جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
حذر الاتحاد الأوروبي من عواقب حرب تجارية عبر الأطلسي في وقت يتأهب فيه لإندلاع واحدة بعدما أشارت الولايات المتحدة أنها سترفض مطلب التكتل بإعفاء غير مشروط من رسوم على واردات الصلب والألمونيوم.
وقال وزير المالية البلجيكي يوهان فان أوفرفيلدت للصحفيين في العاصمة البلغارية صوفيا "الحرب التجارية لعبة يخسر فيها الجميع". وأضاف "يجب ان نبقى هادئين عندما نفكر بشأن ردود الأفعال لكن النقطة الرئيسية هي أنه لا يفوز أحد بحرب تجارية وبالتالي نحاول تفاديها بأي ثمن".
وتطلب إدارة ترامب من أوروبا وكندا وحلفاء أخرين قبول حصص للواردات مقابل إعفاء من رسوم الصلب والألمونيوم التي يبدأ سريانها يوم الأول من مايو، عندما ينتهي إعفاء مؤقت. وقال وزير التجارة ويلبور روس يوم الجمعة "نطلب من الجميع: حصص وإلا رسوم".
وهذا يضع الاتحاد الأوروبي في وضع صعب فإما أن يرضخ للمطالب الأمريكية التي قد تنتهك قواعد التجارة الدولية وإلا يواجه رسوما عقابية. وإجبار الحكومات على الحد من شحنات السلع ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، التي تحظر ما يسمى بقيود التصدير الطوعية. ويتنافى هذا المطلب أيضا مع الفلسفة التجارية للتكتل المؤلف من ثماني وعشرين دولة، الذي تأسس على مبدأ حرية تنقل السلع.
إعفاء الاتحاد الأوروبي
وأعفى البيت الأبيض الشهر الماضي بشكل مؤقت بعض الشركاء التجاريين ومن بينهم الاتحاد الأوروبي من الرسوم، البالغ نسبتها 25% على واردات الصلب و10% على الألمونيوم بحجة حماية الأمن القومي. ويتفاوض روبرت لايت هايزر الممثل التجاري الأمريكي مع دول تسعى للحصول على إعفاءات دائمة. وحتى الأن كوريا الجنوبية هي الدولة الوحيدة التي تم إعفائها من الرسوم، بعد ان توصلت لاتفاق على تعديل اتفاقية تجارة حرة ثنائية مع الولايات المتحدة.
وبينما تشير قواعد منظمة التجارة العالمية إلى احتمال ان تتخذ دولا إجراءات "حماية" طارئة تتضمن حصص واردات لسلع معينة، إلا ان مثل هذه الخطوات نادرة ولابد ان تكون مؤقتة ويمكن الطعن عليها قانونيا. ويطالب الاتحاد الأوروبي بإعفاء دائم وغير مشروط من الرسوم الأمريكية.
وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن مطالب ترامب بكبح صادرات الصلب والألمونيوم إلى 90% من مستواها في العامين السابقين أمر غير مقبول. وأشار المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه لأن محادثات جارية، إلى أن رد الاتحاد الأوروبي سيعتمد على مستوى الحصص الذي بعده ستسري رسوم عقابية.
ورفضت المفوضية الأوروبية التعليق على احتمال التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة يتضمن أي حصص واردات وفي نفس الوقت شددت على مطلب التكتل بإعفاء غير مشروط ودائم من الرسوم الأمريكية على المعادن.
وقال وزير المالية البلغاري فلاديسلاف جوارنوف في صوفيا "في المدى القصير هذا ربما يساعدهم في حل مشكلة ميزانهم التجاري لكن على المدى الطويل هذا سيزيد من تدهور الأوضاع التجارية". وأضاف "الأدوات التي يستخدموها لجعل أمريكا عظيمة من جديد ربما تسفر عن أخطاء معينة لأن التجارة العالمية الحرة أثبتت أنها الحل الأمثل لتطور العالم حتى الأن".
وفي نفس الأثناء، أوضح الاتحاد الأوروبي أنه لن يتم ترهيبه. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون هذا الشهر "لن نتفاوض على أي شيء بينما يوجد سلاح موجه لرؤوسنا".
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل إنها ناقشت الخلافات التجارية مع ترامب خلال محادثات في البيت الأبيض يوم الجمعة ولكنها فشلت في كسب إلتزام معلن بوقف تطبيق الرسوم.
وفيما يضاف للعلامات على التوترات عبر الأطلسي، أبلغ وزير المالية الفرنسي برونو لومير نظرائه في صوفيا خلال مناقشة بشأن الرسوم: "الشيء الوحيد الذي تعلمته من الأسبوع الذي قضيته في الولايات المتحدة مع الرئيس ماكرون هو أن الأمريكيين يحترمون فقط إستعراض القوة".
وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل البيت الأبيض يوم الجمعة من أجل سلسلة من الاجتماعات مع الرئيس دونالد ترامب في وقت لا تظهر فيه توترات بين أوروبا والولايات المتحدة بادرة على الانحسار بشأن قضايا تتنوع من التجارة إلى اتفاق إيران النووي.
ورحب ترامب بميركيل بتقبيل خديها وفي وقت لاحق في المكتب البيضاوي قال إنه "شرف كبير" إستضافتها. وأبلغ ترامب الصحفيين أنهما يخططان لمناقشة التجارة والشأن العسكري مضيفا أنه تجمعهما "علاقة عظيمة حقا".
وقال ترامب "لدينا علاقة عظيمة حقا من البداية، لكن لا يتفهم بعض الناس ذلك". "لكننا نفهم ذلك وهذا هو المهم. إنها سيدة استثنائية جدا".
وقالت ميركيل إنه من المهم استغلال أول رحلاتها خارج أوروبا بعد انتخابات ألمانية مؤخرا لتعميق العلاقة مع الولايات المتحدة بشكل أكبر.
وتأتي الزيارة الوجيزة لميركيل إلى الولايات المتحدة بعد ثلاثة أيام من إستضافة ترامب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وغادر ماكرون الاجتماع مقتنعا ان الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاق إيران النووي، ولم يتلق تطمينات من ان الاتحاد الأوروبي سيتم إعفائها من رسوم على الصلب والألمونيوم.
وستواجه ميركيل مهمة أكثر صعوبة من ماكرون. فقد إشتكى الرئيس في أكثر من مرة من العجز التجاري الأمريكي مع ألمانيا وقال ان الدولة لا تنفق بالشكل الكافي على جيشها. وعلى خلاف ماكرون، تعجز ميركيل عن تطوير علاقة صداقة شخصية بترامب.
وقال مسؤول ألماني للصحفيين يوم الخميس إن هدف ميركيل هو كسب تمديد لإعفاء من رسوم تجارية يهدد ترامب بفرضها على الاتحاد الأوروبي بالعرض عليه محادثات طويلة الآجل بشأن التجارة، بما في ذلك احتمال إعادة التفاوض على رسوم على السلع الصناعية. والهدف المباشر الأخر لألمانيا هو تفادي عقوبات أمريكية محتملة تتعلق بمشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2"، الذي تعارضه الولايات المتحدة، الذي سيزيد صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى غرب أوروبا.
وربما يكون إقناع ترامب بالبقاء في اتفاق إيران قضية خاسرة—فإن كان ماكرون لم يتكمن من فعل ذلك خلال يومين من الاجتماعات، فتبدو ضعيفة فرص ميركيل في النجاح خلال حوالي ساعتين فقط هي مدة الزيارة.
كان ضعف البيانات الاقتصادية الأوروبية أحد المفاجأت للسوق هذا العام. وهذا أعطى أهمية أكبر للبيانات القادمة حيث يقيم المستثمرون تداعيات ذلك على سياسة البنك المركزي.
وقلصت السوق بالفعل توقعاتها لموعد إجراء البنك المركزي الأوروبي أول زيادة لأسعار الفائدة خلال الدورة الاقتصادية الحالية، بينما زيادة بنك انجلترا لأسعار الفائدة في مايو تبدو مستبعدة بشكل متزايد بعد صدور بيانات تظهر إن الاقتصاد البريطاني توقف فعليا عن النمو في الربع الأول.
ومن المرجح ان تسلط بيانات الناتج المحلي الاجمالي لمنطقة اليورو في الربع الأول يوم الخميس وقراءات التضخم لشهر أبريل يوم الخميس، بجانب سلسلة من نتائج أعمال شركات أوروبية، الضوء على مدى التباطؤ من نمو سريع العام الماضي.
وإعترف ماريو دراغي رئيس المركزي الأوروبي هذا الاسبوع بأن النمو قد تباطأ. وإذا أكدت بيانات الاسبوع القادم ذلك، سيكون لدى المركزي الأوروبي كل المبررات لعدم التعجل في سحب التحفيز، الذي يعني احتمال انخفاض عوائد السندات واليورو.
يجتمع مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي يومي 2 و3 مايو بعدما رفعوا أسعار الفائدة في مارس وتنبأوا بزيادتين إضافيتين بواقع 25 نقطة أساس هذا العام. هذا ويتوقع بعض الخبراء الاقتصاديين ثلاث زيادات أخرى.
ومن المستبعد ان يرفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة هذه المرة إذ ان الزيادات مرجح ان تكون فقط في اجتماعات يونيو وسبتمبر وديسمبر التي يتبعها مؤتمرات صحفية.
لكن ساعدت مخاوف التضخم وارتفاع إقتراض الحكومة الاتحادية في تجاوز العائد على السندات لآجل عشر سنوات مستوى 3% لأول مرة في أربع سنوات، بينما بلغ العائد على السندات لآجل عامين 2.50% وهو مستوى تسجل أخر مرة في أزمة 2008.
وقد يؤدي مزيد من تشديد الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية إلى صعود عائد السندات لآجل عامين إلى 2.75، مثلا، بحلول نهاية العام، لاسيما إذا كانت زيادات أسعار الفائدة أسرع وتيرة مما تتوقعه السوق.
ويمكنك الزعم بأن استثمار المال عند هذا المعدل لآجل عامين إلتزام أقل خطورة من الاستثمار في الأسهم الأكثر تقلبا. فمؤشر ستاندرد اند بور أقل 7% من أعلى مستوياته على الإطلاق الذي سجله في يناير ويقل متوسط عائد التوزيعات النقدية للشركات عن 2%.
هبط الاسترليني إلى أدنى مستوى في شهرين مقابل الدولار يوم الجمعة بعد ان نما الاقتصاد البريطاني بوتيرةأبطأ بكثير من المتوقع في الربع الأول لعام 2018 ليضعف بشدة التوقعات بأن بنك انجلترا سيرفع أسعار الفائدة في مايو.
ونزل الاسترليني إلى 1.3756 دولار بانخفاض أكثر من واحد بالمئة بعد ان أظهرت بيانات نمو الاقتصاد البريطاني بأضعف وتيرة منذ الربع االرابع لعام 2012. ومقابل اليورو، تراجعت العملة بما يصل إلى واحد بالمئةإلى 87.85 بنسا.
وربما يثير حجم التباطؤ الاقتصادي قلق بنك انجلترا، الذي يجتمع الاسبوع القادم ليناقش ما إذا كان يرفع أسعار الفائدة للمرة الثانية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
وهوت توقعات السوق لزيادة أسعار الفائدة في مايو إلى 20% من نحو 50% قبل نشر بيانات الناتج المحلي الاجمالي. وتأخذ السوق الأن في حساباتها زيادة واحدة بواقع 25 نقطة أساس هذا العام بدلا من زيادتين متوقعتين قبل أسبوعين.
ويمثل هذا الانخفاض تحولا كبيرا للاسترليني، الذي كان من بين العملات الرئيسية الأفضل أداء في 2018. ومنذ أسبوع فقط أدت توقعات زيادة أسعار الفائدة إلى بلوغ العملة أعلى مستوياتها منذ الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016.
وقال مكتب الإحصاء البريطاني اليوم إن هذا التباطؤ يرجع جزئيا إلى هطول كثيف للثلوج في أواخر فبراير وأوائل مارس، لكن الانخفاض في قطاع البناء حدث أغلبه في يناير.
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجهود كيم جونغ اون لإنهاء حرب مستمرة منذ سبعة عقود لدولته مع كوريا الجنوبية والسعي نحو "النزع الكامل للأسلحة النووية" من شبه الجزيرة الكورية.
وكتب ترامب في تغريدة يوم الجمعة "الحرب الكورية ستنتهي". "الولايات المتحدة، وكل شعبها العظيم، يجب ان يكونوا فخورين بما يحدث الأن في كوريا".
وتعانق كيم مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان بعد توقيع هذا الاتفاق خلال اجتماع تاريخي على حدودهما المشتركة وهي أول مرة تطأ قدم زعيم كوري شمالي الجانب الجنوبي. وأشار الزعيمان إلى خطط للإعلان رسميا عن إنهاء الحرب واستبدال هدنه 1953 التي أنهت القتال المفتوح بمعاهدة سلام قبل نهاية العام.
وقال كيم، في أول تعليقاته أمام الصحافة العالمية منذ توليه الحكم في 2011، "اتفقنا على التصميم الراسخ سويا على فتح عهد جديد فيه يتمتع كل الشعب الكوري بالرخاء والسعادة على أرض يعمها السلام بدون حروب".
وذكر البيان الصادر بعد الاجتماع إن الجانبين اتفقا على الهدف المشترك من جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، من خلال النزع الكامل لهذا الأسلحة". وأضاف "اتفقت الكوريتان الشمالية والجنوية على السعي بنشاط نحو الدعم والتعاون من المجتمع الدولي من أجل نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية". ولم يقدم البيان تفاصيل بشأن ما سيتطلبه ذلك.
وأعرب ترامب قبلها بلحظات عن مزيج من الحذر والتفاؤل في تغريدة، قائلا "الأشياء الجيدة تحدث، لكن الزمن فقط من سيخبرنا".
وقال يونجشيك بونج، الباحث في معهد الدراسات الكورية الشمالية بجامعة يونسي في سول، "الإلتزام بالنزع الكامل للأسلحة النووية مبهم ويخضع لتفسيرات مختلفة".
ويأتي الاتفاق بعد ذوبان سريع للتوترات في شبه الجزيرة بعد سلسلة من التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية وتفجير قنبلة هيدروجينيه العام الماضي. ويخطط كيم للاجتماع مع ترامب قريبا وستكون أول قمة بين زعيم كوري شمالي ورئيس أمريكي حالي.
والسؤال الأن هو ما إذا كان الإلتزام سيؤدي إلى تغيير دائم. فقد إنهارت اتفاقيات سابقة حول أعمال التفتيش واختبارات الأسلحة وخلافات حول المساعدة الاقتصادية.
تباطأ النمو الاقتصادي الأمريكي في الربع السنوي الأول مع تقليص المستهلكين إنفاقهم إلا أن استثمار قوي للشركات حد من الضعف.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية يوم الجمعة إن الناتج المحلي الاجمالي، الذي هو قيمة كافة السلع والخدمات المنتجة في الدولة، ارتفع بمعدل سنوي 2.3% بعد ان زاد 2.9% في الربع السنوي السابق. وكان متوسط توقعات الخبراء الاقتصاديين في مسح بلومبرج يشير إلى زيادة 2%. وارتفع إنفاق المستهلك، الجزء الأكبر من الاقتصاد، 1.1% بما يطابق التوقعات وهي أقل زيادة منذ 2013.
وبينما نمو الناتج المحلي الاجمالي هو الأفضل لأي فترة من يناير إلى مارس منذ 2015، إلا أنه أبطأ قليلا من الفصول الثلاثة السابقة التي نما فيها الناتج المحلي الاجمالي بأكثر من 3% أو قرب هذا المعدل. ويتوقع محللون تعافيا في ظل تخفيضات ضريبية بجانب قوة في سوق العمل، إلا ان تأثيرات إيجابية مثل انخفاض التضخم وتكاليف الإقتراض بدأت تتلاشى، كما تمثل التوترات التجارية مصدر تهديد.
وأظهر تقرير منفصل لوزارة العمل اليوم إن مؤشر واسع النطاق لرواتب الموظفين ارتفع أكثر من المتوقع خلال الربع الأول مما يضاف للعلامات على ان متانة سوق العمل تدعم تسارعا في نمو الأجور.
ولا تزال وتيرة 2.3% لنمو الناتج المحلي الاجمالي أسرع مما يراه الاحتياطي الفيدرالي كمعدل محتمل طويل الأمد للاقتصاد، وقال مسؤولون في السابق أنهم ينظرون لتباطؤ الربع الأول كأمر مؤقت مع إقتراب الاقتصاد من تحقيق إنجاز في مايو بأن تصبح دورة نموه ثاني أطول واحدة على الإطلاق. هذا ويتوقع المستثمرون ان يرفع البنك المرزي أسعار الفائدة في يونيو للمرة الثانية هذا العام.
فقد الاقتصاد الأوروبي زخمه في الربع الأول في ظل تباطؤ النمو من فرنسا إلى بريطانيا بما يهدد بتقويض النمو العالمي الذي ساعدت القارة سابقا في دفعه للأمام.
وأشارت القراءات عبر المنطقة إلى اتجاها عاما من التباطؤ خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وقد أظهرت أيضا بيانات النمو الأمريكي خلال الربع الأول ضعفا في النشاط.
وشملت البيانات الأحدث في أوروبا هبوطا في النمو الاقتصادي الفرنسي واستقرار الثقة في منطقة اليورو بعد ثلاثة تراجعات متتالية. وفي بريطانيا، توقف تقريبا نشاط الاقتصاد محققا أسوأ أداء في أكثر من خمس سنوات.
وبينما يرجع التباطؤ جزئيا إلى عواصف ضربت المنطقة، وقلل أغلب المسؤولين من شأن ذلك، إلا ان البنك المركزي الأوروبي إعترف بهذا التحول يوم الخميس. وإن إستمر، قد يزيد الحذر بين صانعي السياسة بشأن خطط تقليص التحفيز هذا العام. وظهرت قصة مماثلة في بريطانيا التي فيها دفعت البيانات الضعيفة المستثمرين لتقليص بحدة المراهنات على زيادة أسعار الفائدة في مايو وهو شيء كان ينظر له على أنه شبه أكيد.
وهوى الاسترليني أكثر من 1% مقابل الدولار اليوم وسط تغير في التوقعات الخاصة بسياسة بنك انجلترا. وتراجعت ثقة المستهلك البريطاني هذا الشهر في ظل غموض يحيط بمسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي والذي يؤثر على معنويات الأسر.
ومع فقدان الاقتصاد لبريقه بعض الشيء، ساء أداء الأسهم الأوروبية. فقد هبط مؤشر ستوكس 600 بنسبة 2.4% خلال الأشهر الستة الماضية مقابل زيادة بلغت 3.3% في مؤشر ستاندرد اند بور لأمريكي.
ويوجد ضغط على بعض الشركات من اليورو، الذي ربح 11% مقابل الدولار في الاثنى عشر عاما الماضية. وأرجعت شركة لوريال العاملة في صناعة مستحضرات التجميل في وقت سابق من هذا الشهر انخفاضا في إيراداتها خلال الربع الأول إلى أثار سعر الصرف.
وأشارت شركات أخرى إلى قيود أمام الطاقة الإنتاجية وارتفاع تكاليف المواد الخام. فقد ارتفع خام برنت 45% خلال الاثنى عشر شهرا الماضية.
وفي فرنسا، ارتفع الناتج المحلي الاجمالي 0.3% أقل من نصف وتيرته في الربع الأخير من 2017. ونما الاقتصاد البريطاني 0.1% وهو أسوأمعدل منذ 2012. ولكن أتت بيانات أفضل من إسبانيا وإيطاليا، كلاهما نما بمعدل 0.7% خلال تلك الفترة. وشهدت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، انخفاضا جديدا في أعداد العاطلين.
سجل الاقتصاد البريطاني أسوأ أداء منذ نهاية 2012 خلال الربع الأول مما يثير التكهنات ان بنك انجلترا سيحجم عن زيادة أسعار الفائدة الشهر القادم.
وهبط الجنيه الاسترليني مع تقليص المستثمرين بشكل أكبر مراهناتهم على زيادة في تكاليف الإقتراض كانت متوقعة بشكل شبه أكيد حتى الاسبوع الماضي عندما أثار محافظ البنك المركزي مارك كارني الشكوك لأول مرة فيما إذا كان البنك سيجري تلك الزيادة. وقال مكتب الإحصاء الوطني البريطاني إن الناتج المحلي الإجمالي نما بالكاد في أول ثلاثة أشهر من 2018 مع نمو قدره 0.1 بالمئة فقط.
وقال باول هولينجثورث، كبير الخبراء الاقتصاديين المختص بالاقتصاد البريطاني في كابيتال ايكونوميكس بلندن، إن البيانات "ربما المسمار الأخير في نعش فرصة زيادة أسعار الفائدة في مايو". وأضاف "هذا التباطؤ من المتوقع ان يكون مؤقتا، إذا كانت تجارب الماضي شيئا يمكن القياس عليه. ومع ذلك من المستبعد ان تكون لجنة السياسة النقدية على ثقة كافية خلال أسبوعين بأنه لا يوجد بعض الضعف الكامن أيضا".
ولم تعد كابيتال ايكونوميكس والمحللون في ام.يو.اف.جي يعتقدون ان بنك انجلترا سيرفع أسعار الفائدة في مايو.
وبينما يوجد بعض التأثير على النمو من الطقس—حيث ان هطول الثلوج أضر مبيعات التجزئة وعطل أعمال البناء—غير ان خبراء الإحصاء قالوا ان التأثير الاجمالي محدود مما يثير شكوكا حول القوة الأساسية للاقتصاد. وكان البنك المركزي يتنبأ بأن يتباطأ النمو إلى 0.3 بالمئة في الربع السنوي السابق وهو نفس ما كان يتوقعه الخبراء الاقتصاديين الذين شاركوا في مسح بلومبرج قبل بيانات الجمعة.
وتسلط البيانات الضوء على التحدي الذي يواجه صانعو السياسة في رفع تكاليف الإقتراض حيث يتباطأ الاقتصاد وتنهي بريطانيا روابطها بالاتحاد الأوروبي. وتسارع التضخم منذ ان صوتت بريطانيا لصالح الانفصال عن التكتل الأوروبي في 2016 مما قاد الاسترليني للانخفاض بحدة. وفي ظل تلاشي أثر العملة أسرع مما كان يتوقع بنك انجلترا، ومع تباطؤ النمو، يغيب المنطق وراء زيادات جديدة في أسعار الفائدة.
وهوى الاسترليني 0.8% مقابل الدولار ليلامس أدنى مستوياته منذ مارس بعد نشر التقرير، وتراجعت احتمالية زيادة أسعار الفائدة الشهر القادم إلى أقل من 25% من 56% يوم الخميس.
أصبح كيم جونغ اون يوم الجمعة أول زعيم كوري شمالي يدخل كوريا الجنوبية منذ ان إنقسمت شبه الجزيرة قبل نحو سبعة عقود حيث تبدأ محادثات حول تفكيك برنامجه للأسلحة النووية.
وفي الساعة 9:30 صباحا بالتوقيت المحلي، قام الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي بإستقبال كيم الذي كان مبتسما في قرية "بانمنجوم" قبل ان يتخطى الحدود الفاصلة. ودخلا سويا الشطر الشمالي من الخط الفاصل قبل العودة إلى الجنوب. وسيكون أمام هذا الاجتماع المحمل بالرمزية –الثالث بين زعيمي الدولتين منذ الحرب الكورية والأول منذ 2007—طريقا طويلا قبل تحديد ما إن كان كيم يمكنه في النهاية إبرام اتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
والمخاطر كبيرة إذ ان نظام كيم على وشك تطوير صاروخا قادر على ضرب أي مدينة أمريكية باستخدام أي من قنابله النووية التي يقدر عددها ب60 قنبلة. وشدد ترامب العقوبات الاقتصادية ضد نظام كيم وحذر من عمل عسكري إذا استمر الأخير في تهديد الولايات المتحدة.
وقال ايم جونغ-سوك، مدير مكتب مون والمسؤول عن التحضيرات للقمة، "هذه القمة تركز فقط على نزع الأسلحة النووية وعلى سياسات تحقق سلاما دائما". وأضاف "من الصعب التنبؤ" بما سيبدو عليه أي اتفاق.
وذكرت تقارير قبل القمة ان الزعيمين ربما يوقعان إعلان سلام يحل بديلا عن هدنة 1953 التي تركت الدولتين في حالة حرب من الناحية الفنية، بالإضافة لسحب تدريجي للقوات والأسلحة من جانبي المنطقة منزوعة السلاح. ومن الممكن ان يشير الزعيمان أيضا إلى ألية تسمح بمحادثات في المستقبل حول أعمال تفتيش على الاسلحة النووية وإعفاء من العقوبات، وهما أمران تسببا في إنهيار مفاوضات سابقة.