
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
ارتفعت أسعار النفط 2% اليوم الجمعة بعد أن ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن أسواق النفط تعاني نقصاً في المعروض، لكن لا زال يتجه الخام نحو تكبد خسائر أسبوعية وسط مخاوف بشأن زيادات مرتقبة في أسعار الفائدة الأمريكية واحتمالية أن تسفر المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران عن زيادة في الإمدادات العالمية.
وارتفعت العقود الاجلة لخام برنت 1.52 دولار أو 1.7% إلى 92.92 دولار للبرميل في الساعة 1645 بتوقيت جرينتش. فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.67 دولار أو 1.9% إلى 91.53 دولار للبرميل.
وتتجه الأسعار نحو أول انخفاض أسبوعي بعد سبعة أسابيع متتالية من المكاسب.
وقالت وكالة الطاقة الدولية أن السعودية والإمارات قادرتان على المساعدة في تهدئة أسواق النفط المضطربة إذا ضختا كميات أكبر، مضيفة أن تحالف أوبك+ تخلف عن مستواه المستهدف من الإنتاج بمقدار 900 ألف برميل يوميا في يناير.
وتملك الدولتان العضوتان بأوبك+ أكبر طاقة إنتاجية فائضة وقد تساعدان في تخفيف النقص في مخزونات النفط العالمية الذي هو من بين العوامل التي تدفع الأسعار صوب 100 دولار للبرميل، بما يفاقم ضغوط التضخم عالمياً.
ورفعت الوكالة أيضا تقديراتها للطلب في 2022 بمقدار 800 ألف برميل يوميا، متوقعة توسع الطلب العالمي 3.2 مليون ب/ي هذا العام، ليصل بذلك إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 100.6 مليون ب/ي.
وفي وقت سابق، قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن الطلب العالمي على النفط ربما يرتفع بشكل أشد حدة بفضل تعاف اقتصادي قوي بعد الجائحة.
لطن يكبح صعود الأسعار احتمالية زيادات سريعة من الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة فضلاً عن المحادثات المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران.
ويوم الخميس، سجلت بيانات التضخم الأمريكية أكبر زيادة منذ 40 عاما، وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، جيمز بولارد، أنه يريد زيادات بمقدار نقطة مئوية كاملة بحلول الأول من يوليو.
هذا وإستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران هذا الأسبوع بعد توقف دام 10 أيام. ومن شأن التوصل إلى اتفاق أن يشهد رفع العقوبات على النفط الإيراني ويخفف ضيق المعروض العالمي.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، غذت بيانات المخزونات الأمريكية مخاوف المعروض بعد انخفاض غير متوقع بمقدار 4.8 مليون برميل في مخزونات الخام الأمريكية.
يتوقع بنك جولدمان ساكس أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة سبع مرات هذا العام لإحتواء تضخم أكثر سخونة من المتوقع في الولايات المتحدة، بدلاً من خمس مرات التي كان يتوقعها في السابق.
ويتنبأ البنك بزيادة 25 نقطة أساس في كل من الاجتماعات المتبقية هذا العام، بحسب ما كتب خبراء اقتصاديون بالبنك على رأسهم جان هاتزيوس في تقرير للعملاء.
ويأتي هذا التوقع المعدل عقب تسجيل أسعار المستهلكين الأمريكية أكبر زيادة منذ 1982 في يناير.
وتكتسب تلك وجهة النظر مصداقية لدى المستثمرين، الذين يسّعرون نفس الكم والوتيرة من الزيادات. فتشير مقايضات Swaps مرتبطة بتواريخ اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي إلى أن المستثمرين يتوقعون بلوغ سعر الفائدة الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي 1.85% بعد اجتماع ديسمبر من قرابة الصفر حالياً.
وبينما ثمة دافع لزيادة سعر الفائدة 50 نقطة أساس في مارس في ضوء مزيج من تضخم مرتفع جداً ونمو ساخن للأجور وتوقعات مرتفعة للتضخم في المدى القصير، بيد أن الإشارات من صانعي السياسة حتى الأن تشير إلى التحرك بوتيرة تدريجية، وفق المحللين بجولدمان.
وكتبوا في مذكرة "أغلب مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين علقوا يعارضون زيادة ب50 نقطة أساس في مارس". "بالتالي نعتقد في المقابل أن المسار الأرجح هو سلسلة أطول من الزيادات بمقدار 25 نقطة أساس".
وبينما لا يؤيد مسؤولون كثيرون بالفيدرالي زيادات أكبر في أسعار الفائدة، فإن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس "جيمز بولارد" قال أنه يؤيد رفع أسعار الفائدة بنقطة مئوية كاملة بحلول بداية يوليو—بما في ذلك أول زيادة بنصف نقطة مئوية منذ عام 2000—للرد على أكثر تضخم سخونة منذ أربعة عقود.
وقال محللو جولدمان ساكس "سنفكر في تغيير توقعاتنا إذا إنضم له مشاركون أخرون، لاسيما إذا إستمرت السوق في تسعير احتمالية تحرك ب50 نقطة أساس في مارس".
ويتماشى التغيير في توقعات جولدمان مع تعليقات لوزير الخزانة الأمريكي الأسبق لورينس سامرز، الذي قال الاسبوع الماضي لتلفزيون بلومبرج أن المستثمرين عليهم أن يستعدوا لاحتمال رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في الاجتماعات السبعة المتبقية هذا العام وحتى أن يجري زيادة بأكثر من ربع نقطة مئوية دفعة واحدة.
وترفع البنوك عالمياً توقعاتها لدورة زيادات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
وقال خبراء اقتصاديون في دويتشة بنك أن يانات التضخم تعني أن زيادة بمقدار 50 نقطة أساس في مارس هي توقعهم الأساسي الأن.
كما قالت نورمورا هولدينجز أنهم يؤكدون على توقعاتهم بزيادة نصف بالمئة في مارس، بينما قال ستاندرد تشارترد أن بيانات التضخم أطلقت عاصفة من التكهنات بأن يكثف صانعو السياسة حجم الزيادات في بداية دورة التشديد النقدي.
قال وزير المالية التركي نور الدين نبطي أن تركيا ستشهد عودة التضخم إلى خانة الأحاد قبل انتخابات العام القادم، بدعم من استقرار العملة وإنتعاشة متوقعة في السياحة.
وقال نبطي في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج اليوم الجمعة "في الوقت الحالي، ليس لدينا مشكلة غير التضخم". "الدولار يصبح مستقراً. والتقلبات في العملة عند الحد الأدنى. لقد حققنا مستوى تنافسياً للعملة".
وتحت ضغط من الرئيس رجب طيب أردوغان، خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس في أربع تحركات متتالية بدءاً من سبتمبر لتحفيز النمو قبل انتخابات موعدها يونيو 2023، إلا أن شعبيته تختبرها الأن زيادات حادة في الأسعار.
وسجل تضخم أسعار المستهلكين في تركيا 48.7% في يناير، وهو أعلى مستوى في 20 عاما، بينما تعهد أردوغان بإجراءات لإحتواء أسعار الكهرباء والغاز وسط غضب شعبي.
وسيعقد البنك المركزي اجتماعه القادم للسياسة النقدية يوم الخميس ومن المتوقع أن يبقي أسعار الفائدة بلا تغيير بعد أن ألحقت الدورة الأخيرة من التيسير النقدي ضرراً بالغاً بالليرة، التي فقدت حوالي نصف قيمتها العام الماضي.
وخلال فترات التقلبات في العملة وارتفاع التضخم، يشتري الأتراك الذهب والدولار كوسيلة تحوط ومخزون للقيمة، الذي غالباً ما يزيد الضغط على الليرة.
ومن المتوقع أن يعلن نبطي يوم السبت عن إجراءات جديدة، من بينها خطط لإستقطاب مدخرات الأسر غير الرسمية من الذهب ما يعرف "الذهب المخبأ تحت الوسادة" التي يقدر حجمها ب5 ألاف طن.
وقال أن جذب مجرد "10% سيعادل 25 مليار دولار".
ورغم أنه لم يذكر تفاصيل عن كيف ستحقق تركيا تضخم في خانة الأحاد بحلول الانتخابات، توقع نبطي بأن يجذب الاقتصاد تدفقات دولارية أكثر من السياحة خلال الصيف بينما انخفاض في عبء الدين الخارجي سيحد من الطلب على الدولار.
شهدت ثقة المستهلك الأمريكي المزيد من التراجع في أوائل فبراير مسجلة أدنى مستوى جديد منذ عشر سنوات حيث ساءت وجهات النظر حول الأوضاع المالية الشخصية جراء مخاوف متنامية حيال التضخم.
فأظهرت بيانات اليوم الجمعة أن مؤشر جامعة ميتشجان لثقة المستهلك هبط إلى 61.7 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2011، من 67.2 نقطة في يناير. وخيبت القراءة متوسط تقديرات الخبراء الاقتصاديين المستطلع أرائهم عند 67 نقطة.
وانخفض مؤشر المسح للأوضاع الراهنة إلى 68.5 نقطة، وهي القراءة الأضعف منذ 2011. كما نزل مؤشر يقيس التوقعات المستقبلية إلى 57.4 نقطة، الذي هو أيضا أدنى مستوى منذ أكثر من عشر سنوات.
ويتوقع المستهلكون أن يبلغ معدل التضخم 5% خلال عام من الأن، في زيادة من قراءة الشهر الماضي عند 4.9% وأعلى مستوى منذ 2008. ويتوقعون أن ترتفع الأسعار بمعدل سنوي 3.1% على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة، بلا تغيير عن الشهر السابق.
وبحسب تقرير صدر يوم الخميس، ارتفع مؤشر الحكومة لأسعار المستهلكين 7.5% في يناير، وهي أسرع وتيرة سنوية منذ 1982، حيث قفزت تكاليف الغذاء والسكن والكهرباء.
ونتيجة لذلك، توقع 26% ممن شملهم المسح أن تسوء حظوظهم المالية. وهذه أعلى نسبة منذ 1980 وإشارة إلى الضريبة التي يقتطعها التضخم من ميزانيات الأسر.
كما يغذي أيضا وجهات نظر أكثر تشاؤماً حول أجندة الرئيس جو بايدن. وبينما لدى الجمهوريين وجهة النظر الأكثر سلبية، فإن الديمقراطيين والمستقلين يصبحون متشائمين على نحو متزايد، بحسب ما جاء في التقرير. وإستشهد 51% من المستطلع أرائهم بسياسات اقتصادية سيئة تتبعها الحكومة، وهي أعلى نسبة منذ 2014.
هذا وتوقع حوالي ثلثي المستهلكين بفترات مالية صعبة خلال السنوات الخمس القادمة، الذي يمثل أضعف توقعات طويلة الأجل في العقد الماضي، وفق تقرير جامعة ميتشجان. ويشير التقرير إلى أن التقلبات مؤخرا في سوق الأسهم تلقي أيضا بثقلها على المعنويات. فتركز الانخفاض في الثقة حتى الأن هذا الشهر بين الأمريكيين الذين دخولهم 100 ألف دولار على الأقل.
أجرى البنك المركزي الروسي ثالث زيادة بمقدار 100 نقطة أساس في أسعار الفائدة خلال أقل من عام وقال أن زيادة أخرى محتملة في أحد اجتماعاته القادمة وسط مخاطر تضخمية متزايدة.
ويرفع التحرك الأحدث من البنك المركزي سعر فائدته الرئيسي إلى 9.5%، بما يتماشى مع توقعات أغلبية الخبراء الاقتصاديين المستطلع أرائهم.
وكانت هذه ثامن زيادة على التوالي. وأعلن البنك المركزي الروسي أن سعر فائدته الرئيسي قد يبلغ في المتوسط بين 9 و11% في 2022، في زيادة من نطاق سابق 7.3%-8.3%.
من جانبها، قالت محافظة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا في مؤتمر صحفي بموسكو أن السياسة النقدية تحتاج إلى أن تكون أكثر تشديداً من المتوقع وأشارت إلى أن ارتفاع معدلات الفائدة مطلوب لتهدئة ما وصفته "بغليان اقتصادي".
وكان البنك المركزي الروسي من بين أكثر البنوك المركزية في الأسواق الناشئة حدة في تشديد السياسة النقدية لكبح نمو في الأسعار يتجاوز الأن أكثر من ضعف مستواه المستهدف البالغ 4%.
لكن رغم زيادات البنك المركزي لسعر الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس منذ مارس، يسجل التضخم أعلى مستوى منذ ست سنوات. وإقترنت ضغوط أسعار عالمية بعوامل محلية في إبقاء تكاليف السلع والخدمات مرتفعة على الرغم من تقييد الائتمان، وتظهر استطلاعات الرأي أن القضية أصبحت مبعث قلق رئيسي للروس.
وذكر صانعو السياسة في بيانهم "إذا تطور الوضع بما يتماشى مع التوقع الأساسي، فإن البنك المركزي الروسي يبقي على احتمال زيادة جديدة لسعر الفائدة في اجتماعاته القادمة".
"ميزان المخاطر يميل بشكل أكبر نحو تزايد الضغوط التضخمية".
وبناء على أحدث توقعات البنك المركزي، قد تكون ذروة سعر الفائدة عند 12% في النصف الأول من العام، بحسب ما قاله ديمتري بوليفوي، الخبير الاقتصادي في لوكو-إنفيست.
وتستمر أيضا المخاوف من عقوبات غربية جديدة محتملة حول أوكرانيا في الضغط على الروبل، لكن قد تعافت العملة في الأسبوع الماضي مع ظهور أمال بحدوث إنفراجة دبلوماسية. ويغذي ضعف الروبل التضخم برفع الأسعار المحلية للسلع المستوردة.
وعدل صناع السياسة أيضا توقعاتهم للتضخم بالرفع ويتنبأون الأن بأن ينهي نمو الأسعار العام عند ما بين 5% و6%، مقارنة مع توقع سابق للبنك عند 4%-4.5%.
أظهرت نتائج أحدث مسح شهري أجرته وكالة بلومبرج لخبراء اقتصاديين أنه من المتوقع أن يتجاوز التضخم بفارق كبير المعدل الذي يستهدفه بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام وأن يستغرق وقتاً أطول للعودة إإلى مستوى 2% المستهدف.
وبحسب متوسط تقديرات 67 خبيراً اقتصادياً شملهم المسح خلال الفترة من 4 إلى 10 فبراير، سيبلغ مؤشر أسعار المستهلكين في المتوسط 5% هذا العام. وأجري المسح قبل نشر أحدث تقرير حكومي لمؤشر أسعار المستهلكين، الذي أظهر أن التضخم قفز 7.5% في يناير مقارنة مع العام السابق، وهو أعلى مستوى جديد منذ أربعة عقود.
كما من المتوقع أن يسجل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يفضله الاحتياطي الفيدرالي كمقياس للتضخم، 4.2% في المتوسط في 2022، وهو معدل أقوى من التوقع البالغ 3.8% في الشهر السابق.
ويعد التضخم، الذي يرتفع بأسرع وتيرة منذ 40 عاما بحسب كل من المؤشرين، مبعث قلق لصانعي السياسة في الاحتياطي الفيدرالي، الذين يتعرضون للضغط من أجل كبح جماحه. وهم يستعدون لزيادة أسعار الفائدة في مارس، فيما يعزز المتداولون مراهناتهم على زيادة بنصف نقطة مئوية الشهر القادم.
وكانت الزيادة في أسعار المستهلكين الشهر الماضي واسعة النطاق وأظهرت أن ضغوط الأسعار تتجاوز فئات السلع المتعلقة بالجائحة مثل السيارات إلى الخدمات مثل التأمين الصحي والإيجارات.
ذكر خبيران اقتصاديان لدى بلومبرج في رسالة بحثية يوم الخميس "هذه القراءة المرتفعة بشكل مفاجيء لمؤشر أسعار المستهلكين ستدفع على الأرجح عدد أكبر من أعضاء لجنة السياسة النقدية لتأييد مسار أسرع من زيادات أسعار الفائدة".
"ونتوقع أن يزداد التضخم سوءاً قبل أن يتحسن، ليبلغ ذروته عند حوالي 7.8% في تقرير الشهر القادم".
وربما تلقى أيضا نمو الاقتصاد الأمريكي ضربة كبيرة في بداية العام. وتم تخفيض توقعات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول بمقدار النصف إلى معدل سنوي 1.5% بعد أن قيم الخبراء الاقتصاديون بالكامل تأثير متحور أوميكرون بالإضافة إلى معدلات تضخم أعلى من المتوقع. وتم رفع تقديرات النمو بشكل طفيف للربع الثاني فيما جرى تخفيضها للربع الثالث.
ويمكن تفسير أغلب الضعف في الربع الأول إلى إنفاق المستهلك، الذي من المتوقع الأن أن يرتفع بمعدل 1.8% فقط بالمقارنة مع 2.5% في مسح يناير.
ويؤدي التضخم إلى تآكل دخول الأمريكيين، بما يترك دخلاً أقل للإنفاق غير الأساسي بعد ارتفاع أسعار الغذاء والبنزين.
تنفق الأسرة الأمريكية العادية 267 دولار إضافية شهرياً على السلع والخدمات بسبب ارتفاع التضخم، وفق وكالة موديز أناليتكس.
وأظهر أحدث تقرير حكومي لأسعار المستهلكين ارتفاع التضخم 7.5% في يناير بالمقارنة مع العام السابق، وهو أعلى مستوى جديد منذ أربعة عقود.
وارتفع المؤشر الذي يحظى بمتابعة وثيقة 0.6% عن الشهر السابق، الذي يعكس زيادات واسعة النطاق شملت تكاليف أعلى للغذاء والكهرباء والسكن.
وقال ريان سويت، كبير الاقتصاديين في موديز، "تسجيل التضخم 7.5% على أساس سنوي، مقارنة مع متوسط نمو 2.1% في 2018 و2019، يكلف الأسرة العادية 276 دولار كل شهر". وتختلف تكلفة التضخم عبر شرائح الدخل والفئات الديموغرافية، بحسب ما أضاف.
وعند استثناء مكوني الغذاء والطاقة المتذبذب أسعارهما، زاد ما يعرف بالمؤشر الأساسي 6% بالمقارنة مع العام السابق، وهي أيضا اكبرزيادة منذ 1982، و0.6% عن الشهر السابق.
زيادات الأسعار السنوية في فئات مختارة:
قالت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي في مقابلة نشرت في الساعات الأولى من يوم الجمعة أن رفع سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي الأن لن يخفض التضخم المرتفع إلى حد قياسي في منطقة اليورو وإنما فقط سيضر الاقتصاد.
وقد أحدثت لاجارد هزة في الأسواق الاسبوع الماضي بفتح الباب أمام أول زيادة لأسعار فائدة البنك المركزي الأوروبي منذ ما يزيد عن عشر سنوات لمواجهة ضغوط أسعار مرتفعة بشكل مستمر.
ومع تسعير أسواق النقد الأن زيادة بمقدار 50 نقطة أساس لسعر فائدة البنك المركزي الأوروبي على الودائع بحلول ديسمبر، حذرت لاجارد من أن زيادة سعر الفائدة لن يعالج ارتفاع أسعار النفط وتعطلات سلاسل الإمداد اللذان يغذيان التضخم.
وقالت للشبكة الإعلامية الألمانية Redaktionsnetzwerk Deutschland (RND) "هذا لن يحل أي من المشاكل الحالية". "على النقيض: إذا تحركنا سريعاً جداً الأن، قد يكون تعافي اقتصاداتنا أضعف بشكل كبير وتتعرض الوظائف للخطر".
وأصّرت على أن البنك المركزي الأوروبي سيسحب فقط سياسته بالغة التحفيز بشكل تدريجي وعندما تسمح الظروف.
وذكرت "الأن يمكننا تعديل أدوات سياستنا النقدية –بهدوء وتأني". "وعندما تسمح البيانات الاقتصادية، سنفعل ذلك".
وكان محافظ البنك المركزي الهولندي كلاس كنوت، المؤيد بشكل صريح للتشديد النقدي، قد تنبأ بزيادة أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في الربع الرابع وبزيادة مماثلة في أول ثلاثة أشهر من 2023.
ومن المتوقع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اسعارالفائدة بعد أعلى قراءة تضخم منذ نحو 40 عاما.
لكن كان كبير الاقتصاديين بالبنك المركزي الاوروبي فيليب لين، الذي يصيغ مقترحات السياسة النقدية، أكثر حذراً، قائلاً أن الوضع الحالي لا يستدعي تشديداً نقدياً كبيراً.
وسجل التضخم في منطقة اليورو 5.1% الشهر الماضي وقالت المفوضية الأوروبية يوم الخميس أنها تتوقع ان يبلغ في المتوسط 3.5% هذا العام—أعلى بكثير من مستوى 2% الذي يستهدفه البنك المركزي.
وكان المركزي الأوروبي أخر مرة رفع اسعارالفائدة في 2011 فيما يعتبر الأن على نطاق واسع خطأ للسياسة النقدية تم إرتكابه وسط صدمة معروض وأزمة دين.
ويبلغ حاليا سعر فائدته على الودائع سالب 0.5%.
انخفضت الأسهم الأمريكية يوم الخميس مع ارتفاع عوائد السندات في أعقاب بيانات تظهر بلوغ التضخم أعلى مستوى جديد في أربعة عقود، الذي يعزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيمضي في مسار من التشديد السريع للسياسة النقدية.
وهبط كل من مؤشر ستاندرد اند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ناسدك المجمع 1.4% على الأقل، بينما إخترق العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات حاجز 2% لأول مرة منذ 2019.
وتلت هذه التحركات بيانات جديدة تظهر تسارع التضخم إلى معدل سنوي 7.5% في يناير، متجاوزاً توقعات الخبراء الاقتصاديين ووتيرة 7% التي تسجلت في ديسمبر. وعوضت المؤشرات لوقت وجيز أغلب خسائرها قبل أن تنزلق مرة أخرى، مع تعمق الخسائر بعد تعليقات من مسؤول بالاحتياطي الفيدرالي أشار فيها إلى أن البنك المركزي ربما يتحرك على نحو أكثر صرامة لكبح التضخم.
وخلقت البيانات والتعليقات ضبابية جديدة في السوق بعد أن كانت قد أظهرت علامات على الاستقرار. فمع دخول جلسة الخميس، كان مؤشر ستاندرد اند بورز 500 قد ارتفع لسبعة أيام من أيام التداول التسعة السابقة. ويقول مديرو الاموال أنهم يستعدون للمزيد من التقلبات مع تقييم المستثمرين احتمالية ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكثف الجهود لإحتواء التضخم.
قال مات بيرون، مدير البحوث في جانوس هيندرسون إنفستورز، "هذا الاتجاه العام يدعو للقلق حيال أسواق الأسهم حيث قد يعني حدوث استجابة عنيفة على صعيد السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي".
"نحذر أن الأسواق قد تبقى متقلبة في الأشهر المقبلة حتى يستقر التضخم أو تكون السوق مرتاحة إلى أن الفيدرالي يفعل الكافي، و ليس ما هو أكثر من اللازم".
وأشار جيمز بولارد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إلى أن البنك المركزي ربما يكون مستعداً للقيام بتحرك كبير، مؤكداً بذلك قلاقل المستثمرين. وفي مقابلة مع بلومبرج نيوز، قال بولارد أنه يود أن يرى أسعار الفائدة ترتفع بمقدار 1% بحلول الأول من يوليو، مضيفاً أنه "كان بالفعل يميل للتشديد النقدي لكن الأن رفع بشكل أكبر تقديراته لما ينبغي أن تفعله اللجنة".
وتحولت مؤشرات الأسهم الرئيسية للانخفاض بحدة عقب هذا التصريح، مغلقة على خسائر. فنزل مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 83.10 نقطة، أو 1.8%، إلى 4504.08 نقطة، في أول انخفاض منذ ثلاثة أيام. وخسر مؤشر داو جونز الصناعي 526.47 نقطة، أو 1.5%، ليسجل 35241.59 نقطة. فيما كانت أسهم شركات التقنية الأشد تضرراً، مع نزول مؤشر ناسدك 304.73 نقطة، او ما يوازي 2.1%، إلى 14185.64 نقطة.
وإختتمت كافة القطاعات الأحد عشر لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 التعاملات على تراجعات.
وكانت أسهم الشركات عالية التقييمات الأشد تضرراً. فهبطت أسهم التقنية في مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 2.8%، ليقود الخسائر شركات البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات وأشباه الموصلات.
وهوت كوالكوم وأدفنسنت مايكرو ديفيسز وأدوبي بأكثر من 5% لكل منها، بينما خسرت أبل 4.16 دولار أو 2.4% مسجلة 172.12 دولار.
قال جيمز بولارد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، أنه يؤيد رفع أسعار الفائدة بنقطة مئوية كاملة بحلول شهر يوليو—بما يشمل أول زيادة بنصف بالمئة منذ عام 2000—رداً على أعلى معدل تضخم منذ أربعة عقود.
وذكر بولارد، الذي له حق التصويت على السياسة النقدية هذا العام، خلال مقابلة مع بلومبرج نيوز اليوم الخميس "أود أن أرى 100 نقطة أساس بحلول الأول من يوليو".
"كنت في السابق بالفعل أميل للتشديد النقدي... والأن رفعت بشكل أكبر تقديراتي لما ينبغي أن تفعله لجنة السياسة النقدية".