Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha
هيثم الجندى

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

أدت تداعيات إنهيار الليرة التركية إلى تسجيل اليورو أدنى مستوى جديد في 13 شهرا ووجهت ضربة لعملات الأسواق الناشئة مع إقبال المستثمرين القلقين من حدوث عدوى مالية على الين والفرنك السويسري كملاذين آمنين.

وعوضت الليرة التركية بعض الخسائر يوم الاثنين من مستوى قياسي منخفض 7.24 ليرة للدولار بعد ان قال البنك المركزي للدولة إنه سيوفر سيولة ويخفض الاحتياطي الإلزامي للبنوك، لكن لازالت العملة تنخفض نحو 10 في المئة خلال اليوم. وخسرت أكثر من 40 بالمئة من قيمتها في 2018.

وهذا أضر بعملات الأسواق الناشئة. ونزل الراند الجنوب أفريقي 1.5 بالمئة بعد هبوطه أكثر من 10% إلى أدنى مستوى في أكثر من عامين خلال تعاملات سابقة. وانخفت الروبية الهندية لمستوى قياسي منخفض بينما خسر البيزو المكسيكي ما يزيد عن واحد بالمئة.

وينتاب المستثمرون قلقا متزايدا من تنامي سيطرة الرئيس طيب أردوجان على الاقتصاد وتفاقم خلاف دبلوماسي مع الولايات المتحدة، وتطورت هذه المخاوف إلى ذعر في السوق الاسبوع الماضي.

وقال أرون هورد، مدير المحافظ لدى مجموعة تداول العملة اس.اس.جي.ايه في بوسطن، إنه على الرغم من حدوث عدوى مالية، إلا أنها "محدودة عند مقارنتها بأزمات أسواق ناشئة أخرى".

وعلى الرغم من ذلك، أقبل المتعاملون القلقون بشأن اليورو وعملات الأسواق الناشئة على الين والفرنك السويسري، اللذين ينظر لهما كعملتي ملاذ آمن في أوقات اضطراب السوق.

وتضرر اليورو من مخاوف بشأن إنكشاف بنوك إسبانية وإيطالية وأخرى أوروبية على تركيا فضلا عن قلق حول الغموض السياسي في إيطاليا.

ونزلت العملة الموحدة إلى 1.1365 دولار وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2017 قبل ان يظهر شراء وصل بها إلى 1.1423 دولار بارتفاع 0.1% عن يوم الجمعة.

وفي تعاملات سابقة، لامس اليورو 125.15 ين وهو أدنى مستوى منذ 30 مايو قبل ان يتعافى إلى 126.31 ين، بينما تراجع لأدنى مستوى في عام أمام الفرنك السويسري مسجلا  1.1285 فرنك لليورو.

وتراجع الدولار لأدنى مستوياته في أكثر من ستة أسابيع مقابل الين عند 110.95 ين. وانخفضت العملة الأمريكية 0.2% إلى 0.9936 فرنك.

وسجل الدولار، الذي يصعد منذ إندلاع أزمة الليرة، انخفاضا بنسبة 0.2% إلى 96.177 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسية دون أعلى مستوياته في 13 شهرا 96.522 نقطة.

حثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل تركيا يوم الاثنين على ضمان إستقلالية بنكها المركزي حيث قال مسؤولون كبار أخرون إن المشاكل الاقتصادية لتركيا تثير قلقا بالغا.

وخسرت الليرة التركية أكثر من 40% مقابل الدولار هذا العام وهو ما يرجع بشكل كبير إلى مخاوف حول تأثير الرئيس طيب أردوجان على الاقتصاد ودعواته المتكررة لخفض أسعار الفائدة وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.

وإرتدت العملة من مستوى قياسي منخفض أمام الدولار اليوم بعدما تعهد البنك المركزي بتوفير سيولة، لكنها ظلت تحت ضغط بيع واستمر إنهيارها يثير اضطرابات في الأسواق العالمية.

وقالت ميركيل خلال مؤتمر صحفي في برلين عند سؤالها عن الوضع الاقتصادي في تركيا "لا أحد له مصلحة في زعزعة الاستقرار الاقتصادي في تركيا. لكن لابد من فعل كل شيء لضمان إستقلالية البنك المركزي".

وأضافت ميركيل "ألمانيا تود ان ترى تركيا مزدهرة اقتصاديا. هذا في مصلحتنا".

وقال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس إن أنقرة يمكنها فعل المزيد لتحسين العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وألمانيا، الذي سيخفف أيضا مشاكلها الاقتصادية.

وتابع ماس "حقا، التطورات التي تجري حاليا في تركيا تثير قلقا بالغا".

وتوترت علاقات تركيا مع الولايات المتحدة وألمانيا بفعل قرارها إلقاء القبض على عدة مواطنين من الدولتين. وقال ماس إن حل الخلافات بين تركيا وحليفتيها بالناتو قد يساعد في تخفيف أزمتها الاقتصادية.

أقدم صناع السياسة في تركيا على أول خطواتهم لدعم النظام المالي وثقة المستثمرين وسط تهاوي في الليرة. ولكن واصلت عملة وأسهم وسندات الدولة تراجعاتها.

وبتعهده "إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة"، خفض البنك المركزي في أنقرة المبلغ الذي لابد ان تودعه البنوك التجارية لديه وخفف قواعد تحكم كيف تدير البنوك سيولتها من الليرة والعملة الأجنبية. وبينما لم ترد إشارة إلى رفع أسعار الفائدة، غير أن البنك المركزي قال إن كل الخيارات مطروحة.

وهذا كله جزء من خطة أعلنها وزير الخزانة والمالية بيرات ألبيراق في وقت متأخر يوم الأحد للرد على اضطرابات السوق. ورفض ألبيراق فرض قيود على رؤوس الأموال كخيار لوقف التدفقات الخارجية من العملة الصعبة وتعهد بملاحقة من قال أنهم ينشرون شائعات مضرة بأن الودائع سيتم مصادرتها. وذكرت صحيفة الجريدة الكويتية إن ألبيراق قام بزيارة للكويت ومن المنتظر ان يزور دول أخرى عضوه بمجلس التعاون الخليجي سعيا وراء استثمارات.

وقلصت الليرة لوقت وجيز خسائرها بعد بيان البنك المركزي ثم عاودت الهبوط لتتداول على انخفاض 6.6% عند 6.8819 للدولار في الساعة 12:02 بتوقيت إسطنبول. وقفز العائد على السندات الحكومية لآجل عامين 94 نقطة أساس إلى 25.74% وهو أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. وقفزت تكلفة تأمين الديون التركية من خطر التعثر عن السداد خلال السنوات الخمس القادمة بأكثر من 100 نقطة أساس إلى 537 نقطة بينما هوى مؤشر الأسهم الرئيسي ما يصل إلى 4.6%.

وفقدت العملة نحو ربع قيمتها مقابل الدولار منذ ان فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزيرين في حكومة الرئيس طيب أردوجان في خلاف حول استمرار إحتجاز قس أمريكي في تركيا مما يدفع الاقتصاد نحو إنهيار مالي كامل.

وبعد تعليقات ألبيراق يوم الأحد، فرضت الجهة التنظيمية للبنوك قيودا على مبادلات الدولار-ليرة في محاولة لجعل من الأصعب على المستثمرين في الخارج المراهنة على انخفاض العملة. وقال محللون لدى جلوبال سيكيورتيز من بينهم مدير البحوث سيرتان كارجين في تقرير إن إستخدام أدوات هامشية من المستبعد ان ينهي أزمة العملة.

وفي مطلع الأسبوع، هاجم أردوجان الولايات المتحدة وهدد بإيجاد تحالفات جديدة وأسواق جديدة من أجل الاحتياجات التويلية الهائلة للاقتصاد. وإستبعد أيضا رفع أسعار الفائدة وقال إن تركيا لن تقبل برنامج إنقاذ دولي.  

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين إنه يتوقع استمرار الهجمات على اقتصاد بلاده، لكنه تنبأ بأن الليرة ستعود إلى ”مستويات معقولة“ قريبا، بعدما سجلت العملة التركية مستوى قياسيا منخفضا عند أكثر من 7 ليرات للدولار.

وأضاف أردوغان، الذي وصف هبوط الليرة بأنه نتيجة لتأمر وليس للعوامل الاقتصادية الأساسية، أن انتشار الأنباء الكاذبة عن الاقتصاد خيانة وأن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة طعنة في ظهر أنقرة.

 وأشار أردوغان أن تركيا ستسرع وتيرة الخطط الاستثمارية لتلبية أهداف 2023 رغم الهجمات الاقتصادية، في إشارة إلى خطط مشروعات بناء كبرى ومساعي بلاده الطموح لتصبح واحدة من أكبر عشر اقتصادات في العالم.

وأبلغ أردوغان السفراء الأتراك في القصر الرئاسي أن تركيا تسعى بشكل متزايد وراء تشكيل تحالفات جديدة، وأن علاقاتها مع روسيا شهدت تقدما.

وقال أن توافق الرؤية الاقتصادية الصينية مع رؤية تركيا يتيح فرصا جديدة للتعاون.

نزلت أسعار الذهب عن 1200 دولار للأوقية لأول مرة في 17 شهرا يوم الاثنين ليخسر المعدن النفيس لصالح السندات الأمريكية والدولار القوي مع بحث المستثمرين عن ملاذ آمن من موجة بيع في الأسواق المالية سببها إنهيار الليرة التركية.

ويستخدم المستثمرون عادة الذهب كوسيلة للحفاظ على قيمة أصولهم خلال أوقات الغموض السياسي والاقتصادي والتضخم.

لكنه فشل هذا العام في الإستفادة في ظل إقبال المستثمرين على السندات الأمريكية، التي ينظر لها بالملاذ الآمن الأخير، ما يعني أنهم مضطرون لشراء الدولار.

وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.8% إلى 1201.31 دولار للأوقية بحلول الساعة 1314 بتوقيت جرينتش بعد نزوله في تعاملات سابقة إلى 1194.61 دولار وهو أدنى مستوى منذ مارس 2017. وتراجعت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.8% إلى 1208.60 دولار للأوقية.

وهوت الليرة جراء مخاوف من تزايد سيطرة الرئيس التركي طيب أردوجان على الاقتصاد وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقال أندريو كول، مدير الأصول لدى بيكتت أسيت مانجمينت، "الذهب لا يفعل ما كان مستثمرون كثيرون يآملون منه فعله"، مشيرا إلى جاذبيته كملاذ آمن.

وتتضح المعنويات السلبية في بيانات من اللجنة الأمريكية لتداول العقود الاجلة للسلع تظهر إن المضاربين في الذهب أضافوا 22.195 عقدا لصافي مراكز بيعهم في الأسبوع حتى السابع من أغسطس، ليصل العدد إلى 63.282 عقدا، وهو المستوى الأكبر منذ بدء إتاحة البيانات في 2006.

هوت الليرة التركية لمستوى قياسي جديد 7.24 للدولار في أوائل التعاملات في منطقة أسيا والمحيط الهادي حيث مازالت مخاوف المستثمرين بشأن حالة الاقتصاد وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة تواصل الضغط على العملة.

وبحلول الساعة 1903 بتوقيت جرينتش يوم الأحد، أوائل تعاملات يوم الاثنين في منطقة أسيا المحيط الهادي—بلغت الليرة 7.06 مقابل الدولار بعد ان لامست 7.24 في تعاملات سابقة.

وخسرت الليرة التركية نحو 40% من قيمتها هذا العام وهو ما يرجع بشكل كبير إلى مخاوف بشأن تأثير الرئيس رجب طيب أردوجان على الاقتصاد ودعواته المتكررة لخفض أسعار الفائدة رغم التضخم وخلاف مع الولايات المتحدة.

لم يجد المستثمرون الذين يأملون ببوادر على حل لأزمة الأسواق في تركيا والتوترات مع الولايات المتحدة ما يذكر ليكونوا متفائلين بشأنه في خطابات ألقاها يوم الأحد الرئيس رجب طيب أردوجان.

وفي ثلاثة خطابات عامة، هاجم أردوجان الولايات المتحدة مهددا بإيجاد تحالفات جديدة وأسواق جديدة. وإستبعد أيضا رفع أسعار الفائدة وقال أن تركيا لن تقبل ببرنامج إنقاذ من صندوق النقد الدولي. وكانت رسالته نقيض ما يدعو له المستثمرون لوقف سقوط حر في الأسواق.

وقال وين ثين، المحلل الكبير لدى براون براثرز هاريمان في نيويورك، يوم الأحد "الأمر مثله مثل صب البنزين على النار". وبينما التوترات مع الولايات المتحدة يجب حلها، فإن المشكلة الرئيسية في تركيا هي "غياب مسؤولين يحظون باستحسان السوق ولديهم خبرة مع الأسواق. صناعة السياسات أصبحت متركزة في يد أردوجان، وهو ببساطة ليس لديه فكرة عن الطريقة التي تعمل بها الأسواق".

وجاءت تعليقات أردوجان قبل ساعات فحسب من إستئناف الأسواق نشاطها بعد أن أثارت تراجعات حادة في الليرة يوم الجمعة هزة عبر الأسواق العالمية. وهبطت العملة يوم الجمعة ما يصل إلى 17% مقابل الدولار مما أذكى المخاوف من ان الاضطرابات المالية قد تمتد إلى أوروبا وأسواق ناشئة أخرى سواء قريبة أو بعيدة.

وبينما تأهب المستثمرون لبدء تداول العملة مجددا خلال التعاملات الأسيوية، تركزت كل الأنظار على أردوجان يوم الأحد بعد ان قدم سلسلة من الخطابات تتسم بالتحدي على مدى اليومين الماضيين. ولم يغير المسار.

وقال عن الولايات المتحدة، الحليف داخل تحالف الناتو الذي فرض عقوبات على تركيا في وقت سابق من هذا الشهر لرفضها الإفراج عن قس أمريكي، "سنقول وداعا لمن هم مستعدون للتخلي عن شراكتهم الاستراتجية". "نحن نعمل ليل نهار من أجل أسواق بديلة".

العقوبات الأمريكية

ورغم ان المحفز على التدهور السريع في العملة كان العقوبات الأمريكية الجديدة على تركيا، إلا ان مستثمرين كثيرين يقولون إن الاقتصاد البالغ حجمه 900 مليار دولار يتجه بالفعل نحو الهاوية. فأدت سنوات من الإنحياز لسياسة النمو على حساب أي شيء إلى جعل الشركات مثقلة بديون أجنبية بمئات المليارات من الدولارات، وتضخم متسارع، وواحدة من أكبر مستويات العجز في ميزان المعاملات الجارية في العالم.

وكان التأثير فوريا. ومع إثارة الاضطرابات في تركيا مخاوف من حدوث عدوى مالية، تخلى المستثمرون عن الأصول التي تنطوي على مخاطر وأقبلوا على الآمان في صورة سندات الدول المتقدمة. وصعدت السندات الأمريكية ونظيرتها الألمانية. وهبطت الراند الجنوب أفريقي والبيزو الأرجنتيني وبورصات الأسهم العالمية. وهوى اليورو 1.2% لأدنى مستوياته في عام مقابل الدولار وسط قلق بشأن الإنكشاف الأوروبي على البنوك التركية.

وينتاب المستثمرون قلقا من أن أردوجان يقف عائقا أمام زيادات أسعار الفائدة المطلوبة لاستقرار العملة ويقول البعض الأن أن إجراءات متطرفة فقط هي التي قد تعيد تركيا من شفا الهاوية. فأصبحت الأن مواضيع محظورة في السابق مثل برنامج إنقاذ دولي أو فرض قيود على رؤوس الأموال محل نقاش في الأوساط المالية التركية والدولية.

وقال أردوجان "أسعار الفائدة هي أدوات إستغلال تجعل الغني يزداد ثراءا والفقير يزداد فقرا". "مادمت على قيد الحياة، لن نسقط في مصيدة أسعار الفائدة". وإتهم أيضا من يدعون لاتفاق مع صندوق النقد الدولي بالسعي لسلب تركيا من إستقلالها السياسي".

رد أردوجان

في أعقاب مضاعفة الولايات المتحدة رسوم جمركية على الصلب والألمونيوم التركي يوم الجمعة، كتب أردوجان مقالة إفتتاحية بصحيفة نيويورك تايمز يعرب فيها عن شكواه ويهدد بالانسحاب من تحالفهما المستمر منذ عقود. وقال "الفشل في وقف هذا الاتجاه من السياسة الأحادية الجانب وعدم الإحترام سيتطلب مننا البدء في البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد".

وكتب إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوجان، في تغريدة يوم السبت إن الولايات المتحدة "تواجه خطر خسارة تركيا بالكامل".

وكان هناك علامات على أنه ليس الجميع متفق مع قرار ترامب شن حرب على اقتصادات أخرى. وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير خلال مقابلة مع صحيفة بيلد أم سونتاج الألمانية نشرت يوم الأحد إن الرسوم الأمريكية على منتجات من تركيا إلى الصين تدمر النمو الاقتصادي وتخلق "مظاهر عدم يقين جديدة".

وتظهر بالفعل الاضطرابات المالية علامات على أنها تمتد إلى بقية اقتصاد تركيا. فقد إقترضت شركاتها الخاصة بشكل مكثف بالعملات الأجنبية والأن تواجه ديونا تعادل نحو 40% من الناتج الاقتصادي السنوي للدولة. وعلى مدى الاثنى عشر شهرا الماضية، طلبت بضعة مؤسسات من بين الأكبر والأشهر في الدولة إعادة جدولة ديون خارجية بمليارات الدولارات، ومن المؤكد ان يحذ حذوها المزيد.

ويعتقد المستثمرون الأن إن البنك المركزي التركي سيضطر لتجاهل رغبات أردوجان ويعلن عن زيادة كبيرة لسعر فائدته الرئيسي البالغ 17.75% لمجرد وقف إنهيار العملة حيث تلامس مستويات ما كانت تخطر على بال قبل شهر واحد فقط.

وقال مورتن لوند، الخبير الاقتصادي لدى بنك نورديا في كوبنهاجن، "يبدو كإنهيار كامل، بالتالي يجب ان يتحركوا الأن". "الليرة ستواصل هبوطها إذا لم يرفعوا أسعار الفائدة".

حتى في تركيا تحت حكم رجب طيب أردوجان، الوطنية لها حدود.

بينما يتكهن الخبراء الاقتصاديون بشأن مجموعة الخيارات المتاحة لدى صناع السياسة في وجه إنهيار بالأسواق، يرفع الأتراك الراية البيضاء إزاء عملتهم الوطنية.

فتلقى الدعوات المتكررة من الرئيس أردوجان للمواطنين لتحويل ودائعهم الكبيرة بالعملة الأجنبية إلى ليرة أذانا صماء حيث أن أي أحد تجاوب مع مناشداته في الماضي خسر أموالا. وفي قلب عاصمة التجار بإسطنبول، داخل أقدم سوق مغطاه في العالم، توجد علامات على أن الأمر بدأ يضر مصداقيته وينال من تأييده.

وقال سيفين تيمور، متقاعد يبلغ من العمر 58 عاما، "أكن إحتراما لرئيسنا، لكن لا يمكن ان أبيع ما بحوذتي من ذهب وعملة أجنبية فقط لأنه وجه هذه الدعوة". "حرمت نفسي من الطعام من أجل هذه المدخرات".

وبالنسبة لزعيم يتباهى بأنه جعل الأتراك أكثر إزدهارا خلال سنواته الخمسة عشر في الحكم، يأتي عدم تلبية مناشداته حول الليرة كمفاجأة، وخيانة. ومنذ أن بدأ أردوجان لأول مرة الدعوة لذلك في منتصف ديسمبر 2016، أصبحت الليرة العملة الأسوأ في العالم بخسارتها نحو نصف قيمتها مقابل الدولار واليورو. ويوم الجمعة وحده، هبطت العملة 14 في المئة.

وقال جاهيت باس تاجر الذهب البالغ 48 عاما "خسرت نحو مليون ليرة"، مشيرا إلى رقم يساوي نحو 155 ألف دولار الأن، لكن 340 ألف دولار في منتصف 2016. "أعتقد أننا نتجه نحو أزمة أسوأ حتى من الأزمة السابقة".

ولفت باس إلى أنه لن تلحظ أي علامات على مشاكل إذا كنت تتابع وسائل الإعلام التي أغلبها تسيطر عليها الحكومة، لكن قال إن الأتراك يشعرون بذلك. وقال أن اثنين من التجار في السوق إنتحرا الأسبوع الماضي.  

وقال بولنت يوكيوران (36 عاما)، صاحب متجر، "أشعر بندم بالغ أنني لم أشتر دولارات، أشعر بالحماقة". وأضاف "عندما يكون لدينا ناس كثيرين جدا لديهم خبرة، فإن ترك الاقتصاد بالكامل لصهره خلق شعور بعدم الأمان"، مشيرا إلى قرار أردوجان تعيين زوج ابنته البالغ من العمر 40 عاما، بيرات ألبيراق، وزيرا لوزارة تدمج حديثا الخزانة والمالية يوم التاسع من يوليو.

وأثار هذا التعيين ايضا قلق المستثمرين الدوليين، الذين إعتادوا على التعامل مع أشخاص ذوي خبرة حول الاقتصاد. ولم يمنح المستثمرون ألبيراق فرصة تذكر حيث هبطت أسهم البنوك التركية نحو 20% في الأسبوع الذي أعقب تعيينه وخسرت الليرة 5%.

الخلاف الأمريكي

وبعدها الخلاف مع الولايات التحدة جعل الأمور أسوأ، وفي النهاية أثار انخفاضا حادا في العملة يهدد بالتحول إلى أزمة مالية مكتملة، بحسب ما قاله مستثمرون. وأدى رفض تركيا الإفراج عن مواطنين وموظفين دبلوماسيين أمريكيين تم إحتجازهم في أعقاب محاولة إنقلاب ضد أردوجان في 2016، من بينهم القس أندريو برونسون، إلى بدء قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات في وقت سابق من هذا الشهر. ومن المرجح قدوم مزيد من العقوبات إذا واصلت تركيا إحتجازهم.

وقال باس، تاجر الذهب، "الاقتصاد في حالة سيئة جدا على كل حال، ثم جاءت أزمة القس". "يجب ان يتخلوا فورا عن القس، كان يجب عليهم وضعه على الطائرة مع الوفد الأخير الذي زار الولايات المتحدة ويقولون: "هنا، تعالوا خذوه".  

وحمل زميله أبديس أكبولوت مشاعر مشابهة حيال تعامل أردوجان مع الشؤون الخارجية.

وقال "تركيا دولة كبيرة جدا، لكن لا يمكننا محاربة الجميع في الساحة الدولية". "لا يمكنك ان تتعارك مع الولايات المتحدة في يوم وفي اليوم التالي مع ألمانيا. كل نوبة غضب لأردوجان تتفجر فوق رؤوسنا".

وقالت باساك جينك، 38 عاما، إنها تحاول التعامل مع الاضطرابات بسحب كل أموالها من البنك.

وتابعت "لم يمكننا الحصول على أي عملة أجنبية يوم أمس: أردنا 50 ألف دولار لكنهم رفضوا بشكل مباشر". "لا يمكننا القيام أيضا بتحويل الأموال الإلكتروني".

لكن لم يضع الجميع اللوم على الحكومة. فذهب أوكان أكسوت، 28 عاما، إلى السوق ومعه حقيبة ممتلئة بالذهب كان يريد استبدالها بليرات، ليستغل ما كان يعتقد أنها فرصة بيع، ولتلبية دعوة أردوجان. وقال "إذا وصلت الليرة إلى 10 للدولار، لا يهم". وتداولت العملة عند 6.43 ليرة للدولار يوم الجمعة.   

التوجه إلى الشرق

قال عثمان سوتونا، الذي يبيع أشياءا مثل سجاد وحقائب قماش للسائحين، إن الوقت قد حان لتعديل كامل في السياسة الخارجية لتركيا تفصلنا عن الغرب، بما يتفق مع معسكر خبراء السياسة الداعمين للحكومة الذين ينظرون لمستقبلها كرائدة في الشرق الأوسط، وليس كعضو طامح بالاتحاد الأوروبي. وقال إن تركيا يجب ان تعقد استفتاءا على مغادرة حلف شمال الأطلسي (الناتو). "التعامل مع الولايات المتحدة مثله مثل النوم مع أفعى كبيرة: لا تعلم متى ستعضك".

وقاطع سوتونا شخص متنصت على الجانب الأخر من الطريق.

صاح هذا الرجل، الذي رفض الكشف عن اسمه خشية التنكيل به، بنبرة سخرية "إذن كلنا نستحق ذلك، من الأن فصاعدا سأصوت لصالح أردوجان—سأبيع كل شيء أملكه لدعمه!. "بما أنكم جميعا تريدون خلافة، أقيموها ودعونا نرتاح جميعا من ذلك".

بينما يستهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تركيا، يجد اليورو نفسه في مرمى النيران.

وهوت الليرة التركية لمستوى قياسي منخفض يوم الجمعة وسط توترات متصاعدة حول إحتجاز قس أمريكي حيث أمر ترامب بمضاعفة بعض الرسوم الجمركية على المعادن التركية. وإمتدت سريعا الخسائر من الأسواق الناشئة إلى المتقدمة: هبط اليورو ما يصل إلى 1% لأدنى مستوياته في أكثر من عام مواصلا انخفاض أثاره في السابق تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز أن البنك المركزي الأوروبي أثار القلق بشأن إنكشاف بنوك أوروبية على تركيا.

وقال شاهاب جالينوس، الرئيس الدولي لاستراتجية تداول العملات لدى كريدي سويس جروب، إنه في حال عدم التوصل إلى حل سريع للخلاف الأمريكي التركي، ستستمر العملة الموحدة في المعاناة وسط مخاوف بشأن التهديد على المؤسسات المالية الأوروبية.

ونزل اليورو إلى 1.1414 دولار يوم الجمعة وينخفض الأن نحو 5% هذا العام مقابل الدولار. ويتوقع جالينوس ان تكون النقطة القادمة في اليورو متوسط تحركه في 200 يوما عند 1.1367 دولار . وقال إن هذا المستوى كان مقاومة في النصف الثاني من 2016.

وربحت العملة الخضراء مقابل كافة عملات الأسواق الناشئة تقريبا اليوم مما يسلط الضوء على جاذبيته كملاذ آمن الذي يعزز قيمته على غير هوى الرئيس الأمريكي.

دعا الرئيس رجب طيب أردوغان الأتراك يوم الجمعة إلى تجاهل التقلبات في سعر صرف الليرة التركية قائلا إن الدولة في طريقها نحو تسجيل معدل نمو قياسي على الرغم من الهجمات الاقتصادية التي تواجهها.

وخلال حديثه في مدينة بايبورت في شمال شرق تركيا، جدد أردوغان نداءه إلى الأتراك لبيع الدولار من أجل دعم الليرة. وقال ”أولئك الذين يظنون أنهم سيجعلوننا نركع عن طريق الاحتيال الاقتصادي لا يعرفوننا على الإطلاق“.