Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha
هيثم الجندى

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

هبطت العقود الاجلة للأسهم الأمريكية ماحية مزيد من مكاسب حققتها الاسبوع الماضي مع استجابة المتعاملين للأخبار في عطلة نهاية الاسبوع والتي شملت تجاوز حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة 132 ألف وتحذيرات بأن الإغلاق في بريطانيا قد يستمر لستة أشهر.

وانخفضت العقود الاجلة لمؤشر ستاندرد اند بورز التي يحل آجلها في يونيو 1.4% إلى 2488 نقطة في الساعة 12:09 صباحاً بتوقيت القاهرة مقلصة انخفاض تجاوز 3% في الدقائق الأولى. وشهدت جلسة الجمعة نهاية مضطربة مع تهاوي السوق حوالي 3% في النصف ساعة الأخيرة. ومع ذلك تمكن مؤشر ستاندرد اند بورز 500 من إنهاء تعاملات الاسبوع على مكسب بلغ 10% هو الأكبر منذ 11 عاماً بدعم من سلسلة مكاسب تاريخية استمرت لثلاثة أيام.

وكانت التقلبات الكبيرة هي الأمر السائد في الأسواق العالمية على مدى خمسة أسابيع مع محاولة المستثمرين تقييم تأثير تفشي أغلق اقتصادات وأفقد الملايين وظائفهم  وجعل من شبه الأكيد ان تنكمش بحدة أرباح الشركات. ويتداول مؤشر ستاندرد اند بورز عند أقل من 17 ضعف الأرباح المحققة في العام الماضي في انخفاض من 22 ضعف الشهر الماضي.

وانخفض النفط الخام إلى أدنى مستوى في 17 عام خلال التعاملات الأسيوية مع تسارع إنتشار فيروس كورونا عبر اوروبا وأمريكا الشمالية وفي نفس الأثناء تواصل السعودية وروسيا حرباً مريرة على الحصص السوقية.

وهوت العقود الاجلة لخام برنت 7.6% إلى أدنى مستوى منذ نوفمبر 2002 بعد ان خسرت 5.4% يوم الجمعة مسجلة تراجعات لاسبوع الخامس على التوالي. وسجلت إسبانيا أكبر حصيلة وفيات حتى الان يوم الأحد، لكن تراجع عدد الوفيات في إيطاليا لليوم الثاني على التوالي. وفي نفس الأثناء، قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أن الوفيات ربما تصل إلى 200 ألف.

ويبدو ان السعودية وروسيا مستعدتين لحرب أسعار يطول أمدها. وقالت المملكة يوم الجمعة أنها لم تجر اتصالاً بموسكو حول تخفيضات إنتاج أو توسيع تحالف أبك بلس من المنتجين. وتشددت روسيا أيضا في موقفها مع تصريح نائب وزير الطاقة بافيل سوروكين أن النفط عند 25 دولار للبرميل غير سار، لكن ليس كارثة لموسكو.

وهبط خام برنت 1.90 دولار إلى 23.03 دولار للبرميل قبل ان يتداول عند 23.55 دولار في الساعة 9:20 صباحا بتوقيت سيدني (12:20 صباحاً بتوقيت القاهرة).

وانخفضت العقود الاجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم مايو 1.03 دولار إلى 20.48 دولار للبرميل.

أعلن الرئيس دونالد ترامب في مؤتمر صحفي ليل الأحد تمديد العمل بإرشادات التباعد الاجتماعي على مستوى الدولة حتى 30 أبريل وأشار أن معدل الوفيات بفيروس كورونا سيبلغ ذروته خلال أسبوعين.

وقال ترامب "ليس هناك ما هو أسوأ من إعلان الإنتصار قبل ان يتحقق الإنتصار". "بالتالي سنمدد العمل بإرشاداتنا حتى 30 أبريل".

وقال الرئيس في السابق أنه يريد إعادة فتح الدولة بحلول عيد الفصح، الذي يبعد أسبوعين فقط.

قال الدكتور أنتوني فوتشي مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية أن الولايات المتحدة ستشهد بكل تأكيد "ملايين حالات الإصابة" بمرض كوفيد-19 وأكثر من 100 ألف حالة وفاة.

وبينما تتصدر الولايات المتحدة العالم في عدد حالات الإصابة المعلنة من فيروس كورونا المستجد، يتنبأ أكبر خبير في الأمراض المعدية لدى الحكومة الأمريكية بوفاة ما بين 100 ألف و200 ألف من جراء هذا التفشي في الولايات المتحدة.

وتسجل الولايات المتحدة حالياً أكثر من 124 ألف حالة إصابة واكثر من 2100 وفاة.

وكان فوتشي يتحدث مع برنامج "حالة الاتحاد" الذي تبثه شبكة سي.ان.ان.

 

تشاحن الرئيس ترامب مع عدد من حكام الولايات حول كيفية إحتواء وباء كورونا في عطلة نهاية الأسبوع بينما خففت الصين بشكل أكبر القيود التي أوقفت نشاط اقتصادها وتجاوزت الوفيات 30 ألف عالمياً.

وزادت حصيلة الوفيات من جراء المرض المعروف بكوفيد-19 بخمسة أمثالها على مدى الأسبوعين الماضيين إلى 31700 يوم الأحد، مع تسجيل أكثر من ثلثي الوفيات في أوروبا، حسبما أظهرت بيانات جمعتها جامعة جونز هوبكينز.

وتجاوزت الوفيات ال10 ألاف في إيطاليا وإقتربت من 700 في مدينة نيويورك، وفقا لجونز هوبكينز.

وفي الولايات المتحدة، تصاعدت التوترات حول إقتراح فرض حجر صحي.

وتراجع الرئيس ترامب مساء يوم السبت (بالتوقيت الأمريكي) عن الفكرة بعد تصريحه في وقت سابق أنه ربما يفرض حجراً صحياً على نيويورك ونيوجيرسي وأجزاء من كونكتيكت بعد ردة فعل غاضبة من حكام الولايات. ولكن في المقابل، أصدرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها تحذيراً من زيارة هذه المناطق.

ووصف أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك  فكرة الحجر الصحي "بإعلان حرب من الحكومة الاتحادية على الولايات". وشكك في الأساس القانوني لمثل هذه الإجراءات. وقد تخطت حالات الإصابة المعلنة في مدينة نيويورك 30 ألف، وفقا لجونز هوبكينز.

ويلحق الوباء ضرراً بالغاً بالاقتصاد الامريكي مع فقدان الملايين وظائفهم  وتهاوي سوق الأسهم.

وأضافت الدولة أكثر من 19 ألف حالة إصابة بحلول يوم الأحد مما يرفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 124 ألف حيث قفز عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا فوق 678 ألف، وفقا لجامعة جونز هوبكينز.

ولازالت دول كثيرة تواجه صعوبات فيما يتعلق بالإمدادات من الكمامات الطبية. وفي هولندا، أعادت سلطات الصحة 600 ألف كمامة كانت تسلمتها مؤخراً من الصين ووزعتها على المستشفيات لأنه تم اعتبارها غير آمنة، وفقا لهيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية ان.او.اس. وقالت الحكومة الفرنسية يوم السبت أنها تنظم عمليات جسر جوي لجمع مليار كمامة قدمت طلبية لشرائها من الصين وسط نقص حاد في فرنسا.

وفي إيطاليا، تعهدت الحكومة بتحويل 400 مليون يورو (445.5 مليون دولار) إلى الإدارات المحلية والتي سيتم إستخدامها لتوزيع قسائم "كوبونات" لشراء مواد غذائية وسلع أساسية أخرى للمحتاجين في محاولة لتجنب أعمال شغب محتلة.

وقال جوزيبي كونتي رئيس الوزراء الإيطالي في مؤتمر صحفي متلفز في وقت متأخر يوم السبت "هذه هي الطريقة الأسرع للوصول للمواطنين ممن هم في ضيق". "هذه أيام صعبة. لن نتخلى عن أحد".

وحذر كونتي من ان إجراءات الإغلاق سيتم على الأرجح تمديدها حيث لا تشير البيانات ان إنتشار العدوى قد بلغ ذروته.

وبحلول السبت، أصيب أكثر من 92 ألف شخصاً بالفيروس في إيطاليا، وتوفى 10023.

وفي إسبانيا، قال بيدرو سانشيز رئيس الوزراء يوم السبت أن حكومته ستشدد إجراءات الإغلاق بإجبار كل العاملين في القطاعات غير الأساسية للبقاء في منازلهم لمدة اسبوعين. وسيطرت السلطات في إسبانيا على المستشفيات الخاصة وحولت بعض الفنادق إلى منشآت رعاية صحية بديلة. وفي مدريد، تحول السلطات مركز مؤتمرات إلى منشآة تضم 5500 سريراً.

وسجلت اليابان 199 حالة إصابة جديدة يوم السبت—في أكبر زيادة ليوم واحد—ليصل العدد الإجمالي من الإصابات بكورونا إلى 1724. وبلغت حصيلة الوفيات 55.

ودعا رئيس الوزراء شينزو أبي يوم السبت المواطنين للإستعداد "لمعركة طويلة". وتعهد بأن تكشف حكومته عن حزمة تحفيز تفوق تلك التي تم إقرارها خلال الأزمة المالية العالمية قبل أكثر من عشر سنوات.

وبينما إنتقل مركز الوباء إلى الغرب، خفف المسؤولون الصينيون بشكل تدريجي القيود القاسية المفروضة في إقليم هوبي بوسط البلاد والتي قطعت تدفق السلع والأفراد لحوالي شهرين.

وأعادت الجهة التنظيمية للطيران المدني في الدولة اسئتناف رحلات جوية داخلية يوم الأحد في هوبي بعد تعليقها لأسابيع. وتبقى الرحلات الجوية معلقة في أكبر مطار بالإقليم في ووهان، المدينة التي فيها تسجلت أولى حالات الإصابة في العالم أواخر العام الماضي والأشد تضرراً بتفشي كوفيد-19 في الصين. وستعود الرحلات الجوية من وإلى مطار تيانهي الدولي في ووهان إلى الخدمة بدءاً من الثامن من أبريل.

وألغت السلطات المحلية في إقليم هوبي، الذي فيه وصل عدد الوفيات إلى 3100، كافة نقاط التفتيش على الطرق السريعة باستثناء الخاصة بمدينة ووهان، حسبما ذكرت وكالة شينخوا الرسمية للأنباء. وإستأنفت أيضا شبكة مترو أنفاق ووهان عملها في عطلة نهاية الاسبوع بعد تعليق دام شهرين.  

وقال وانغ بين، المسؤول في وزارة التجارة الصينية، يوم السبت أن تقريباً كل المتاجر الكبرى ومراكز التسوق في الصين أعادت فتح ابوابها، مضيفاً ان 80% من المطاعم و60% من الفنادق إستأنف نشاطه.

ومع ذلك واصلت بعض المدن الصينية الرئيسية تشديد القيود على الوافدين الدوليين للسيطرة على حالات الإصابة الوافدة من الخارج، الذي قد يطلق موجة ثانية من الإصابة محلياً.

وبدأت شنغهاي المركز التجاري الساحلي فرض حجر صحي لمدة 14 يوم في أماكن محددة لكل المسافرين الوافدين بدءاً من يوم السبت، بينما كثفت مدينة جوانزو، الوجهة الشهيرة الأخرى للرحلات الدولية إلى القلب الصناعي للصين، في عطلة نهاية الاسبوع قواعد الحجر الصحي للوافدين.

وأعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين 45 حالة إصابة جديدة يوم السبت. فقط كانت حالة واحدة، في إقليم خنان، منتقلة محلياً، والحالات المتبقية قادمة من الخارج، حسبما قالت اللجنة.

قال الرئيس دونالد ترامب يوم السبت أنه ربما يحظر السفر من وإلى منطقة نيويورك للحد من إنتشار فيروس كورونا من بؤرته داخل الولايات المتحدة حيث تجاوز عدد الوفيات 2000 على مستوى الدولة.

ومع تضاعف عدد الوفيات خلال ثلاثة أيام، قال ترامب أنه ربما يفرض حجراً صحياً على نيويورك وأجزاء من نيوجيرسي وكونيتيكت لحماية ولايات أخرى لم تتضرر بعد بنفس القدر.

ومنذ ان ظهر الفيروس في الولايات المتحدة في اواخر يناير، تغير موقف ترامب من التقليل من شأن الإصابة بالفيروس إلى دعوة الأمريكيين لإتخاذ خطوات للحد من إنتشاره.

ولدى الولايات المتحدة الأن حوالي 120 ألف حالة إصابة مؤكدة، وهي أعلى حصيلة في العالم.

ويبقى ترامب أيضا متردداً في إستخدام صلاحيات طارئة لإلزام شركات أمريكية بإنتاج إمدادات طبية تشتد الحاجة لها، رغم مناشدات من حكام ولايات وعاملين بالمستشفيات.

وبدا أيضا أنه يخفف من نبرة تصريحات سابقة له فيها دعا لإعادة فتح الاقتصاد الأمريكي بحلول منتصف أبريل. وقال "سنرى ما سيحدث".

ولم يتضح ما إذا كان ترامب سيتمكن من منع السفر البري والجوي والبحري من منطقة تعد محركاً اقتصادياً لشرق الولايات المتحدة وتمثل 10% من سكان الدولة و12% من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال أندر كومو حاكم ولاية نيويورك أنه ليس لديه تفاصيل حول أمر محتمل بفرض حجر صحي.

وأبلغ كومو الصحفيين "لا أعلم ما يعنيه هذا. لا أعلم كيف سيكون هذا قابلاً للتنفيذ من الناحية القانونية، ومن وجهة النظر الطبية لا أعلم ما سيتحقق من وراءه". "لا يروق لي حتى سماع هذه الكلمة (حجر صحي)".

وفرضت بعض الولايات قيوداً بالفعل. فيواجه سكان نيويورك القادمين إلى فلوريدا ورود ايلاند أوامر بأن يعزلوا أنفسهم ذاتياً إذا كانوا يريدون البقاء، وطلب حاكما ولايتي بنسلفانيا وويست فيرجينيا الزائرين من نيويورك ان يخضعوا لحجر صحي طوعي.

قال ستيفن باويس مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أن بلاده ستكون أبلت بلاء حسناً إذا تمكنت من تسجيل أقل من 20 ألف حالة وفاة بفيروس كورونا.

وسجلت بريطانيا يوم السبت أعلى حصيلة وفيات يومية حتى الان منذ بدأ التفشي هناك ليرتفع إجمالي الوفيات إلى ما يزيد على ألف.

وحذر باويس المواطنين من التهاون وقال ان الجميع عليه ان يلعب دوره في الحد من إنتشار الفيروس.

وبلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة 17089 صباح يوم السبت بينما ارتفعت الوفيات 260 خلال يوم واحد إلى 1019، وهي سابع أعلى حصيلة وفيات في العالم خلف إيطاليا وإسبانيا والصين وإيران وفرنسا والولايات المتحدة.

وعند سؤاله عما إذا كانت بريطانيا على نفس مسار إيطاليا، التي فيها تجاوزت الوفيات حاجز 10 الاف، قال باويس أن المواطنين إذا إلتزموا بالإغلاق على مستوى الدولة قد تكون حصيلة الوفيات الإجمالية أقل من 20 ألف.

وقال في مؤتمر صحفي في داونينج ستريت "إذا كانت أقل من 20 ألف...ستكون نتيجة جيدة رغم ان كل حالة وفاة مأساة ، لكن لا يجب ان نتهاون".

واصبح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون  أول زعيم بلد كبير يعلن إصابته بفيروس كورونا يوم الجمعة. ويعزل جونسون نفسه في مقر إقامته بداونينج ستريت لكن لازال يقود استجابة بريطانية للأزمة.

تجاوز عدد الوفيات بفيروس كورونا في إيطاليا 10 ألاف يوم السبت في حين ظل معدل إنتشار العدوى مستقراً إلى حد كبير.

وقالت سلطات الصحة الإيطالية أن البلد الأشد تضرراً في أوروبا سجل 889 حالة وفاة جديدة في أخر 24 ساعة في انخفاض طفيف مقارنة مع مستوى قياسي تسجل يوم الجمعة. وارتفع عدد حالات الإصابة الجديدة بشكل هامشي إلى 5974، ليصل إجمالي المصابين بالفيروس في الدولة إلى 92742.

ومن المتوقع ان تمدد الحكومة إجراءات إحتواء صارمة حتى منتصف ابريل وتزيد حجم التحفيز المالي لاقتصاد الدولة المصاب بالشلل بأكثر من الضعف.  

وذكرت صحيفة"كوريرا ديلا سيرا" الإيطالية أنه من المتوقع ان يمدد رئيس الوزراء جوزيبي كونتي شبه إغلاق كامل للبلاد لمدة أسبوعين إضافيين لما بعد الموعد النهائي الحالي في الثالث من أبريل. وأشارت الصحيفة إلى نقاش جار لبعض الاستثناءات الطفيفية للشركات، مضيفة ان عودة الحياة لطبيعتها سيحدث على اي حال بشكل تدريجي فقط. وأعلنت بالفعل وزيرة التعليم لوتشيا أتسوليني أن المدارس لن تعيد فتح أبوابها أوائل الشهر القادم مثلما كان مخطط في البداية.

وسجل إقليم لومبادريا، بؤرة تفشي المرض في إيطاليا والذي يضم العاصمة المالية ميلانو، 542 حالة وفاة يوم السبت و2117 حالة إصابة جديدة.

وتصارع إيطاليا واحدة من أكبر حالات تفشي الفيروس في العالم إلا ان إنتشار العدوى يظهر علامات مبدئية على التباطؤ بعد ثلاثة أسابيع خلالها توقف النشاط الاقتصادي بالكامل. وتحضر الحكومة جولة ثانية من التحفيز بعد إقرار حزمة بقيمة 25 مليار يورو (28 مليار دولار) هذا الشهر، وفي نفس الأثناء تدخل في مفاوضات مع الشركاء الأوروبيين حول دعم مالي مشترك أكبر.

استمر تنامي المخاوف حول الكلفة الاقتصادية لوباء كورونا حيث تجاوز عدد الإصابات عالمياً 600 ألف يوم السبت، مع تحذير صندوق النقد الدولي من أزمة اقتصادية ومالية تفوق حدتها الأزمة العالمية في عام 2009.

ويؤدي حظر السفر والإغلاق إلى خنق نشاط الشركات ويتسبب في فقدان ملايين الوظائف، والذي  أكد عليه قفزة في طلبات إعانات البطالة الأمريكية إلى اكثر من ثلاثة ملايين الأسبوع الماضي وتحذير من ركود عميق هذا العام في سنغافورة البلد الذي يعد مقياساً للتجارة العالمية.

وقالت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، يوم الجمعة "من الواضح الأن أننا دخلنا في ركود بنفس سوء ركود 2009 أو أسوأ منه". وقالت أن تزايد حالات الإفلاس وتسريح العمالة يجهض أي تعافي ويلحق ضرراً مستداماً بالاقتصاد العالمي.

وزادت المخاطر من الحاجة الملحة لقيام الدول حول العالم بتقديم حزم إنقاذ لتخفيف التعثر المالي.

ووقع الرئيس دونالد ترامب يوم الجمعة خطة تحفيز بقيمة تريليوني دولار، هي أكبر حزمة إنقاذ في التاريخ.

ومع إنتشار الفيروس الشبيه بالإلتهاب الرئوي عبر الولايات المتحدة وأوروبا، بعد رصده لأول مرة في وسط الصين قبل ثلاثة أشهر، كثفت الحكومات حول العالم الجهود للحد من حركة الأشخاص وبدأت فرض إغلاق واسع النطاق للشركات والمطاعم والمدارس محلياً في الأسابيع الأخيرة.

وينال حظر السفر الذي يزداد صرامة من قبل دول كبيرة من بينها الولايات المتحدة والصين من التجارة العالمية، مما يعقد جهود إنعاش النمو.

ومدت فرنسا وبلجيكا يوم الجمعة إغلاق لكامل البلاد لمدة أسبوعين، حتى منتصف أبريل. وقال إيدوارد فيليب رئيس الوزراء الفرنسي أن الخبراء الذين يقدمون المشورة للحكومة أوصوا باستمرار الإغلاق لمدة ستة أسابيع على الأقل. وعلقت روسيا يوم الجمعة كافة الرحلات الجوية للركاب من وإلى الدولة.

وأضافت الولايات المتحدة أكثر من 15 ألف حالة إصابة بمرض كوفيد-19 مما وصل بالعدد الإجمالي لأكثر من 104 ألف يوم السبت، في ظل قفزة في عدد الحالات في ولاية نيويورك وزيادة في الفحوصات. وتجاوز هذا العدد إيطاليا والصين ، الدولتين اللتين لديهما ثاني وثالث أكبر عدد من حالات الإصابة إذ تبلغ الحالات المؤكد إصابتها 86 ألف و81 ألف على الترتيب، وفقا لبيانات جمعتها جامعة جونز هوبكينز.

ونتيجة لذلك، زاد عدد حالات الإصابة المؤكدة عالمياً بأكثر من الضعف على مدى الاسبوع الماضي إلى ما يزيد على 600 ألف. وارتفعت حصيلة الوفيات من الفيروس إلى أكثر من 28 ألف يوم السبت، مع تسجيل حوالي ثلث الوفيات في إيطاليا، حسبما أظهرت بيانات من جونز هوبكينز.

وارتفعت أعداد الوفيات في إيطاليا من جراء الفيروس 919 إلى 9134، وهي أعلى حصيلة يومية على الإطلاق. وارتفع إجمالي أعداد المصابين هناك إلى 86498 بزيادة 7% عن اليوم السابق.

وحذر صندوق النقد الدولي من ان الدول محدودة الدخل ستكون الأشد تضرراً في ضوء إقتران أزمة الصحة مع توقف مفاجيء في تدفقات رؤوس الأموال وفي بعض الحالات إنهيار في أسعار السلع الأولية. وفي روسيا، التي فيها صادرات النفط تمثل حوالي ثلث إيرادات الحكومة، هوى الروبل إلى أدنى مستوياته في أربع سنوات. وأشارت تقديرات الصندوق أن تمويلاً يقدر ب 2.5 تريليون دولار على الأقل سيكون مطلوباً لإحتواء الإنكماش الاقتصادي للأسواق الناشئة.

وتصارع الحكومة الصينية أيضا الضرر الاقتصادي من الفيروس الشبيه بسارس، في البداية من التوقف الطويل في أنشطة الشركات المحلية والأن من ضعف معنويات المستهلك وإنكماش الطلب على الصادرات في ظل إجتياح فيروس كورونا أوروبا والولايات المتحدة.

ويوم الجمعة، قالت الهيئة العليا لصناعة القرار في الدولة أن الحكومة تخطط لتكثيف الإنفاق على حساب زيادة عجزها المالي هذا العام، وتسريع إصدار سندات خزانة وما يعرف بسندات الغرض الخاص الحكومية لدعم تمويل مشاريع بنية تحتية، في إطار جهود تحفيز لتقليص التأثير الاقتصادي من الوباء.

وذكر بيان من اجتماع اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي يوم الجمعة برئاسة الرئيس شي جين بينغ "السياسة المالية يجب ان تكون إستباقية، ويجب ان تكون السياسة النقدية الحصيفة أكثر مرونة". ودعت الحكومة أيضا إلى إعادة فتح تدريجي للمراكز التجارية والأسواق لتعزيز إنفاق المستهلك.

وتشير تقديرات ليو تينغ، الخبير الاقتصادي في مؤسسة نومورا، أنه على مدى الفصلين الثاني والثالث، قد تنكمش صادرات الصين بإجمالي 30% مقارنة بالعام السابق، مما يمحو 18 مليون وظيفة أو حوالي ثلث هؤلاء المرتبط وظائفهم بالتجارة. ولمواجهة التأثير السلبي لهذا التفشي، قال تينغ في رسالة بحثية يوم السبت أنه من المرجح ان تخفض الصين سعر الفائدة الرئيسي على الودائع وترفع العجز المالي المستهدف إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي من 2.8% في 2019.

وأعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين تسجيل 54 حالة إصابة جديدة يوم الجمعة، قائلة أن جميعها وافد من الخارج، ليصل الإجمالي إلى 81349.

وتواصل دول أخرى تشديد القواعد الخاصة بالتباعد الاجتماعي. فأغلقت إيران هذا الاسبوع مراكز التسوق وحظرت السفر بين المدن متوعدة بفرض غرامات وإحتجاز سيارات المتجاوزين. ودعا مسؤولون إيرانيون المواطنين للتأهب لموجة ثانية من الإصابات. ووسعت أفغانستان يوم الجمعة القيود بإعلان إغلاق لمدة ثلاثة أسابيع لعاصمتها كابول. وفرضت لبنان، التي مدت إغلاق لكامل البلاد حتى 12 أبريل، يوم الجمعة حظر تجول في ساعات الليل.

وفي تركيا، فرض الرئيس رجب طيب أردوجان مزيداً من قيود السفر لمكافحة إنتشار الفيروس، الذي أصاب 5698 شخصاً وأودى بحياة 92 في الدولة، وفقا لإحصاء السلطات الصحية التركية. وتم الحد من التنقل بالحافلات وجواً بين المدن وتعليق كافة الرحلات الجوية الدولية.

هذا وحظرت هونج كونج التجمعات العامة لأربعة أشخاص أو أكثر بدءاً من منتصف ليل الأحد، وسيواجه من ينتهك هذه القواعد غرامات تزيد على 3 ألاف دولار وعقوبة السجن ستة أشهر. وقالت سنغافورة أنها ستغرم من ينتهك قواعدها للتباعد الاجتماعي بما يصل إلى 7 ألاف دولار.

وقالت استراليا أنها ستفرض حجراً صحياً على المواطنين العائدين من الخارج في فنادق لمدة 14 يوم، بدءاً من منتصف ليل السبت.

خفضت وكالة فيتش التصنيف الائتماني لبريطانيا مستشهدة بضعف الماليات العامة الناتج عن تأثير تفشي وباء كوفيد-19.

وأشارت أيضا شركة التصنيفات الائتمانية في قرار خفض تصنيف بريطانيا إلى –AA من  AA إلى عدم اليقين المتعلق بالعلاقات التجارية بعد البريكست مع الاتحاد الأوروبي. وأعطت فيتش نظرة مستقبلية سلبية للتصنيف.

وقالت فيتش "التخفيض يعكس ضعفاً كبيراً في الماليات العامة لبريطانيا سببه تأثير تفشي كوفيد-19 وموقف التيسير المالي الذي بدأ قبل ان يصبح حجم الأزمة واضحاً". "التخفيض يعكس أيضا الضرر العميق في المدى القريب على الاقتصاد البريطاني نتيجة تفشي فيروس كورونا وعدم اليقين المستمر فيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد البريكست".

ونسف الخراب الاقتصادي الذي تسبب فيه وباء فيروس كورونا التوقعات المالية المعتدلة نسبياً التي أعلنت قبل أسابيع قليلة فقط. وتشير تقديرات فيتش الأن أن الاقتصاد البريطاني قد ينكمش بنحو 4% هذا العام، ثم يليه نمو بحوالي 3% في 2021، لكن أشارت إلى وجود "خطر هبوطي كبير"  على هذا التوقع.

وكانت بريطانيا تتجه نحو تسجيل عجز في الميزانية قدره 55 مليار استرليني (68 مليار دولار) في العام المالي الذي بدأ يوم الأول من أبريل. والأن وفقا لبلومبرج ايكونوميكس، قد يصل الإقتراض إلى 160 مليار استرليني، أو أكثر من 7% من الناتج المحلي الإجمالي، ويرفع المستويات المرتفعة بالفعل من الدين الحكومي.

ويعكس هذا التغير الكبير تكلفة الدعم الحكومي المباشر للاقتصاد، بالإضافة إلى فقدان إيرادات ضريبية وزيادة الإنفاق الاجتماعي الذي يصاحب اقتصاد أخذ في الإنكماش سريعاً.

ويأتي التخفيض بعد أكثر قليلا من ثلاثة أشهر على تحسين فيتش تقييمها للاقتصاد البريطاني بعد ان أزاح الانتصار الانتخابي الحاسم لبوريس جونسون  عدم اليقين في المدى القريب حول البريكست.  

وقع الرئيس دونالد ترامب على أكبر حزمة تحفيز في التاريخ الأمريكي يوم الجمعة، وهو مشروع قانون بقيمة تريليوني دولار لإنقاذ الاقتصاد المتضرر بشدة من فيروس كورونا.

وأبلغ ترامب الصحفيين في البيت الأبيض "هذا سيقدم إغاثة مطلوبة بشكل عاجل". "سنحافظ على قوة شركاتنا الصغيرة والكبيرة".

وستوفر هذه الخطة التي تم الاتفاق عليها بصعوبة سيولة ضخمة في صورة قروض وإعفاءات ضريبية ومدفوعات مباشرة للمؤسسات الكبيرة والشركات الصغيرة والأفراد الذين إيراداتهم ودخولهم إنهارت في ظل قيود "التباعد الاجتماعي" التي تهدف إلى إبطاء إنتشار الفيروس.

وأصبحت الولايات المتحدة بؤرة الوباء على مستوى العالم، مع إصابة أكثر من 97 ألف شخصاً متجاوزة الصين.

وأنهت الأسهم تعاملاتها يوم الجمعة  على انخفاض بعد موجة صعود دامت ثلاثة أيام. وقلص المتعاملون مراكزهم قبل عطلة نهاية الاسبوع رغم تمرير مشروع قانون التحفيز. وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 3.4% بينما انخفض مؤشر الداو 4.1%.

وتتضمن حزمة التحفيز  500 مليار دولار قيمة قروض ومساعدات أخرى للشركات الكبرى، بما في ذلك 62 مليار دولار لقطاع الطيران، والمدن والولايات التي تكافح أعباء مالية متصلة بالفيروس.

وتشمل 350 مليار دولار قيمة مساعدات للشركات الصغيرة وتمنح 1200 دولار مدفوعات مباشرة للبالغين الأمريكيين من محدودي ومتوسطي الدخل، بالإضافة إلى 500 دولار لكل طفل. وستحصل المستشفيات على مساعدات بقيمة 117 مليار دولار، حيث يصبح الكثير منها مكتظ بمرضى الفيروس. وسيزيد القانون أيضا تأمين البطالة إلى 600 دولار في الأسبوع، إضافة إلى الإعانات القائمة التي توفرها كل ولاية.

ويتجاوز حجم هذه الحزمة بفارق كبير خطة بقيمة 800 مليار دولار وقعها الرئيس الأسبق باراك أوباما بعد الازمة المالية في 2008. وإلى جانب إجراءات الاحتياطي الفيدرالي، سيبلغ حجم تحفيز الاقتصاد حوالي 6 تريليون دولار، وفقا لكبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض لاري كودلو.

ولكن ربما لن تكون الخطة كافية لتجنب ركود اقتصادي أو قفزة في البطالة. وحتى قبل التمرير، قال قادة الكونجرس أن جولة أخرى من التحفيز ستكون مطلوبة بشكل شبه أكيد.

وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب يوم الاربعاء "هذا لن يكون مشروع القانون الأخير".