جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
سيتوقف مكتب الإحصاءات الكندي عن إصدار بياناته الشهرية للتجارة في السلع لآجل غير مسمى بسبب إغلاق الحكومة الامريكية.
وقال المكتب يوم الخميس إن التقرير التجاري القادم، المقرر يوم الخامس من فبراير، لن يتم نشره في موعده. وسيستمر التأجيل على الأرجح حتى يستأنف مكتب الإحصاء الأمريكي عمله بشكل طبيعي.
ومنذ عام 1990، يستخدم مكتب الإحصاءات الكندي بيانات أمريكية في حساب صادرات الدولة إلى أكبر شريك تجاري لها.
وقال المكتب الذي مقره أوتاوا على موقعه "الإحصائيات التجارية بدون صادرات كندا إلى الولايات المتحدة لها إستخدام محدود كمؤشر اقتصادي حالي، حيث تمثل تلك الصادرات نحو 75% من إجمالي صادرات كندا".
تراجع سعر خام برنت دون 52 دولار للبرميل حيث أشارت بيانات تظهر إنتاجا قياسيا للخام الأمريكي إن الأسواق تبقى متخمة بالإمدادات رغم تخفيضات في الإنتاج من جانب أوبك وشركائها.
وخسرت العقود الاجلة للخام الأمريكي 1.4% مقلصة مكاسب بلغت 3.6% على مدى الجلستين الماضيتين. وتضغط طفرة في الإنتاج الأمريكي على الأسعار على الرغم من ان تحالف "أوبك بلس" يطبق تخفيضات إنتاج معلنة أواخر العام الماضي. وانخفض إنتاج أوبك من النفط باسرع وتيرة في نحو عامين خلال ديسمبر حيث عجلت السعودية القائد للمنظمة بتخفيضات لمنع فائض.
وبينما إرتد الخام أكثر من 20% من مستوى متدن تسجل عشية عطلة عيد الميلاد، إلا أنه لازال دون ذروته في أربعة أسابيع التي بلغها في أكتوبر. وما إن كانت الأسعار ستبقى في سوق صاعدة يتوقف إلى حد كبير على فعالية قيود الإنتاج من منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاءها في وجه قفزة في الإمدادات الأمريكية. وفي نفس الوقت، تستمر مخاوف في الأسواق العالمية حول تباطؤ في النمو الاقتصادي مما يضر الشهية تجاه الأصول التي تنطوي على مخاطر.
وخسر خام غرب تكساس الوسيط تعاقدات فبراير 1.27 دولار إلى 51.04 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية، وبلغ 51.58 دولار في الساعة 4:21 بتوقيت القاهرة. وكانت العقود الاجلة قد أغلقت على ارتفاع 20 سنت يوم الاربعاء عند 52.31 دولار مواصلة صعودها للجلسة الثانية على التوالي.
وانخفضت العقود الاجلة لخام برنت تسليم مارس 67 سنت إلى 60.65 دولر للبرميل في بورصة لندن بعد ان أغلقت على ارتفاع 68 سنتا يوم الاربعاء.
وفي الولايات المتحدة، ارتفع إنتاج الخام 200 ألف برميل يوميا الاسبوع الماضي إلى 11.9 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى في البيانات الأسبوعية التي تصدرها إدارة معلومات الطاقة منذ 1983.
انخفض على غير المتوقع عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانة بطالة الأسبوع الماضي مما يشير إلى إستمرار قوة سوق العمل في الأسابيع الأولى من عام 2019.
وقالت وزارة العمل يوم الخميس إن طلبات إعانة البطالة، التي تقيس وتيرة تسريح العمالة عبر الولايات المتحدة، انخفضت 3 ألاف طلبا إلى مستوى 213 ألف في الاسبوع المنتهي يوم 12 يناير وهو أدنى مستوى في خمسة أسابيع. وتوقع الخبراء الاقتصاديون 220 ألف طلبا جديدا الأسبوع الماضي.
ومن الممكن ان تكون البيانات متقلبة من أسبوع لأخر. وانخفض متوسط أربعة اسابيع، المقياس الأقل تقلبا من القراءة الأسبوعية، ألف طلبا إلى 220.750 الأسبوع الماضي.
وظلت طلبات إعانة البطالة متدنية في السنوات الأخيرة حيث تستمر سوق العمل في التحسن ويواجه المديرون صعوبة في إيجاد عمالة مؤهلة. وزاد معدل البطالة بشكل طفيف في ديسمبر، لكن ظل منخفضا بالمقاييس التاريخية. وفي نفس الاثناء، نمت الأجور 3.2% في عام 2018 في أكبر زيادة سنوية لعام كامل خلال الدورة الحالية من النمو الاقتصادي.
أصبح أكبر بنك في بريطانيا متفائلا إزاء عملتها.
وقال ديفيد بلوم، رئيس أبحاث العملات لدى اتش.اس.بي.سي هولدينجز-- أكبر بنك في بريطانيا من حيث القيمة السوقية-- للصحفيين في هونج كونج "غيرنا وجهة نظرنا حول الاسترليني وأصبحنا أكثر تفاؤلا". "يوجد إحتمال جديد الأن بألا تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وصعد الاسترليني بوتيرة مطردة خلال الأسابيع الخمسة الماضية بينما تصارعت الحكومة البريطانية والبرلمان حول إتفاق رئيسة الوزراء تيريزا ماي المقترح للإنسحاب من الاتحاد الأوروبي، الذي رفضه المشرعون بأغلبية ساحقة هذا الأسبوع.ونجت ماي من تصويت على سحب الثقة من حكومتها يوم الاربعاء وفتحت محادثات على مستوى الأحزاب حول سبيل للمضي قدما.
وقال بلوم إذا ظلت بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، قد يقفز الاسترليني إلى 1.55 دولار وهذا يمثل مكاسب بنحو 20% من مستوياته الحالية. وفي حال خروج بريطانيا بشكل سلس، قد يصعد الاسترليني إلى 1.37 دولار. وأضاف بلوم على تلفزيون بلومبرج إن الخروج من الاتحاد دون اتفاق سيؤدي إلى إنزلاق العملة صوب 1.10 دولار.
وقال بلوم "يوجد احتمال لعدم خروج بريطانيا، ويوجد احتمال لإستفتاء، واحتمال تأجيل". "عليك ان تمزج الاحتمالات سويا لترى المستوى الذي يجب ان يكون عليه سعر الصرف الأن".
ويبقى الاسترليني أقل بنحو 14% من مستويات ما قبل التصويت على مغادرة الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016. ويشير متوسط توقعات المحللين الذين استطلعت بلومبرج أرائهم أن يصل الاسترليني إلى 1.36 دولار بنهاية العام.
أبقى البنك المركزي التركي أسعار الفائدة دون تغيير للاجتماع الثالث على التوالي إذ أن ضعف في الليرة يلاحق اقتصادا لازال يعاني بالفعل من إنهيار شهدته العملة خلال الصيف.
وتركت لجنة السياسة النقدية برئاسة محافظ البنك مراد جيتنكايا سعر الفائدة الرئيسي عند 24% يوم الاربعاء بما يتماشى مع توقعات أغلب الخبراء الاقتصاديين. وأبقى البنك المركزي صياغته دون تغيير إلى حد كبير عن بيان الشهر الماضي متعهدا بتقديم "تشديد نقدي إضافي" إن لزم الأمر.
وقال "بينما التطورات في أسعار الواردات وأوضاع الطلب الداخلي أدت إلى بعض التحسن في توقعات التضخم، إلا ان المخاطر على إستقرار الأسعار لازالت سائدة". "وبالتالي، قررت اللجنة الحفاظ على موقف من التشديد للسياسة النقدية حتى تظهر توقعات التضخم تحسنا كبيرا".
وقفزت الليرة بعد القرار مرتفعة 1% إلى 5.3945 مقابل الدولار في الساعة 2:14 بتوقيت إسطنبول وهو أكبر صعود اليوم بين العملات الأربع والعشرين للأسواق الناشئة.
وينتقل التركيز الأن إلى الاجتماع القادم للبنك المركزي المقرر إنعقاده قبل أسابيع فقط من انتخابات محلية موعدها يوم 31 مارس. لكن رغم ضعف اقتصادي وتباطؤ في التضخم، ربما يتردد صناع السياسة في التعجل بخفض أسعار الفائدة بعد ان وضعت نوبة جديدة من التوترات مع الولايات المتحدة حول سوريا الليرة تحت ضغط مرة أخرى.
وشهدت الليرة التركية أسوأ بداية عام بين نظرائها من عملات الأسواق الناشئة حتى قرار سعر الفائدة يوم الاربعاء. فانخفضت 10% في أوائل هذا العام قبل ان تقلص خسائرها إلى نحو 2%. وعلى الرغم من ان التضخم تباطأ للشهر الثاني على التوالي، إلا أنه يبقى أعلى طفيفا من 20% مقارنة بالعام الماضي، وهذا أربعة أمثال المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي.
يطرح رفض البرلمان البريطاني لإتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي بأغلبية ساحقة سؤالا مؤرقا لبقية دول الاتحاد الأوروبي: هل كانوا ناجحين في التفاوض على رحيل المملكة المتحدة عن التكتل؟.
في أواخر العام الماضي، إحتفى الأعضاء السبع وعشرين الأخرين بالاتحاد الأوروبي في بروكسل بإتفاق لبى كافة أهدافهم التفاوضية تقريبا. فقد وافقت بريطانيا على دفع فاتورة إنفصال كبيرة وحماية مواطني الاتحاد الأوروبي داخل بريطانيا وضمان ألا تكون هناك حدود فاصلة بين الأيرلنديتين وعدم المطالبة بتعاملات تجارية تضاهي ما تتمتع به دولة عضوه بالاتحاد.
وكانوا ناجحين إلى حد جعل المشرعين البريطانيين غير قادرين على قبول الاتفاق. وصوت البرلمان يوم الثلاثاء بالرفض بأغلبية 432 صوتا مقابل تأييد 202.
وهذا يعيد فتح نقاشا صعبا كانت تآمل الحكومات تفاديه حول ما هي التنازلات الجديدة، إن وجدت، التي يقدموها لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بدون تهديد وحدة التكتل.
ومن شأن الفشل في التحرك ان يترك بريطانيا تتجه نحو الخروج بدون اتفاق يوم 29 مارس. وهذا سيترك الاتحاد الأوروبي باقتصاد هش على نحو متزايد لمنطقة اليورو ويقدم للزعماء فاتورة كبيرة لتمويل ميزانية الاتحاد الاوروبي ويدع التكتل في مواجهة خيارات مؤرقة حول كيفية تفادي ان تظهر حدود فاصلة في جزيرة أيرلندا.
ويصر مسؤولون أوروبيون أنه لا توجد خطة بديلة تم مناقشتها في الأسابيع الأخيرة، وكانت الرسالة المتكررة من باريس وبرلين وبروكسل ان اتفاق الخروج الذي صدقت عليه ماي وزعماء الاتحاد الأوروبي في نوفمبر هو الأفضل والاتفاق الوحيد الممكن. وأكد زعماء الاتحاد الأوروبي ذلك بعد التصويت حيث قال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية إن اتفاق نوفمبر هو "السبيل الوحيد لضمان خروج مرتب" من الاتحاد الاوروبي مضيفا ان "الوقت أوشك على النفاد".
وقال دبلوماسيون أوروبيون إن الكرة حاليا في ملعب ماي وسيستمر المسؤولون الأوروبيون في الإنصات. وأمام الزعيمة البريطانية بضعة أيام تقرر خلالها كيف ستمضي قدما في البرلمان. وقالت ماي إنها ستكشف عن خططها يوم الاثنين.
ومع ذلك يقر مسؤولون إنهم لابد ان يناقشوا الخطوات التي من الممكن ان يعرضها الاتحاد الأوروبي على ماي ويرى بعض المسؤولين إنه من المستحيل إستبعاد ما يبقى حتى الأن خطا أحمر للتكتل ألا وهو إعادة فتح إتفاقية الخروج الملزمة قانونيا التي تحدد شروط إنسحاب بريطانيا وتشكل صميم الاتفاق.
ولكن المجال لتقديم تنازلات محدود للغاية ويعتمد بشكل كبير على ان تظهر ماي للشركاء الأوروبيين إنها قادرة على كسب تأييد للاتفاق في الداخل. وبعد تصويت البرلمان، هذا يبدو صعبا.
وقال أحد الدبلوماسيين "يجب ان نعرف هل بوسعها الحصول على تأييد من البرلمان على أي شيء تفعله بعد ذلك".
وكان من شأن نتيجة أكثر تقاربا يوم الثلاثاء ان يجعل من الأسهل على الاتحاد الأوروبي ان يتوحد حول مجموعة من التعديلات المحدودة لاتفاق الخروج من أجل مساعدة ماي. وقال مسؤولون أوروبيون أيضا ان أي تغيير كبير في الخطوط الحمراء التفاوضية للبريطانيين قد يترتب عليه تحول أكبر من جانب الاتحاد الأوروبي، لكن لم ترد علامة على هذا من ماي يوم الثلاثاء.
وفي الأسابيع الأخيرة، تفاوتت نبرة الرسائل القادمة من عواصم الاتحاد الأوروبي إلى صناع السياسة البريطانيين ، لكن لم يتغير المضمون. فأصر مسؤولون فرنسيون ان اتفاق نوفمبر ليس مطروحا للتفاوض بينما بدا ان المسؤولين الألمان أكثر قلقا بشأن العواقب الإستراتجية لإنفصال مرير. وأشار وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير الاسبوع الماضي إنه يشعر بألم بريطانيا، قائلا على تويتر ان الاتحاد الأوروبي "يجب ان ينتظر بصبر" حتى ينتهي ما وصفه "بالصراع الملحمي للشعب البريطاني" حول البريكست.
ويكمن صلب المشكلة في شبكة الأمان الخاصة بالحدود الأيرلندية، التي تضمن في اتفاق نوفمبر تجنب حدود فاصلة بين أيرلندا الشمالية، الذي هو جزء من بريطانيا، وجمهورية أيرلندا.
وتعمل شبكة الأمان بإبقاء بريطانيا داخل اتحاد جمركي مع التكتل إذا فشل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد موعد الانفصال في التوصل لاتفاق اتجاي. وهذا أثار غضب المؤيدين للخروج الذين يقولون انه هذا يمنع بريطانيا من إنتهاج سياسة تجارية مستقلة ويبقى الدولة ملتزمة بقواعد اقتصادية كثيرة للاتحاد الأوروبي.
وقد يعني أي مسعى من الاتحاد الأوروبي لتخفيف شبكة الأمان التخلي عن الحكومة الأيرلندية وتفكيك ركيزة أساسية للإستراتجية التفاوضية للاتحاد الاوروبي مع بريطانيا. ويخشى مسؤولون أوروبيون أن يؤدي هذا إلى تشجيع المشرعين البريطانيين على المطالبة بتنازلات إضافية.
ولكن الفشل في إيجاد مخرج من هذه المشكلة سيضمن بشكل شبه أكيدعودة حدود فاصلة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا بعد ان تغادر بريطانيا.
ومن بين الخيارات تمديد الموعد النهائي للإنفصال وهو شيء لابد ان تطالب به ماي ولابد ان يوافق عليه الدول السبع وعشرين الأخرين. وأصبح ألتماير يوم الاربعاء أحدث مسؤول أوروبي يقول إن هذا أمر ممكن مشيرا انه سيكون "طلبا معقولا".
رفض البرلمان البريطاني بأغلبية ساحقة الاتفاق المقترح للخروج من الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء مما دفع زعيم المعارضة للدعوة إلى تصويت بسحب الثقة من حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي وأثار المزيد من الغموض حول خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي بعد نحو شهرين.
وكان يتعين على المشرعين البريطانيين الموافقة على اتفاق الخروج الذي أمضت ماي عامين تتفاوض عليه مع نظرائها بالاتحاد الأوروبي كي يدخل حيز التنفيذ. وبعد أشهر من الشكاوي من ان الاتفاق غير مقبول، رفض أعضاء مجلس العموم الاتفاق بأغلبية 432 مقابل 202.
ويظهر حجم الهزيمة، بفارق 230 صوتا، مدى الاستياء من الاتفاق. وتعني النتيجة ان كافة خيارات الخروج مطروحة الأن والتي تتنوع من مغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق وصولا إلى عدم الخروج على الإطلاق بعد استفتاء ثان على الانفصال.
وقالت ماي إنها ستواصل السعي نحو خروج مرتب من الاتحاد الأوروبي، رغم ان جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال المعارض، تقدم بمقترح لسحب الثقة من الحكومة.
والمسار الأرجح هو ان تقرر رئيسة الوزراء بذل جهود أكبر لتمرير اتفاقها، بعد الحصول على تعديلات من الاتحاد الأوروبي، وطرحه على البرلمان مجددا. وهذا سيثير خطر رفض البرلمان مجددا—واحتمال مغادرة التكتل دون اتفاق مما يعرض الشركات والمسافرين لمتاعب كبيرة.
وقد تدعو ماي في المقابل لاستفتاء ثان أو حتى انتخابات عامة، وكلتا الخطوتين تتطلبان تأجيل موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
بعد 15 عاما في الحكم، قد يفقد حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوجان السيطرة على بعض المدن الكبرى في انتخابات محلية مقررة يوم 31 مارس حيث تتلاشى طفرة النمو الاقتصادي.
وبينما سيستمر أردوجان في الإحتفاظ بسلطات تنفيذية واسعة، إلا ان أداء ضعيف لحزب العدالة والتنمية سيكون لطمة ذات دلالة رمزية وتوضح إلى أي مدى أضر الإحباط حول الاقتصاد رجل سياسة لطالما نُظر له على أنه لا يقهر.
وأبلغ مصدران بالحزب وكالة رويترز إن اثنين من استطلاعات الراي الداخلية للحزب أظهرت ان تأييد حزب العدالة والتنمية انخفض إلى ما بين 32 و35%، قبل الأخذ في الاعتبار 30% من الناخبين لم يحسموا أمرهم. وفي الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت في 2014 فاز الحزب ب43%، متفوقا بفارق كبير على أقرب منافسيه، حزب الشعب الجمهوري العلماني، الذي حصل في استطلاعات الرأي على تاييد أقل من 25%.
ولمع اسم أردوجان كرئيس لبلدية إسطنبول وعُرف عنه إبداء أهمية خاصة للانتخابات المحلية إذ ينظر للسياسة المحلية على أنها إنعكاس لنظرة الناخبين تجاه الحكومة. وبينما لا يخوض بنفسه الانتخابات، إلا ان الانتخابات تعتبر إلى حد كبير إستفتاء على حكمه.
وسيكون انخفاض كبير في تأييد حزب العدالة والتنمية مقلق في ضوء ان شريكه في التحالف، حزب الحركة القومية، لا يقدم مرشحين في بعض البلديات.
وقال جاريث جينكز، المحلل المخضرم المختص بالشأن التركي، "بالنسبة لإردوجان، الأمر يتعلق بالهيبة. كان قد إضطر لتشكيل تحالفات مع أحزاب اخرى في الانتخابين الماضيين، الأمر الذي لم يكن يحتاجه في الماضي".
"إذا خسر أنقرة أو إسطنبول تلك المرة رغم التحالف، سيعني ان مسيرته السياسة في تراجع. ربما يكون تراجع طويل وبطيء، لكن في النهاية إنه تراجع".
ووصل حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية إلى الحكم في عام 2002 ببرنامج يتضمن القضاء على الفساد وإنعاش الاقتصاد ومساعدة ملايين من الأتراك الفقراء والمتدينين الذي تجاهلتهم إلى حد كبير النخبة العلمانية.
وأشرف الحزب على فترة من النمو الاقتصادي القوي، الذي غذاه بشكل كبير الدين وأعمال التشييد، والذي حذر خبراء اقتصاديون إنه غير قابل للاستمرار. وإهتز الاقتصاد العام الماضي بفعل أزمة عملة قادت التضخم إلى 25% وقوضت النمو.
ويقدم حزب العدالة والتنمية حاليا إجراءات تحفيز تستهدف الناخبين الفقراء—مثل رفع الحد الأدنى للأجور وخفض بعض ضرائب الاستيراد وإعادة جدولة ديون بطاقات الائتمان—لكن التأثير يبدو انه محدودا وان الاقتصاد في طريقه نحو الركود.
ساءت التوقعات الاقتصادية لأوروبا والعالم بعد ان تباطأ بحدة النمو في ألمانيا العام الماضي متضررا من ضعف الصادرات إلى الصين وغيرها، وضعف الطلب في الداخل.
وبينما تفادى بالكاد أكبر اقتصاد في أوروبا الركود في نهاية العام الماضي، بحسب مكتب إحصاءات الدولة، فإن ضعف النمو الاقتصادي يدق نواقيس الخطر عبر القارة التي فيها قطاعات عريضة من الشركات ترتبط ارتباطا وثيقا بألة التصدير الألمانية.
ويبعث تأثير تباطؤ الاقتصاد الصيني على قلص خاص حيث ان ألمانيا، المصنعة لسيارات فارهة وسلع رأسمالية، واحدة من اقتصادات أوروبية قليلة تمكنت من جعل الصين سوق كبيرة لصادراتها. وإذا ذهب هذا المصدر للنمو، يخشى خبراء اقتصاديون من ان تصبح ألمانيا مصدر عدوى من التباطؤ الصيني لاقتصادات أخرى.
وقال مكتب الإحصاءات يوم الثلاثاء إن الناتج المحلي الإجمالي للدولة نما بمعدل 1.5% عن العام السابق. وهذا انخفاض من معدل 2.2% في العام السابق ويعد المعدل السنوي الأبطأ منذ 2013. ورغم ان مكتب الإحصاءات لم يصدر بيانات الربع الرابع، إلا أنه قال ان الاقتصاد قد إستقر دون تغيير في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام عقب إنكماش في الربع الثالث.
وركز خبراء اقتصاديون على البيانات الألمانية الضعيفة في الاونة الأخيرة كعلامة محتملة على نقطة تحول في دورة نمو الاقتصاد العالمي بعد سنوات من النمو القوي. وتأرجحت الأسواق المالية مع تقييم المستثمرين بيانات تجارية ضعيفة وتحركات من بنوك مركزية رئيسية من بينها الاحتياطي الفيدرالي لتشديد السياسة النقدية.
وألمانيا مصدر أساسي للنمو الأوروبي ومقياس للاقتصاد العالمي بسبب إنخراطها الكبير بشكل استثنائي في التجارة العالمية. وبعد عشر سنوات من النمو القوي وتوظيف كامل فعليا، أصبحت الدولة ركيزة إستقرار للقارة التي فيها اقتصادات رئيسية، من بريطانيا إلى فرنسا وإيطاليا، تواجه تحديات سياسية واقتصادية هائلة.
لكن هذا الدور عرضة الأن للخطر. وقد عانت الشركات الألمانية القائمة على التصدير من احتمال خروج بريطانيا بشكل فوضوي من الاتحاد الأوروبي ومن اضطرابات في فرنسا وحماية تجارية متزايدة في الولايات المتحدة وتباطؤ اقتصادي في الصين.
وخفض الخبراء الاقتصاديون لدى البنك الدولي توقعاتهم لنمو الاقتصاد العالمي هذا العام، لكن تشير مؤشرات مؤخرا إنه يوجد خطر من تباطؤ أشد حدة.
والصين مبعث قلق خاص لأنها أكبر شريك تجاري لألمانيا ومحرك رئيسي لأرباح الشركات الألمانية. وقد تباطأ نمو الصادرات الألمانية إلى الصين إلى حوالي 4% في نوفمبر على أساس سنوي من مستويات في خانة العشرات تسجلت في أوائل عام 2018. هذا وهبط المؤشر الرئيسي للأسهم الالمانية، داكس 30، أكثر من 15% منذ منتصف العام الماضي.
قال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي للمشرعين الاوروبيين يوم الثلاثاء إن التطورات الاقتصادية مؤخرا في منطقة اليورو كانت أضعف من المتوقع وإن مظاهر الغموض، لاسيما المتعلقة بعوامل دولية، تبقى بارزة.
وأضاف دراغي أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج إن "قدرا كبيرا من التحفيز النقدي لازال مطلوبا لدعم المزيد من الزيادة في ضغوط الأسعار المحلية وتطورات التضخم على المدى المتوسط".