جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
سيتم إدراج 26 سهما صينيا من الفئة (أ) ذات القيمة السوقية الكبيرة على مؤشر ام.اس.سي.اي للصين، بينما من المقرر ان ينضم 30 سهما من السعودية وثمانية أسهم أرجنتينية لمؤشرات ام.اس.سي.اي القياسية لأسهم الأسواق الناشئة، وهي خطوات قد تجذب مليارات الدولارات من تدفقات المستثمرين.
وقالت ام.اس.سي.اي، التي أعلنت إدراج السعودية والأرجنتين على مؤشراتها يونيو الماضي، إن الأسهم ستنضم إلى مؤشراتها في ختام تداول يوم 28 مايو. وستمثل الأرجنتين 0.26% من مؤشر ام.اس.سي.اي للأسواق الناشئة، بينما سيكون وزن السعودية 1.42%. وقالت الشركة المعدة للمؤشرات إن وزن الأسهم الصينية سيكون 1.76%. وسيشهد المؤشر الخاص بالصين إضافة 31 سهما، من بينهم خمسة أسهم للدولة ليسوا من الفئة (أ).
ولم يتم إدراج أسهم الكويت، التي كانت على قائمة مراقبة الشركة من أجل احتمال ترقيتها. ولازالت تجري الشركة مشاورات حول الدولة وستعلن من المحتمل النتيجة في مراجعتها السنوية في يونيو، وفقا لبافلو تارانينكو، المدير التنفيذي لبحوث المؤشرت في ام.اس.سي.اي. وإذا حصلت على ترقية، قد تخرج الكويت من مجموعة الأسواق الأولية في 2020، تاركة فيتنام—رقم اثنين حاليا ضمن تلك الأسواق—للهيمنة على هذه الفئة من الأصول.
وام.اس.سي.اي هي أكبر شركة معدة للمؤشرات في العالم ومؤشرها للأسواق الناشئة هو الأهم لتلك الفئة من الأصول حيث مدرج منها أصول بقيمة 1.8 تريليون دولار على مؤشرات الشركة اعتبارا من يونيو 2018. وتضاف الأسهم في وقت فيه تشهد أصول الأسواق الناشئة موجة بيع مرتبطة بزيادة التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وكانت الأسهم الصينية بشكل خاص الأشد تضررا.
ويتخلى الأجانب عن الأسهم المقيدة في الصين بوتيرة قياسية. فتم بالفعل بيع أسهم صينية من الفئة (أ) بقيمة 17.4 مليار يوان (2.6 مليار دولار) من خلال روابط تداول مع هونج كونج بما يجعل شهر مايو في طريقه نحو تخطي حجم التدفقات الخاجية التي بلغت 18 مليار يوان في أبريل.
ورغم ان الأسهم الصينية تبقى واحدة من الأسهم الأفضل أداء هذا العام، إلا ان حوالي تريليون دولار فقدتهم أسواق أسهم الدولة من قيمتها السوقية في ثلاثة أسابيع فقط مع تجدد إشتعال النزاع التجاري. ويوم الاثنين، أعلنت الصين زيادة رسوم على سلع مريكية بقيمة 60 مليار دولار كرد إنتقامي على أحدث تصعيد من الرئيس دونالد ترامب للحرب التجارية.
وستزيد ام.اس.سي.اي عامل إدراج الأسهم الصينية كبيرة الحجم إلى 10% من 5%، بحسب البيان، لكن هذا لا يضمن دفعة للسوق. فلم يفعل الإدراج المبدئي للأسهم الصينية العام الماضي ما يذكر في وقف أسوأ موجة خسائر وقتها منذ عشر سنوات. وتعد التدفقات عبر الصناديق التي تتبع مؤشر ام.اس.سي.اي صغيرة مقارنة بحجم سوق الصين، الذي يهيمن عليه المستثمرين الأفراد.
وكان إدراج الأرجنتين مرتقبا منذ وقت طويل من المستثمرين، الذي رأوا عوائد العام الماضي يمحوها موجة بيع في البيزو إضطرت الحكومة لطلب قرض بقيمة 56 مليار دولار من صندوق النقد الدولي. ومؤخرا، هوت أصول الدولة بفعل قلق المستثمرين حول فرصة الرئيس موريسيو ماكري في إعادة انتخابه في أكتوبر.
وعانت الأسهم السعودية أيضا من توترات جيوسياسية قلصت المكاسب التي غذتها التوقعات بقرار ام.اس.سي.اي. وهبط المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية "تداول" 3.6% يوم الاثنين وهي الخسارة الأكبر منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر.
قالت إيستر جورج رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كنساس إنها تعارض تخفيض أسعار الفائدة من أجل رفع التضخم إلى مستوى 2% الذي يستهدفه البنك المركزي، محذرة من ان ذلك قد يؤدي إلى فقاعات في أسعار الأصول وفي النهاية ركود اقتصادي.
وقالت جورج، التي لها حق التصويت على السياسة النقدية هذا العام، يوم الثلاثاء أمام نادي منيسوتا الاقتصادي "تخفيض أسعار الفائدة ربما يغذي فقاعات في أسعار الأصول ويخلق اختلالات مالية ويؤدي في النهاية إلى ركود". وأضافت "في الظروف الحالية، مع انخفاض معدل البطالة بفارق كبير عن مستواه المتوقع على المدى الطويل، لا أرى سببا يذكر للقلق بشأن انخفاض التضخم بشكل طفيف عن مستواه المستهدف على المدى الطويل".
ودعا الرئيس دونالد ترامب وأخرون في إدارته لتخفيض أسعار الفائدة لخلق نمو أمريكي أسرع حيث يستشهدون بغياب تضخم في دعم مبرراتهم لإقدام البنك على تلك الخطوة. وفي نفس الأثناء، دعا بعض المسؤولين بالاحتياطي الفيدرالي على نحو منفصل لإتخاذ البنك المركزي خطوات لعودة ضغوط الأسعار إلى مستواها المستهدف، وتتوقع الأسواق المالية تخفيضا لأسعار الفائدة هذا العام. وقال تشارلز إيفانز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، ان البنك المركزي ربما يحتاج ان يفكر في تخفيض أسعار الفائدة إذا انخفض التضخم إلى حوالي 1.5%.
وقللت جورج، التي هي من بين أشد المؤيدين للتشديد النقدي بين الرؤساء ال12 لفروع الاحتياطي الفيدرالي، من شأن تلك المخاوف.
وقالت جورج في نص خطابها "لست مقتنعة ان انخفاض التضخم بشكل طفيف عن المستوى المستهدف يتطلب تعويضه بتجاوز المستهدف". وتابعت "المستوى الحالي للتضخم ربما يحير مسؤولي البنوك المركزية والمشاركين في الأسواق المالية، لكن في سياق نمو الاقتصاد وزيادات الوظائف، فإنه لا يتطلب ردا من السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي".
ويدرس الاحتياطي الفيدرالي تعديلات محتملة في إطار عمل سياسته ضمن مراجعة مدتها عام. وتشمل الأفكار التي يتم مناقشتها السعي وراء التضخم عند 2% المتوسط خلال فترة زمنية، فيها يسمح المسؤولون عن قصد بأن تتجاوز ضغوط الأسعار المستوى المستهدف لتعويض فترات فيها يكون التضخم دون 2%.
قال نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني إن إيطاليا ستكون مستعدة لخرق القواعد المالية للاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز التوظيف مما أحدث هزات عبر الأسواق المالية للدولة.
وأبلغ سالفيني الصحفيين في فيرونا بينما يخوض حملة انتخابية قبل انتخابات البرلمان الأوروبي هذا الشهر "إذا أردنا كسر بعض القيود، مثل 3% أو 130-140%، سنشرع في ذلك"، في إشارة إلى قيود التكتل على مستويات عجز الميزانية أو الدين الحكومي.
وانخفض عائد السندات الإيطالية لآجل عامين ليلامس العائد أعلى مستوياته منذ فبراير بعد تعليقات سالفيني، الذي يدير فعليا الائتلاف الحاكم الشعبوي لإيطاليا بجانب النائب الأخر لرئيس الوزراء لويجي دي مايو. وارتفع عائد السندات القياسية لآجل عشر سنوات 5 نقاط أساس إلى 2.75%.
وقال سالفيني، الذي إنتقد في أكثر من مرة بروكسل خلال الحملة الانتخابية، في وقت سابق من هذا الشهر ان الضرائب يجب تخفيضها حتى إذا إنتهك ذلك الحد المسموح به للعجز كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي عند 3%. وتتوقع المفوضية الأوروبية ان يصل عجز ميزانية إيطاليا 3.5% في 2020 على إفتراض عدم زيادة ضريبة القيمة المضافة أو إجراء مشابه.
وقال سالفيني "حتى تنخفض البطالة بمقدار النصف في إيطاليا، حتى نصل إلى 5%، سننفق كل شيء يتعين علينا إنفاقه". "وإذا إشتكى شخص في بروكسل، فتلك ليست مشكلتنا".
قال الزعيم الأعلى الإيراني أية الله علي خامنئي يوم الثلاثاء إنه لن تكون هناك حرب مع الولايات المتحدة رغم التوترات المتزايدة بين العدوين اللدودين حول القدرات النووية لإيران وبرنامجها من تطوير الصواريخ.
وفي تعليقات أمام مسؤولين كبار نقلها تلفزيون الدولة، جدد خامنئي القول أيضا ان إيران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة حول اتفاق نووي.
وأضاف "لن تكون هناك أي حرب. الدولة الإيرانية إختارت مسار المقاومة".
نفى الرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء تقرير حملته صحيفة نيويورك تايمز بأن المسؤولين الأمريكيين يناقشون خطة عسكرية لإرسال ما يربو إلى 120 ألف جنديا إلى الشرق الأوسط للتصدي لأي هجوم أو تسريع إيران لمساعي إمتلاك سلاح نووي.
وأبلغ ترامب الصحفيين في البيت الأبيض "أعتقد ان هذا خبر كاذب. هل قد أفعل ذلك؟ بكل تأكيد. لكننا لم نخطط لذلك بعد. ونتمنى ألا نضطر للتخطيط لذلك. وإذا فعلنا، سنرسل أعداد أكبر بكثير من الجنود".
ارتفعت أسعار النفط بعد ان أعلنت السعودية وقوع هجمات بواسطة طائرات بدون طيار على محطتي ضخ نفط، في أحدث تصعيد لتوترات الشرق الأوسط بعد ان تعرضت ناقلات نفطية للتخريب يوم الأحد.
وربحت العقود الاجلة 1% معوضة تراجعات يوم الاثنين. وهاجمت طائرات مجهولة بدون طيار محطتي ضخ تابعتين لأرامكو السعودية مما أجبر شركة النفط المملوكة للدولة على ان تعلق أعمالها في المنطقة لتقييم ما قالت المملكة إنه تأثير "محدود". ويأتي ذلك بعد تلفيات تعرضت له ناقلات نفطية كانت ترسو قبالة دولة الإمارات يوم الأحد.
وقفزت تقلبات النفط هذا الشهر حيث يواجه الخام خطر نشوب حرب تجارية شاملة تهدد الطلب، بينما يثير إحتدام التوترت في الشرق الأوسط وتعطلات إنتاج من النرويج إلى نيجريا شكوكا حول المعروض. وأصبح نشاط التنقيب الأمريكي وقرار وشيك من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها حول تمديد تخفيضات إنتاج يحتلان مرتبة ثانوية في الأهمية عن تلك الأزمات المتنوعة.
وصعد خام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو 58 سنتا إلى 61.62 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية في الساعة 8:42 بالتوقيت المحلي. وأغلق الخام على انخفاض 62 سنتا عند 61.04 دولار يوم الاثنين.
وارتفع خام برنت تسليم يوليو 1.3% إلى 71.17 دولار للبرميل في بورصة لندن بعد ان خسر 0.4% في تعاملات سابقة.
وقال وزير الطاقة خالد الفالح في بيان إن محطتي الضخ رقم 8 و9 بخط الأنابيب شرق-غرب، الذي يحمل النفط من المنطقة الشرقية للسعودية إلى ميناء ينبع المطل على البحر الأحمر، تعرضتا للهجوم من طائرات بدون طيار. وهذا أشعل حريقا تسبب في ضرر طفيف للمحطة رقم 8، لكن تمت السيطرة علي الحريق في النهاية.
وإتخذت أرامكو إجراءات وقائية وأوقفت بشكل مؤقت خط الأنابيب، وتقيم الأن الوضع وتعمل على إعادة الخط إلى وضعه الطبيعي.
وقال المتمردون الحوثيون في اليمن المجاورة—الذين يتلقوا دعما من إيران—في وقت سابق إنهم إستهدفوا منشآت سعودية حيوية بواسطة طائرات بدون طيار.
وبينما الطبيعة المحددة للهجمات على محطات الضخ أو ناقلات النفط تبقى غير واضحة، إلا إنها تفاقم التوترات في المنطقة. وإزداد العداء بين الولايات المتحدة وإيران هذا الشهر بعد ان أنهى الرئيس دونالد ترامب إعفاءات من عقوبات على مبيعات النفط الإيراني.
وهددت الجمهورية الإسلامية في السابق بوقف شحنات النفط عبر مضيق هرمز إذا أوقفت العقوبات صادراتها من الطاقة. ونشرت الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات قنابل وصواريخ دفاعية في المنطقة الاسبوع الماضي.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إن المحادثات التجارية مع الصين لم تنهار، واصفا الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم "بمشاحنة صغيرة".
وأدلى بالتعليقات في البيت الأبيض بعد ان صعدت بكين وواشنطن التوترات بينهما بتبادل فرض رسوم إنتقامية على واردات بقيمة مليارات الدولارات.
ضغط الرئيس دونالد ترامب على بنك الاحتياطي الفيدرالي "لمضاهاة" ما قال إن الصين ستفعله لتعويض الضرر الاقتصادي الناتج عن الرسوم العقابية حيث يسعى للإستعانة بالبنك المركزي الأمريكي في حربه التجارية المتصاعدة.
وقال الرئيس في تغريدة يوم الثلاثاء "الصين ستضخ أموالا في نظامها المالي وربما تخفض أسعار الفائدة، كما جرت العادة دائما، من أجل تعويض النشاط الذي يفقدونه وسيفقدونه". وتابع "إذا فعل الاحتياطي الفيدرالي بالمثل، ستنتهي اللعبة، ونربح! على أي حال، الصين تريد اتفاقا".
وتعد دعوته الصريحة لأن يكون الاحتياطي الفيدرالي سلاحا في حربه مع الصين تصعيدا واضحا في جهود ترامب المتكررة للضغط على البنك المركزي الامريكي من أجل تحفيز الاقتصاد الأمريكي، على الرغم من ان النمو قوي والبطالة عند أقل مستوى في 49 عاما. وربما تساعده أيضا تلك التعليقات في توجيه اللوم إلى الاحتياطي الفيدرالي إذا تسبب تصاعد حدة الخلاف التجاري في تعثر الاقتصاد الأمريكي في وقت يسعى فيه لإعادة إنتخابه في 2020.
ومن المتوقع ان تثير تعليقات الرئيس مخاوف في دول أخرى حول إستعداد ترامب لكسر أعراف قائمة منذ زمن طويل للدبلوماسية الاقتصادية الدولية. ولطالما إشتكت الولايات المتحدة من حكومات أخرى تمارس ضغطا سياسيا على بنوك مركزية وزعمت ان سياسة الاحتياطي الفيدرالي تقودها أولويات اقتصادية محلية وليس أي منافسة دولية.
ورفع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أربع مرات العام الماضي لكن منذ وقتها أشاروا إلى توقف مستمر حيث ينتظرون ان تساهم قوة سوق العمل في رفع التضخم الذي يبقى منخفضا جدا بشكل متواصل.
وبينما تتوقع الأسواق المالية ان يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في العام القادم، أشار رئيس البنك جيروم باويل وزملائه إنهم لا يرون دافعا قويا لتحريك أسعار الفائدة سواء بالزيادة أو التخفيض. وشددوا أيضا على أنهم سيتخذون قراراتهم بدون أي إعتبارات سياسية.
ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الثلاثاء مما يهديء بعض الضغوط على المؤشرات الرئيسية بعد واحدة من أكبر موجات البيع هذا العام.
وأضاف مؤشر داو جونز الصناعي 132 نقطة أو 0.5% إلى 25458 نقطة في أحدث تداولات، بينما ارتفع مؤشر اس اند بي 500 بنسبة 0.7%. وصعد مؤشر ناسدك المجمع أيضا مرتفعا 0.7%.
وإنحسرت التوترات التجارية بعض الشيء قبل فتح تعاملات يوم الثلاثاء، مما يساعد في إنعاش سوق الأسهم التي تعاني وسط صدام اقتصادي بين الولايات المتحدة والصين. وفي سلسلة من التغريدات يوم الثلاثاء، واصل الرئيس ترامب الإشارة ان الدولتين قد تتوصلان إلى هدنة، بما قد يجنب أي تصعيد أكبر في الرسوم.
وكتب ترامب في تغريدة "يمكننا إبرام اتفاق مع الصين يوم غد"، مضيفا "يمكننا إبرام اتفاق مع الصين" عندما "يكون الوقت مناسبا".
ورغم ذلك، كانت مكاسب يوم الثلاثاء متواضعة مقارنة بمدى تراجعات الأسهم منذ ان طفت توترات تجارية على السطح. ويبعد مؤشر اس اند بي 500 أكثر من 4% من مستوى قياسي مرتفع تسجل يوم 30 أبريل بعد ان إنهارت مفاوضات بين مسؤولين أمريكيين وصينيين، مما مهد الطريق أمام الدولتين لفرض جولة جديدة من الرسوم على السلع المستوردة.
وقال محللون ان المستثمرين يعيدون تقييم الأسهم بعد ان إنحسر احتمال التوصل لإتفاق تجاري، مع تركيز أغلب البيع على شركات التصنيع والتكنولوجيا التي لديها إنكشاف على الصين. ورجعت جزئيا مكاسب بلغت نحو 18% لمؤشر اس اند بي 500 بين يناير وأبريل إلى توقعات المستثمرين بأن المسؤولين الأمريكيين والصينيين سيتوصلون إلى اتفاق جديد هذا العام.
كان من بين أكثر ردود الأفعال المفاجئة من الصين تجاه الحرب التجارية هو إحجامها عن إستغلال إمبراطوريتها الضخمة من إعلام الدولة في حشد تأييد الجبهة الداخية. وهذا تغير منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيادة رسوم على سلع صينية بقيمة مائتي مليار دولار بأكثر من الضعف.
وفي الأيام الأخيرة، عادت العبارة المحظورة في السابق "الحرب التجارية" إلى إستخدام واسع الإنتشار في وسائل الإعلام الصينية. وفي نفس الأثناء، عرضت منافذ إخبارية رسمية بشكل بارز تعليقات تدعو إلى مقاومة موحدة للضغط الأجنبي، بما في ذلك مقالة إفتتاحية في صحيفة جلوبال تايمز القومية تصف فيه الخلاف التجاري "بحرب شعبية" وتهديد لكل الصين.
ولاقت هذه المشاعر جمهورا متحمسا حيث جذب مقطع فيديو بثه تلفزيون الدولة يتعهد "بالقتال حتى النهاية" أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة منذ يوم الاثنين. وكان هذا المقطع المصور الأكثر تداولا على وايبو منصة الإعلام الاجتماعي للصين المشابهة لتويتر في وقت سابق من اليوم الثلاثاء.
ويسلط هذا التحول في اللهجة الضوء على مخاطر بأن الحزب الشيوعي الصيني يتجه نحو موقف أكثر نزعة للقومية حيث تستمر الحرب التجارية وتلقي بثقلها على النمو الاقتصادي. وتعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، مثل ترامب، بإنعاش اقتصاد دولته ولا يمكنه ان يتحمل ان يبدو ضعيفا في وجه قوة خارجية.
وحتى الأن، سعت وسائل إعلام الدولة الصينية إلى منع وصول المشاعر القومية إلى الحد الذي غذى ردة فعل غاضبة ضد المصالح اليابانية عندما إندلع خلاف حول سيادة أراضي في 2012. وحتى الأن، ركزت تعليقات وسائل الإعلام اللوم على الحكومة الأمريكية، وليس الدولة ككل.
على سبيل المثال، يتجنب تعليق تم نشره في صحيفة الشعب الصينية التابعة للحزب الشيوعي أي إشارة لاسم ترامب وتشير فقط إلى "أشخاص معينين في أمريكا مشغولين أكثر من اللازم بما يعرف بالعجز التجاري الضخم"، حسبما قال ديفيد باندورسكي من تشينل ميديا بروجيكت، وهو برنامج بحوث مستقل تابع لجماعة هونج كونج.
وقال باندورسكي إن المقالة "تحاول تجنب أي شعور بالعداء العام تجاه الولايات المتحدة، وتشدد على ان الشعب الأمريكي والشركات الأمريكية تخسر نتيجة الرسوم". وتابع "الأن الرسائل من القيادة إلى إعلام الدولة كلها حول السير بحذر".
وعلى الرغم من أن استخدام عبارة "الحرب التجارية" في وسائل الإعلام الرسمية يشير إلى تصاعد حدة اللهجة، إلا ان بعض المنافذ الإعلامية لازال محظور عليها إستخدام تلك العبارة، وفقا لشخص مطلع على الأمر. وأشار هذا الشخص إن البديل المقترح"هو بيئة خارجية غير واضحة"، مضيفا ان سلطات الدعاية وجهت المنافذ الإعلامية للتشديد على استقرار وصلابة الاقتصاد الصيني.
ويعد صعبا الحفاظ على هذا التوازن في دولة فيها كل أطفال المدارس يتعلمون عن "قرن الإذلال" الذي مرت به الدولة على يد القوى الإستعمارية. ووجد نائب رئيس الوزراء ليو هي نفسه بالفعل يواجه مقارنات صريحة بمسؤول في أسرة تشينغ الذي وقع على معاهدة في 1895 مع اليابان للتنازل عن جزيرة تايوان.
ولذلك شدد ليو في تعليقات لوسائل إعلام الدولة بعد ان فشلت محادثات تجارية يوم الجمعة في واشنطن ان أي اتفاق يجب ان يكون "متوازنا" لضمان "كرامة" الدولتين.
وجاءت تغريدات ترامب لإعلام الرسوم في وقت حرج بشكل خاص—غداة إحياء الصين الذكرى المئة على ثورة شعبية ضد قادة الدولة. وتعد حركة الرابع من مايو، التي أدت إلى تأسيس الحزب الشيوعي، تذكيرا بمخاطر الفشل في الوقوف في وجه القوى الخارجية.
وكان الثلاثاء الماضي أيضا الذكرى العشرين لتفجير الولايات المتحدة السفارة الصينية في بلجراد. وبينما وصف الجانب الأمريكي الحادث بالخطأ، إحتج متظاهرون صينيون خارج السفارة وتدهورت العلاقات وقتها إلى مستوى متدن.
وكان ماو تسي دونغ الأب الروحي للحزب الشيوعي هو من إستخدم عبارة "الحرب الشعبية" المذكورة في المقالة الإفتتاحية لجلوبال تايمز وذلك في خطاب يستشهد به كثيرا عام 1938 والذي قال فيه ان الصين ستطرد في النهاية الغزاة اليابانيين. ومن المأثور في هذا الخطاب قول ماو ان بينما يتأثر الصراع بعناصر سياسية واقتصادية وعسكرية وجغرافية، إلا ان الشعب هو العامل الحاسم.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء، نشرت صحيفة الشعب، بوق الحزب الشيوعي، صورة على حسابها بتطبيق "وي تشات" للعلم الصيني مع كلمات "تتباحث—حسنا!...تقاتل—سنكون حاضرين". وحملت الصورة عبارة "تريد إرهابنا فأنت واهم".