جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
صعد اليورو لوقت وجيز يوم الخميس بعدما إتفقت بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشكل مبدئي على نص يضع تصورا لعلاقتهما المستقبلية قبل قمة مقررة يوم الأحد.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن النص ناقشته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر وإن الاثنين يخططان للحفاظ على علاقة تجارية وثيقة حول السلع.
وارتفعت العملة الموحدة 0.4% على هذا الخبر مسجلة أعلى مستويات الجلسة 1.1434 دولار قبل ان تقلص المكاسب لتتداول فيي الساعة 1630 بتوقيت جرينتش على ارتفاع 0.2% خلال الجلسة عند 1.1403 دولار. وقفز الاسترليني أيضا لوقت وجيز أكثر من واحد بالمئة إلى 1.2928 دولار.
وإمتد تعافي اليورو مقابل الدولار إلى عملات أخرى لترتفع العملة الموحدة نصف بالمئة مقابل الكرونة النرويجية وربع نقطة مئوية مقابل الفرنك السويسري.
ولكن كانت المكاسب محدودة مع إغلاق الأسواق الأمريكية من أجل عطلة عيد الشكر وبعد نشر محضر الاجتماع السابق للبنك المركزي الأوروبي الذي أظهر ان مسؤولي البنك شددوا في اجتماعهم الذي إنعقد في أكتوبر على الحاجة لإعادة تأكيد خطط تقليص التحفيز النقدي، رغم ان البعض رأى مخاطر متزايدة على الاقتصاد.
وتتناقض مكاسب اليورو مع ضعف الدولار، الذي نزل للجلسة الثانية على التوالي.
ومقابل سلة من العملات الأخرى، انخفض الدولار 0.2% إلى 96.53 نقطة متراجعا أكثر من أعلى مستوياته في نحو عام ونصف 97.693 الذي سجله في وقت سابق من هذا الشهر.
وتأتي نوبة الضعف الأحدث للدولار في وقت بدأ فيه المستثمرون يشككون في عدد زيادات أسعار الفائدة التي يستطيع الاحتياطي الفيدرالي القيام بها في 2019 دون التسبب في تباطؤ الاقتصاد الامريكي، المتماسك حتى الأن رغم ارتفاع تكاليف الإقتراض.
وبحسب استطلاع لرويترز صدر يوم الثلاثاء، رجح متوسط توقعات المحللين ثلاث زيادات إضافية العام القادم ليصل سعر الفائدة الاتحادي إلى ما بين 3% و3.25% بنهاية 2019. لكن الزيادة الثالثة غير محسومة.
وأظهر الاستطلاع أيضا ان الخبراء الاقتصاديين يقدرون حاليا احتمالية حدوث ركود أمريكي خلال العامين القادمين بنسبة 35% في المتوسط.
قال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي عند لحظة فارقة وأن كل الجهود ستبذل لإستكمالها بعد الاتفاق على إطار العلاقة المستقبلية مع التكتل يوم الخميس.
وقالت ماي إن الإطار المستقبلي سيسمح لبريطانيا التفاوض على اتفاقيات تجارية خلال مرحلة إنتقالية ورفضت أي ربط بين الدخول إلى مياه الصيد والدخول إلى الأسواق مضيفة ان العمل على ترتيبات بديلة لتجنب حدود فاصلة في أيرلندا سيبدأ قبل ان تغادر بريطانيا التكتل.
إتفق مفاوضو الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على الخطوط العريضة للعلاقة المستقبلية بين لندن والتكتل الأوروبي في وثيقة تآمل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن تستغلها في حشد تأييد داخلي تحتاجه بشدة لإتفاق إنسحابها من الاتحاد.
ويمثل الاتفاق، الذي أعلنه رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك يوم الخميس، خطوة أكثر نحو خروج بريطانيا خروجا مرتبا من التكتل.
ويأتي بعد نحو أسبوع من توصل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى ما يعرف بإتفاق الإنسحاب، وهي وثيقة ملزمة قانونيا توضح شروطا هامة لخروج بريطانيا المخطط له من التكتل مارس القادم.
وبعد الإنتهاء الأن من مسودة اتفاق حول العلاقة المستقبلية، من المتوقع ان يصدق زعماء الاتحاد الأوروبي عليها وعلى اتفاقية الإنسحاب في قمة خاصة ببروكسل يوم الأحد.
وقفز الجنيه الاسترليني على إثر اتفاق يوم الخميس ليتداول مرتفعا 0.7% خلال الجلسة مقابل الدولار.
ولازال يواجه الاتفاق عقبة كبيرة في المملكة المتحدة حيث تواجه ماي مهمة شاقة لكسب تأييد البرلمان لاتفاق سيبقي بريطانيا في المدار الاقتصادي للاتحاد الأوروبي لعدة سنوات قادمة. وسيتعين أيضا على البرلمان الأوروبي ان يصدق على الخطة.
وقالت ماي "الشعب البريطاني يريد تسوية ذلك. يريدون اتفاقا جيدا يضعنا على طريق مستقبل أكثر إشراقا. ومثل هذا الاتفاق في حوزتنا، وأنا عازمة على تحقيقه".
ويوضح اتفاق الإنسحاب الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي عدة نقاط حول رحيل بريطانيا مثل ملياريات اليورو التي ستدفعها لندن من أجل تسوية إلتزامات في ميزانية الاتحاد الأوروبي، ووضع مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في المملكة المتحدة والعكس صحيح، وترتيبات لتجنب حدود فاصلة في جزيرة أيرلندا. وستتضمن القضية الأخيرة على الأرجح إستمرار عضوية بريطانيا في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي لآجل غير مسمى.
ويعد اتفاق يوم الخميس تصورا مستقبليا للعلاقات على المدى الطويل بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا فيما يتعلق بالأمن والتجارة. وهذا الاتفاق غير ملزم. ومسألة إعادة صياغة العلاقات الاقتصادية بين بريطانيا والتكتل، الذي يمثل نحو نصف تجارتها، قد تستغرق سنوات.
ومن الممكن ان تبدأ فقط المفاوضات الرسمية حول اتفاق مستقبلي عندما تغادر بريطانيا التكتل.
وبعد ان ناقش مسؤولون كبار من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي المسودة، قال دبلوماسيون إنهم راضون إلى حد كبير عنها. ولكن بقي حجر العثرة المحتمل حول جبل طارق، وهو إقليم بريطاني في شبه جزيرة أيبريا تصارعت الدولة حوله مع إسبانيا لثلاثة قرون. وقال دبلوماسيون إن إسبانيا تريد صياغة صريحة أكثر في المسودة بأن أي اتفاق تجاري في المستقبل لن يسري على جبل طارق إلا إذا توصلت إسبانيا وبريطانيا إلى اتفاق جانبي بشأنه.
ومن المقرر ان توجه ماي كلمة إلى البرلمان البريطاني في وقت لاحق يوم الخميس حيث تبدأ العملية الصعبة من إقناع المشرعين بمسودة الاتفاق.
ولازال يجب ان يصدق النواب البريطانيون على كل من اتفاق الإنسحاب من الاتحاد الأوروبي والاتفاق حول العلاقة المستقبلية حتى يدخلان حيز التنفيذ. وأعرب سياسيون من جانبي الإنقسام السياسي عن شكوك كبيرة حول شروط خروج بريطانيا مشيرين ان الدولة ستكون مكبلة بقيود الاتحاد الأوروبي لسنوات.
وتآمل ماي أن يمكنها كسب تأييد المشرعين من خلال التلويح بتعهد إنهاء حرية تنقل مواطني الاتحاد الأوروبي—الذي ينظر له كسبب رئيسي وراء تصويت الناخبين للخروج من الاتحاد الأوروبي—بجانب علاقة تجارية وثيقة للحد من الاضطراب الاقتصادي لمغادرة التكتل.
ويقبل نص العلاقة المستقبلية بمطالبة ماي بأن يبدي الاتحاد الأوروبي إستعداده للدخول في علاقة مستقبلية وثيقة وطموحة، بما يشمل علاقة تحتفظ بغياب رسوم جمركية على صادرات بعضهما البعض.
ويذكر النص "هذا الإعلان يحدد ملامح شراكة طموحة وعريضة وعميقة ومرنة عبر التعاون التجاري والاقتصادي وإنفاذ القانون والعدالة الجنائية والسياسة الخارجية والأمن والدفاع ومجالات تعاون أوسع".
وقال الإعلان إن العلاقة المستقبلية يجب ان تأخذ في الاعتبار التكامل المتقارب الذي طوره الاتحاد الأوروبي وبريطانيا خلال عضوية الأخيرة في التكتل وكنتيجة لذلك قد يتطور "نطاق وعمق" العلاقة المستقبلية بمرور الوقت.
ولكن يضع الإعلان بعض القيود على العلاقة المستقبلية. وأشار النص إن بريطانيا لا يمكنها ان تتمتع بمزايا عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي، وإنه كلما زادت مزايا اتفاق مستقبلي كلما زادت إلتزامات بريطانيا. ويحتفظ الاتحاد الأوروبي بصلات وثيقة مع دول مثل النرويج وسويسرا، اللتان تسمحان بحرية تنقل العاملين القادمين من الاتحاد الأوروبي وتساهمان ببعض المدفوعات في ميزانية التكتل.
رفض وزير الخارجية التركي مطالبة إدارة ترامب بأن تخفض تركيا وارداتها من المنتجات النفطية الإيرانية خلال ستة أشهر، مشيرا ان الجدول الزمني ضيق جدا في ضوء إعتماد دولته على جارتها من أجل إمدادات الطاقة.
وقال مولود جاويش أوغلو خلال إفادة في واشنطن بعد اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو "لا يمكنني تنويع مصادري من الطاقة في ستة أشهر أو حتى عامين". "لا أحد يفضل تأييد تلك العقوبات—إنها قرار أحادي الجانب من الولايات المتحدة".
وتركيا من بين ثماني حكومات حصلت على إعفاءات أمريكية لمواصلة إستيراد النفط الإيراني حتى بعد ان فرضت إدارة الرئيس دونالد ترامب عقوبات قاسية على قطاعي الطاقة والبنوك في إيران ضمن قرار الإنسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015.
وتطالب الولايات المتحدة تلك الدول بخفض وارداتها بقدر كبير بحلول إنتهاء فترة مراجعة مدتها 180 يوما للجولة الأولى من الإعفاءات—رغم أنها لم تعلن مدى التخفيض المطلوب. وقال جاويش أوغلو إن الولايات المتحدة لم تعط تركيا تفاصيل عن حجم التخفيض الذي تتوقعه منها.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الطاقة التركي إن الإعفاء الأمريكي يسري فقط على ربع واردات تركيا من النفط من الجمهورية الإسلامية مما يعني إنها ستحتاج تقليص مشترياتها من الخام الإيراني إلى حوالي 3 مليون طنا مقارنة ب11.5 مليون طنا إشترتهم العام الماضي.
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 100 نقطة يوم الاربعاء ليوقف موجة بيع أثارت مخاوف المستثمرين بشأن قدرة أطول سوق صاعدة في تاريخ الأسهم الأمريكية على الاستمرار.
وتعافت أسهم شركات التقنية والقطاعات الأخرى السريعة النمو لتساعد السوق ككل على الارتفاع حيث حققت أسهم أبل وأمازون دوت كوم وألفابيت الشركة الأم لجوجل مكاسب. وساعد أيضا تعافي في أسعار النفط حيث قاد أسهم شيفرون وإيكسون موبيل للارتفاع في أحدث التداولات.
لكن حتى مع مكاسب اليوم الاربعاء، يبقى مؤشر الداو منخفضا 0.5% هذا العام بينما ينخفض مؤشر ستاندرد اند بور 0.4% مما يترك المؤشرين مهددين بأول خسائر سنوية منذ 2015. ويرتفع مؤشر ناسدك المجمع الذي تطغى عليه شركات التكنولوجيا 1.3% فقط هذا العام ليتجه نحو تحقيق أضعف مكاسب له في سبع سنوات. ويصعد ناسدك اليوم 1.2%.
وزاد مؤشر الداو 135 نقطة أو 0.6% إلى 24606 نقطة في أحدث تداولات بينما أضاف مؤشر ستاندرد اند بور 500 نسبة 0.6%.
وقال محللون ومديرو أموال إن أطول موجة مكاسب للسوق تبقى عرضة للخطر حيث تهدد مجموعة من المخاوف بهبوط أكبر في الأسهم. وكانت العلامات على تباطؤ النمو الاقتصادي، التي لديها القدرة على إضعاف الأرباح، من بين أكبر بواعث قلق المستثمرين حيث حذرت شركات من أبل إلى كيلوج من تباطؤ نمو المبيعات خلال الأشهر الأخيرة من العام.
وأضاف محللون إن إستمرار الخلاف التجاري بين واشنطن وبكين زاد فقط من القلق لأن رسوم جمركية على بضائع بمليارات الدولارات قد تقوض نشاط الشركات وترفع الأسعار، بينما يتخوف المستثمرون على نحو متزايد من أن الاحتياطي الفيدرالي قد يرتكب خطأ إذا إستمر في وتيره نشطة من زيادات أسعار الفائدة.
ولكن هناك بعض المستثمرين الذين لا يرون دلائل تذكر على ان ركودا يلوح في الأفق ويشيرون إلى أن أرباح الشركات لازالت قوية.
وتعافت أسعار النفط اليوم بعد دخولها بشكل أكبر في سوق هبوطية يوم الثلاثاء جراء مخاوف بشأن فائض في المعروض. وارتفع برنت، خام القياس الدولي، 1.9% إلى 63.70 دولار للبرميل بعد ان هوى 6.4% في الجلسة السابقة.
ويترقب المستثمرون أيضا أحدث التطورات في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. وينصب التركيز الأن على اجتماع بين الرئيس ترامب والرئيس شي جين بينج مقرر له نهاية نوفمبر في قمة دول مجموعة العشرين في بوينس أيريس.
أشار ليو فارادكار رئيس وزراء أيرلندا إن ترتيبات مؤقتة ربما تكون مطلوبة لتجنب فوضى حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
وأبلغ المشرعين في دبلين يوم الاربعاء إن تلك الترتيبات ربما يتعين ان تغطي الجمارك والقواعد التنظيمية لتفادي إقامة حدود فاصلة على الحدود الأيرلندية.
وقال إنه يتوقع ان يصدق اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي على الاتفاق الحالي لإنسحاب بريطانيا من التكتل الأوروبي يوم الاحد، وإنه ليس حتميا ان تفشل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في تمرير هذا الاتفاق عبر البرلمان.
ويمثل وضع إقليم أيرلندا الشمالية نقطة خلاف رئيسية في محادثات خروج بريطانيا مع التركيز على تجنب عودة نقاط التفتيش عند الحدود الايرلندية بمجرد ان تغادر بريطانيا التكتل.
ارتفع الذهب يوم الأربعاء مع تراجع الدولار بعدما أظهرت بيانات أسبوعية زيادة في طلبات إعانة البطالة الأمريكية، لكن مكاسب المعدن متوقع ان يحد منها تعافي في أسواق الأسهم.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 1225.76 دولار للاوقية في الساعة 1408 بتوقيت جرينتش بعد تداوله في نطاق ثماني دولارات قبل عطلة عيد الشكر الأمريكية. وسجل يوم الثلاثاء أعلى مستوياته منذ السابع من نوفمبر عند 1228.79 دولار.
وزادت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.4% إلى 1226.30 دولار للاوقية.
وإختتم الذهب، الذي يستفيد في بعض الاحيان من التقلبات في الأسواق الأوسع نطاقا، تعاملات يوم الثلاثاء على انخفاض مع إقبال المستثمرين على الدولار كملاذ آمن من هبوط في الأسهم العالمية وأسعار النفط، لكن حقق المعدن أداء أفضل من سلع أخرى.
وتراجع الدولار مقابل سلة من العملات بعد ان ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأمريكية لأعلى مستوى في أكثر من أربعة أشهر.
وكان الدولار قد سجل أكبر مكسب يومي بالنسبة المئوية في أسبوعين يوم الثلاثاء عندما أثارت موجة بيع في أسواق الأسهم العالمية طلبات شراء للعملة كملاذ آمن.
تكشف خارطة أبار النفط في حوض برميان بغرب تكساس وجزء من نيو مكسيكو بالولايات المتحدة عن كابوس لمنظمة أوبك.
في أقل من عشر سنوات، حفرت الشركات الأمريكية 114 ألف بئرا نفطيا، الكثير منها قادر على تحقيق ربح حتى إذا نزلت أسعار الخام إلى 30 دولار للبرميل.
ويزداد كابوس أوبك سوءا العام القادم، عندما يتوقع المنتجون في برميان تذليل عقبات التوزيع والذي سيضيف ثلاثة خطوط أنابيب ومليوني برميل من النفط يوميا.
وقال مايك لويا، المدير التنفيذي لشركة فيتول جروب في الأمريكيتين، أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم، "ستستمر برميان في النمو وتحتاج أوبك ان تتعلم ان تتعايش مع ذلك".
وتقدم قفزة إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة واحدة من أكبر التحديات لأوبك في تاريخها على مدار 60 عاما. وإذا خفضت السعودية وحلفاؤها الإنتاج لبقاء الأسعار مرتفعة، سيزدهر إنتاج النفط الصخري ليحرمهم من حصة سوقية. لكن بسبب أن السعوديين يحتاجون أسعار خام أعلى مما يحتاجه المنتجون الأمريكيون لتحقيق إيرادات، لا يمكن لأوبك ان تترك الأسعار تهبط.
التكتل تحت ضغط
بالتالي يجد تكتل أوبك نفسه مضغوطا بين إنتاج أمريكي أخذ في الارتفاع وضعف في نمو الطلب. وسيناقش الأعضاء الخمسة عشر، وحلفائهم بما يشمل روسيا والمكسيك وكازاخستان، إحتمالية التراجع عن موقفهم للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات بسبب طفرة الإنتاج الأمريكي عندما يجتمعون يوم السادس من ديسمبر في فيينا.
وساعدت أوبك في خلق وحش يؤرق راحتها. فبعد ان أغرقت السوق في 2014، إنهارت أسعار النفط مما أجبر المنتجين المتبقيين الأمريكيين للنفط الصخري على أن يصبحوا أكثر مرونة حتى يمكنهم التعايش حتى مع أسعار نفط أقل. وبينما تعافت الأسعارتعافى أيضا التنقيب.
والأن يتسارع النمو. وفي هوستون، عاصمة النفط الأمريكية، يستخدم مديرون تنفيذيون لشركات النفط الصخري كلمات مختلفة لوصف ما هو قادم مثل "تسونامي"، "طوفان توراتي"، "سيل من المعروض". ويمكن النظر للحديث المبالغ فيه من القائمين على الصناعة بنظرة شك، لكن قطعا تثير صناعة النفط الأمريكية، خاصة في برميان، صخبا كافيا لقض مضاجع أوبك.
تهاوي السعر
وقالت باتريشيا يارينجتون، المدير المالي لشركة شيفرون كورب، "لديك الكثير جدا من الإنتاج الممكن قدومه بكلفة اقتصادية جدا". "إذا رجعت بتفكيرك أربع أو خمس سنوات، عندما لم نكن نتفهم ما قد يفعله النفط الصخري، كانت تكلفة إنتاج البرميل أعلى بكثير مما نعتقد اليوم".
ويؤدي هذا التحول إلى جعل النفط الصخري صامدا في وجه تهاوي الأسعار. وبعدما لامس أعلى مستوى في أربع سنوات في اكتوبر، هبط خام غرب تكساس الوسيط، الخام القياسي الأمريكي، أكثر من 20%.
فقط قبل أشهر قليلة، كان إجماع الأراء على ان إنتاج النفط الأمريكي يتجه إلى حد كبير نحو الاستقرار في الصيف الماضي. وإنه سيبقى راكدا طوال بقية هذا العام وعام 2019 بسبب قيود متعلقة بخطوط الأنابيب، على ان يبدأ ينمو من جديد—ربما—في أوائل 2020.
وإن كان قد حدث ذلك، كانت ستصبح الأمور أسهل على السعودية بأن تتجنب على الأرجح إجراء تخفيضات في الإنتاج العام القادم لأن خسائر الإنتاج في فنزويلا والعقوبات على إيران كانت ستحقق النتيجة المطلوبة.
ولكن في المقابل، شهد أغسطس أكبر زيادة سنوية في إنتاج الولايات المتحدة من النفط في 98 عاما، وفقا لبيانات حكومية. وأضافت صناعة الطاقة الأمريكية، من خام وسوائل نفطية أخرى، نحو 3 مليون برميل، تقريبا ما يعادل ما تنتجه الكويت، أكثر من نفس الشهر العام الماضي. وكان الإنتاج الإجمالي بحجم 15.9 مليون برميل يوميا أكثر من روسيا والسعودية.
عربات السكك الحديدية
وكان النمو ممكنا لأن شركات تجارة النفط قررت ألا يعوقها نقص خطوط الأنابيب. وإستخدموا عربات السكك الحديدية وحتى الشاحنات لشحن البراميل خارج المنطقة. وزادت الشركات المشغلة لخطوط الأنابيب على غير المتوقع الطاقة الاستيعابية، وهو ما رجع جزئيا إلى إضافة مواد كيماوية تعرف باسم "معاملات الحد من إعاقة السوائل" من أجل زيادة التدفقات. ومع بدء تشغيل خط أنابيب جديد في موعد أقرب من المتوقع، وتوقع ثلاثة خطوط إضافية بين أغسطس وديسمبر العام القادم، من المفترض ان يقفز الإنتاج.
وقال جون كولمان، خبير النفط لدى وود ماكينزي والمقيم في هوستون، "الرواية تغيرت كثيرا". "قبل ستة أشهر، كانت السوق تتوقع ان تنحسر الاختناقات في الربع الأول من 2020. الأن، تتوقع ذلك في الربع الثاني أو الربع الثالث من 2019".
وبنهاية 2019، من المتوقع ان يرتفع الإنتاج الإجمالي للنفط الأمريكي—بما يشمل ما يعرف بسوائل الغاز الطبيعي في صناعة البتروكيماويات—إلى 17.4 مليون برميل يوميا، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وعند هذا المستوى، سيهبط صافي الواردات الأمريكية من النفط في ديسمبر 2019 إلى 320 ألف برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ 1949، عندما كان هاري ترومان يشغل البيت الأبيض. وفي مجتمع تجارة النفط، هناك توقع بأن الولايات المتحدة ستصبح، ربما لأسبوع واحد فقط، صافي مصدر للنفط، وهو شيء لم يحدث منذ نحو 75 عاما.
السعوديون يعترفون
ويقر المسؤولون السعوديون بأن التسونامي قادم. وتشير تقديرات أوبك إنه لإستعادة التوازن للسوق وتفادي زيادة في المخزونات الأمريكية، تحتاج ان تضخ نحو 31.5 مليون برميل يوميا العام القادم، أو حوالي 1.4 مليون برميل يوميا أقل مما ضخته في أكتوبر.
ويستوعب حتى الأن الطلب العالمي على النفط الإمدادات الأمريكية الإضافية من الخام مما يحد من التأثير على أسعار النفط. وحتى فقدان إنتاج من فنزويلا وبقدر أقل من إيران سمح للسعودية وروسيا ودول قليلة أخرى تعزيز الإنتاج. لكن بالنسبة لأوبك، يبقى النفط الصخري شيئا صعب التعايش معه مثلما كان في الماضي.
وفي أوائل 2017، قال خالد الفالح، وزير النفط السعودي، في منتدى خاص بالصناعة أن الرياض تعلمت الدرس أن تخفيض الإنتاج "للتجاوب مع تغيرات هيكلية ليس فعالا إلى حد كبير". وأضاف إن المملكة ستقوم فقط بتعديلات غير متكررة للمعروض للتجاوب مع "أمور استثنائية قصيرة الآجل"، وعدا ذلك ستسمح "للسوق الحر ان يعمل".
ولكن بعد نحو عامين، يقترب الفالح من الإقدام على تحول كبير فسوف يكافح ما يبدو بشكل متزايد مشكلة هيكلية متمثلة في طفرة الإنتاج الأمريكي.
إستمر عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة بطالة في الارتفاع الأسبوع الماضي بعد تسجيله أدنى مستوى في خمسة عقود تقريبا خلال سبتمبر، لكنه ظل قرب مستويات متدنية إلى حد تاريخي.
وقالت وزارة العمل يوم الاربعاء إن طلبات إعانة البطالة، وهي مؤشر يقيس عدد العاملين الذين تم تسريحهم عبر الولايات المتحدة، ارتفعت 3 ألاف طلبا إلى مستوى معدل في ضوء عوامل موسمية 224 ألف في الأسبوع المنتهي يوم 17 نوفمبر.
وتوقع خبراء اقتصاديون 214 ألف طلبا جديدا الأسبوع الماضي.
وتم تعديل الطلبات في الأسبوع المنتهي يوم العاشر من نوفمبر بالرفع إلى 221 ألف من 216 ألف في التقدير المعلن في السابق.
ومن الممكن ان تكون طلبات إعانة البطالة متذبذبة من أسبوع لأخر. وارتفع أيضا متوسط أربعة أسابيع للطلبات المقدمة، وهو مقياس أكثر إستقرارا، الأسبوع الماضي إلى 218.500. وهذا أعلى ألفي طلبا من متوسط مُعدل بالرفع في الأسبوع الأسبق.
وكشف التقرير انخفاض عدد الطلبات المستمرة للحصول على إعانة بطالة—تلك التي يقدمها عاملون لأكثر من أسبوع—ألفي طلبا إلى 1.668.000 في الأسبوع المنتهي يوم العاشر من نوفمبر. وتعلن الطلبات المستمرة بتأخير أسبوع عن الطلبات الجديدة.
انخفضت طلبيات شراء السلع الأمريكية المعمرة في أكتوبر بسبب ضعف في الفئة المتقلبة الخاصة بالطائرات، مما يشير إلى ضعف في الطلب على المنتجات المصنعة خلال الأشهر الأخيرة من العام.
وقالت وزارة التجارة يوم الاربعاء إن طلبيات السلع المعمرة—المنتجات التي تعيش لثلاث سنوات على الأقل، مثل الكمبيوترات والألات—هبطت بنسبة 4.4% مقارنة بالشهر السابق مسجلة 248.52 مليار دولار في أكتوبر. وكان هذا أكبر انخفاض شهري في الطلبيات الجديدة منذ يوليو 2017.
وتوقع خبراء اقتصاديون استطلعت وول ستريت جورنال أرائهم انخفاضا نسبته 2.6% الشهر الماضي.
وتم تعديل الطلبيات في شهر سبتمبر إلى انخفاض بنسبة 0.1% من زيادة بلغت 0.7% في التقدير السابق. وبذلك انخفضت الطلبيات الجديدة في ثلاثة أشهر من الأشهر الأربعة الماضية. وخلال أول عشرة أشهر من العام، ارتفع الطلب على السلع المعمرة 8.7% مقارنة بنفس الفترة قبل عام.
وإستقر مؤشر مهم يقيس استثمار الشركات، وهو الطلبيات الجديدة على السلع الرأسمالية غير العسكرية التي تستثني الطائرات، دون تغيير في أكتوبر بعد انخفاضه 0.5% في سبتمبر و0.2% في أغسطس.
وارتفع هذا المؤشر الخاص باستثمار الشركات 6.4% في أول عشرة أشهر من العام مقارنة بنفس الفترة في 2017.
وصممت تعديلات في القانون الضريبي أقرت أواخر العام الماضي لتحفيز استثمار الشركات، وزاد هذا الإنفاق على مدى العام الماضي. ولكن يثير إنحسار هذه الطلبيات على المعدات في الأشهر الأخيرة شكوكا حول ما كانت الدفعة الناتجة عن التخفيضات الضريبية مؤقتة، خاصة في ضوء الغموض حول الرسوم الجمركية وإحتمالية تصاعد الحرب التجارية مع الصين.
وكشف تقرير وزارة التجارة اليوم الاربعاء إن الطلبيات في فئة الطائرات المدنية المتقلبة هوت 21.4% في أكتوبر، بينما زاد الطلب على شراء السيارات 0.2%.
وعند استثناء وسائل النقل، ارتفعت الطلبيات 0.1% في أكتوبر.