جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
قالت شركات تصنيع وخبراء إن الرسوم التجارية الأحدث من إدارة ترامب ستضر الشركات الصينية المصنعة لمكونات السيارات بما سيرفع على الأرجح الأسعار على زبائنها الأمريكيين الذين أمامهم خيارات قليلة لشراء المكونات الرئيسية من سوق أخر.
ومن المتوقع ان تستهدف الرسوم الجديدة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، المعلنة يوم الاثنين ومن المقرر ان تدخل حيز التنفيذ الأسبوع القادم، مجموعة عريضة من الواردات المتعلقة بالسيارات—من عمود الكرنك وشمعات الإحتراق "البوجيهات" ومساحات الزجاج—ويمتد أثرها عبر سلاسل الإمداد بما قد يؤثر على أسعار السيارات الجديدة والمستخدمة على حد سواء.
وأصبحت صناعة السيارات خاضعة جدا للعولمة، ويقول خبراء في الصناعة إن الموردين الصينيين مهيمنون للغاية في أجزاء معينة من سلاسل الإمداد بحيث لا توجد بدائل تذكر فورية وبكلفة معقولة للصين بالنسبة لبعض المواد والمكونات.
وتصدر أكثر من ألف شركة صينية مكونات سيارات للولايات المتحدة بحيث تشحن محاور العجلات ومصابيح الضباب ودوارات الفرامل وغيرها من المكونات إلى شركات سيارات ومتاجر قطع غيار بالولايات المتحدة. وتستورد الولايات المتحدة مكونات سيارات بقيمة نحو 10 مليار دولار من الصين سنويا التي تأتي في الترتيب الثاني بعد المكسيك التي حصتها 23 مليار دولار وفقا لدراسة صدرت مؤخرا لمجموعة بوسطن الاستشارية. وستفرض الجولة الأحدث من التعريفات الجمركية رسوما بنسبة 10% اعتبارا من 24 سبتمبر وبعدها تزيد إلى 25% بنهاية العام.
وقد تؤدي تلك الرسوم إلى زيادة الأسعار على أصحاب السيارات الذين يتطلعون لإستبدال مكونات متهالكة –البعض منها مثل دوارات الفرامل، يُصنع أغلبه في الصين. وبحسب (اتحاد رعاية السيارات)، وهي جماعة ضغط أمريكية تعمل لصالح المصنعين والموزعين والبائعين لقطع الغيار ، من المتوقع ان تتسبب رسوم بنسبة 25% في زيادة متوسط تكلفة إستبدال مجموعة أربع دوارات فرامل من 280 دولار حاليا إلى حوالي 400 دولار، الذي سيثني بعض أصحاب السيارات عن عمل الإصلاحات المطلوبة.
يتساءل مهند فهام ما إن كانت صالة عرض الأثاث التي يديرها في الرياض من الممكن ان تتحمل مساعي الدولة لتوظيف مزيد من السعوديين.
يواجه النشاط بالفعل ركودا إقتصاديا فواجهة المتجر تكسوها لافتات حمراء تروج لخصومات بنحو 60%. ومن شأن الإلتزام بقرار حكومي يقضي بإستبدال أغلب العاملين الأجانب الذين يهيمنون على قطاع التجزئة بمواطنين سعوديين أعلى أجرا أن يزيد الأعباء.
وقال فهام، وهو مواطن سوري، إنه درب عدد من البائعين السعوديين فقط ليراهم يتركون العمل خلال أسابيع. وأشار إنهم عادة ما يكونوا غير معتادين على نظام العمل بالمناوبة وإن شخص واحد فقط من أثبت إلتزامه بالعمل.
وأضاف فهام "كل شيء جاء في وقت واحد....لدينا إيجار مرتفع في هذه المنطقة والطلب منخفض في السوق والتكاليف مرتفعة".
ويعد خلق الوظائف للسعوديين هدفا جوهريا لخطة ولي العهد محمد بن سلمان لإحداث تحول في الاقتصاد وتحضير أكبر بلد مصدر للنفط الخام في العالم إلى حقبة ما بعد النفط.
ويتضمن هذا تغييرا جذريا في نماذج التوظيف التقليدية التي فيها يهيمن العاملون الأجانب على القطاع الخاص بينما عادة ما ينجذب المواطنون للقطاع العام الذي فيه ساعات العمل أقصر والوظائف أكثر آمانا. ومع بلوغ معدل البطالة 12.9%، وهو أعلى مستوياته في أكثر من عشر سنوات، ودخول نحو ربع مليون شابا سعوديا سوق العمل كل عام، لم تعد تلك الوظائف الحكومية كافية. ويمثل الشباب النسبة الأكبر من سكان الدولة مما يعني ان ثمن فشل الحاكم الفعلي للمملكة سيكون باهظا حيث أنه إذا تقدم العمر بكثير منهم دون وظائف قد يواجه خطر تدني مستويات التأييد أو حتى إضطرابات.
الحلوى والسجاد
ودخلت المرحلة الأولى من جهود "سعودة" قطاع التجزئة حيز التنفيذ هذا الشهر ومن المنتظر الأن ان توظف توكيلات السيارات ومتاجر الملابس والأثاث وأدوات المطبخ سعوديين في 70 بالمئة من وظائف المبيعات.
ولابد ان يلتزم أصحاب متاجر بيع الأجهزة الكهربائية والساعات والنظارات في نوفمبر على ان يلي ذلك في يناير متاجر بيع الحلوى والسجاد ومواد البناء والمعدات الطبية وقطع غيار السيارات.
وتعهد ولي العهد بإحداث تحول في الاقتصاد المعتمد على المغتربين بحلول 2030 لنزع فتيل قنبلة ديموغرافية موقوتة.
لكن تؤدي مساعي تقشف شملت فرض الحكومة ضريبة قيمة مضافة ورسوم إضافية على المغتربين وفي نفس الوقت خفضت الدعم إلى قيام الشركات بتسريح وليس توظيف عاملين. ويُنظر لتوظيف سعوديين كعبء من جانب بعض الشركات التي تعتمد على عمالة أرخص من باكستان أو الهند أو مصر أو اليمن.
وقال جراهام جريفيث، كبير المحللين في كونترول ريسكز بدبي، إن شركات التجزئة الصغيرة بالأخص ستواجه صعوبة في تحقيق الأهداف وربما تغلق.
وأضاف "القطاع الخاص السعودي في وضع صعب جدا". "الاقتصاد يتعرض لضغوط، فقد زادت الضرائب والرسوم، وترتفع التكاليف—من العمالة إلى المرافق ".
وبالنسبة لأجانب كثيرين، يبدو ان الوقت قد حان للعودة لديارهم منضمين إلى مئات الألاف الذين غادروا بالفعل.
ومع ذلك زادت البطالة في السعودية بين الذكور إلى 7.6% في الربع الأول من 7.2% في نفس الفترة العام الماضي بحسب بيانات من الهيئة العامة للإحصائيات مما يشير أن الإستغناء عن العاملين الأجانب ليس كافيا.
وقال المتحدث باسم وزارة العمل إن الإصلاح سيخلق نحو 60 ألف وظيفة للسعوديين وأشارت تقديرات مسؤول في الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة إنه قد يخلق 490 ألف وظيفة.
لكن أشار تقرير أعده مؤخرا زياد داوود، الخبير الاقتصادي المختص بالشرق الأوسط في بلومبرج إيكونوميكس، إن المملكة ستحتاج إضافة 700 ألف وظيفة بحلول 2020 للوصول بالبطالة إلى مستهدفها البالغ 9%.
تعافى الذهب يوم الأربعاء مع تراجع الدولار مما يشير إن المستثمرين بدأوا يقلقون بشأن تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على الاقتصاد الأمريكي مما جذب بعض المشترين للاستثمار من جديد في المعدن.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.6% إلى 1204.92 دولار للأوقية في الساعة 1235 بتوقيت جرينتش بعد تسجيله خسائر يوم الثلاثاء.
وزادت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.4% إلى 1208 دولار للأوقية.
وقال جون شارما الخبير الاقتصادي لدى البنك الوطني الاسترالي "يبدو ان المستثمرين يبدأون النظر للرسوم التجارية—التي من المرجح ان تكون سلبية لصادرات الصين—على أنها قد تكون مضرة أيضا للولايات المتحدة في ضوء التأثير الضار على سلاسل الإمداد العالمية".
وقالت الصين يوم الأربعاء إنها لن تلجأ إلى تخفيض قيمة عملتها لكسب ميزة تنافسية وذلك بعد ساعات من ردها بدفعة رسوم أقل قوة من التي فرضتها الولايات المتحدة عليها وسط نزاع تجاري متصاعد.
وهبطت أسعار الذهب نحو 12% منذ أبريل متضررة من الخلاف المتصاعد وارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية مع شراء المستثمرين الدولار إعتقادا بأن الولايات المتحدة ستخسر أقل في هذا الصراع.
وقال نوربرت روكر رئيس قسم البحوث لدى جولياس باير إنه على الرغم من أن الذهب ربما يتضرر في الأشهر المقبلة من قوة الاقتصاد الأمريكي وارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بجانب تفاقم الخلاف التجاري إلا إن تراجعات السوق بلغت مداها والاتجاه على المدى الطويل صعود.
ويستهدف جولياس باير صعود الذهب إلى 1275 دولار خلال ثلاثة أشهر و1375 دولار خلال اثنى عشر شهرا.
وقال روكر "تعلمت أسواق السلع إلى حد ما تجاهل الحرب التجارية، لكن سيكون هناك الكثير من الضجيج من تلك الفكرة، لذلك هذا يبقى عنصرا مثير للغموض".
وتابع "بوجه عام نحن متفائلون إزاء الذهب ونبلغ عملائنا بالبدء في تكوين مراكز شراء. يبدو ان المعنويات السلبية قد وبلغت أقصاها وبالتالي سنبدأ نعودة للوضع الطبيعي وندعم الذهب".
قال محمد معيط وزير المالية المصري يوم الأربعاء إن مصر تتعامل حتى الأن بشكل جيد مع عواقب إضطرابات الأسواق الناشئة.
وأضاف "حتى الأن اقتصادنا قادر على التعامل مع عواقب هذا التأثير السلبي".
بعد ساعات من إعلان الصين والولايات المتحدة أحدث دفعات الرسوم الجمركية على بعضهما البعض وسط حرب تجارية متصاعدة، قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج إن بلاده لن تخفض قيمة عملتها من أجل جعل صادراتها أكثر تنافسية.
وقال لي في خطاب رئيسي بمنتدى الاقتصاد العالمي الذي تنظمه الصين في تيانجين يوم الأربعاء "التقلبات مؤخرا في سعر صرف اليوان نُظر لها على إنه إجراء مقصود، لكن هذا غير صحيح". وتابع "التخفيض سيحدث ضررا أكثر من نفعا للاقتصاد الصيني. والصين لن تحفز أبدا الصادرات بخفض قيمة اليوان".
وإتهم الرئيس دونالد ترامب في أكثر من مرة الصين بإبقاء العملة ضعيفة بشكل مصطنع على الرغم من ان حكومته لم تصنف رسميا حتى الأن بكين كمتلاعب بالعملة. وبينما تراجع اليوان وسط توترات تجارية متفاقمة منذ يونيو إلا أن انخفاضه عزا في الأساس إلى قوة الدولار الأمريكي و نفى بإستمرار صناع سياسة الدولة لعب أي دور في ضعف العملة.
وقال ميشيل لام، الخبير الاقتصادي المختص بالصين لدى سوستيه جنرال في هونج كونج "بينما لم تخفض الصين بنشاط عملتها فإن هذا لا يضمن ان يتماسك اليوان عند مستواه الحالي. ما يحاولون فعله هو السماح للسوق ان تلعب دورا أكبر في تحديد قيمة العملة". ""كان هذا موقف صناع السياسة الصينيين وأكد رئيس الوزراء لي للتو تلك الرسالة لواشنطن خلال هذه المناسبة".
وصعد اليوان في التعاملات الداخلية بعد هذه التعليقات وبلغ في أحدث معاملات 6.5835 للدولار .
وقال جاو قي، خبير العملة في سكوتيا بنك بسنغافورة، "مكاسب اليوان هي ردة فعل تلقائية على تعليقات رئيس الوزراء لي، التي هدأت المخاوف المتزايدة من تراجعات أشد حدة حيث تصاعدت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة على مدى الأيام القليلة الماضية". "اليوان سيتأرجح في المدى القريب بناء على تطورات الحرب التجارية".
وأضاف قي إن العملة من المستبعد ان تضعف بشكل كبير نتيجة دعم محتمل من البنك المركزي ولن تقوى بشكل كبير بسبب الغموض المستمر حول الصراع التجاري.
تراجعت حيازات الصين من السندات الأمريكية في يوليو لأدنى مستوى في ستة أشهر في وقت بدأت فيه الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم تشتعل.
وبحسب بيانات صدرت عن وزارة الخزانة الأمريكية يوم الثلاثاء، انخفضت حيازات الصين من السندات الأمريكية بمختلف آجالها إلى 1.17 تريليون دولار وهو أقل مستوى منذ يناير ونزولا من 1.18 تريليون في يونيو. وفي المقابل، ارتفعت حيازات اليابان إلى 1.04 تريليون دولار بزيادة 5.1 مليار دولار عن الشهر السابق.
وأطلقت أولى طلقات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يوم السادس من يوليو عندما فرضت إدارة ترامب رسوما جمركية على سلع صينية بقيمة 34 مليار دولار الذي أثار ردا بالمثل من بكين.
ومنذ وقتها إتسع نطاق حرب الرسوم مع تبادل الدولتين فرض رسوم على سلع بقيمة 16 مليار دولار لبعضهما البعض ومن المقرر ان تستهدف الولايات المتحدة واردات إضافية قادمة من الصين بقيمة 200 مليار دولار يوم 24 سبتمبر. وتخطط بكين للرد برسوم على سلع أمريكية ب60 مليار دولار.
وجذبت التوترات المتصاعدة الاهتمام لورقة الضغط التي تمتلكها الصين كأكبر دائن أجنبي للولايات المتحدة.
وارتفعت احتياطيات الصين من النقد الأجنبي في يوليو إلى 3.12 تريليون دولار رغم انخفاض مستمر في العملة. وهوى اليوان أكثر من 8% منذ نهاية مارس بينما هبطت أسهم الدولة 16% بما يجعل أصول الدولة الأسيوية من بين الأسوأ أداء في العالم.
يبقى الذهب محصورا في نطاق تداول ضيق حول 1200 دولار لأوقية حتى بعد ان هوت حيازات صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة لأدنى مستوى في عام.
وتراجع المعدن النفيس في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1198.41 دولار للأوقية في الساعة 8:03 بتوقيت القاهرة. وفي الثلاثين يوما الماضية، تداول الذهب في نطاق حوالي 31 دولار ليكون مستواه الأعلى 1214.35 دولار والأدنى 1182.86 دولار.
وقال كارلو ألبرتو دي كاسا كبير المحللين لدى شركة الوساطة أكتيف تريدز إن المعدن "يواصل تراقصه البطيء حول 1200 دولار".
وربما لم يكن هبوط حيازات صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب كافيا لخروج المعدن من نطاق تداوله في الآونة الأخيرة. وبحسب بيانات جمعتها وكالة بلومبرج، هبطت أصول هذه الصناديق إلى 2.103.6 طنا وهو أدنى مستوى منذ 20 سبتمبر.
في وقت سابق من هذا الشهر، كونت صناديق التحوط ومضاربون كبار أكبر صافي مراكز بيع في العقود الاجلة والخيارية للذهب منذ عام 2006 وفقا لبيانات اللجنة الأمريكية لتداول العقود الاجلة للسلع. وأظهرت البيانات الأحدث، خلال الأسبوع المنتهي يوم الحادي عشر من سبتمبر، انخفاضا طفيفا فقط في صافي مراهنات البيع.
وقال أولي هانسن، رئيس قسم تداول السلع لدى ساكسو بنك، "الذهب ظل يتحرك عرضيا حول 1200 دولار خلال الثلاثين يوم الماضية، وقتها تمكن من إمتصاص موجة بيع مستمرة من مستثمري العقود الاجلة وصناديق المؤشرات". "هذا يشير ان بعض الطلب الأساسي بدأ يظهر لكن من أجل ان يتقدم السعر إلى نقطة عندما يبدأ البائعون يشعرون بالقلق فإنه يحتاج دعما إضافيا من ضعف في الدولار وانخفاض للأسهم".
ويكافح الذهب لكسب قوة دافعة لأغلب العام مع تفضيل المستثمرين الدولار كملاذ آمن. وتسببت قوة الدولار منذ أواخر أبريل في كبح أي مكاسب محتملة في الذهب رغم محفزات مفترضة تتنوع من غموض سياسي في أوروبا وتوترات تجارية عالمية متصاعدة.
في أغسطس، عندما أثارت أزمة الليرة التركية القلاقل من اضطرابات مالية في اقتصادات نامية أخرى، ظل الجنيه المصري متماسكا. وهذا بفضل إصلاحات مؤلمة أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت في 2016. فساعد تحرير سعر صرف العملة، بجانب زيادة في إيرادات السياحة وحوالات المصريين العاملين في الخارج، في إستقرار الاقتصاد المصري مما دفع وكالة ستاندرد اند بور لرفع التصنيف الائتماني للدولة.
الأن تواجه مصر تحديا غير متوقعا من أجندة إصلاحات السعودية أهم حلفائها السياسيين والاقتصاديين. فتأثير خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للتحديث الاقتصادي قد يجبر السيسي على تعميق تخفيضات الإنفاق والسعي وراء مزيد من الإقتراض الباهظ. والسبيل أمام الرئيس المصري هو إحداث تغيرات أكثر جراءة بتحرير الاقتصاد المصري من روابطه المُقيدة بالحكومة والجيش.
ويوم الحادس عشر من سبتمبر، بدأت الحكومة السعودية تطبيق قواعد صارمة على سوق العمل لتعزيز توظيف مواطنيها على حساب العاملين الأجانب. وكان إعلان قيود التوظيف، ضمن برنامج رؤية 2030 للأمير محمد، قد تم في يناير ومنذ وقتها وهناك نزوح مستمر للأجانب. وبحسب إحصائيات الحكومة السعودية، انخفض عدد الأجانب العاملين في المملكة من 10.883.335 في الربع الرابع من عام 2016 إلى 10.183.104 في الربع الأول لعام 2018.
ولا توجد تفاصيل لجنسيات الأجانب الذي فقدوا وظائفهم، لكن من المعقول الظن ان المصريين يمثلون نسبة مرتفعة. فتظهر مسوح من الحكومة المصرية إن السعودية هي الوجهة الرئيسية للمصريين، وبحسب بعض التقديرات يوجد 2.9 مليون مصريا في المملكة.
وتعد الحوالات التي يرسلها المصريون المغتربون من دول الخليج العربي، خاصة السعودية، مصدرا رئيسيا للعملة الأجنبية ولاستقرار الاقتصاد المحلي. ووفقا لبيانات عام 2016 التي جمعها البنك الدولي وبنك ستاندرد تشارتدر، تأتي أكثر من 70% من التحويلات إلى مصر من الدول العضوه بمجلس التعاون الخليجي، ونحو 40% من السعودية وحدها.
وفي الوقت الحالي تبقى تدفقات التحويلات من السعودية إلى مصر مستقرة—فقد بلغت في المتوسط 2.93 مليار دولار سنويا منذ 2002. وهناك تفسيران محتملان: الأول هو ان العاملين المصريين الذين فقدوا وظائفهم يرسلون أخر رواتبهم والتفسير الثاني ان العاملين الذين لازالوا محتفظين بوظائفهم يرسلون أموال أكثر من المعتاد لدعم أسرهم خلال فترة من التضخم المرتفع في مصر. لكن مع رحيل عاملين أكثر من السعودية، ستتباطأ حتما التدفقات.
وبالنسبة للسيسي، هذه ضربة مزدوجة حيث ان حكومته تشتد حاجتها للمال ولا يمكنها تحمل انخفاضا حادا في التحويلات من الخارج، ولا يمكن للاقتصاد المصري ان يستوعب قدوم المغتربين في ظل معدل بطالة بلغ 10.9% في أوائل 2018. وتلك ضربة مزدوجة أيضا للعائدين فهم يواجهون نقصا في الوظائف وتكلفة معيشة مرتفعة جدا.
ومأزق مصر بمثابة تذكير بأنه على الرغم من أن التكامل الاقتصادي الإقليمي في الشرق الأوسط لم يكن أبدا قويا، الذي يمنع بعض أشكال العدوى المالية، مثل أزمات العملة، إلا ان اقتصادات المنطقة مرتبطة ببعضها بأشكال أخرى: فالدول الفقيرة تعتمد على الدول الغنية من أجل دعم نفط وغاز ودعم مالي مباشر ومن أجل توظيف ملايين الأفراد. وعندما تتغير الأولويات الداخلية لدولة غنية من الممكن ان يكون التأثير على الدول المعتمدة عليها ضارا مثل أي عدوى من أزمة عملة.
وبالنسبة لمصر، تأتي ضغود العاملين العائدين في وقت غير مناسب بشكل خاص. وأعلنت الحكومة المصرية مؤخرا انخفاضا تدريجيا في أرقام البطالة من 12% قبل عام فقط. وزادت أيضا الأجور.وحققت مصر بعض التقدم في خفض عجز ميزانيتها، الذي كان أغلبه بتمويل مالي خارجي. وفي العام المالي 2017/2018 المنتهي في يونيو، تمكنت مصر من تقليص عجزها وتمويله إلى حد كبير بزيادة الإقتراض الخارجي، من بنوك متعددة الأطراف وبنوك تجارية.
لكن غطى هذا المسعى الضخم ما يزيد طفيفا عن نصف عجز ميزانية العام البالغ 9.8% من الناتج المحلي الإجمالي. وحتى بدون تأثير القواعد الجديدة للحكومة السعودية، سيكون العام المالي الحالي أكثر صعوبة حيث يتنبأ محللون في اتش.اس.بي.سي إن الحكومة ستحتاج جمع أكثر من 100 مليار دولار كدعم ميزانية إضافي من قروض دولية أو إصدار سندات أو قروض بنوك محلية. وسيكون دعم مالي من حلفاء إقليميين مثل السعودية أمرا هاما.
وتحاول الحكومة المصرية خفض إعتمادها على غيرها بتخفيض دعم الوقود والمرافق والمواصلات العامة. وارتفعت بالفعل تكاليف المواصلات أكثر من 50% على مدى العام الماضي. ومن المتوقع ان ترفع زيادات في سعر الكهرباء بدء تطبيقها في يوليو متوسط فاتورة استهلاك الأسر بما يزيد عن 25%. ويستقر التضخم قرب 14% بعد خطوات من البنك المركزي لخفض قيمة الجنيه العام الماضي.
وبالنظر إلى جانب أخر. يتخذ السيسي قرارات صعبة ومرفوضة شعبيا يحتاج بن سلمان إتخاذها من أجل تحقيق أهداف خطته رؤية 2030، وعلى خلاف ولي العهد، لا يمكن للرئيس المصري ان يخفف وطأة ذلك بزيادة الإنفاق الحكومي وتقديم دعم نقدي للمواطنين.
ويعول السيسي على الحلفاء الخليجين لبقاء الاقتصاد ممولا في وقت يخفض فيه الإنفاق. لكن لا يمكنه إدارة الأولويات المالية لداعميه. وإذا صارت السعودية أكثر جدية في برنامج إصلاحاتها—بكبح سخاء الإنفاق في الداخل والخارج، سيعني ذلك مزيد من الألم للمصريين. وبالفعل يتم تقليص كثير من الخطط الكبيرة من السعودية ودولة الإمارات للاستثمار في مدن جديدة وبنية تحتية وتطوير إسكان في مصر. وقد يمثل أيضا تطوير السعودية لساحل البحر الأحمر تهديدا على أنشطة السياحة المصرية.
وإذا كان السيسي جادا في إنهاء إعتماد الاقتصاد على الدعم، لابد ان يتحرك بإنهاء دورة الإقتراض ثم الإنفاق ثم التخفيض ثم الإقتراض. وحتى الأن صُممت إصلاحاته في الأساس لموازنة ميزانية الحكومة بما يرضي المقرضين الأجانب. لكن لابد ان يطمح لما هو أكثر ألا وهو تحرير اقتصادي حقيقي وهذا سيتطلب من السيسي الحد من الهيمنة غير الصحية على الاقتصاد من الدولة والجيش. فلابد ان يدعم تطوير قطاع خاص مستقل قادر على خلق الوظائف والإيرادات للدولة. وهذا لن يحدث في الوقت المناسب الذي يسمح بإستيعاب ألاف العاملين العائدين الأن من السعودية، لكن الهدف يجب أن يكون إنهاء حاجة الكثيرين لمغادرة مصر في الأساس.
قال الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تفكر جديا في إقامة قاعدة عسكرية دائمة في بولندا.
وأشار ترامب خلال اجتماع في المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء مع الرئيس البولندي أندجي دودا إن الاثنين سيناقشان هذه الإحتمالية وإن الولايات المتحدة تفكر جديا في هذا الأمر ".
ويطلب الرئيس البولندي دعما عسكريا إضافيا من الولايات المتحدة مستشهدا بالخطر الذي تشكله روسيا التي أصبحت أكثر جرأة ورغبة في التوسع. ويدعو دودا الولايات المتحدة لإقامة قاعدة عسكرية دائمة في بولندا لتكون بمثابة رادع، وقالت حكومته إنها ستساهم ماليا في إقامة هذه القاعدة.
إستقر الدولار دون تغيير يذكر يوم الثلاثاء قرب أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع مقابل اليورو مع تبادل واشنطن وبكين الإتهامات وإعلانهما رسوم جمركية على عدد متزايد من الواردات.
وردت بكين يوم الثلاثاء على رسوم فرضها الرئيس دونالد ترامب قبل أقل من أربعة وعشرين ساعة على واردات صينية بقيمة مائتي مليار دولار بإضافة رسوم على سلع أمريكية بقيمة 60 مليار دولار.
وزاد اليورو 0.11% مقابل الدولار.
وكان الدولار مستفيدا رئيسيا من تنامي التوترات التجارية في الأشهر الأخيرة مع مراهنة المستثمرين أنه سيصعد على حساب العملات التي تنطوي على مخاطر.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، نحو 5% منذ منتصف أبريل.
ولكن تعثر صعوده في الأسابيع الأخيرة مع جني بعض المستثمرين للأرباح وقلقهم بشأن التأثير في المدى الطويل لحرب تجارية ممتدة.
وتشير تقديرات البنك الهولندي اي.ان.جي إن نسبة 2.5% من التجارة العالمية تتأثر حاليا بالرسوم وستصل إلى 4% إذا نغذ ترامب تهديدات بفرض رسوم على كافة صادرات الصين إلى الولايات المتحدة.
وسيولي المتعاملون اهتماما باجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع القادم الذي فيه من المتوقع ان يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة وسيكشف عن عدد الزيادات الإضافية التي يتوقعها خلال العام القادم.
ومن الناحية الفنية، توقعات الدولار حذرة بعد ان نزل مؤشره الأسبوع الماضي عن متوسط تحرك 100 يوما لأول مرة منذ أبريل.
وصعد الدولار الكندي مقابل نظيره الأمريكي مع ارتفاع أسعار النفط وبعد بيانات محلية لقطاع التصنيع عززت التوقعات بأن البنك المركزي الكندي سيرفع أسعار الفائدة في أكتوبر.
وتراجع الجنيه الاسترليني من أعلى مستوياته في ستة أسابيع مع قيام المتعاملين بجني أرباح وتبني المستثمرين بنبرة أكثر تحذيرا بشأن التقدم صوب اتفاق إنفصال عن الاتحاد الأوروبي قبل قمة للاتحاد في وقت لاحق من هذا الأسبوع.