جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
يبدو ان البنك المركزي السويسري قد إتخذ أكبر خطواته لإضعاف الفرنك السويسري منذ عامين بعد ان فرضت تخفيضات تلوح في الأفق لأسعار الفائدة من البنكين المركزيين الأمريكي والأوروبي ضغوطا صعودية على العملة.
وبدأ البنك المركزي السويسري بيع الفرنك في السوق الاسبوع الماضي في خطوة إنعكست في زيادة ما يعرف بالودائع تحت الطلب التي يستخدمها المقرضون للإحتفاظ بإحتياطيات لدى البنك المركزي. وارتفعت الودائع تحت الطلب، المؤشر الذي يحظى باهتمام وثيق للتدخل في سوق النقد الأجنبي، 1.7 مليار فرنك (1.7 مليار دولار)، الذي هو أكبر مبلغ منذ صيف 2017، وفقا للمحللين.
وقال توماس فلوري، رئيس تداول العملة في يو.بي.اس ويلث مانجمنت، "هذا يبدو كتدخل...تلك أكبر زيادة منذ فترة الانتخابات الفرنسية في 2017، عندما كانوا يتدخلون أخر مرة".
ورفض البنك المركزي السويسري التعليق يوم الاثنين.
وسجل الفرنك السويسري ما يراه محللون كثيرون مستوى حرجا الاربعاء الماضي، الذي هو 1.10 فرنك مقابل اليورو، وهو مستوى لم يخترقه منذ أوائل يوليو 2017. وفي نهاية أبريل، بلغ سعر اليورو 1.14 فرنك، بينما في مايو من العام الماضي بلغ 1.20 فرنك.
ويفرض تيسير السياسة النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا ضغوطا صعودية على الفرنك بجعل الاستثمارات السويسرية جاذبة بشكل أكبر نسبيا بتقليص الفارق في أسعار الفائدة بين الدولةالمطلة على جبال الألب ودول أخرى. وينظر عادة لاقتصاد سويسرا بالقوي والمستقر، مما يجعله ملاذا للمستثمرين.
ولم يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة الاسبوع الماضي، لكن مهد رئيس البنك ماريو دراغي لتخفيضات في أسعار الفائدة ومزيد من مشتريات السندات في أخر خطابات له. وأكد مجددا هذه الرسالة في بيان السياسة النقدية يوم الخميس.
وتراجع الفرنك السويسري بعد قرار المركزي الأوروبي، لكن يبقى مرتفعا مقارنة بمستوياته في الفترة الأخيرة.
وعندما يخفض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، من المرجح ان تحذو سويسرا حذوه ومن شأن خفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية ان يصل بسعر الفائدة السويسري إلى سالب 1%.
بعد نحو ثلاثة أشهر على إنهيار محادثاتهما التجارية بشكل مرير، يجتمع المفاوضون الصينيون والأمريكيون مجددا في شنغهاي هذا الأسبوع وسط توقعات سقفها منخفض بحدوث إنفراجة في حربهما التجارية المستمرة منذ عام.
ومن المقرر ان تُستأنف يوم الثلاثاء محادثات على مدى يومين بعد ان توصل الرئيسان دونالد ترامب وشي جين بينغ إلى هدنة على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان الشهر الماضي. ولكن تبقى توترات عميقة وأتت الأيام الماضية بإشارات متباينة من الجانبين، ولا يظهر أي من الجانبين رغبة في تقديم تنازلات.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الصينية "شينخوا" يوم الأحد إن الصين إشترت ملايين الأطنان من الفول الصويا من الولايات المتحدة وستستمر شركات صينية في شراء منتجات زراعية أمريكية من بينها الفول الصويا والقطن ولحم الخنزير والسرغوم والقمح والذرة ومنتجات الألبان. وفي نفس الأثناء، أظهرت بيانات رسمية إن واردات الفول الصويا من الولايات المتحدة هبطت في النصف الأول من العام إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عشر سنوات، بينما إنخفضت مشتريات لحم الخنزير 16% في يونيو مقارنة بشهر مايو مما يسلط الضوء على التأثير الحقيقي للنزاع.
وقالت صحيفة الشعب اليومية في تعليق يوم الاثنين إن المشتريات الزراعية خطوة "ملموسة" و"حسنة النية" لتطبيق التوافق الذي توصل إليه شي وترامب في اليابان، ودعت الولايات المتحدة أن ترد بالمثل وتتوصل إلى حل وسط مع الصين.
وعلى الرغم من ذلك، وصفت بكين أيضا الولايات المتحدة "باليد السوداء" وراء إحتجاجات مناهضة للحكومة في هونج كونج وقالت يوم الجمعة إن تحقيقا في مزاعم فيديكس كورب إنها وجهت بالخطأ طرود تابعة لهواوي تكنولوجيز إلى الولايات المتحدة إكتشف تجاوزات قانونية إضافية.
وتحدث ترامب مع مديرين تنفيذيين لشركات تقنية حول الحظر على بيع منتجات إلى هواوي وإحتمال تخفيف هذا الحظر إلا ان مسؤولين أمريكيين قللوا من إحتمالية التوصل لاتفاق تجاري سريع.
والمهدد هو سلامة الاقتصاد العالمي، الذي يعاني من جراء الغموض الذي تواجهه الأسواق والشركات. وخفض صندوق النقد الدولي الاسبوع الماضي تقديراته للنمو العالمي هذا العام إلى أدنى وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية.
وقال روبين شينغ، كبير الاقتصاديين المختص بالصين لدى مورجان ستانلي في هونج كونج "لازالت توجد فجوة هائلة بين الجانبين حول نقاط خلاف رئيسية...وحتى الأن لا يوجد مسار واضح نحو إتفاق شامل".
وتتمسك الصين بثلاثة مطالب رئيسية وهي إلغاء كافة الرسوم القائمة على الفور وإتفاق متوازن وأهداف واقعية لمشتريات صينية إضافية من المنتجات الأمريكية. وقالت مدونة "تاوران نوتس"، وهي مدونة تديرها صحيفة إيكونوميك ديلي المملوكة للدولة، يوم الجمعة إنه لن يتحقق أي تقدم إذا تمسكت الولايات المتحدة بموقفها الحالي خلال محادثات شنغهاي.
وقالت إن الولايات المتحدة يجب ان تلغي كل الرسوم الإضافية أولا إذا أرادت ان تتوصل إلى اتفاق، وإن التكافؤ والإحترام بين الجانبين هما السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق. وأضافت إن الصين لا تخشى التهديدات الأمريكية بفرض رسوم على سلع صينية إضافية بقيمة 300 مليار دولار.
وتشمل المطالب الأمريكية إصلاحات هيكلية للاقتصاد الصيني وحماية أكبر لحقوق الملكية الفكرية وعلاقة تجارية أكثر توازنا. وقال وزير التجارة ويلبور روس يوم الثلاثاء إن هدف ترامب هو التوصل إلى "اتفاق مناسب".
وأبلغ لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض الصحفيين يوم الجمعة إن الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشن، اللذين يقودان الوفد من واشنطن، "سيطرحان وجهة النظر أننا نريد العودة إلى ما كنا عليه في مايو، عندما لم يكن لدينا اتفاق ولكن بدا اننا إقتربنا منه بنحو 90%".
ويعوق إحتمالات التوصل إلى اتفاق توترات حول قضايا جيوسياسية من بينها هونج كونج وكوريا الشمالية وتايوان وبحر الصين الجنوبي. وتبقى هواوي نقطة خلاف رئيسية مع دعوة الصين الاسبوع الماضي الولايات المتحدة ان تمنع مشروع قانون مقترح سيحرم شركة الاتصالات الصينية العملاقة من الحصول على براءات إختراع أمريكية.
ويشعر أيضا البعض في الإدارة الأمريكية بالقلق من إسناد دور أكبر لوزير التجارة زونغ شان في شنغهاي حيث يرون إنه لا يبشر بالخير للمحادثات. فلديه سمعة كمفاوض صعب وينظر له البعض على الجانب الأمريكي كمتشدد قد يجعل المناقشات أكثر عداءا مما هي عليه بالفعل.
ورغم إنه لم يذكره بالاسم، إلا ان كودلو حذر في عدد من المرات في الأسابيع الأخيرة إن إنضمام "متشددين" جدد إلى الجانب الصيني قد يعقد الجهود الرامية إلى التوصل لإتفاق، وبالتالي يقود ترامب نحو فرض مزيد من الرسوم كما هدد.
وستغطي المناقشات مجموعة من القضايا، من بينها الملكية الفكرية والتحويل القسري للتكنولوجيا وحواجز غير الرسوم والزراعة والخدمات والعجز التجاري وألية تنفيذ اتفاق، وفقا لبيان من البيت الأبيض.
وقال ديفيد دولار، الملحق السابق بوزارة الخزانة الأمريكية في بكين والذي هو الأن عضو بارز بمؤسسة بروكينجز في واشنطن، "الصين لن تقدم تنازلات كبيرة، بالتالي القضية بالنسبة للجانب الأمريكي هو ما إذا كانت تريد قبول حل وسط عملي أم تستأنف التصعيد".
ويوم الجمعة، قال ترامب إن الصين ربما تنتظر إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2020 لتوقيع اتفاق لأن بكين ستفضل التوصل إلى اتفاق مع رئيس ينتمي للحزب الديمقراطي.
قال محلل كبير لدى سوسيتيه جنرال إن لديه خطة للعملاء المتخوفين من ان تؤدي موجة جديدة من التيسير النقدي إلى خلق فقاعات عبر الأصول.
وقال ألين بوكوبزا إنه بحلول 2020 سيكون الذهب أداة التحوط المثالية من ركود أمريكي وقتها ودولار مخفض قيمته. وكان هذا أحدث تحذير للمستثمرين الذين يراهنون على ان الاحتياطي الفيدرالي سيساعد في تمديد دورة النمو الاقتصادي بتحفيز هذا الأسبوع، وعلامة على مدى إنتشار حمى الذهب من لندن إلى نيويورك.
وقال بوكوبزا، الرئيس الدولي لتخصيص الأصول خلال مقابلة في لندن، "الذهب هو رد الفعل المثالي إذا كنت تدخل لعبة الفقاعات...في كل مرة شهدنا هذا الوضع، قفز الذهب".
ولطالما تشبث المتعاملون كثيري القلق بالمعدن كأفضل مخزون للقيمة في عالم يتسم بتدني أسعار الفائدة، لكن يزداد هذا الشعور وسط ركام عالمي من الديون سالبة العائد يقترب من 14 تريليون دولار وتحول البنوك المركزية إلى وضع من التيسير النقدي. وإستقبلت الصناديق المتداولة في البورصة التي تحتفظ بمعادن نفيسة حوالي 4 مليار دولار هذا العام.
وقال الخبير لدى سوسيتيه جنرال ان المعدن سيدافع عن المتداولين من ضعف الدولار، بينما سيشكل حصنا في وجه ركود أمريكي العام القادم ناتج عن حروب تجارية وهبوط نمو أرباح الشركات.
وقال "الذهب أحد أكثر الأصول إرتباطا بالدولار إذ يصعد أغلب الوقت عندما يهبط الدولار، وبالتالي يكون وسيلة تحوط جيدة من انخفاض العملة الأمريكية".
وحذر المدير التنفيذي لبنك يو.بي.إس جروب الاسبوع الماضي من تهديد خطير بتكون فقاعات تثيره البنوك المركزية. وبالنسبة للمستثمرين، المشكلة ان أصول تنطوي على مخاطر مثل الأسهم تواصل الصعود إلى مستويات قياسية على الرغم من تنامي المخاوف حول ضعف أثر السياسة النقدية.
وكوفيء خبراء سوستيه جنرال على توقعاتهم الحذرة العام الماضي عندما أدى إنحسار الزخم الاقتصادي وارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية المعدلة من أجل التضخم إلى موجة بيع عبر الأسواق. ولكن خابت بعض توقعاتهم المتشائمة في 2019 حيث قفز مؤشر اس اند بي 500 إلى مستوى قياسي جديد.
وقال بوكوبزا "عندما يكون الزخم قوي جدا، ليس سهلا جدا ان تسير عكسه....لذلك لم نوص بتخصيص الأموال في الأصول الأقل خطورة. لكن أوصينا بالأصول التي توفر تنويعا".
ويوصي فريق سوستيه جنرال بتقليص الوزن النسبي للأسهم في المحافظ الاستثمارية، وزيادة وزن السندات الحكومية والإحتفاظ بحوالي 5% سيولة نقدية. كما يوصون بزيادة حصة السلع إلى 10% من المحافظ.
وأعاد اتش.اس.بي.سي هولدينجز تأكيد دور الذهب كملاذ في دراسة تظهر إنه أحد الأصول القليلة الموثوق فيها. ويتداول المعدن قرب اعلى مستوى في ست سنوات حيث تنخفض العوائد الحقيقية على السندات الأمريكية.
جدد الرئيس دونالد ترامب هجومه على بنك الاحتياطي الفيدرالي قبيل اجتماعه هذا الأسبوع مشتكيا من إن البنك "ربما لن يفعل سوى القليل جدا" للرد على أفعال أوروبا والصين وقال إن "تخفيضا صغيرا لأسعار الفائدة ليس كافيا".
ومن المتوقع على نطاق واسع ان يخفض مسؤولو البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية عندما يجتمعون يومي الثلاثاء والاربعاء في واشنطن.
وكتب في تغريدة يوم الاثنين "الاحتياطي الفيدرالي قام بكل التصرفات الخاطئة. تخفيض صغير لأسعار الفائدة ليس كافيا، لكننا سنفوز بأي حال من الأحوال". وتابع "الفيدرالي رفع أسعار الفائدة مبكرا جدا وبوتيرة سريعة جدا".
وكانت هذه التغريدات الهجوم الأحدث من ترامب على البنك المركزي المستقل سياسيا حول زيادات أسعار الفائدة في 2018 وسط إنتقادات بأن السياسات التجارية للرئيس تقوض ثقة الشركات.
وإشتكى أيضا من ان منطقة اليورو والصين تضعفان عملتيهما مقابل الدولار بهدف تعزيز الصادرات، ودعا الاحتياطي الفيدرالي للرد.
وأبلغ ترامب الصحفيين يوم الجمعة إنه لم يستبعد فعل "شيء" حيال الدولار بعدما أعلن كبير مستشاريه الاقتصاديين لاري كودلو في وقت سابق إن الإدارة إستبعدت التدخل لإضعاف العملة .
وبينما كانت البيانات حول الاقتصاد الأمريكي قوية بوجه عام، إلا ان صانعي السياسة قالوا إنهم يراقبون مخاطر تباطؤ النمو العالمي والتوترات التجارية المرتفعة. ويدخل مسؤولو الفيدرالي حاليا في فترة من الصمت قبل الاجتماع.
وأشار ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي إن البنك المركزي سيستأنف تيسير السياسة النقدية هذا العام وأعلن ان التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو تزداد "سوءا".
تراجع الاسترليني بجانب عوائد السندات البريطانية إلى أدنى مستويات منذ سنوات عديدة حيث كثف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التحضيرات لبريكست بدون اتفاق مع تبقي حوالي ثلاثة أشهر فقط على خروج الدولة من الاتحاد الأوروبي.
وسجل الاسترليني الانخفاض الأكبر بين عملات مجموعة العشرة حيث تبنى أعضاء متنوعون بفريق جونسون موقفا متشددا، بينما قال ساجد جاويد إنه يكثف تحضيرات وزارة الخزانة لخروج بدون اتفاق وكتب مايكل جوف كبير مستشاري جونسون في صحيفة صنداي تايمز ان الحكومة "تعمل الأن على إفتراض" ان المحادثات مع الاتحاد الأوروبي ستفشل.
وقال بيتر كرباتا، خبير العملات لدى أي.ان.جي جروب، "الاسترليني من المتوقع ان يبقى تحت ضغط ويتجه نحو مستويات 1.20 دولار خلال الأشهر المقبلة إذا جرت انتخابات مبكرة وخاضها حزب المحافظين تحت قيادة رئيس الوزراء جونسون بموقف مثير للإنقسام حول البريكست".
والاسترليني هو العملة الاسوأ أداء بين عملات مجموعة العشرة هذا الشهر ويتوقع مورجان ستانلي إنخفاض الاسترليني إلى سعر التساوي مع الدولار بموجب سيناريو البريكست بدون اتفاق.
وشكل رئيس الوزراء البريطاني الجديد مجموعات في الحكومة للإستعداد للخروج بدون اتفاق ومن المتوقع ان يتحدث مع عدد أكبر من الزعماء الأوروبيين خلال الأيام المقبلة.
وهبط الاسترليني 1.1% إلى 1.2244 دولار وهو أدنى مستوى منذ مارس 2017. وتراجعت العملة 1% إلى 90.80 بنسا مقابل اليورو. وإنخفض عائد السندات الحكومية البريطانية لآجل عشر سنوات ست نقاط أساس إلى 0.63% وهو أدنى مستوى منذ أغسطس 2016.
وقفز مؤشر فتسي 100 للأسهم 2.2% وهي الزيادة الأكبر منذ يناير على قناعة بأن ضعف الاسترليني سيدعم أرباح الشركات المعتمدة على الصادرات.
لن تكون هناك فرصة أمام المستثمرين أو صانعي السياسة لقضاء عطلة صيف في الأيام المقبلة حيث يستعدون لما قد يكون أكثر أسبوع مزحوما بالأحداث والبيانات للاقتصاد العالمي هذا العام.
وأبرز ما يتضمنه الأسبوع هو قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الاربعاء وتتفق الأسواق فعليا مع الخبراء الاقتصاديين في التنبؤ بأن رئيس البنك جيروم باويل وزملائه سيخفضون أسعار الفائدة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات.
ويتنبأ بعض المراقبين للاحتياطي الفيدرالي ان المسؤولين سيخفضون سعر الفائدة الرئيسي نصف بالمئة، لكن الغالبية ترى إنهم سيفضلون التخفيض بربع نقطة مئوية. ومن المتوقع أيضا ان يبقوا على إحتمال تخفيض أخر لأسعار الفائدة في الفترة القادمة حيث يسعون لمواصلة أطول دورة نمو للاقتصاد الأمريكي على الإطلاق ورفع معدلات التضخم.
وليس اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الحدث الوحيد الذي من الممكن ان يشكل توقعات الاقتصاد العالمي هذا العام.
فيوم الاثنين، من المقرر ان يسافر الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشن إلى الصين لأول مرة من أجل أول مفاوضات تجارية رفيعة المستوى وجها لوجه بين أكبر اقتصادين في العالم منذ ان إنهارت المحادثات في مايو.
وبعدها يوم الجمعة، سيسلط تقرير الوظائف الشهري الضوءعلى ما إذا كان قرار الاحتياطي الفيدرالي مبررا. ويتوقع الخبراء الاقتصاديون المستطلع أرائهم زيادة 166 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي في يوليو وهو وتيرة أقل من 224 ألف في يونيو.
وإذا لم يكن هذا كافيا، فإن مسؤولي بنك اليابان يجتمعون يوم الثلاثاء وسط دعوات لتعزيز إلتزامهم تجاه أسعار الفائدة المنخفضة كما ربما يخفض البنك المركزي للبرازيل أسعار الفائدة يوم الاربعاء. ويشهد يوم الخميس صدور بيانات نشاط قطاع التصنيع العالمي وسط مخاوف من ان صناعات كثيرة تعاني ركودا بالفعل.
وفي الولايات المتحدة، عندما يبدأ مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي مناقشاتهم يوم الثلاثاء سيطلعون على بيانات أكثر من خلالها يقيمون الاقتصاد. فمن المقرر نشر بيانات الدخل الشخصي ومبيعات المنازل المؤجلة وثقة المستهلك صباح هذا اليوم. وبعدها يوم الخميس، من المتوقع ان يظهر تقرير معهد إدارة التوريد لنشاط التصنيع ان القطاع يستقر ويواصل نموه. وستخضع بيانات الميزان التجاري يوم الجمعة للتدقيق بحثا عن دلائل حول تأثير النزاع مع الصين.وأيضا هذا الاسبوع، ستعلن وزارة الخزانة يوم الاربعاء حجم التمويل الذي تحتاج إقتراضه وسط مستويات عجز مرتفعة في الميزانية.
وعن أوروبا، سيكون هذا الأسبوع كبيرا من حيث البيانات بعد ان مهد ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي الطريق أمام خفض أسعار الفائدة في سبتمبر وربما إستئناف برنامج شراء السندات. ومن المقرر ان يشهد الثلاثاء انخفاضا جديدا في المعنويات الاقتصادية لمنطقة اليورو بينما من المرجح ان يؤكد اليوم التالي تباطؤ الاقتصاد في الربع الثاني إلى نصف وتيرته البالغة 0.4% في الاشهر الثلاثة السابقة. ومن المتوقع ان تظهر بيانات التضخم في نفس اليوم ان نمو أسعار المستهلكين يقبع أقل بكثير من المستوى الذي يستهدفه المركزي الأوروبي قرب 2%. ويشهد الخميس صدور مؤشرات مديري المشتريات.
وفي بريطانيا، ينشر بنك انجلترا أحدث توقعاته يوم الخميس ومن المتوقع ان تكون أكثر ميلا للتيسير مع إقتراب الموعد النهائي للبريكست يوم 31 أكتوبر.
ومن تركيا، سيواجه المحافظ الجديد للبنك المركزي مراد أويصال أسئلة لأول مرة يوم الاربعاء عندما يقدم تقرير التضخم الفصلي. ولم تتضرر نسبيا الليرة بعد خفض أسعار الفائدة 425 نقطة أساس في أول اجتماعاته، الذي هو أكبر تخفيض في التاريخ التركي الحديث، وسيكون المستثمرون شغوفين لمعرفة ما إذا كان يتفق مع الإعتقاد غير التقليدي للرئيس رجب طيب أردوجان ان أسعار الفائدة المرتفعة تسبب تضخما. وأيضا من الشرق الأوسط، ربما تتحرك البنوك المركزية عبر الخليج لتيسير سياستها النقدية إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة كالمتوقع.
ومن أسيا، يختتم مسؤولو بنك اليابان اجتماعا يوم 30 يوليو. وقال حوالي ثلث الخبراء الاقتصاديين المشاركين في مسح نشر الاسبوع الماضي إنهم يتوقعون ان يقوي صانعو السياسة تعهدهم بمواصلة أسعار فائدة متدنية للغاية بدلا من عدم فعل شيء والمجازفة بصعود حاد في قيمة الين حال خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. ومع ذلك، يرى بعض المسؤولين إنه لا يوجد ما يمكن كسبه من مثل هذا التعديل، بحسب مصادر مطلعة على الأمر. ومن المتوقع ان تظهر بيانات يوم الثلاثاء ان الإنتاج الصناعي للدولة إنكمش مجددا في يونيو وسط ضعف في الطلب الخارجي.
وفي الصين، ربما ستبقى مؤشرات مديري المشتريات المقرر صدورها في منطقة إنكماش مع إستمرار الضغط على المصدرين. وخارجها، من المتوقع ان يظهر تقرير يوم الخميس ان صادرات كوريا الجنوبية هبطت للشهر الثامن على التوالي الذي سيثير مزيد من القلاقل حول التجارة العالمية. وستساعد بيانات التضخم لاستراليا وإندونسيا وكوريا الجنوبية وتايلاند مسؤولي البنوك المركزية لهذه الدول في تقييم سياساتهم.
جدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون القول إن الترتيب الخاصة بالحدود الأيرلندية المعروفة باسم الباكستوب سيتعين إلغائه من خطة إنفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي قبل ان يكون ممكنا التوصل لاتفاق بريكست أوسع نطاقا، وهذا موقف رفضه زعماء الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.
وقال جونسون يوم السبت في مدينة مانشستر بعد يوم من التباحث مع زعماء أوروبيين، "لا يمكننا فعل ذلك طالما يبقى قائما هذا الترتيب غير الديمقراطي المسمى بالباكستوب الذي يسعى لتقسيم دولتنا، تقسيم المملكة المتحدة". وأضاف "نريد إلغائه وبعدها يمكننا إحراز تقدم".
ويعرب رئيس الحكومة البريطانية الذي أدى اليمين حديثا عن ثقته ان اتفاقا يمكن التوصل إليه، قائلا ان لديه علاقات جيدة بزعماء أوروبيين كثيرين وإنه "مندهش" من تقارير تزعيم خلاف ذلك. ويعد نص الباكستوب مرفوضا من كثيرين مؤيدين للبريكست—ومن بينهم جونسون.
ورفض الاتحاد الأوروبي مطلب جونسون إعادة التفاوض على اتفاقية الإنسحاب المبرمة مع سابقته تيريزا ماي، والتي تشمل ترتيب الحدود الأيرلندية. وأبلغ جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية جونسون ان إتفاقية الإنسحاب –التي رفضها البرلمان ثلاث مرات—هي "الاتفاقية الأفضل والوحيدة الممكنة".
وتأتي التعليقات بعد يوم من إبلاغ جونسون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل عبر الهاتف إنه يريد إعادة التفاوض على الاتفاق الذي أبرماه مع ماي. وقال رئيس الوزراء إن يتشكك ان اتفاق ماي سيتم إقراره.
وكرر جونسون ان بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر باتفاق أو بدونه. وإذا تراجع أي من الجانبين، ستكون بريطانيا في طريقها نحو الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بدون اتفاقية قائمة تضمن تجارة سلسة عبر الحدود وأسواق مستقرة. وهذا قد يسفر عن تأخير في الموانيء ونقص في الإمدادات الأساسية بما يشمل الدواء، وصعوبات في المعاملات بكل أشكالها وحدوث ركود.
قال الرئيس دونالد ترامب إن الصين ربما تنتظر إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2020 لتوقيع اتفاق تجاري لأن بكين ستفضل التوصل إلى اتفاق مع رئيس ينتمي للحزب الديمقراطي.
وأبلغ ترامب الصحفيين في المكتب البيضاوي يوم الجمعة "أعتقد ان الصين ستقول ربما دعونا ننتظر". وتابع "عندما أفوز، سيوقع جميعهم على الفور تقريبا اتفاقيات".
ومن المقرر ان يسافر الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشن إلى الصين يوم الاثنين من أجل أول مفاوضات تجارية وجها لوجه رفيعة المستوى بين أكبر اقتصادين في العالم منذ أن إنهارت المحادثات في مايو.
وأكد البيت الأبيض يوم الاربعاء تقريرا أوردته بلومبرج في وقت سابق ان مسؤولين كبار سيكونون في شنغهاي الاسبوع القادم لمناقشة مجموعة من القضايا من بينها الملكية الفكرية والزراعة والميزان التجاري.
وإجتمع ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين باليابان الشهر الماضي وأعلنا هدنة مؤقتة في حربهما التجارية المستمرة منذ عام. ووجه الزعيمان مفاوضيهما لإستئناف المحادثات التجارية. ومنذ وقتها تباحث منوتشن ولايتهايزر ونظيريهما الصينيين عبر الهاتف.
وبعد مرور أكثر من عام على فرض ترامب لأول مرة رسوم عقابية على بكين، إتسع نطاق الصراع بين أكبر اقتصادين في العالم حيث يواجه ترامب وشي ضغوطا سياسية لرفض مطالب رئيسية من الجانب الأخر.
فتح الرئيس دونالد ترامب فصلا جديدا في حربه التجارية مع الصين وأمر كبير مفاوضيه التجاريين بالضغط على منظمة التجارة العالمية للتضييق على دول لا تعتقد الولايات المتحدة إنه يجب إعتبارها دولا نامية.
وإختص ترامب بالذكر الصين في مذكرة إلى الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر قائلا ان "الولايات المتحدة لم تقبل أبدا إدعاء الصين صفة دولة نامية، وفعليا كل مؤشر اقتصادي حالي يكذب إدعاء الصين".
ووصف الرئيس منظمة التجارة العالمية "بالفاشلة" في تغريدة أعقبت صدور المذكرة.
وأمهل لايتهايزر 90 يوما لتقرير ما إذا كان قد تحقق "تقدم كبير" نحو الحد من عدد الدول التي تعتبر دولا نامية. وقال ترامب إن الولايات المتحدة ربما تتحرك بشكل أحادي، إن لم يحدث ذلك.
وكتب ترامب في المذكرة "على الرغم من ان الحظوظ الاقتصادية تحسنت على مستوى العالم منذ بداية منظمة التجارة العالمية في 1995، إلا ان المنظمة لازالت تستند إلى تقسيم ثنائي عفا عليه الزمن من دول متقدمة ودول نامية الذي سمح لبعض الأعضاء بالمنظمة ان يحصلوا على مزايا غير عادلة في الساحة التجارية الدولية". وأضاف "نحو ثلثي الدول الأعضاء بالمنظمة تمكنوا من الإستفادة من معاملة خاصة وتحملوا إلتزامات أضعف بموجب إطار عمل المنظمة بتصنيف أنفسهم كدول نامية".
وقال ترامب إن سبعة دول من أغنى عشر دول في العالم يحصلون على صفة دول نامية—بروناي وهونج كونج والكويت وماكاو وقطر وسنغافورة ودولة الإمارات. كما يسري الأمر على المكسيك وكوريا الجنوبية وتركيا، الذين جميعهم أعضاءبمجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حسبما أضاف ترامب.
هدد الرئيس دونالد ترامب فرنسا بإجراء كبير للرد على خططها فرض ضريبة رقمية جديدة تؤثر على شركات التقنية الأمريكية.
وقال ترامب في تغريدة يوم الجمعة "سنعلن إجراءاً كبيرا للرد على حماقة ماكرون بعد وقت قصير" .
وصدق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضريبة بنسبة 3% على إيرادات شركات التقنية العملاقة مثل فيسبوك وأمازون.
وتطال الضريبة شركات بإيرادات دولية 750 مليون يورو على الأقل (845 مليون دولار) ومبيعات رقمية بقيمة 25 مليون يورو في فرنسا. وستتأثر حوالي 30 شركة، وبينما أغلبها شركات أمريكية، تشمل القائمة أيضا شركات صينية وألمانية وبريطانية وحتى فرنسية.
ولم يعلق على الفور متحدث باسم ماكرون على تغريدة ترامب. ولم ترد على الفور وزارة المالية الفرنسية على طلب للتعليق.
وأشارت تغريدة ترامب أيضا إلى تفضيله للنبيذ الأمريكي على النبيذ الفرنسي. ووعد ترامب الشهر الماضي بفعل "شيء" حول النبيذ الفرنسي الذي قال إنه مسموح بدخوله الولايات المتحدة فعليا بدون رسوم بينما تفرض فرنسا رسوما على النبيذ الأمريكي، واصفا هذا الترتيب بغير العادل.
ولم تتراجع فرنسا عن الضريبة الرقمية التي تخطط لفرضها حتى بعد ان أشارت الولايات المتحدة إنها ربما تستخدم أدوات تجارية ضد الضريبة.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستبحث ما إذا كانت الضريبة ستضر شركاتها من التقنية، بإستخدام تحقيق بموجب المادة 301 من القانون التجاري، وهي نفس الأداة التي إستعان ترامب بها لفرض رسوم على سلع صينية بسبب السرقة المزعومة من الدولة للملكية الفكرية.