
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
نزلت أسعار الذهب عن 1200 دولار للأوقية لأول مرة في 17 شهرا يوم الاثنين ليخسر المعدن النفيس لصالح السندات الأمريكية والدولار القوي مع بحث المستثمرين عن ملاذ آمن من موجة بيع في الأسواق المالية سببها إنهيار الليرة التركية.
ويستخدم المستثمرون عادة الذهب كوسيلة للحفاظ على قيمة أصولهم خلال أوقات الغموض السياسي والاقتصادي والتضخم.
لكنه فشل هذا العام في الإستفادة في ظل إقبال المستثمرين على السندات الأمريكية، التي ينظر لها بالملاذ الآمن الأخير، ما يعني أنهم مضطرون لشراء الدولار.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.8% إلى 1201.31 دولار للأوقية بحلول الساعة 1314 بتوقيت جرينتش بعد نزوله في تعاملات سابقة إلى 1194.61 دولار وهو أدنى مستوى منذ مارس 2017. وتراجعت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.8% إلى 1208.60 دولار للأوقية.
وهوت الليرة جراء مخاوف من تزايد سيطرة الرئيس التركي طيب أردوجان على الاقتصاد وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال أندريو كول، مدير الأصول لدى بيكتت أسيت مانجمينت، "الذهب لا يفعل ما كان مستثمرون كثيرون يآملون منه فعله"، مشيرا إلى جاذبيته كملاذ آمن.
وتتضح المعنويات السلبية في بيانات من اللجنة الأمريكية لتداول العقود الاجلة للسلع تظهر إن المضاربين في الذهب أضافوا 22.195 عقدا لصافي مراكز بيعهم في الأسبوع حتى السابع من أغسطس، ليصل العدد إلى 63.282 عقدا، وهو المستوى الأكبر منذ بدء إتاحة البيانات في 2006.
هوت الليرة التركية لمستوى قياسي جديد 7.24 للدولار في أوائل التعاملات في منطقة أسيا والمحيط الهادي حيث مازالت مخاوف المستثمرين بشأن حالة الاقتصاد وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة تواصل الضغط على العملة.
وبحلول الساعة 1903 بتوقيت جرينتش يوم الأحد، أوائل تعاملات يوم الاثنين في منطقة أسيا المحيط الهادي—بلغت الليرة 7.06 مقابل الدولار بعد ان لامست 7.24 في تعاملات سابقة.
وخسرت الليرة التركية نحو 40% من قيمتها هذا العام وهو ما يرجع بشكل كبير إلى مخاوف بشأن تأثير الرئيس رجب طيب أردوجان على الاقتصاد ودعواته المتكررة لخفض أسعار الفائدة رغم التضخم وخلاف مع الولايات المتحدة.
لم يجد المستثمرون الذين يأملون ببوادر على حل لأزمة الأسواق في تركيا والتوترات مع الولايات المتحدة ما يذكر ليكونوا متفائلين بشأنه في خطابات ألقاها يوم الأحد الرئيس رجب طيب أردوجان.
وفي ثلاثة خطابات عامة، هاجم أردوجان الولايات المتحدة مهددا بإيجاد تحالفات جديدة وأسواق جديدة. وإستبعد أيضا رفع أسعار الفائدة وقال أن تركيا لن تقبل ببرنامج إنقاذ من صندوق النقد الدولي. وكانت رسالته نقيض ما يدعو له المستثمرون لوقف سقوط حر في الأسواق.
وقال وين ثين، المحلل الكبير لدى براون براثرز هاريمان في نيويورك، يوم الأحد "الأمر مثله مثل صب البنزين على النار". وبينما التوترات مع الولايات المتحدة يجب حلها، فإن المشكلة الرئيسية في تركيا هي "غياب مسؤولين يحظون باستحسان السوق ولديهم خبرة مع الأسواق. صناعة السياسات أصبحت متركزة في يد أردوجان، وهو ببساطة ليس لديه فكرة عن الطريقة التي تعمل بها الأسواق".
وجاءت تعليقات أردوجان قبل ساعات فحسب من إستئناف الأسواق نشاطها بعد أن أثارت تراجعات حادة في الليرة يوم الجمعة هزة عبر الأسواق العالمية. وهبطت العملة يوم الجمعة ما يصل إلى 17% مقابل الدولار مما أذكى المخاوف من ان الاضطرابات المالية قد تمتد إلى أوروبا وأسواق ناشئة أخرى سواء قريبة أو بعيدة.
وبينما تأهب المستثمرون لبدء تداول العملة مجددا خلال التعاملات الأسيوية، تركزت كل الأنظار على أردوجان يوم الأحد بعد ان قدم سلسلة من الخطابات تتسم بالتحدي على مدى اليومين الماضيين. ولم يغير المسار.
وقال عن الولايات المتحدة، الحليف داخل تحالف الناتو الذي فرض عقوبات على تركيا في وقت سابق من هذا الشهر لرفضها الإفراج عن قس أمريكي، "سنقول وداعا لمن هم مستعدون للتخلي عن شراكتهم الاستراتجية". "نحن نعمل ليل نهار من أجل أسواق بديلة".
العقوبات الأمريكية
ورغم ان المحفز على التدهور السريع في العملة كان العقوبات الأمريكية الجديدة على تركيا، إلا ان مستثمرين كثيرين يقولون إن الاقتصاد البالغ حجمه 900 مليار دولار يتجه بالفعل نحو الهاوية. فأدت سنوات من الإنحياز لسياسة النمو على حساب أي شيء إلى جعل الشركات مثقلة بديون أجنبية بمئات المليارات من الدولارات، وتضخم متسارع، وواحدة من أكبر مستويات العجز في ميزان المعاملات الجارية في العالم.
وكان التأثير فوريا. ومع إثارة الاضطرابات في تركيا مخاوف من حدوث عدوى مالية، تخلى المستثمرون عن الأصول التي تنطوي على مخاطر وأقبلوا على الآمان في صورة سندات الدول المتقدمة. وصعدت السندات الأمريكية ونظيرتها الألمانية. وهبطت الراند الجنوب أفريقي والبيزو الأرجنتيني وبورصات الأسهم العالمية. وهوى اليورو 1.2% لأدنى مستوياته في عام مقابل الدولار وسط قلق بشأن الإنكشاف الأوروبي على البنوك التركية.
وينتاب المستثمرون قلقا من أن أردوجان يقف عائقا أمام زيادات أسعار الفائدة المطلوبة لاستقرار العملة ويقول البعض الأن أن إجراءات متطرفة فقط هي التي قد تعيد تركيا من شفا الهاوية. فأصبحت الأن مواضيع محظورة في السابق مثل برنامج إنقاذ دولي أو فرض قيود على رؤوس الأموال محل نقاش في الأوساط المالية التركية والدولية.
وقال أردوجان "أسعار الفائدة هي أدوات إستغلال تجعل الغني يزداد ثراءا والفقير يزداد فقرا". "مادمت على قيد الحياة، لن نسقط في مصيدة أسعار الفائدة". وإتهم أيضا من يدعون لاتفاق مع صندوق النقد الدولي بالسعي لسلب تركيا من إستقلالها السياسي".
رد أردوجان
في أعقاب مضاعفة الولايات المتحدة رسوم جمركية على الصلب والألمونيوم التركي يوم الجمعة، كتب أردوجان مقالة إفتتاحية بصحيفة نيويورك تايمز يعرب فيها عن شكواه ويهدد بالانسحاب من تحالفهما المستمر منذ عقود. وقال "الفشل في وقف هذا الاتجاه من السياسة الأحادية الجانب وعدم الإحترام سيتطلب مننا البدء في البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد".
وكتب إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوجان، في تغريدة يوم السبت إن الولايات المتحدة "تواجه خطر خسارة تركيا بالكامل".
وكان هناك علامات على أنه ليس الجميع متفق مع قرار ترامب شن حرب على اقتصادات أخرى. وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير خلال مقابلة مع صحيفة بيلد أم سونتاج الألمانية نشرت يوم الأحد إن الرسوم الأمريكية على منتجات من تركيا إلى الصين تدمر النمو الاقتصادي وتخلق "مظاهر عدم يقين جديدة".
وتظهر بالفعل الاضطرابات المالية علامات على أنها تمتد إلى بقية اقتصاد تركيا. فقد إقترضت شركاتها الخاصة بشكل مكثف بالعملات الأجنبية والأن تواجه ديونا تعادل نحو 40% من الناتج الاقتصادي السنوي للدولة. وعلى مدى الاثنى عشر شهرا الماضية، طلبت بضعة مؤسسات من بين الأكبر والأشهر في الدولة إعادة جدولة ديون خارجية بمليارات الدولارات، ومن المؤكد ان يحذ حذوها المزيد.
ويعتقد المستثمرون الأن إن البنك المركزي التركي سيضطر لتجاهل رغبات أردوجان ويعلن عن زيادة كبيرة لسعر فائدته الرئيسي البالغ 17.75% لمجرد وقف إنهيار العملة حيث تلامس مستويات ما كانت تخطر على بال قبل شهر واحد فقط.
وقال مورتن لوند، الخبير الاقتصادي لدى بنك نورديا في كوبنهاجن، "يبدو كإنهيار كامل، بالتالي يجب ان يتحركوا الأن". "الليرة ستواصل هبوطها إذا لم يرفعوا أسعار الفائدة".
حتى في تركيا تحت حكم رجب طيب أردوجان، الوطنية لها حدود.
بينما يتكهن الخبراء الاقتصاديون بشأن مجموعة الخيارات المتاحة لدى صناع السياسة في وجه إنهيار بالأسواق، يرفع الأتراك الراية البيضاء إزاء عملتهم الوطنية.
فتلقى الدعوات المتكررة من الرئيس أردوجان للمواطنين لتحويل ودائعهم الكبيرة بالعملة الأجنبية إلى ليرة أذانا صماء حيث أن أي أحد تجاوب مع مناشداته في الماضي خسر أموالا. وفي قلب عاصمة التجار بإسطنبول، داخل أقدم سوق مغطاه في العالم، توجد علامات على أن الأمر بدأ يضر مصداقيته وينال من تأييده.
وقال سيفين تيمور، متقاعد يبلغ من العمر 58 عاما، "أكن إحتراما لرئيسنا، لكن لا يمكن ان أبيع ما بحوذتي من ذهب وعملة أجنبية فقط لأنه وجه هذه الدعوة". "حرمت نفسي من الطعام من أجل هذه المدخرات".
وبالنسبة لزعيم يتباهى بأنه جعل الأتراك أكثر إزدهارا خلال سنواته الخمسة عشر في الحكم، يأتي عدم تلبية مناشداته حول الليرة كمفاجأة، وخيانة. ومنذ أن بدأ أردوجان لأول مرة الدعوة لذلك في منتصف ديسمبر 2016، أصبحت الليرة العملة الأسوأ في العالم بخسارتها نحو نصف قيمتها مقابل الدولار واليورو. ويوم الجمعة وحده، هبطت العملة 14 في المئة.
وقال جاهيت باس تاجر الذهب البالغ 48 عاما "خسرت نحو مليون ليرة"، مشيرا إلى رقم يساوي نحو 155 ألف دولار الأن، لكن 340 ألف دولار في منتصف 2016. "أعتقد أننا نتجه نحو أزمة أسوأ حتى من الأزمة السابقة".
ولفت باس إلى أنه لن تلحظ أي علامات على مشاكل إذا كنت تتابع وسائل الإعلام التي أغلبها تسيطر عليها الحكومة، لكن قال إن الأتراك يشعرون بذلك. وقال أن اثنين من التجار في السوق إنتحرا الأسبوع الماضي.
وقال بولنت يوكيوران (36 عاما)، صاحب متجر، "أشعر بندم بالغ أنني لم أشتر دولارات، أشعر بالحماقة". وأضاف "عندما يكون لدينا ناس كثيرين جدا لديهم خبرة، فإن ترك الاقتصاد بالكامل لصهره خلق شعور بعدم الأمان"، مشيرا إلى قرار أردوجان تعيين زوج ابنته البالغ من العمر 40 عاما، بيرات ألبيراق، وزيرا لوزارة تدمج حديثا الخزانة والمالية يوم التاسع من يوليو.
وأثار هذا التعيين ايضا قلق المستثمرين الدوليين، الذين إعتادوا على التعامل مع أشخاص ذوي خبرة حول الاقتصاد. ولم يمنح المستثمرون ألبيراق فرصة تذكر حيث هبطت أسهم البنوك التركية نحو 20% في الأسبوع الذي أعقب تعيينه وخسرت الليرة 5%.
الخلاف الأمريكي
وبعدها الخلاف مع الولايات التحدة جعل الأمور أسوأ، وفي النهاية أثار انخفاضا حادا في العملة يهدد بالتحول إلى أزمة مالية مكتملة، بحسب ما قاله مستثمرون. وأدى رفض تركيا الإفراج عن مواطنين وموظفين دبلوماسيين أمريكيين تم إحتجازهم في أعقاب محاولة إنقلاب ضد أردوجان في 2016، من بينهم القس أندريو برونسون، إلى بدء قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات في وقت سابق من هذا الشهر. ومن المرجح قدوم مزيد من العقوبات إذا واصلت تركيا إحتجازهم.
وقال باس، تاجر الذهب، "الاقتصاد في حالة سيئة جدا على كل حال، ثم جاءت أزمة القس". "يجب ان يتخلوا فورا عن القس، كان يجب عليهم وضعه على الطائرة مع الوفد الأخير الذي زار الولايات المتحدة ويقولون: "هنا، تعالوا خذوه".
وحمل زميله أبديس أكبولوت مشاعر مشابهة حيال تعامل أردوجان مع الشؤون الخارجية.
وقال "تركيا دولة كبيرة جدا، لكن لا يمكننا محاربة الجميع في الساحة الدولية". "لا يمكنك ان تتعارك مع الولايات المتحدة في يوم وفي اليوم التالي مع ألمانيا. كل نوبة غضب لأردوجان تتفجر فوق رؤوسنا".
وقالت باساك جينك، 38 عاما، إنها تحاول التعامل مع الاضطرابات بسحب كل أموالها من البنك.
وتابعت "لم يمكننا الحصول على أي عملة أجنبية يوم أمس: أردنا 50 ألف دولار لكنهم رفضوا بشكل مباشر". "لا يمكننا القيام أيضا بتحويل الأموال الإلكتروني".
لكن لم يضع الجميع اللوم على الحكومة. فذهب أوكان أكسوت، 28 عاما، إلى السوق ومعه حقيبة ممتلئة بالذهب كان يريد استبدالها بليرات، ليستغل ما كان يعتقد أنها فرصة بيع، ولتلبية دعوة أردوجان. وقال "إذا وصلت الليرة إلى 10 للدولار، لا يهم". وتداولت العملة عند 6.43 ليرة للدولار يوم الجمعة.
التوجه إلى الشرق
قال عثمان سوتونا، الذي يبيع أشياءا مثل سجاد وحقائب قماش للسائحين، إن الوقت قد حان لتعديل كامل في السياسة الخارجية لتركيا تفصلنا عن الغرب، بما يتفق مع معسكر خبراء السياسة الداعمين للحكومة الذين ينظرون لمستقبلها كرائدة في الشرق الأوسط، وليس كعضو طامح بالاتحاد الأوروبي. وقال إن تركيا يجب ان تعقد استفتاءا على مغادرة حلف شمال الأطلسي (الناتو). "التعامل مع الولايات المتحدة مثله مثل النوم مع أفعى كبيرة: لا تعلم متى ستعضك".
وقاطع سوتونا شخص متنصت على الجانب الأخر من الطريق.
صاح هذا الرجل، الذي رفض الكشف عن اسمه خشية التنكيل به، بنبرة سخرية "إذن كلنا نستحق ذلك، من الأن فصاعدا سأصوت لصالح أردوجان—سأبيع كل شيء أملكه لدعمه!. "بما أنكم جميعا تريدون خلافة، أقيموها ودعونا نرتاح جميعا من ذلك".
بينما يستهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تركيا، يجد اليورو نفسه في مرمى النيران.
وهوت الليرة التركية لمستوى قياسي منخفض يوم الجمعة وسط توترات متصاعدة حول إحتجاز قس أمريكي حيث أمر ترامب بمضاعفة بعض الرسوم الجمركية على المعادن التركية. وإمتدت سريعا الخسائر من الأسواق الناشئة إلى المتقدمة: هبط اليورو ما يصل إلى 1% لأدنى مستوياته في أكثر من عام مواصلا انخفاض أثاره في السابق تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز أن البنك المركزي الأوروبي أثار القلق بشأن إنكشاف بنوك أوروبية على تركيا.
وقال شاهاب جالينوس، الرئيس الدولي لاستراتجية تداول العملات لدى كريدي سويس جروب، إنه في حال عدم التوصل إلى حل سريع للخلاف الأمريكي التركي، ستستمر العملة الموحدة في المعاناة وسط مخاوف بشأن التهديد على المؤسسات المالية الأوروبية.
ونزل اليورو إلى 1.1414 دولار يوم الجمعة وينخفض الأن نحو 5% هذا العام مقابل الدولار. ويتوقع جالينوس ان تكون النقطة القادمة في اليورو متوسط تحركه في 200 يوما عند 1.1367 دولار . وقال إن هذا المستوى كان مقاومة في النصف الثاني من 2016.
وربحت العملة الخضراء مقابل كافة عملات الأسواق الناشئة تقريبا اليوم مما يسلط الضوء على جاذبيته كملاذ آمن الذي يعزز قيمته على غير هوى الرئيس الأمريكي.
دعا الرئيس رجب طيب أردوغان الأتراك يوم الجمعة إلى تجاهل التقلبات في سعر صرف الليرة التركية قائلا إن الدولة في طريقها نحو تسجيل معدل نمو قياسي على الرغم من الهجمات الاقتصادية التي تواجهها.
وخلال حديثه في مدينة بايبورت في شمال شرق تركيا، جدد أردوغان نداءه إلى الأتراك لبيع الدولار من أجل دعم الليرة. وقال ”أولئك الذين يظنون أنهم سيجعلوننا نركع عن طريق الاحتيال الاقتصادي لا يعرفوننا على الإطلاق“.
ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع زيادة الطلب على المعدن كملاذ آمن بفعل أزمة الليرة التركية والتي في نفس الوقت تدعم الدولار بما يجعل الذهب أكثر تكلفة على حائزي العملات الأخرى.
وتهافت المستثمرون على العملة الخضراء إلتماسا للآمان مع إنهيار الليرة 23% إلى مستوى قياسي منخفض. وهبط الروبل الروسي لأدنى مستوياته في أكثر من عامين ولامس اليورو والاسترليني أضعف مستوياتهما في عام.
وقال أولي هانسنالمحلل ف ساكسو بنك إنه مع إمتداد الاضطرابات في تركيا إلى أسواق أخرى، فإن الذهب—الذي يستخدم عادة كاستثمار آمن في أوقات عدم اليقين—قد إستقطب بعض الاهتمام الإضافي.
وأضاف ”هناك معركة دائرة بين الدولار الأخذ في الصعود وبعض الطلب على الملاذات الآمنة الناتج عن خطر انتقال عدوى عقب انهيار الليرة.“
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1214.71 دولار للأوقية في الساعة 1345 بتوقيت جرينتش مع صعود الدولار 0.8% مقابل سلة من العملات الرئيسية. ويتجه الذهب نحو إنهاء الأسبوع دون تغيير تقريبا بعد أربعة أسابيع متتالية من التراجعات.
وهوى الذهب 11% من أعلى مستوياته في أبريل إلى أدنى سعر في عام 1204 دولار الاسبوع الماضي حيث ارتفع الدولار لأعلى مستويات في 13 شهرا وتخارج المستثمرون من مراكز شراء في الذهب وبدأوا يضاربون على انخفاض الأسعار.
ناشد الرئيس رجب أردوجان الأتراك يوم الجمعة لتحويل الذهب والدولارات إلى ليرة مع دخول العملة في حالة سقوط حر بعدما ضيق الرئيس دونالد ترامب الخناق على أنقرة بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات المعادن.
وتهبط الليرة على مخاوف بشأن تأثير أردوجان على السياسة النقدية وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة. وهذا تحول لموجة بيع عنيفة يوم الجمعة مع تهاوي الليرة أكثر من 18% خلال اليوم وأكثر من 40% هذا العام مسجلة مستوى قياسي جديد بعد ان إتخذ ترامب خطوات لمعاقبة تركيا في خلاف واسعة النطاق.
وقال ترامب إنه أقر رسوما جمركية على واردات من تركيا فارضا رسوم نسبتها 20% على الألمونيوم و50% على الصلب. وأشار على تويتر إن الليرة "تهبط سريعا مقابل الدولار القوي جدا".
وقال في تدوينة في ساعات الصباح "علاقتنا مع تركيا ليست جيدة في الوقت الحالي".
وبينما تركيا والولايات المتحدة في خلاف حول مجموعة من القضايا، إلا أن الخلاف الأكثر إلحاحا يتعلق بإحتجاز موطنين أمريكيين في تركيا، لاسيما القس أندريو برونسون الذي يحاكم بتهم إرهاب. وعقد وفد من المسؤولين الأتراك محادثات مع نظرائهم في واشنطن هذا الأسبوع لكن لا توجد بادرة على حدوث إنفراجة.
وتنتشر تداعيات للأزمة في الخارج مع بيع المستثمرين أسهم في البنوك الأوروبية التي لديها إنكشاف كبير على الاقتصاد التركي.
وأدت موجة بيع الليرة إلى تفاقم القلق بشكل خاص حول ما إن كانت الشركات المثقلة جدا بالديون ستكون قادرة على سداد قروض باليورو والدولار بعد سنوات من الإقتراض الخارجي لتمويل طفرة في الإنشاءت تحت حكم أردوجان.
وتسبب التحدي المعتاد عن أردوجان رغم الأزمة في إثارة قلق المستثمرين بشكل أكبر. وناشد الرئيس، الذي يقول ان "لوبي أسعار فائدة" مشبوه ووكالات تصنيف ائتماني غربية يحاولان إسقاط اقتصاد تركيا، الأتراك بالتحلي بالوطنية.
وقال أمام حشد في مدينة بايبورت بشمال شرق البلاد "إذا كان لديكم دولارات أو ذهب تحت الوسائد، إذهبوا وحولوها إلى ليرة في بنوكنا....هذه معركة وطنية داخلية". "هذا سيكون رد شعبنا على من يشن حربا اقتصادية علينا".
وطمأن أردوجان الحشد "الدولار لا يمكن ان يعوق مسيرتنا. لا تقلقوا".
ولكن هذا من المستبعد ان يهديء المستثمرين الذي هم قلقون أيضا بشأن الخلاف المتنامي مع الولايات المتحدة.
وأكدت التوترات مع واشنطن، بالنسبة للمستثمرين، المسار السلطوي الذي تسلكه تركيا تحت حكم أردوجان.
وقال سيفتين جورسيل، الخبير الاقتصادي البارز والأستاذ في جامعة بهتشه شهير بتركيا، "السبب الرئيسي لإنهيار سعر الصرف هو ان الثقة في إدارة الاقتصاد قد تلاشت داخليا وخارجيا".
"أولا، يجب استعادة الثقة. واضح كيف يمكن فعل ذلك: بما ان صانع القرار النهائي لكل السياسات في النظام الجديد هو الرئيس، فمسؤولية إستعادة الثقة على عاتقه".
وهبطت السندات السيادية المقومة بالدولار لتركيا مع تداول إصدارات كثيرة عند مستويات قياسية منخفضة. وعانت ديون بالعملة الصعبة أصدرتها بنوك تركية من تراجعات مماثلة.
وفي نفس الأثناء، قفزت تكلفة تأمين الإنكشاف على الدين السيادي لتركيا من خلال "عقود التحوط من خطر التعثر عن السداد بعد خمس سنوات" إلى أعلى مستوى منذ مارس 2009 لتفوق مستويات شهدتها اليونان التي تخلفت أكثر من مرة عن سداد ديونها وحصلت على ثلاثة برامج إنقاذ في السنوات العشر الماضية.
ويؤدي الانخفاض الذي لا يتوقف في الليرة إلى رفع تكلفة السلع المستوردة من الوقود إلى الغذاء للمواطنين الأتراك العاديين.
وإعترف وزير المالية الجديد بيرات ألبيراق—صهر أردوجان—بأن استقلالية البنك المركزي مهمة للاقتصاد متعهدا بإنضباط مالي أقوى وأولوية للإصلاحات الهيكلية.
وبتقديم النموذج الاقتصادي الجديد للحكومة، قال إن الخطوات القادمة من إعادة التوازن ستتضمن خفض عجز ميزان المعاملات الجارية وتحسين الثقة. وأضاف إنه سيكون هناك تحول في وزارة المالية فيما يتعلق بالضرائب.
وهذا لم يساعد بدرجة تذكر في إنعاش العملة. وقال كريستيان ماجيو، رئيس استراتجية الأسواق الناشئة لدى تي دي سيكيورتيز، في رسالة بحثية للعملاء "التغريدة (الخاصة بترامب) كانت أقوى من التصريحات التركية". "خطة ألبيراق غير مبهرة في أحسن الأحوال".
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز إن البنك المركزي الأوروبي يزداد قلقا بشأن إنكشاف بعض بنوك منطقة اليورو على تركيا عقب هبوط الليرة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع لم تسمه قوله إن بنوك بيلباو فيزكايا الإسباني ويوني كريدي الإيطالي وبي.ان.بي باريبا الفرنسي منكشفة بشكل خاص بعد ان خسرت العملة أكثر من ثلث من قيمتها هذا العام.
وقالت الفاينانشال تايمز إن ألية الإشراق الموحد التابعة للبنك المركزي الأوروبي بدأت على مدى الشهرين الماضيين تنظر عن كثب لعلاقات البنوك الأوروبية بتركيا، مضيفة ان الهيئة الرقابية لا ترى الوضع حرجا بعد. وأشارت الصحيفة إن الخطر هو ألا يكون المقترضون الأتراك متحوطين من ضعف الليرة وقد يبدأون بالتخلف عن سداد ديون بالعملة الأجنبية.
وهوت الليرة التركية أكثر من 18% خلال اليوم وما يزيد عن 40% هذا العام مسجلة مستوى قياسي منخفض جديد مع تنامي المخاوف من تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وتسارع التضخم.
ارتفعت أسعار المستهلكين الأمريكية في يوليو ليسجل مؤشر يستثني تكاليف الغذاء والوقود أكبر زيادة سنوية منذ 2008 الذي يدعم التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة الشهر القادم.
وأظهر تقرير لوزارة العمل يوم الجمعة إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.2% مقارنة بشهر يونيو بعد زيادة شهرية بلغت 0.1%. وجاء هذا مطابقا لمتوسط التوقعات في مسح بلومبرج. وعند استثناء الغذاء والطاقة، زاد المؤشر الأساسي 0.2% أيضا وهو نفس المتوقع. وصعد المؤشر الأساسي 2.4% على أساس سنوي في أكبر زيادة لهذا المؤشر منذ سبتمبر 2008.
وتشير النتائج أن استمرار الطلب الاستهلاكي سيغذي التضخم في وقت تهدد فيه أيضا رسوم جمركية ورسوم مضادة من الولايات المتحدة ودول من بينها الصين برفع تكاليف مجموعة متنوعة من السلع. ويشجع التقدم المطرد نحو مستهدف الاحتياطي الفيدرالي—بناء على مؤشره المفضل للتضخم—على قيام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة مرة أو مرتين إضافيتين هذا العام.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين العام 2.9% على أساس سنوي في يوليو بما يطابق متوسط التوقعات حسبما جاء في التقرير. وكان المتوقع ان يرتفع المؤشر الأساسي 2.3% على أساس سنوي.
وعزا نحو 60% من تلك الزيادة في المؤشر العام إلى قفزة في تكاليف السكن.
وعوضت بعض الأشياء تراجعات كبيرة سجلتها في يونيو. من بينها أسعار حجوزات الفنادق، التي ارتفعت 0.4% بعد انخفاض قياسي 4.1% في يونيو. وقفزت أسعار تذاكر الطيران 2.7% وهي الزيادة الأكبر منذ يوليو 2013 بعد انخفاضها 0.9% في يونيو.
ويبقى مؤشر التضخم المفضل للاحتياطي الفيدرالي—المؤشر المرتبط بالاستهلاك الذي عادة ما يكون أقل طفيفا من مؤشر أسعار المستهلكين الذي تصدره وزارة العمل—عند أو أعلى من مستوى 2% الذي يستهدفه البنك المركزي منذ مارس، لكن المؤشر الأساسي المرتبط به لازال أقل طفيفا من هذا المستوى المستهدف. ويرى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن التضخم الأساسي مقياس أصدق لضغوط الأسعار.
ومن المتوقع على نطاق واسع ان يرفع صانعو السياسة تكاليف الإقتراض عندما يجتمعون في سبتمبر مع توقع مستثمرين كثيرين زيادة إضافية قبل نهاية العام. فالتضخم يحقق تقدما ويشير معدل البطالة، عند 3.9% في يوليو، ان الاحتياطي الفيدرالي قريب من بلوغ هدف التوظيف الكامل.