ان البنود تخدم أكثر الجانب الأخر.
ورغم العقبات المتبقية، إلا ان المحادثات تقدمت إلى حد عنده قد يتم التوصل إلى اتفاق رسمي في قمة بين الرئيس ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، ربما بحلول 27 مارس، بعد ان ينهي شي رحلة إلى إيطاليا وفرنسا، حسبما قال أفراد على دراية بالخطط.
وضمن اتفاق، تتعهد الصين بالمساعدة في تحقيق تكافؤ في الفرص بما يشمل تسريع الجدول الزمني لإلغاء القيود على ملكية الأجانب لمشاريع تصنيع السيارات وخفض الرسوم على السيارات المستوردة إلى أقل من المستوى الحالي البالغ 15%.
وستكثف بكين أيضا مشتريات السلع الأمريكية—وهو تكتيك الغرض منه إرضاء الرئيس ترامب—الذي خاض حملته الانتخابية على تعهد إنهاء العجز التجاري الثنائي مع الصين. وسيكون أحد المحفزات هو شراء غاز طبيعي بقيمة 18 مليار دولار من الشركة الأمريكي "تشينيري إنيرجي"، وفقا لأشخاص مطلعون على تلك الصفقة.
ويستمر الجانبان في التفاوض حول قضايا تخص السياسة الصناعية للصين التي تزعم الولايات المتحدة إنها تمنح الشركات المحلية الصينية تفوقا، خاصة الشركات المملوكة للدولة. وقال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ان النصوص الخاصة بحماية الملكية الفكرية تصل إلى حوالي 30 صفحة من وثيقة عمل تزيد عن 100 صفحة.
ويعمل أيضا المفاوضون الأمريكيون والصينيون على إنشاء ألية من خلالها قد يمكن معالجة شكاوي الشركات الأمريكية. وتدعو الخطة محل النقاش إلى اجتماعات ثنائية لمسؤولين من الدولتين من أجل التحكيم في نزاعات. وقال لايتهايزر إنه إذا لم تسفر تلك المحادثات عن اتفاق، ستفرض الولايات المتحدة رسوما.
وقال أخرون مشاركون في المحادثات ان الولايات المتحدة تضغط على بكين للموافقة على ألا ترد—على الاقل في بعض الحالات—إذا فرضت الولايات المتحدة رسوما. وهذا سيكون تنازلا كبيرا من مفاوضي بكين، الذين يقولون إنهم يريدون التأكد ألا يصبح الاتفاق معاهدة غير متكافئة للصين من النوع الذي كانت تفرضه القوى الغربية في القرن التاسع عشر.
وعلى الرغم من ذلك، يعرب المتشددون بشأن الصين في الولايات المتحدة عن مخاوف من ألا تكون إجراءات التحقق من التنفيذ قوية بما يكفي وتربط الولايات المتحدة بمحادثات لا نهاية لها.
وقال ديريك سيسورز، الخبير المختص بالصين لدى مؤسسة أمريكان إنتربيرز"العملية برمتها عملية احتيال"، زاعما ان الولايات المتحدة من الأفضل ان تفرض إرادتها بإتخاذ مواقف أحادية الجانب بدلا من ان تصبح عالقة في مفاوضات. ودعا ستيف بانون كبير الاستراتجيين السابق للبيت الأبيض الإدارة الأمريكية لزيادة الرسوم الجمركية للضغط على الصين من أجل القبول بشروط أكثر صرامة حتى إذا ترتب على ذلك مفاوضات أطول وغموض يواجه الأسواق.
وقال بانون "حتى يحصل ترامب على الإصلاحات الهيكلية التي يريدها وتحتاجها الدولة قد يستغرق بقية عام 2019 في التفاوض".
وبالنسبة للصينيين، ربط زيارة فلوريدا بالجولة الأوروبية لشي هو طريقة للتخفيف من الانطباع إنه يسافر مباشرة إلى منتجع ترامب من أجل تقديم تنازلات.
وفي الأسابيع الأخيرة، إستدعى الرئيس شي مسؤولين كبار من أنحاء الصين لتحذيرهم بشأن "مخاطر كبيرة" تواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأصدرت إدارته تعليمات حزبية جديدة تطالب "بالوحدة والعمل المنسق".
وسيتكشف الاختبار لسلطة شي خلال الاسبوعين القادمين، عندما يجتمع نحو 3 ألاف مشرعا في بكين لإستعراض البرنامج الاقتصادي للحكومة هذا العام.
وأحد الأمور المجهولة في المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين هو تأثير القمة الفاشلة لترامب في فيتنام مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يآملون بأن يتعلم شي من هذا الفصل أن ترامب سيرفض عرضا يعتبره غير كاف. لكنهم يخشون من ان تتعلم بكين الدرس المناقض وهو ان ترامب يرغب بشدة في تحقيق فوز.
وقال فريد بيرجستن، مؤسس معهد الاقتصاد الدولي في واشنطن، "فشله في التوصل إلى اتفاق في فيتنام يزيد الضغط عليه للتوصل إلى اتفاق مع الصينيين".
ويعترف الجانبان بالحاجة لكسب تأييد داخلي. ويعقد نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي، كبير مفاوضي شي، اجتماعات مع وزارات ووكالات عديدة لبناء توافق داخل الجهاز الإداري للدولة.
وفي نفس الأثناء، يخطط لايتهايزر للتوجه إلى ميتشجان هذا الاسبوع للتباحث مع اتحاد العاملين بشركات السيارات. وأبلغ الكونجرس الاسبوع الماضي إنه يحاول دمج طلبات محددة من نقابات عمالية وشركات ومزارعين ومشرعين في اتفاق واحد.
ومن المتوقع ان ترحب الأسواق بأي اتفاق حيث ارتفعت على خبر ان فرص إنهاء الحرب التجارية تتزايد. لكن في ضوء اللهجة المتشددة من الإدارة الأمريكية حول الصين—مثلما قال لايتهايزر الاسبوع الماضي إنه يعتبر بكين تحديا وجوديا للولايات المتحدة—تلقى نصوص الاتفاق بالفعل إنتقادا على أنها غير كافية ، خاصة إجراءات لإعادة صياغة السياسات الصناعية الصينية.
وفي خطوة ستدعم مزاعم الإدارة بمزايا اتفاق، ستوافق شركة الصين للنفط والكيماويات المملوكة للدولة، "سينوبيك"، على شراء غاز طبيعي مسال بقيمة 18 مليار دولار من شركة تشينيري، وفقا لمصادر على دراية بالصفقة.
وستبدأ تشينيري تسليم الغاز الطبيعي المسال للجانب الصيني في عام 2023. وقد توفر بنوك صينية تمويلا ضمن الاتفاق في نطاق 3 مليار دولار لبناء منشآت إضافية لتلبية الطلب. ولازالت تلك الصفقة قيد التفاوض ولم تكتمل.
وكانت الصين فرضت رسوما 15% على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي ضمن الحرب التجارية، وهي تشتري احتياجاتها في الأساس من قطر واستراليا وماليزيا.
وتشمل مشتريات أخرى الفول الصويا منتجات زراعية أخرى. وفي المحادثات الأخيرة، ناقشت بكين أيضا خفض الرسوم وإزالة حواجز أخرى حدت من بيع الكيماويات والمنتجات الزراعية الأمريكية، مثل الإيثانول، الذي يواجه الأن رسوما إنتقامية صينية نسبتها 70% -- ويستخدم منتج فرعي من الإيثانول ، هو "حبوب المقطرات الجافة"، كعلف للماشية-- والبولي سيليكون، المادة الخام المستخدمة في الألواح الشمسية التي فرض عليها رسوما 57% في بداية الحرب التجارية مع الصين.